رواية البداية بعد النهاية الأقل قيمةً بين المناجل

الفصل 401

عنوان الفصل: الأقل قيمة بين المناجل

المترجم : Soloris Zilinx

-------------------------------

( منظور نيكو سيڤَر)

على طاولة العمل الخاصة بي و المصنوعة من الخشب الداكن، تم تعقيم مجموعة من الأجزاء المتفرّقة بواسطة ضوء لامع صادر من قطع أثرية مخصّصة لذلك. رونيّات فضية انتشرت حول حافّة طاولة العمل الخاصة بي و عبر سطحها اتخذت شكل دوائر مختلفة الأحجام.

التقطت أقرب جسمين إلي كانا شبه متطابقين: يمتلكان شكلاً سداسيًّا متناسقًا يتخلّلهما مجموعة من الأخاديد و الشقوق المحفورة بداخلها. كلاهما تم صنعهما من مزيج من المعادن يغلب عليه الفضة، بدلاً من أن يكونا من الفضة الخام - كان لديّ شكُّ بأنّ للأمر علاقة بقدرته الأكبر على ايواء بلّورات المانا المفعلّة، لكن يتَوَجّب عليّ القيام بتجربة كِلَا التّركيبتين (م م: يقصد أنه مزيج معدني يغلب عليه الفضة في صنع هذه الأدوات، و هو يريد تجريب ادوات مصنوعة من الفضة النقية) حتى أرى أي منهما يستطيع الصمود بشكل أكبر و ينقل المانا بشكل أكثر فعاليّة.

كان أمامي آلاف المتغيّرات لكي أراعيها أثناء قيامي بمشروع 'التشبيع بالمانا' المعقّد هذا، و لم يكن بامكاني تقديم شيء أقل من المثاليّ.

الْتَقَطَت نَظْرَتِي عيبًا على حافة أحد الأخاديد الداخلية للأداة في يدي. محبطاً من ذلك أخذت نفسًا، ثم ألقيتها مجددا على سطح منضدة العمل الخشبية.

تأخير آخر. هذا العيب سيمنع بلورة المانا من أن تتناسب مع مكان وضعها بشكل صحيح. و سأضطر إلى طلب البديل لها من صائغ فضّة مختلف أيضا.

ارتجفت عيني اليمنى، و احدى ذكرياتي عن الأرض طغت على تفكيري.

في هذه الذكرى، ربما كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري، جالسا بمفردي خلف مبنى الميتم. مع سكين جيب صغير في متناول يدي، كنت أنحت به في عصا خشبية وجدتها في هذا الشارع. لم أكن أنحت شيئا مميزا، فقط بضعة دوائر حول تلك العصا ما يجعلها تبدو نوعا ما كأنها عصًا سحرية.

كنت قد نحتّ بالكاد نصف تلك العصا عندما انزلقت تلك السكين و تسبّبت بجرح عميق في ابهامي. كان مؤلمًا، لكني كنت خائفا أكثر من فكرة الامساك بي بالسكين. المديرة (ويلبك) ستأخذه مني و توبخني، ثم سيكون عليّ أن أتحمل نظرة غراي الغبية التي تقول -أنا أعاني بسببك- لمدة أسبوع كامل. لقد كان درسا صغيرا لكنه مهم لي.

كن أكثر حذرا، انتبه، لا تلفت الانتباه لك. و اختبيء عندما تتعرض للأذى.

الحياة كانت تتكون من آلاف اللحظات الصغيرة مثل هذه ... حيث الخوف و الألم أكثر وضوحا من أي مشاعر أخرى، حتى يتعلم المرء أن لا يلمس سطحا ساخنا أو يضع ابهامه على الجانب الخطأ من النصل. لقد كانت الجزء الأكبر الذي يساهم في صياغة شخصية المرء.

بدون تلك الذكريات، ما الذي سيصبح عليه المرء ؟.

في مواجهة أسئلة لم أملك اجابة عليها، وصلت إلى تلك اللامبالاة التي شعرت بها بعد استيقاظي في ذلك المختبر أدناه ... بعد أن دمر (غراي) نواتي و تركني لأموت.

بعد أن فعلت (سيسيليا) المستحيل و شفتني مرة أخرى.

ضربت بقبضتي على طاولة العمل، مما جعل الأجزاء المُعدّة تتطاير.

نواة التنين التي سرقتها تدحرجت خارج دائرة من الرونيات و اتجهت نحو حافة الطاولة. اختفت نوبة الغضب تلك بسبب شعوري المفاجيء بانذار بالخطر، و اندفعت مباشرة عبر الطاولة لأمسك بالنواة، و احتضنتها بكلتا يَدَيْ.

ممسكًا بالنواة ذات القشرة الصلبة و الباردة، كان من الأسهل تجاهل صوت الغضب الذي ملأني و التركيز على شعوري باللامبالاة بدلا من ذلك. سأحتاج ذلك الشعور بالسيطرة. طالما كانت هذه الذكريات تغزوا ذهني عن حياتي السابقة - في كل من الأرض و ديكاثين عندما كنت ذلك الأحمق (إيليجا)- لقد كانت مزعجة، أيضا شعرت بنوع من الحماية من قبل محتوياتها.

لقد كانوا ملكاً لي، و الآن بعد أن استعدتهم، لن أتخلى عنهم مرة أخرى.

مما يعني أنه سيكون لدي سر لا يعلمه (أغرونا). كان هناك شيء مثير حول هذا الاحتمال. و مع ذلك، لم يكن رجلاً يمكن خداعه بسهولة. سأحتاج إلى التظاهر بنقص السيطرة بينما أمسك بالفعل بقبضة حديدية على نفسي ومشاعري. لم أستطع إعطائه أي سبب للعبث بعقلي.

تسبب تفكيري بكل هذه التفاصيل في شعوري بالذنب الذي لم أستطع تجاهله.

(سيسيليا).

