رواية أعمدة السماء ما الذي يخفيه قعر الاعلى !!

▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭

انه حيث يلتقي الشروق و المغيب عند حافة العالم....حيث اختبأ الخلاص و وجد العهد،

انها فقط بعض خطوات حتى تزال الاعمدة عن الارض، و حتى يُضع الحد للحرب....

يا لها من كلمات ساحرة، تخفي بطياتها الامل.....

كما تخفي كذلك جحيماً بداخلها. .....

قال هذه الكلمات شخصً اخذ يمسك فرشاة رسمه ذات اللون الاصفر الذي غطى نهايتها، مُمرِراً اياها على لوحة كبيرة وجدت امامه ليديرها مكملاً رسم اخر جزء من لوحته منهياً بذلك رسم قرص الشمس الاصفر الكبير،

ثم قال مكملاً بعدما ارتسم على محياه ابتسامة خافته :

_ قد تطرق الشياطين بابك بحثاً عن الخلاص من هنا، انها مجرد فترة ما بعد سقوط العرش، ستبدأ الحرب من جديد و تنبعث من الاعلى الى الاسفل ، ستصادف الطيور مهاجرةً الى اعماق الارض.....

حتى يأتي ذلك الوقت....سينتهي الخلاص و ستحكم الفوضى الارض !

قال هذا الشخص كلماته ، لتأخذ اشعة الشمس الذهبية ترتفع شيئاً فشيئاً مخترقةً الزجاج ذو اللون الرمادي، ليوجه نظره لها لتكشف ببطئ عن ملامح وجهه،

حيث غطى عيناه برقعةٍ حديدية رسمت على مكان تواجد العينين شمس صفراء من جهة و قمر اسود من جهة اخرى،

اما بشرته فقد كانت بيضاء فاتحة يغطي رأسه بغطاء ظهر من اسفله شعره الرمادي ذو الخصل اللامعة وذات النهايات السوداء، ثم قال بعدما ادار ظهره للشعاع الشمس مستديراً نحو لوحته :

_ ظهرت الشمس عندما انهيت قرصها على اللوحة، كم من الجميل التقاء الاقدار بطرقٍ عشوائية !

رواية اعمدة السماء

الطريق نحو جحيم السماء

✧• ━━━━━━━━━

تعالت اصوات الغربان المحلقة بالسماء تاركةً ريشها الأسود يتساقط خلفها نحو الارض البنية اليابسة,

بدى كأنها لم تمطر منذ اعوام الا انها كانت عدة أشهر فقط جعلت الأرض و التربة تتيبس بشدة، لتختفي عندها معظم مظاهر حياة النباتات، لم تنفك الاعمدة ذات اللون الأسود الممتزج بالبرتقالي عن الظهور من الافق ولم تخلوا هذه المناطق من بعضها كذلك،

وخلال هذا بعدما ضرب نعيق الغربان السماء محدثاً صدىً التحم بالارض، مد ايڤيرات يده ليمسك ريشة سقطت من جناح غراب و قد اتجهت نحوه ، نظر لها بعدما ساد الهدوء حوله ليقول عندها بعدما اخذت اقدامه تسير نحو طريق ما:

_ الجانب الاخر من الحافة....

بالرغم من انه يعد الاقرب الى سكان الاعمدة الا انه لا يبدو افضل حالاً من مقابر البشر الجماعية، هذا يعطي نظرة مختلفة نوعاً ما....

ثم اكمل بعدما وجه نظره نحو الافق حيث الشمس التي اختبأت بين ضباب الفوضى و الدمار الذي حل بالعالم اثر الحرب السابقة معطيةً للسماء لوناً برتقالياً مغبراً :

_ لكن، لربما تكون هذه المناطق خارج حكمهم لذا هي مهملة مما يفسر تجول بعض الشياطين مثلي بها بكل اريحية....

كان ايڤيرات يقول هذا بينما يسير بهدوء، ما زالت ملامحه الهادئة كما هي ولم تقل عيناه الحمراوان ذاتا الظلال السوداء اسفلها حدةً عما كانتا قبلاً....

