رواية أعمدة السماء الطريق نحو السماء

تدريجيا.....بدأ الظلام يهبط ببطئ....

ليسبق ذلك غروب الشمس الذي صبغ المكان بالبرتقالي

انعكس وميض الشمس ذاك على سيفي ريدن الذي اخرجهما ليستعد لمواجهة تلك المدعوة ليا..... التي تقدمت نحوه وقالت له:

_لا داعي لتتعب نفسك أيها السياف...فأنا لم اتي لاجلك لا انوي القتال معك...

اجابها ريدن الذي بدأ باتخاد خطىً معاكسه للاتجاه المتواجد به ايڤيرات قائلا لها:

_ لكنني انوي ذلك....يكفيني انكِ داخل منطقتنا لاقاتلكِ

تبسمت تلك ليا له وقالت:

_سأفعل ذلك اذا لكن دعني اهتم بذلك الشخص خلفك....

تلفتت عينا ريدن ببطئ نحو ايفيرات الذي كان يقف كأن العالم بخير...ثم قال بنفسه بحذر :

_ذلك الغبي ذو تصنيف حاكم....

ثم وجه نظره نحو ليا واكمل:

_و تلك المهرجة ذات المرتبة العليا....

والفتاة ذات الشعر الطويل (يقصد ديس)...كلا الفتاتان تنتميان لفرقة السوار الفضي.... تلك التي انشأت حديثا لتنظيف بقايا الحرب بمعنى اخر

لقتل الذين يمتلكون تصنيف حاكم...

من الواضح انهم غير نظاميون تقريبا.....

ثم اعاد نظره لايفيرات واكمل بنفسه:

_لكنه هين نوعا ما....ام انه يريد منا ان نظن ذلك ...لكن مبدئيا اظنه يعاني من بعض المشاكل الصعبة....

لاحظ ايفيرات نظراته تلك له....ثم قال له وقد بدأ يتخذ بعض الخطوات للامام:

_لماذا تنظر؟....هل تريد قبلة؟....

اطلق ريدن ضحكة سخيفة وقال له؛

_امنحها لرفيقتك لا اريدها...

تجاهله ايڤيرات حينها واكمل خطواته القليلة حتى أصبح على بعد مناسب مع ليا التي وضعت اصابعها على وجنتها لذلك ثم قالت له:

_ لا أتكلم مع ڤورن و ديس كثيرا....لكنني سمعت انه قطع لك جناحيك...ظننته يبالغ لكنني اصدق ذلك الان....

اغلق ايڤيرات عيناه قليلا ثم قال بعدما فتحها:

_عليه ان يكون فخورا لذلك... لقد منحته شرفا عظيماً....

زادت بسمة المدعوة ليا....ثم اكملت له:

_لست مهمتة بالقتال فعليا....لكن هناك بعض الاضطرابات التي تحصل بالمجلس حاليا الجميل انك احد اسبابها لذا علينا الاسراع بقتلك فقط....

ضيق ايفيرات عيناه بقله فهم وقال بنفسه:

_اضطرابات؟....ذلك يفسر لما اظهرت ديس نفسها لقد كانت تجلس برخاء و تشاهد فقط خلال ذلك القتال عند الحافة....

ثم رفع رأسه وقال لها:

_توقفي عن الكلام و كوني مستعدة ليس لدي اي اهتمامات بالحديث الآن...

في هذه اللحظة جلس ريدن على صخرة قريبة....واخرج من جيبه علكة وقال قبل ان يمضغها:

_...اجل ريدن....انت خفي تماما...

اما ليا فقط مررت يدها فوق كفها الايمن لتطول اظافرها واصبحت كأنها سكاكين حادة تخرج من يدها.....وقالت بنفسها:

_لو لم اواجه ذلك السياف لكانت اصابع يدي بمكانها الان....علي الانتباه عليه اثناء القتال...

قالتها و وجهت نظرة خاطفة نحوه....نحو ريدن الذي كان يجلس كأنه بحفلة ما ثم رفع كفه و حرك رؤوس اصابعه لها....

اخرج بالونة العلكة تلك واشار لها بسبابته للامام....

فتجهمت هي لعدم معرفة مقصده فأشاحت نظرها عنه موجهة نظرها امامها

ولم تكد تفعل حتى شعرت بجسمها يعود للخلف بقوة نتيجة لذلك الاندفاع السريع نحوها ثم شعرت برأسها و قد كاد يطحن حيث اغلقت يد ايڤيرات عليه بقوة كبيرة.....فخفق قلبها بتوتر و دهشة وقالت بنفسها وقد امتلأ ناظرها بالسواد:

_ل..لحظة !!!‼️ هل تمازحني؟!!!