على الرغم من حرصي الشديد على التحدث معها بعد ظهور ذكرياتي القديمة مجددا، إلا أنني لم ألتقي معها إلا لفترات وجيزة، و لم أجد بعد نقطة الانطلاق للمحادثة التي كنت أعرف أننا بحاجة للقيام بها. في تلك اللحظة بالذات، كانت تمتلك بالفعل العديد من الذكريات الزائفة التي تشوش ذهنها، ذكريات ساعدت في تطويرها. و الأكثر من ذلك أنني و رغم كل ما جرى لا أعلم بالضبط عدد اللحظات الصغيرة من حياتها السابقة التي كانت تفتقدها بالفعل.

كم كان مقدار الجزء الذي لا يزال سليما منكِ و الذي جعلك الشخص الذي أحبه أكثر من غيره في كل العالم؟ تساءلت، و قمت بعض الجزء الداخلي من شفاهي حتى تذوّقت الطعم المعدني لدمي.

أغلقت عيْنَي بقوّة، شددت وجهي و تشدّدت عضلاتي، ثم أطلقت ذلك التوتر. إذا استسلمت لهذا الظلام العميق و البارد لهذه الأفكار الآن، فلن أتمكن من اكمال مهمتي الحالية أبدًا.

بمنتهى العناية أعدت النواة فوق طاولة العمل و بهدوء قمت بفحص مجموعة الأجزاء تلك و المعدّات التي تحصّلت عليها.

كان الأمر ليصبح أكثر بساطة لو لم أكن بحاجةٍ أيضا لإبقاء أنشطتي هذه بعيدًا عن علم (آغرونا) - أو أي قدر ممكن على الأقلّ ...

كانت المشكلة في عدم مقدرتي على صنع كل شيء بنفسي. بالتأكيد كان قصر حديقة 'تايغرين' يمتلك المرافق التي تمكنني من ذلك، لكن كل ما سأفعله هناك يتم مراقبته. و إذا طلبت كل المواد من نفس الموردين و الحدادين، سأخاطر بالتخلي عن معظم الأجزاء من المخطط الذي صممته. و لهذا قمت بجمع كل ما أحتاجه بهدوء و بشكل مجزّأ.

كان هذا أفضل اجراء لإبقاء الأمور هادئة، و لكنه ليس الأفضل لفعالية العمل. بالاضافة إلى السداسي الذي لا يعمل، كنت قد تلقيت بالفعل ثلاث بلورات مانا معيوبة، و قطعة من خشب شحن المانا أقصر من المطلوب بثلاثة انشات، و أيضا طلبيّة من الزئبق المكرّر الملوّث بسولفيدات الزئبق الحمراء.

(م م1: المؤلف استعمل كلمة شار-وود الأخيرة تعني الخشب بوضوح الأولى ارتأيت كونها اختصار لكلمة CHARGING فهو يعمل على مشروع لنقل المانا و تبيع الأدوات و البلورات بها، لهذا ستكون الترجمة الأقرب الخشب المستخدم لشحن المانا).

(م م 2: المؤلف ذكر أحد الشوائب التي تكون سببا في عدم ملائمة الزئبق لعملية فصل المركبات الغير عضوية، تدعى أيضا بالزئبق الأحمر و تكون على شكل كتل).

لكن تلك الذكريات القديمة التي عادت ذكرتني بالضبط بنقطة قوتي. لفترة طويلة حتى هذه اللحظة، كنت أعتمد على القوة الخام المتأصلة في هذا الجسد من دماء الفريترا الذي تجسدت به. جعلتني أتمتع بالقدرة على اتقان أحد فنون عرق الفريترا التي تدعى مانا الانحلال و التي جعلتني أقوى من معظم السحرة في هذا العالم، و قد اعتمدت على هذه القدرات تماما طوال فترة تدريبي في قصر حديقة 'تايغرين'. حتى الرونيات التي تنتشر على طول الجلد الذي يغطي عمودي الفقري بدت تافهة بالمقارنة بها.

لكن مع المزيد من الذكريات التي أسترجعها على شكل دفعات، أدركت أنني أمتلك شيئا آخر أيضا، و هو شيء لم يمتلكه أي آلاكريّ آخر.

على كوكب الأرض، كنت مشعوذًا تقنيّا، أتقنت المباديء العلمية المتقدمة في سن مبكّرة لتحقيق انجازات عظيمة، مثل السيطرة على الكي في جسد (سيسيليا) مما سمح لها بالتمتع بما يشبه الحياة الطبيعية. بعد وفاتها ... تقدّمت أكثر عبر تكريس نفسي لبحوثي، و تعلّمت كل شيء عن الهندسة، الفيزياء و كل ما أمكنني الوصول إليه فيما يخص الدراسات المتعلقة بطاقة الكي.

كان مقدارًا مذهلًا من هذه المعرفة يمكن تحويله بشكل مباشر إلى سحر عمليّ، و خاصة صنع الأدوات و تشبيعها بالمانا. كان لا بد من الحصول على مصدر للطاقة و نقلها بكفاءة مناسبة، تقديم التعليمات، و اخراج الطاقة للحصول على نتائج محدّدة.

بالنسبة للكفاءة، ردّدت لنفسي. أنها المشكلة الحقيقية. ان كان ما أفعله سينجح بشكل ما، يجب أن يسمح بالتلاعب التامّ و الفعّال بالمانا، بدون تواجد أي تأخير أو خسارة لها.

في قارة ديكاثين تم تدريبي على كيفية التلاعب بالمانا المتواجدة في الغلاف الجوي، و ليس فقط الاعتماد على رونياتي و التعاويذ السحرية التي قدمتها. ذهبت إلى واحدة من أفضل مدارس السحر في تلك القارة و درست تحت إشرتف أساتذة موهوبين، تعلمت حول نظرية المانا و نوع من التلاعب الذي لم يتم دراسته في قارة آلاكريا.

تم تعليم السحرة كيفية فهم شكل التعويذة ، لأجل صياغة المانا بأذهانهم ونياتهم و من خلال الترنيمات والأجهزة الأخرى ، مثل الصولجانات. كان أمرًا صعبًا، واستغرق وقتًا أطول ، لكنه كان أكثر تنوّعًا. يمكن للسحرة تعديل ما يركّزون عليه من خلال نواياهم أو كلمات الترانيم لتغيير مخرجات التعويذة ، أو حتى ابتكار تعويذة جديدة تمامًا.