بشرته الفاتحة تلائمت بشدة مع شعره حالك السواد ذو الخصلات الحمراء القليلة، وظهر اخيراً على عنقه شعار صغير الحجم تشكل من اجنحة سوداء ، وقد كان ذلك هو رمزه، رمزٌ و مظهر يليق بأقوى اصناف الشياطين

تصنيف حاكم...

اخذ يتجه نحو مكانٍ تصاعدت منه ضربات السيوف الحادة بينما تبعها صوت ايڨي الذي اخذ يصبح اكثر ارتفاعاً شيئاً فشيئاً :

_ هيي هيي....اعترف انني نلت منك !!

قالت ايڤي هذا بينما اخذت تصد هجوماً من ريدن بواسطة سيفٍ امسكته بيدها اليسرى...

بدى الامر كما لو انه أشبه بتدريب صغير لها لحمل السيف، اما ريدن فقد لف مقبض سيفه بين اصابعه بشكل دائري ليلف نصل السيف بدوره مبعداً بذلك ايڤي و سيفها للخلف ثم وجه ضربة لايڤي بسيفه لتصده الاخيرة بينما حافظت على ثباتها بمكانها

قاطع هذا الحدث البسيط صوت ايڤيرات الذي قال لهما بينما اخذ يتقدم ببطىء ناحيتهما :

_ ما زلتما مستمران بهذا ؟

تلفتت ايڤي بلهفة عندما سمعت صوته ، و استدارات له مباشرة تاركةً سيف ريدن من يدها ليلتقطه الاخير قبل سقوطه، اما ايڤي فقد قالت لأيڤيرات بعدما قطعت الطريق عليه :

_ لقد تأخرت !...كان عليك المشاركة قليلاً

اجابها ايڤيرات قائلا بينما يسلك طريقاً من حولها ليكمل سيره :

_ لا حاجة لي بذلك، عليكِ تجربة ذلك لوحدك

اجابته ايڤي قائلةً له بينما تسير بجانبه :

_ اعلم انك كذلك، لكن اردت تجربة ذلك معك فقط...

لم يعلق ايفيرات على ذلك واكتفى بمد يده ليداعب شعرها ثم تلفت لريدن الذي رفع سيفاه ليضعهما بغمدهما وقال له :

_ ما كان عليكم اثارة الكثير من الجلبة هنا، فبعد معرفة الشياطين اننا عبرنا الحافة فعلاً و قتلنا لاحد اتباعهم فسيرسلون اشخاصاً اكثر ازعاجاً...

وضع ريدن سيفاه بغمديهما وقال له بعدما عدل زاوية وقوفه درجة واحدة :

_ ها انت قلق؟

اجابه ايڨيرات قائلا ً له :

_ بحكم معرفتي بما سيحدث لاحقاً نعم، كما انني اكره الطرق الملتوية للوصول لهدفي، لنحاول الوصول لسكان الاعمدة بسرعة ثم ليحدث ما يحدث بعدها

قال ايڤيرات هذا، لتبدأ ايڤي بالعبث بحقيبتها بسرعة بينما انخفضت لتتمكن من فعل ذلك بالطريقة المناسبة أما ريدن فقد اجاب ايفيرات قاىلا :

_ لا تقلق، لم نحدث الكثير من الاثار هنا كما انه بأقل من نصف ساعة ستهطل الامطار لذا سيذهب جفاف الارض هنا و تختفي معه حتى الاثار البسيطة

لم يعلق ايڤيرات على هذا واكتفى بالصمت لتقول ايڤي عندها بعدما وجدت ما كانت تبحث عنه :

_ حسناً اذاً....ان كان علينا الوصول بسرعة نحو سكان الاعمدة فعلينا العودة لاتباع هذه البوصلة....

قالت هذا بينما تمعن النظر ببوصلتها الفضية ذات الابرة السوداء، ومن داخلها وجد نقش لاجنحة فضية برسم بارز للاعلىً ليقول لها ايڤيرات عندها :

_ البوصلة تفقد فعاليتها كلما اتجهنا للشرق لا اعتقد انها تقود للطريق الصحيح...