ثم حاولت رفع يدها لتبعده عنها الا ان ايفيرات اخرج سيفا ذو نصل فضي يتوسطه خط بلون احمر قاتم....

عندما شاهد ريدن ذلك السيف وضع يده على مقبض سيفه و تحسسه ولم يجده وقال بنفسه بهدوء:

_يااااااااه......اظن انني اغمضت عيناي ببطئ قليلا.....🌚

عندها اعاد ايفيرات السيف للخلف بسرعة كبيرة وجرحها بشكل طولي من خاصرتها لاعلى صدرها ثم لف السيف ليضع نهايته مقبضه على عنقها

ثم سحبه بكل قوة ليترك شقا عظيما في عنقها....ثم افلت رأسها لتسقط ارضا...وقد كان قد انهى امرها بلمح البصر....

وقال بنفسه:

_انهينا امر واحدة الان....

من الاعلى حيث جلست ديس تراقب ذلك المشهد برخاء تناقض مع تعابير وجهها المندهشة...تبسمت بدهشة واغمضت عيناها وقالت :

_يا له من ماكر....اتسائل لما لم يظهر كل تلك السرعة اثناء قتالنا....

ثم فتحت عيناها لتظهر ما اخفته من مكر وقالت بصوتها الرقيق:

_لكن...بموت تلك الخرقاء سيصبح لك مكان بيننا....علي شكر ايفيرات عندما اره تاليا....‼️

اما ايفيرات فقد تلفت نحو ريدن وقد كانت عيناه قد لمعت بوميض احمر قاتم اما الأخير فقد تسمر مكانه للحظة....

نظر له ايفيرات بغضب شديد ثم القى سيفه نحوه بقوة ليلتف السيف وينغرس في احد الصخور خلفه ثم قال له:

_اعطني الناب الذي معك....!!!

رفع ريدن حاجباه بدهشه ثم وقف بهدوء واخرج الناب من جيبه والقاه نحوه وقال له:

_ هل انت سعيد الان؟....

مد ايفيرات يده امامه ليسقط ذلك الناب داخل كفه وقال له:

_لا....ما زلت تزعجني قليلا....

مد ريدن يده نحو سيفه خلفه و انتزعه من الصخر و قال له:

_ظننتك فاشلاً حتى تلك اللحظة قبل قليل....اظن انك كنت تستطيع فعل ذلك بالفتاة ذات الشعر الطويل ايضا...

وضع ايفيرات الناب داخل جيبه والحق كفه لها والتزم الصمت قليلا ثم قال له:

_ماذا عنك؟...الن تكمل عملك ايها الصائد..؟ ام انك ستتخذ موقفا مغايرا الان؟....

اجابه ريدن و هو يعبث بتلك القلنسوة على رأسه و يمدها للامام لتغطي بعضا من رأسه:

_لا... لكن اظن انني قد احظى بنقاش جيد معك....لن يتبخر الكون ان لم اقاتلك الان...

هز ايفيرات رأسه له بالموافقة وقال له:

_اذا...تريد ان تحظى بنقاش ها ؟....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

داخل ما أشبه بغابة صغيرة حيث اشعلت المشاعل النارية لاضاءة الطريق نتيجة لهبوط الليل و صعوبة الرؤية....

سارت ايڤي و ميا بذلك الطريق فقالت الاخيرة لها:

_يااه لا استطيع تخيل مقدار الالم....اعتذر لتذكيرك بذلك....

قالتها وقد بدى عليها ملامح الحزن قليلا ...كانت ايڤي قد روت لها الطريقة التي فقدت بها يدها....فقالت لها بطلتنا الظريفة:

_لا بأس حدث ذلك منذ مدة انا محظوظة لمرور تلك اللحظات....

تلفتت ميا نحوها وقالت لها:

_ليس هناك مكان لتذهبي له...ابقي هنا معنا...قلتي انكِ ستغادرين...لكنكِ لم تقولي الى أين؟....

تلفتت ايفي لها ثم قالت :

_بكل صراحة....لم أغادر مستعمرتي لاعيش بأخرى...كما انني قد رسمت طريق رحلتي و وصلت لهذا الحد...

قاطعتها ميا قائلة بانفعال:

_اي طريق؟...لقد كاد ذلك الشيطان ان يقتلك!!..الي اين تنوين الذهاب؟...