من ناحية أخرى ، يمكن إتقان الأحرف الرونية ولكنها لن تتغير أبدًا. تم إصلاحهم لموائمة الفائدة التي يقدمونها لكل من نواة وجسم الساحر. وبدون استخدام الرونيات الجديدة التي يتم منحها ببطء من قبل خدم (آغرونا) ، لا يمكن لأي ساحر من ألاكريا أن يحقق تقدمًا حقيقيًا ، حتى بين المناجل.

لكن لم يكن هناك سبب يجعلني أعتمد على (آغرونا) للحصول على القوّة. ليس بكل المعرفة والمهارة التي كانت تحت تصرفي.

لقد رأيت كل شيء بشكل أكثر وضوحًا الآن بعد أن تم تدمير نواني وإعادة بنائها.

(سيسيليا) قد حقّقت معجزة لا زلت غير قادر على فهمها، و هي اعادة هبة السحر لي، لكن ذلك لم يكن بدون تكلفة بالمقابل. إن نواتي الآن ضعيفة. و هذا يعني أن الجميع يراني ضعيفا.

لكن كان العالم يتغيّر. كان كل شيء يتبدّل من حولنا ، ويصبح أكثر خطورة يومًا بعد يوم. و (سيسيليا) مشغولة للغاية منذ أن تعافيت ، وعرفت أن هناك سببًا واحدًا فقط لذلك. (آغرونا) يقوم بإعدادها للحرب القادمة.

إناعتقدَت أنني ضعيف جدًا ، فستتركني وراءها. سيكون هناك حزن في عينيها عندما تفعل ذلك ، وستؤمن حقًا أن ذلك كان لحمايتي ، لكنه سيدمرنا. لم تكن تنظر إلي بنفس الطريقة مرة أخرى ، وكان (آغرونا) يُخرجني ببطء من الصورة. قريبًا، ستصبح مجرد سلاح بالنسبة له ، والأسوأ من ذلك كله ، أنها لن تعرف حتى أنها تريد أن تكون أي شيء غير ذلك.

يجب علي أن أبقى بجانبها، عليّ أن أحميها.

(م م: يا حنين، يا ريت الكاتب ينهي معاناتكما مع أقرب قتال ضد كيزيس اندراث أو احد جنرالاته، حتى نفتك منكم، و تتبقى المحاور الأهم بالقصة، أسوأ ما في هذا الفصل أن أضطر لترجمة الهراء المتعلق بالرومنسية المعاقة بين المعتوه نيكو و المدللة تيس-سيسيليا شخصية أنثوية معاقة سواء بعالم الكي أو عالم المانا، فتاة مدللة كل شيء مهيأ لها بدون سبب و لا تبرير مناسب، فقط حتى تكون هناك شخصية أنثوية مؤثرة على سير القصة و بكلا العالمين).

وسأفعل أي شيء للتأكد من أنني قوي بما يكفي للقيام بذلك.

مع صب كامل تركيزي على هدفي ، رفعت غصنًا أسود طويلًا ملتويًا من خشب شحن المانا -خاطرت باقتحام مخازن (آغرونا) الخاصة بعد أن كانت العينة الأولى غير كافية. جاء خشب شحن المانا من موطن (آغرونا) في إفيوتوس ، كان صلبًا مثل الفولاذ ومثاليًا حتى يعمل السحر الروني، و لكنه أيضًا نادر جدًا ومكلف. وصلت العصا التي يبلغ طولها ستة أقدام إلى نقطة حادة في أحد طرفيها بينما الطرف الآخر أوسع من حيث تم قطعها من شجرتها.

حملت أداة تشبه إلى حد ما ملعقة مسطحة تتقاطع مع مشرط وضغطتها على خشب شحن المانا. قفزت المانا من يدي إلى مقبض الأداة ، وحوّلت الأحرف الرونية المخبأة تحت الغلاف المصنوع من الجلد تلك المانا إلى حرارة. في لحظات ، كانت المغرفة ذات اللون الأسود المعدني تتوهج باللون البرتقالي.

ضغطت رأس الأداة بشدة على الخشب الخام المستخدم لشحن المانا، مما أدى إلى إنطلاق خيوط رقيقة من الدخان تفوح منها رائحة الفانيليا. شحنتُ عضلاتي بالمانا ، دفعت الأداة أكثر في الخشب ، لكنني لم أستطع سوى عمل خدش رقيق عليه. صررت على أسناني ، وكررت العملية ، ثم مرة أخرى ، في كل مرة أنزع منها قشرة رقيقة.

بعد عشرين دقيقة ، قمت بصنع حفرة ضحلة في العصا. بعد ساعة ، كان لدي حفرة غير مستوية. بعد ساعتين، تمكنت من نحت الواجهة التي رغبت بها بدقة.

بعد ذلك ، أخذت أحد التركيبات المعدنية ، وقمت بفحصها مرتين للتأكد من أنها كانت مثالية. و ضغطتها على الواجهة التي قمت بنحتها، ثم أخذت مطرقة صغيرة و طرقت عليها. أغرق رنين المطرقة جميع الأصوات الخفية الأخرى للقلعة ، مثل تحرك الخدم ذهابًا وإيابًا في الردهة بالخارج و رشقات سحرية مكتومة من إحدى غرف التدريب أدناه.

بعد أن وضعت المطرقة جانبا، تحققت من النتائج : لقد استقر التركيب الفضي تمامًا على الواجهة المنحوتة، و فجأة بدت العصا العادية و كأنها شيء أكثر مما كانت عليه سابقا. لم تعد قطعة خشب من الطبيعة ، بل شيئًا تم صنعه و له غرض معين.

أخذت قطعة أخرى من طاولة العمل ، أدخلت جوهرة سداسية في التركيب السداسي. بدا الحجر الأحمر اللامع دمويًا ومظلمًا بمقابل الخشب الأسود ومعدن الفضة. لكنني لم أضع الحجر بشكل دائم. بدلاً من ذلك، هززته حتى أصبح أقل تماسكا في مكانه و أعدته مرة أخرى لمكانه على طاولة العمل ، قمت بتقليب العصى مرارًا، ثم إلتقطت أداة النحت مجدّدا.