تمتت ايڤي لوهلة عندها وقال بنفسها بصوت خافت :

_ نسيت هذا...

اما ريدن فقد قال لهما بعدما أخذ يقترب قليلاً منهم :

_ ماذا عن تلك الخريطة التي رسمتها؟…..انها نفسها المؤدية لهم لكن بتفاصيل ادق وضوحاً

عنى ريدن بهذا تلك التي رسمتها ايڤي خلال تواجدها بالقرية الاخيرة لتقول عندها ايڤي بعدما مدت يدها بتعبث بحقيبتها :

_ انت محق دعني أتفقد حقيبتي هذه اذاً ....

▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭

" ماذا حل بالمبعوث الذي ارسلتموه لسكان الاعمدة"

قال هذه الكلمات شخصٌ اخذ يحرك اصابعه على طاولةٍ سوداء واسعة رسم عليها بنقوش غائرة رسم مصغر لحربٍ قديمة، و فوقها لوحٌ زجاجيٍ امتد ليلائم حجم الطاولة بشكل مثالي،

كان ذلك الشخص هو هازاد احد اسياد الشياطين،

شعره شديد الحمرة ينسدل على عيناه يرتدي على رأسه ما اشبه بحلقة صفراء دائرية...عيونه بيضاء تميل للرمادي قليلا....يرتدي ملابس ضيقة تقريبا ذات فراغات بمنطقة الرقبة فوقها رداء اسود قاتم اللون....

واخيراً، اجابته فتاة جلست معه برفقة أشخاص اخرين على نفس الطاولة لتقول له بينما تلقي نحوه ما اشبه بالكرة الا انها لفت بقماش ما :

_ لقد ذهب قطعةً واحدة وهذا ما عاد منه...لقد قاموا بجزره حتى العظام!

من الجيد ان جمجمته سالمة فعلاً

لم يمد هازارد يده ليزيل القماش عن ذلك الشيء و اكتفى بتوجيه نظره نحو ما ظهر من اسفله وقد كان عظاماً لطخت بدماء حمراء، وقد بدى انها جمجمة، لتكمل تلك الفتاة قائلةً له :

_ قتل احد المبعوثين الخاصين بالسلام لهو اعلان مباشر للحرب لكن !!

مدت تلك الفتاة يدها لتمسك بزهرة سوداء وضعت بزهريةٍ حمراء مزينة بقطع بيضاء كريستالية لتكمل قائلة :

_ لكن....لا حيلة لنا بهذا، فقد انهوا الحرب السابقة بزرع تلك الاعمدة اللعينة بالارض بشكل شبه كامل مدمرين بذلك ما سلم من الحرب، ان اعترضناهم لا فكرة لنا عما سيفعلونه تالياً....

لم يعلق هازارد على ما قالته الفتاة، والتي كانت بشعر ابيض قصير تضع على رأسها ما اشبه بالتاج انسدلت منه على جوانب شعرها زينة زرقاء تلائمت مع عيناها ذاتا اللون الاحمر القاتم و شفتاها السوداوين، ومن رأسها ، انتصف قرنان ابيضان بنهايات زرقاء بطول متوسط

ليقول احدٌ اخر جلس على الطاولة معهم :

_ انهم حذرون، و قتلهم للمبعوث بهذه الطريقة يدل على عدوانيتهم الشديدة لنا لا يجب علينا التحرك قبل ان نعلم ما سنواجهه لذا حتى نجد طريقة ما للتواصل معهم دون خسارة اي شيء علينا الاهتمام بذوي تصنيف حاكم من دوننا،

ثم تلفت هذا الشخص نحو الفتاة ذات القرون ليقول لها :

_ راشان، الم يكونوا الاشخاص المسؤولين عن الامساك بشيطان المرتبة العليا تحت امرتك....

اجابته راشان قائلة له بينما تقطف بأصابعها بتلات الزهرة السوداء :

_ لا تهلوس !!....ليسوا تحت امرتي لكنهم اختاروا ان يكونوا كذلك خلال هذه المهمة !...

ثم اكملت قائلةً بعدما تركت الزهرة لتتلفت لذلك الشخص لتقول له :

_ ما زلت انتظر ما حصل معهم، لكن لا اتوقع سماع خبرٌ سارٍ منهم...