قابلتها ايفي بابتسامة لطيفة وقالت لها:

_ذلك يخصني اعتذر لكِ...اظن انكم لن تتعلقوا بفتاة اتت لتوها لكم الست محقة؟...

كادت ميا تفتح فمها الا ان ايفي رأت كوخا ذو مشاعل امامها وقالت بحماس:

_هيي هييي...انه كووخ !!!

ثم انطلقت مسرعة نحوه فتبعتها ميا التي صرخت بها قائلة:

_توقفي !!! هذا مكان الزعيم الخاص!!!

تابعت ايڤي ركضها حتى وصلت للباب ثم توقفت عنده. انتظرت ميا حتى تصل...ولم تمضي ثوانٍ حتى اتت وقالت لها بهمس:

_توقغي هذا كوخ الزعيم الخاص اخبرتك سابقا...

وصعت ايڤي كفها على وجنتها وقالت لها:

_يييه....لم اعلم انه قد يكون كوخه...

ثم تلفتت نحو الباب وقالت لها:

_اصابني الفضول لارى ما الذي تحويه..!!!

ثم مدت يدها نحو مقبض الباب فقالت لها ميا بانفعال اشد:

_ما الذ....!!!!

لم تكمل كلمتها حتى فتحت ايڤي الباب ببطئ لتسكت ميا التي خشيت ان يكون زعيمها بالداخل...واكملت لها بهمس لا يكاد يسمعو هي تشد على يدها التي تمسك بالباب:

_ايڤي!!!....توقفي حالا دعينا نعوود!!!!!

اختلست ايڤي نظرة بسيطة من خلال فتحت الباب تلك فزادت احكام قبضتها على الباب....واتسعت عيناها بدهشة لم تشعر بها سابقا...

تجمدت مكانها للحظة فقالت ميا من ذلك وقالت لها:

_هيي...ما بكِ؟...

هدأت ايفي من نفسها و فتحت الباب قليلا بعد فدفعتها ميا جانبا وصرخت بها معتابة ايها:

_ايڤي !!! رجاء ذلك سيسبب المتاعب لنا دعينا نرحل من هنا‼️‼️....

ضغطت ايڤي على مقبض الباب بغضب ثم فتحته بقوة على اخره ليرتطم بالجهة المقابلة من الجدار....ليسقط هنا قلب ميا مع ذلك الصوت العنيف...

تلفتت ايڤي نحوها وقالت لها بابتسامة حزينة تقريبا:

_اعتذر....كانت تلك الطريقة الوحيدة لاسكاتك....

نظرت ميا لها بقلق....ثم لفت انتباهها صوت سقط على الارض وتدخرج نحوهن فتلفتت ميا له ثم قالت وهي تتأمله غير ن

متعرفة على ذلك الشيء الذي سقط امامها وقالت :

_ما ...هذا؟...

وجهت ايڤي نظرها نحو تلك الكرة البيضاء التي اخذت تكمل استدارها لتستقر امامها فقالت ايڤي:

_هل....تقصدين هذه الجمجمة التي سقطت من صف العظام هناك؟....

تلفتت ميا نحو المكان الذي اشارت له ايڤي لتنفجع بتلك الصفوف من العظام و الجماجم التي زينت المكان و كأنها ادوات زينة....

ثم امسكت يدها وقالت لها:

_دعينا نذهب....قلت لك هذا مكان الزعيم....لا تستمعين لي!!!! هذه اشياءه الخاصه!!!

تعجبت ايڤي من ردة فعلها و تقدمت نحو تلك الجمجمة أمامها وقالت بنفسها:

_هل هي مستاءة فقط لكونه مكان زعيمها الخاص...ولا تأبه لهذا المشهد امامها؟...

مدت يدها نحوها وتناولتها لترفعها مكانها على الرف....

كان ذلك الكوخ كبيرا... يحتوي عدة رفوف خشبية زينتها العظام ذات اللون الابيض .... ذو ارضية خشبية و به عدة غرف كذلك....تأملت ايڤي تلك العظام والجماجم وقالت بنفسها:

_اظن أنني رأيت مقبرة من خلال نافذة منزل ميا....اظن ان هذه العظام تعود للشياطين الذين قتلوهم ...

هذا لا يختلف عن مستعمرتنا تلك ...

ثم نفضت رأسها و تلفتت نحو ميا التي لم تتجرأ على دخول الكوخ قالت لها:

_يمكنكِ العودة ان اردتي...