"تبدو مثل مشروع مبهر".

جفلت بشدة لدرجة أنني كشطت أداة الكشط (النحت) على مفاصلي. لقد زادت درجة حرارته لما يكفي حتى تخترق حاجز المانا الخاص بي و تحرق اللحم تحته. لقد شتمت ورميت الأداة الغبية مرة أخرى على الطاولة.

(م م: لا غبي غيرك في هذه الرواية كاملة يا أبله، قد يكون سببا في تركي الرواية هذه الشخصية الساذجة و الغير منطقية من الناحيتين العاطفية و تأثيرها المبالغ به الذي أتوقعه على مستقبل القصة، قد يصل الأمر بتسببه بموت الشخصية الرئيسية بنهاية القصة حتى يرتاح هذا الأحمق المعتل عاطفيا و عقليا).

"أوه، أنا آسفة" (سيسيليا) هرعت إلى جانبي (م م: اتلم تنتون على تنتن واحد نتن و الثانية أنتن)، انحنت للأسفل و أخذت يدي المصابة في يدها.

تساءلت و توترت أعصابي كم من الوقت كانت تقف هناك ، ثم أدركت أنها لا بد أنها جاءت بينما كنت أطرق.

عضت على شفتها وهي تتفقد الجرح ، وعندما نظرت إلى عيني ، كانت عينيها تتألقان "هل أنت بخير؟".

"بخير" قلت لها بنبرة صوت حادة، ثم أضفت "أنا بخير" بنبرة صوت أنعم. (م م: الله على روميو و جولييت ذوي الاحتياجات الخاصّة، مستقبلا قد أتجاوز ترجمة الفصول التي تحتوي على هاتين الشخصيتين مرارتي لم تعد تتحمل هذا الهراء الرومنسي المعتوه لشخصيتين يتم تضخيم دوريهما في القصة بدون تبرير منطقي واحد لسبب خياراتهما سواء في عالم الكي ربما صغر السن نسبيا أو غبائهما و استسلامهما لمخططت آغرونا في عالم المانا الغير مبررين من قبل الكاتب)

خرجت المانا من أطراف أصابعها ثم عبر الجرح قامت بتبريد لحمي و تخفيف تلك اللدغة الحارقة. كانت المانا الخاص بي تنتشر بالفعل عبر جسدي لتحسين معدل الشفاء أيضًا.

" في الواقع، أنا سعيد لأنّكِ هنا" أضفت بعد وقفة محرجة حيث حدّقنا فقط في بعضنا “أريد أن أتحدث معكِ عن شيء ما.”

بإبتسامة حزينة على وجهها وَجّهت عينيها بمهارة نحو الباب. "يجب أن تنتظر، أخشى أنه قد تم استدعاؤنا من قبل (آغرونا). جميع المناجل و أنا".

حملت نبرتها نفس عدم اليقين الذي شعرت به انا نحو هذا الخبر. كان من النادر أن يتم جمع كل المناجل مرة واحدة.

"هل تمتلكين ----"

"لا، لكنه ... غاضب" ثم قالت ببطء "لم أره هكذا من قبل". (م م: يا ريت ينجن و يضحي بكما من أجل اعادة تجسيد شخصية فخمة لدفع الرواية للأمام بدلا منكما و حياتكما البائسة عديمة المعنى و المنطق).

أردت أن أخبرها أنها لم تكن معه لفترة طويلة ، ولم تكن تعرفه جيدًا على الإطلاق ، ولم تره في أسوأ حالاته ، لكنني احتفظت بأفكاري لنفسي. مهما كانت هذه الأخبار، فلم لم تكن تنذر بالخير أبدا طالما أن (آغرونا) أظهر جانبه المنزعج.

قبل أن أتبع (سيسيليا) (م م: كلب الهانم) خارج جناحي، استغرقت دقيقة لإلقاء نظرة على طاولة العمل. لقد استخدمت خرقة لمسح دمي من أداة النحت ، وجمعت بعض العناصر في مكانهم بشكل أفضل داخل حلقتهم الرونية، ثم، بعد أن أدركت أنه سيكون من الغباء للغاية تركهم هكذا أثناء غيابي، أمسكت بالنواة خلسة و أخفيتها في الجيب الداخلي من سترتي.

“ما الذي تعمل عليه ، على أي حال؟” سألتني (سيسيليا) عندما توجهنا إلى القاعة.

استدرت و أغلقت قفل المانا. “أوه، لا شيء حقًا، إنه فقط …”.

ابتسمت في وجهي وابتعدت. "يمكنني أن أقول إنه شيء أنت متحمس بشأنه. لستَ بحاجة للتكلّم، بالطبع، لكنني سعيدة لأنك وجدت شيئًا يشغل وقتك".

وضعت يدي في جيبي ، فركت على سطح النواة بإبهامي من خلال نسيج بطانة الجيب، لكنني لم أخوض في التفاصيل.

استدارت (سيسيليا) يمينًا بدلاً من اليسار أسفل الردهة ، و أخذتني على حين غرة.

"ألن نذهب إلى جناح أغرونا الخاص؟" سألتها بينما أتحرك مسرعا خلفها.

"لا. لقد دعانا جميعًا إلى قبو الأوبسيديان".

لم يكن لدي أي شيء لأقوله حول هذا الأمر. لم أكن متأكدا مما شعرت به. إن قبو الأوبسيديان هو المكان الذي تتلقى فيه أعلى المستويات من رعايا (آغرونا) هداياها : الأطياف، المناجل، الخدم، وأحيانًا حتى المحاربين أو الصاعدين ذوي الدم العالي الذين استحوذوا على انتباه (آغرونا).

كان هناك سبب واحد فقط لدعوتنا إلى قبو الأوبسيديان.

قد يتم منحنا هدايا من نوع ما. ربما ليست أخبارًا سيئة بعد كل شيء.

"(نيكو) كنت أرغب بأن أخبرك ..." صوت (سيسيليا) أخرجني من أفكاري تلك، و استدرت نحوها.