سأنتظر عودتهم ثم اقرر ما يجب فعله... ان كان يتطلب الامر ذهاب احدٍ منا لايقافه ، فسنفعل ذلك !!

اجابها هازارد قائلا لها بينما يقف من مكانه :

_لا حاجة لتحرك احدٍ منا...

تلفتت راشان نحو هازارد عندما قال هذا ليكمل قائلا :

_ لنقم بحركة اخيرة قبل ان تقرر هل سنتحرك ام لا... بما انه فعلاً اصبح على الجهة الاخرى من الحافة فأنا اعلم شخصاً يمكنه التفاهم معه جيداً ومع سكان الاعمدة كذلك، وقد كلفت احداً بإخباره بهذا مسبقاً

تلفت كل من جلس على تلك الطاولة نحو هازاراد عندما قال هذا، لتقول ريشن له بينما تقف بهدوء واضعةً يداها على الطاولة أمامها :

_ خلف الحافة، حيث تم نفي بعض شياطين المراتب العليا لاستحالة قتلهم،

بقولك هذا فلا يتبادر لذهني الا شخصان

ارتسم على محيا هازارد ابتسامة ماكرة ما

(على فكرة هازارد مزة🌚🔥🚬) ليقول لها :

_ من غيره ، عازف لحن الموت متلاعب الارواح بشباكه، و شبيه البشر ذو تصنيف حاكم !!

كامورا !!

▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭

هذه الجبال تبدو شاهقة الارتفاع !!!

قال ايڨي هذا بينما ترفع رأسها موجهةً نظرها نحو قمم الجبال التي إختبأت بين الغيوم لشدة ارتفاعها ثم اكملت بنفسها :

_ هذا يحتاج اكثر من ذراع واحدة للتسلق...

لم يتغير المكان كثيراً عما كان عليه سوى تلك الغيوم الرمادية التي ملأت السماء منذرة بتساقط الامطار بشدة، وقد اقترب رفاقنا من ما أشبه بسلسلة جبال شديدة الانحدار و تمتد للأعلى برزت منها الصخور الحادة البنية....

ليقول لها ريدن عندها بعدما بدأ بالسير مبتعداً عنها و عن ايڤيرات الذي وقف بجانبها :

_ انها بالفعل كذلك لكنها ليست مشكلة، يبدو ان وجهتنا تقع خلف هذه الجبال لذا لا حاجة بالتفكير بطريقة عبورها

اجابه ايڤيرات قائلا على هذا :

_ يبدو انك تعرف هذا المكان نوعاً ما

قال ايڤيرات هذا بينما بدأ بالسير خلف ريدن لتفعل ايڤي بالمثل معهم ليقول ريدن عندها :

_ ليس كثيراً، عرفته بمجرد الوصول له انه مشابهٌ لوصف احد صاىدي الشياطين الذين اعرفهم

قالت ايڤي عندها بلهفة بينما تمسك بسترة ايڤيرات لتشدها للاسفل :

_ ووه انهم الذين يكرهونكم....

ثم قالت لريدن بتعجبٍ نوعاً ما :

_ لكن ما حاجة صائدي الشياطين بمكانٍ كهذا ؟ انه الطريق المؤدي لسكان الاعمدة لما يبحثون عن الشياطين هنا ؟

اجابها ريدن قائلا لها بعدما تلفت لهما :

_ لستُ متأكداً من صحة الكلام، لكن يقال ان هناك شيطاناً هنا كانوا يحاولون قتله, قيل ان من كان يذهب لم يعد ولم يسمع عنه شيئاً لكن كان هذا مجرد اشاعات لمنع الاقتراب من المنطقة فقط.....