كان علي أن أتقبل تغير مظهرها، تمامًا كما تقبلت مظهري أنا. رؤية ملامح الجان الجميلة – الآذان المدببة ، و العينان التان تشبهان اللوزتان، الشعر الفضي الذي ظلت تهدد بصبغه – الآن، على الرغم من كل ذلك، بكلّ ذكريات (إيليا) عن (تيسيا إيراليث) التي أصبحت تحيط بها، تسبب ذلك في صراع داخلي لي أكثر مما كنت معتادًا عليه.

"- آسفة لأنني لم أتواجد كثيرًا في الأيام القليلة الماضية. كنت أرغب في التحدث إليك- أنا متأكدة من أن التعامل مع ما حدث في فيكتورياد كان صعبًا – ولكن هناك الكثير مما يحدث في كل من ديكاثين و ألاكريا ، وقد أبقاني (آغرونا) مشغولة بشكل غير عادي ، لذا …".

هذا يؤكد فقط ما كنت قد خمنته بالفعل. كان (آغرونا) يستعد لإطلاق العنان لـ (سيسيليا)، و إرسالها إلى معركة حقيقية. (م م: يا ريت تموت فيها و تلحق بها لتنقذها، و تلتقيان في عالم آخر بعيدا عن عالم هذه الرواية، مقرفين حقا).

عاد تركيزي سريعًا إلى تلك العصا، مستلقيةً في غرفتي هناك، وفجأة شعرت بالغضب من هذا الوقت الضائع. مهما كان ما سيقوله (آغرونا)، لا يمكن أن يكون بنفس أهمية ضمان أن لدي القوة للدفاع عن (سيسيل). (م م: ستكون سخرية من المؤلف ان جعل آرثر من ينقذها و نندب حظنا مع قصة جانبية مقيتة أخرى، أو تكتشف للمرة المليون أنك شخصية عديمة النفع، سوى في تصعيد بعض الأحداث في الرواية، إلا ان أصر الكاتب على الدراما الغبية و يجعلك شخصية مهمة بطريقة ما رغم ماضيك و حاضرك التافهين).

وضعت يدها برقة على كتفي، وأدركت مرة أخرى أنني أصبحت مشتّتًا.

"(نيكو) هل أنت واثق من أنك على ما يرام؟" سألتني (سيسيليا)، قلقها واضح في ملامح وجهها الخالي من العيوب. (م م: يا ريته كان وجهها من الأساس، وجه نسختها المدللة من عالم المانا).

"كما قلتي، لقد كان أمرا … صعبًا. أنا آسف لتشتت انتباهي. لدي فقط … الكثير مما يشغل ذهني".

ابتسمت أروع ابتسامة وأكثرها تفهّمًا يمكن أن أتخيلها، وأصابعها تداعب خدي. "لا تعتذر لي. نحن الشخصان الوحيدان اللذان يستطيعان حقًا فهم ما مر به الآخر" (م م: جائزة أسمج شخصية) تضخمت العاطفة بداخلي ، وملأت صدري بحلاوة دافئة، ثم أضافت "حسنًا ، باستثناء (آغرونا) بالطبع" ثم تلاشى الشعور. (م م: تستاهل، ادي جامد ...)

تبعتُ (سيسيليا) عبر سلسلة من السلالم الضّيقة المتعرجة إلى نفق محفور بالكاد في نهايتها، دخلنا غرفة منحوتة من حجر أسود أملس متموج يتلألأ بلمعان أرجواني ، كما لو كان ينبعث منه ضوء داخلي خاص به.

كان (آغرونا) هناك بالفعل.

كان يقف أمام زوج من الأبواب المنحوت عليهما صورة بازيليسك متحول بجسم طويل أفعواني ملفوف على شكل حرف "V" و جناحيه المصنوعان من الجلد مطويان على جوانبه. تساقطت الرونيات من مخالبه على سلسلة من الوجوه المقلوبة. كانت تمثل (آغرونا) و هو يهب السحر للشعب. كنت دائمًا ما أجد النحت و المشهد الذي يصوّره بطريقة ما يعزّز و يسوده الهدوء في وقت واحد.

(آغرونا) الحقيقي، الواقف أمامه وذراعيه متقاطعتين و وجهه يحمل علامات الاستياء، هو عكس ذلك تمامًا.

كانت كل من (ميلزري) و (فيسا) هناك بالفعل. لقد صُدمت عندما رأيت المرأتين القويتين تتجنّبان عينيه، مطويتين على نفسيهما مثل ثعبانين يلفان نفسيهما ليبدوا صغارا وغير مؤذيين قدر الإمكان. لم تكن نظرة سبق و رأيتها تعلوا وجه أيّ من المناجل من قبل.

خلف كل منجل كان هناك خادم.

كنت أكثر دراية بـ (ماوار) أو "الوردة السوداء لإتريل". كانت تلبس أردية ناعمة سوداءًا نقيّة، و تلاشت تقريبًا في ظل غرفة الانتظار، باستثناء بالطبع شعرها الأبيض القصير، الذي كان لامعًا لدرجة أنه بدا متوهجًا. على الرغم من أنها أكبر مني بقليل – أو على الأقل هذا الجسد – فقد كانت خادمة (فيسا) لما يقرب من أربع سنوات، وقد تدربنا معًا بشكل مكثّف.

ساحرة-السموم (بيفراي)، في الجانب الآخر، كنت قد تجنبتها بشكل كبير. لقد كانت مخلوقًا مرعبًا للنظر إليه، كما لو أن شخصًا ما قد وضع حفنة من العصي المكسورة في طين المستنقعات ثم علّق بعض الخرق القديمة عليها فيما يشبه ملابس من نوع ما. كان إخوتها من السحرة العاديين في أحسن الأحوال، و كان (بلال) بالكاد قادرًا على صد (تيسيا إيراليث) لفترة كافية حتى وصلتُ أنا، و بالطبع مات في هذه العملية.

كان لدى (ماوار) بعض الأخلاق بإبقاء عينيها على ظهر (ميلزري)، لكن (بيفراي) حدّقت في أنا و (سيسيليا) عندما دخلنا غرفة الانتظار، و لم نتجنب نظرتها حتى، بعد ثوانٍ عديدة، أعلنت خطوات ثقيلة عن وصول الآخرين.