سارت اقدام رفاقنا بهدوء بينما اخذت قطرات المطر تصطدم بالارض ببطىء باعثة بعض الغبار اثر ذلك، لقد كانت جافة لدرجة انها لم تتقبل امطار السماء،

اما ايڤيرات فقد قال لريدن :

_ لم اسمع يوماً بتواجد الشياطين هنا، فهذا المكان قريبٌ لسكان الاعمدة اكثر الاشخاص معادين لها لذا لا ارجح ذلك

اجابه ريدن قائلا له :

_ ربما انت محق، لكن ان كان ذلك صحيحاً فعليك اخذ الحذر

ثم تلفت لإيڤي وقال لها :

_ وانتِ...علينا الحصول على سيفٍ مناسبٍ لك...

التزمت ايڤي الصمت لثانية ولمعت عيناها بسعادة ما اخفتى بالتلفت هنا و هناك بينما تقول له :

_ هي هيي لا داعي لذلك...

قالت هذا بينما تتبسم بإضطراب محركة اصابع يدها مشيرة لريدن بعدم تصديقه لها ليقول الاخير عندها :

_ قبل صعودنا للجبال، هناك قرية سنمر بها سنحصل على سيفٍ لكِ ونمضي مباشرة...

ثم تلفت لايفيرات ليقول له :

_ هل انت موافق؟...

اجابه ايفيرات قاىلا له :

_ لا بأس...

ثم تلفت لإيڨي ليقول لها :

_ فأنتِ لستِ بنزهة هنا عليك الارتقاء لمستوى محاربة...

اشاحت ايڤي نظرها جانباً لتخفي وجهها المحمر نوعاً ما من فرحتها لتقول عندها :

_ بغض النظر عن هذا....لا حاجة لي بالمحاربة و القتال عند الوصول لسكان الاعمدة، انهم مسالمون....

اجابها ايڤيرات قائلا لها :

_ لا تتأملي ذلك كثيراً...من يزرع الارض بالاعمدة ساحقاً اسفلها الأحياء و الاموات ، من المبكر وصفهم بالمسالمون

تلفت ايڤي نحو ايڤيرات عندها، لتتذكر تلك المشاهد بينما كانت على الحافة الاخرى...حيث سحقت جثث الناس اسفلها

و انتشرت رائحة الجثث المتعفة خلال الهواء....

اصبح الطيور تتغذي على بعض اشلاء الناس الخارجة من اسفل الاعمدة التي حجبت الشمس، كان هذا مساوٍ للحرب التي حدثت لكن اسوء بمئات المراحل...

لتقول ايڤي له بنوعٍ من التردد:

_ ربما انت محق....

قاطع حديثهما هذا ريدن الذي قال لهما :

_ لا اعلم ما هو المشهد على الحافة الاخرى لكن لنكمل طريقنا

▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭

ببطىء اخذت السماء تسقط امطارها اسرع شيئاً فشيئاً مغذيه بذلك الارض الميتة لتصبح طينية نوعاً ما،

وخلال هذا بينما اخذت الصواعق الرعدية تضرب السماء لتشقها ناشرة بذلك صوتاً مرتفعاً نزل للارض لينتشر بها و يختفي تدريجياً.....

وخلال هذا الجو الماطر،

سارت بشعر اسود قصير جداً من الخلف و ذو خصلات طويلة من الامام، عيناها رماديتان وخدودها وردية تحمل مظلة حمت رأسها وبعضاً من جسمها من الامطار الغزيرة،

سارت ببطئ نحو جرفٍ عميق ومظلم متأملة بعيناه تلك الامطار التي سارت لتسقط به...

ولم تتأمل الامطار فقط كذلك, بل تأملت تلك الحبال التي تدلت اليه حاملة معها جثثٌ عفى عنها الزمن وبعضها حديث الوجود كما لو انه تم شنقهم ليشهدوا ما يخبأه ذلك الجرف من خوفِ و عظمة !

لتقول عندها بعدما شهدت اذرعاً ميتةً و متعفنة قد صعدت الجرف لتمسك بحافته، ثم تليها اشباه هياكل عظمية صعدت بسرعة لتمد يداها و تقوم بمعانقة تلك الفتاة والاتفاف حولها...

لتقول الفتاة عندها بينما بدت مسرورة بذلك :

_ عدتم الي....كما وعدني !!!

قالت هذا بينما لمعت عيناها بفرحة سوداء ما ! فرحة خبأت بطياتها قصةً ما !!.....