كان على (دراغوث) أن ينحني للسير عبر النفق المتصل دون أن يكشط قرنيه، و عندما دخل غرفة الانتظار، وقف طويلًا و مدّد جسده. بابتسامة لا مبالية لتواجد (آغرونا)، مشى حولي أنا و (سيسيليا) من أجل الوقوف أمامنا مباشرة، و ظهره واسع جدًا لدرجة أنه منعنا كلانا من رؤية (آغرونا).

(دراغوث) كان يتبعه ساحر عرفته بالاسم و سمعته، و لكن لم أره من قبل: (ايكرون)، خادمه الجديد. كان الرجل ذو قامة طويلة. برزت قرون قصيرة من العقيق مثل المسامير من شعره الذهبي المصفف بعناية. قابلت عيونه الرمادية الفضية عيني، و أصبحت ملامح الخادم التي تشبه المنحوتة ملامح عبوس قبل أن يبعد نظره عني. وقف على جانب (دراغوث) متخلّفا عنه بقليل.

ملأ الصمت غرفة الانتظار ، و زاد الشعور بعدم الراحة كلما طال هذا الصمت.

بجانبي ، شعرت بإحباط (سيسيليا) المنبثق منها مثل هالة حيث كادت عيناها الفيروزيتان أن تخترق ظهر (دراغوث).

لقد تلاشى أي شعور بالرهبة الذي كنت أعلم أنها كانت تشعر به في وجود المناجل، لكنني لم أكن متأكدًا من السبب الذي يدفعها إلى مشاعرها الحالية. كان هناك غثيان في معدتي عندما ربطت خوف (ميلزري) و (فيسا) المليء بالغضب مع غضب (سيسيليا) الشديد.

المنجلين قد خذلتا (آغرونا) في شيء ما.

وجدت نفسي لا أعير الأمر أي اهتمام، لكن رؤية مدى ولاء (سيسيليا) وتعلقها بما يخص (آغرونا) كان مرعبًا و لم أكن أعرف كيف أتعامل معه. الأمر أشبه بالنظر في المرآة التي أظهرت نسخة أصغر بكثير من نفسي، عندما كنت ألقي بنفسي في جبل نيشان بأمر من (آغرونا).

و فجأة بدأ برد يصل للعظم يتسرب عبر الغرفة، مستحضرةً بلورات من الصقيع عبر الجدران و الأرضية، وصولاً إلى نسيج سترتي.

ثم بدأ (آغرونا) بالكلام.

"أولاً ، لقد خذلتموني في الفيكتورياد ، بسماحكم لذلك الصبي (آرثر لوين) بالهرب ، ثم و بطريقة ما سمحتم بخسارة سيادة سيز-كلار لصالح تلك الخائنة".

توقف ذهني عند سماع هذه الكلمات، مثل عجلة عربة مكسورة.

خسرنا سيز-كلار؟ ماذا؟ عندها أدركت غياب (سيريس) و وكيلها.

"و أخيرًا، انسحب اثنان من مناجلي أمام خصم جريح ومن المحتمل أن يكون على وشك الموت، تاركين ديكاثين تحت امرة خادمة واحدة، و التي فقدنا الاتصال بها الآن".

اجتاحت عيون (آغرونا) القرمزية الغاضبة الغرفة ، مشتعلة مثل نار الجحيم أينما نظر.

"سامحنا يا صاحب السيادة العليا، لقد خشينا -".

تم سحب الأنفاس من رئتي (ميلزري) عندما وجه (أغرونا) القوة الكاملة لغضبه إليها، جاعلا أيا ما ناشدت قوله ينتهي عند أطراف شفتيها.

"أنتم ضعفاء" توقف قليلاً، تاركا ادعاءه هذا يأخذ الصدى المناسب، "لقد تجاوزكم العدو. ومع ذلك ، و رغم أنكم خيبتم أملي تمامًا، لن أضع اللّوم كاملا عليكم" أراح ذراعيه و سار حتى توقف أمام (ميلزري) ، مداعبا قرنها "أعطيتكم القوة التي تحتاجونها لتقوموا بأدواركم التي كنت أنوي أن تلعبوها. و الآن، يبدو أن أدواركم يجب أن تتغير. لقد تطور عدونا و أنتم أيضا يجب أن تتطوروا كذلك".

هبطت (ميلزري) فورًا على ركبة واحدة "من فضلك، صاحب السيادة العليا. اسمح لي أن أكون أول من تخطو داخل قبو الأوبسيديان".

لم تغير أي عاطفة ملامح (آغرونا) المصقولة وهو ينظر إلى مؤخرة رأسها. بعد وقفة قصيرة، قال ببساطة "لا".

ثم استدار و سار عبر غرفة الانتظار للوقوف أمام (دراغوث). و بمجرد أن فعل ذلك، بدا أن أبعاد الغرفة و كل من بداخلها قد تغير، بحيث كان لكل من المنجل و السيادة العليا نفس ارتفاع القامة.

رمشت عدة مرات و أنا أكافح من أجل التخلص من هذا الإحساس الغريب.

عندما صفيت رأسي، تحدث (آغرونا) مرة أخرى "من بين المناجل الأربعة المتبقية، واحدًا فقط كان شجاعًا بما يكفي لمواجهة (آرثر لوين) في معركة. بينما وقف بقيتكم على الهامش في الفيكتورياد، و تركتم الأفضل و الأسوأ من بين المناجل يسقطان".

توترت كل عضلة من الكتلة العضلية الهائلة التي كانت تميّز (دراغوث)، ثم تنحى ذلك الأبله المتباهي جانبًا، مما قدم لي رؤية واضحة لـ (آغرونا).

كان (آغرونا) ينظر إليّ مباشرةً "اليوم ، سيكون أدنى المناجل أول من يدخل قبو الأوبسيديان".

استغربت حيث تم مفاجأتي. لم يكن التهكم و الاستهزاء شيئًا جديدًا، و لكن في هذه الحالة، يبدو أن (آغرونا) كان يقدم لي مجاملة بدلاً من إهانتي بشكل فضّ. جاءت يد ناعمة بين لوحي كتفي، و استدرت لأنظر إلى (سيسيليا)، التي كانت تبتسم لي بشكل مشجع.

(م م: يا ريت تتقاتل مع فاراي بعد أن تصل إلى مرحلة التسامي و تقوم بركلك من ديكاثين إلى قصر أغرونا ثم تركل سحليتكم الماكرة رفقتكم باكيا و مولولا مثل النساء، كما تواصل ذلك منذ بداية الرواية ...).

تقدمت للأمام.

فٌتِحَت أبواب القبو المنحوتة عندما دفعها سحرة يرتدون ملابس سوداء من الداخل. أشار لهم (آغرونا) ثم قام السحرة بإسناد ظهورهم على الجدار و انتظروا.

ترددت. لا يعني ذلك أنني أستطيع الرفض حتى لو كنت أرغب في ذلك، و هو ما لن أفعله، لكن لم يسعني إلا أن أتساءل لماذا كان (آغرونا) يرسلني أولاً حقًا. (م م: يا ريت يكون هناك مقلب ما)، هل كان مجرد تكتيك لإشعال نار المنافسة داخل المناجل الأخرين، أو ربما أراد أن يرى تأثير الإغداق عليّ بعد أن تم تدمير نواتي و إصلاحها لاحقًا …

الألعاب داخل الألعاب، قمت بتذكير نفسي. (م م: يا ريت تذكر نفسك بشيء فيه فايدة مثل الانتحار مثلا و تفكنا منك)

تحركت ببطء ولكن نحو هدف محدد، دخلت إلى قبو الأوبسيديان و مررت بين السحرة، اللذين أغلقوا الأبواب خلفي.

كان قبو الأوبسيديان مكانًا غريبًا و مشرقًا. الجدران، السقف ، و حتى أدراج النزول، كلها مُشكَّلة من حجر الأوبسيديان الأسود ولامعة بانعكاسات بنفسجية.

نزلت عبر السلالم لفترة طويلة. ورائي، تتبعني السحرة بخطواتهم الناعمة، همساتهم كانت مثل صدى صوت لخطواتي الثقيلة. بعد ما بدا أنها عدة دقائق، انتهى الدرج بفتحة ذات قمة مقوسة.

لم تكن الغرفة الواقعة خلف تلك الفتحة كبيرة، لكن الطريقة التي كان يتلألأ بها الضوء من مليون طية و واجهات سقفها تجعلها تبدو وكأن سماء الليل تنفتح من فوقي، تتلألأ بشفق بنفسجيّ.

مثل كوكبة الشفق في قارة ديكاثين، فكرت فيها غيبًا، في الذكرى الأولى لتلك الظاهرة التي عادت لتظهر في عقلي الذي يتم شفاؤه. (م م: يقصد من تلاعب آغرونا بذاكرته)

في الغرفة كان هناك مذبح يتوسطها، لوح من حجر الأوبسيديان المغطى بسطح من خشب شحن المانا كبير بما يكفي ليستلقي رجل عليه، كان يُشعّ بالقوة.

اعتقدت أن هذا غريب. فلم أشعر أبدًا بهذه القوة من قبل، على الرغم من أنني كنت قد ذهبت إلى الخزائن عدة مرات طوال حياتي. (م م: يا ريت يضعك قدرك في مواجهة كيزيس مورداين أو ألدير راح تعرف معنى القوة و الهيمنة).

شيء ما قد تغيّر.

(م م: آغرونا فتح كيس القوة ليغدق عليكم بالقليل ثم يتم ركلكم من الرماح، و لو أن الكاتب واضح أنه مجهز لسيناريو آخر، يعيد به بشكل ما موازين القوى في غير صالح الديكاثينز).

تحولت أفكاري على الفور إلى محتويات جيبي، الشيء الذي لم أستطع تركه دون حراسة في غرفتي. تذكرت أيضًا الأضواء الأرجوانية التي رأيتها عندما لمستها، في الدانجون، كيف رأيتها من خلال النواة كما لو أنها نوعًا من العدسات. على الرغم من أنني حاولت إعادة إنشاء هذه الظاهرة عدة مرات ، إلا أنني فشلت.

(م م: من أجل قوة الصداقة و توازن القوى نيكو راح يحصل على بعض الفهم للأثير، حتى لا يكون آرثر الذي مسح به تراب كل القارات و المقابر صاحب اليد العليا، يا ريت يطلع ما أفكر به خطأ)

من تلقاء نفسها تقريبًا ، انزلقت يدي في جيبي وتمسكت بالنواة. (م م: ماشي صدقناك يا صافي النية و المنايا).

لم يحدث شيء. (م م: يا ريت تطلع آخر تعاويذ سيلف و تسخطك قرد يتسلى به آغرونا و نفتك منك)

بدا حفل منح القوة فجأة تافهاً وغير مهم. كنت أرغب في التحقيق في هذا الإحساس بشكل أكبر، لكن السحرة – مسؤولي الحفل – اللذين تبعاني على الدرج كانا على جانبي، و كانا يريدان خلع سترتي عني، ثم قميصي، و بقية ملابسي. (م م: يا خوفي ينهي الكاتب الرواية بشعار نيتفلكس).

انتشر القلق والخوف بداخلي عند التفكير في عواقب عثورهم على نواة (سيلفيا). كنت أرغب في دفع الرجلين بعيدًا، لكنني كنت أعلم أنه لا جدوى من ذلك. مهما كان ما يحدث هنا، كان علي اتباع البروتوكولات التي يتطلبها الاحتفال. لن يسمح هذان المسؤولين بأي تغيي، و كنت أخشى ما يمكن أن يفعله (آغرونا) إن قمت بإيذائهم بأي شكل من الأشكال. لم يكن هذين الرجلين مجرد باحثين مختبئين في الأبراج المحصنة، فقد كانا المفتاح لسيطرة (آغرونا) على قارة آلاكريا، و كان سيقوم شخصياً بسلخ جلد أي رجل أو امرأة يتجرأون عليهما ، حتى أنا. (م م: من متى احترمك أصلا).

تلقائياً ، تابعت تعليماتهما. ثم رجل لم أره – بسبب تشتت انتباهي منذ وقوفي بجانب المذبح – تحرك من الظل إلى مكانه على الجانب الآخر من المذبح. كانت حلقة من الأحرف الرونية العريضة منحوتة في حجر الأوبسيديان الذي أحاطني، وعرفت أن هناك حلقة مماثلة تزين الأرضية حول الشخص الثالث.

أرشدني الاثنان الآخران إلى مركز الدائرة الرونية، حيث جثوت على ركبتي. استقرت يدي على سطح المذبح الخشبي، وضعت بعناية فوق اثنين من السجلات المعقدة، كل واحدة مصنوعة من العديد من الأحرف الرونية الصغيرة المترابطة.

على الجانب الآخر أمامي، رفع المسؤول عصاه من حيث كانت موضوعة على المذبح. طقطق على الأرض ثلاث مرات، بصوت عالٍ في هذا السكون. تحرك الاثنان الآخران ورائي، كل واحد يحمل عصًا كانت موضوعة على أحد جانبي المدخل ذو القمة المقوسة.

لم يكن هناك ترنيمة. لا كلمات إرشادية. لا شيء سوى القوة الهادئة للمذبح، و الوزن الخفيف للجبل، و النعومة التي ميزت الحركات المتقنة للسحرة الثلاثة الذين ارتدوا على رؤوسهم القبعات التي تميز أرديتهم.

الكريستال البارد الذي تم ضغطه على جانبي عمودي الفقري من خلفي.

في مقابل ذلك، اندفع الدفء و اهتزاز من القوة بما يشبه وخز الأعصاب في يدي و أعلى ذراعي من المذبح، مكملا طريقه عبر كتفي ما تسبب في وقوف الشعر على مؤخرة رقبتي. أخيرًا، تراجع إلى أسفل عمودي الفقري لتلتقي بنقطتي مصدر البرودة. (م م: يقصد الكريستالتين على الصولاجانين).

للحظة ، كنت خائفًا لم أشعر أبدًا بأي شيء مثل هذا خلال حفل منح الرونيات من قبل.

ماذا يحدث هنا بحق الجحيم؟.

كانت الاهتزازات تزداد مع مرور الوقت، و تتطور من وخز إلى وجع إلى عذاب تامّ. كنت على يقين من أن هناك شيئًا ما غير صحيح، و أردت الصراخ في المسؤولين، لكن فمي كان مغلقًا، وعضلاتي مشدودة جدًا لدرجة أنها لم تكن تستجيب لي.

في مكان بعيدًا جدًا، أو هكذا بدا الأمر لدماغي المشوش من الألم، ألقى صوت ذي نبرة مؤثرة بصلاة إلى الفريترا.

بدأت أرتجف و أعرق. كنت أرتعد من رأسي إلى أخمص قدمي. ثم، مثل اطلاق قبضة يدك، هدأ الألم.

كانت الغرفة مشوشة في نظري، و كنت سأكون منهارًا لولا أن أمسكت بي أيدي المسؤولين القويين. شدوني في وضع مستقيم وأدخلوا قميصي عبر رأسي بطريقة خرقاء، ثم شدوا ذراعي و أدخلاها في سترتي.

معلّقًا بينهما، تم جرّي بطريقة خرقاء إلى أعلى الدرج، خطوة تلو الأخرى. ورائي، سمعت تقليب المخطوطات وغمغم المسؤول الثالث.

بدأ ألم شديد ينتشر عبر نواتي.

أمسكني أحدهما بينما كافح الآخر ليفتح الأبواب الحجرية الضخمة بنفسه بالقوة. عندما كان أحد الجانبين يفتح أخيرًا إلى الجانب الآخر، اندفعت الدموع خارج عيني عندما لمحت الضوء الساطع، ولم أستطع إلا أن أغمضها مرة أخرى بينما تنزل دافئة و رطبة على طول خدي.

تم نقلي من الدرج إلى غرفة الانتظار. حدقت في نصف دائرة مشكلة من الوجوه المتفاجئة. عندما نزلت بنظري غير المستقر على (سيسيليا)، التقطتها و ظللت محدقا بها. برز تألق شعرها الجميل و رداؤها القتالي الفيروزي في مواجهة البقية مثل القمر في سماء بلا نجوم. كان القلق محفوراً في ملامحها ، لكنها كانت تمسك بمشاعرها. (م م: الله هذا الفصل الكاتب مصر به أن يجعلني أتناول أدوية الحموضة و الضغط من هذه الرومنسية المعتوهة، لا تجيد الرومنسية لا تكتب فصولا عنها في روايتك الله يرضى عليك، مرارة الواحد انفرنقعت).

"ماذا حل به؟" كانت (ملزري) مع لمحة من القلق في صوتها.

“هل فشلت مراسم اعطائه الرونيات؟” بنبرة صوت عميق. صوت (آغرونا). دوى مع نبرة من الملل. و غير متفاجئ. كأنه توقع مني أن أفشل … (م م: فقط الكاتب من يرى فيك شيئا ما حتى الشخصيات في الرواية لا تطيقك، فكيف نطيقك كقراء)

ثم قمت بالاستدارة، و رفعت قميصي حتى يصل بعض الهواء البارد إلى لحمي المحترق.

كلمات. ثم المزيد من الكلمات ، لكن فهمها كان أصعب وأصعب.

جاهدت لأدير رأسي وأنا أنظر عبر كتفي. كانت (سيسيليا) تضع يدها على فمها، وحاجباها مرتفعين من القلق. سلسلة من المشاعر على وجوههم الباهتة – الفضول والارتباك و التردد– ثم اندمجت ملامح (آغرونا) و هو يميل إلى الأمام لإلقاء نظرة أفضل، بتعبيرات غامضة على وجهه.

"شعارات" كان الموظف يقول و تعبير جاد يعلوا وجهه، "لكن … هذا شيئ جديد؟".

"شيء غير مسجل في المجلدات القديمة".

ثم برز كل من التعب وعدم اليقين والآلام العميقة القادمة من نواتي أنها أكثر من هذا الحدث، وصل الظلام إلى عيناي. ثم بكل سرور تقبلته.

----------------------------------------

ترجمة و تدقيق : Soloris Zilinx

الترجمة لموقع : Sunovels.com