احمر وجه ميا قليلا ثم صرخت بها:

_ستأتين معي !!!! ما عملكِ بغرفة الزعيم هنا !!!؟؟⁉️

تلفتت ايڤي ناحية الجدار المقابل امامها وقالت لها باسترخاء:

_ان استمررتي بهذا الانفعال قد تسببين المشاكل لنا....

ثم قالت بنفسها و هي تسير للداخل:

_ساجد الخريطة واخرج من هنا...ليست مجبرة على ملازمتي....

ثم سارت قليلا لتشق طريقها للداخل لتشعر ميا بقلق متزايد....فانهت ترددها وتبعتها للداخل....الا ان تلك اليد اوقفتها لتوقف قلبها كذلك و تمنعها من الدخول....

لم يختلف حال تلك الغرفة عن مدخل الكوخ...فقد ملأته الجماجم كذلك...

كان لونها الابيض بالظلام قد اثار رعبها فعلا...اخذت تتجاهلها وتبحث عن شيء لتنير به المكان حتى لمست يدها مصباح زيتيا سارعت لاشعاله ليملأ المكان نورا لتظهر الغرفة كانها مقبرة ما...

زينت بالجماجم والعظام..ا...

الا ان وجود النور قد اراح قلبها....تلك الفتاة كانت تموت ذعرا من الظلام ...لمست صدرها و تنهدت براحة....ثم جالت بنظرها بالغرفة لتلتقي عيناها بتلك الورقة الكبيرة المعلقة على الجدار...والطاولة البنية أمامها....

تاملت تلك الورقة التي كانت هي نفسها الخريطة....

تهلل محياها بابتسامة لطيفة وقالت:

_جيد....على رسمها...🌚❤️

ثم وجهت نظرها نحو الطاولة لتلمح مخططات وعلبه حبر واقلام...وقالت:

_هل كان ذلك الشخص يخطط...؟؟

مدت يدها نحو المخططات لتلقي نظره عليها فشعرت بملل قاتل و وضعتها جانبا ثم مدت يدها نحو علبة الحبر بحثت بالاوراق حتى وجدت واحدة بيضاء ناصعة وقالت بنفسها:

_هيي هييي....سأجعل ايفيرات ينحني لي مقابل جهدي هذا🌚❤️(

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان ايڤيرات و ريدن يجلسان امام بعضهما حيث كان ريدن يقول:

_اذا....تريد الذهاب لانهاء الاتفاق الذي قامت به سيدتك...وتلك الفتاة تبحث عن الخلاص....

كان ايڤيرات ينظر له فقط دون ان يتكلم ثم اكمل ريدن:

_لكنني سمعت انه يجب قتل سكان الاعمدة لانهاء ما يحدث.....

اجابه ايفيرات بعدما رفع رأسه قليلا به؛

_هذا يعود الي ما تريد انت تصديقه... عندما تؤمن بشيء ما ستراه مثاليا....

استخدم عقلك و ستعلم ان ما قلته كان خاطئا....

زرعت الاعمدة لانهاء الصراع بين الشياطين....لذلك عندما انتهت الحرب و نجح الهدف منها بقي ان تزال ليعود البشر لحياتهم الطبيعية... لكن علينا التحقق من بعض الامور اولا....

تعجب ريدن من كلام ايفيرات قليلا ثم ساله:

_انت تفعل ذلك من اجل البشر...من اجل اشخاص يسلخون جلودكم بعد قتلكم و يتخذون من جماجمكم زينة منزل....

لم يغير ايفيرات من ملامحه و اجابه قائلا:

_انا افعله لولائي لسيدتي ليس لكم...

جميع الاطراف هنا مخطئة ولا علاقة لي بذلك ولن انحاز لاي احد...سانهي ما علي فعله واتفرغ للباقي لاحقا....

علت ملامح ريدن نظرة ما ثم قال له:

_لو منحت بعضا من ولائك للبشر لما اضطروا جميعهم للعيش اسفل الارض... اتسائل من هي تلك السيدة التي غسلت عقلك....

بعد كل شيء الاستماع لك لم يكن فكرة سيئة....

لم يجبه ايڤيرات على كلامه فأكمل ريدن:

_ماذا عن تلك الفتاة؟....

هل ستعود لها ام ماذا؟....

تلبدت ملامح ايڤيرات تدريجيا ثم قال :

_نسيتها تماما....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

رسمت ايڤي اخر خط بالخريطة والقت نظره عليها فوجدتها مطابقة للاصلية تماما شعرت بسعادة قليلة ثم اغلقتها بطريقة غير مرتبة نظرها لما تحتويه من ايدي....

فتحت حقيبة ظهرها و وضعتها بها ثم التفت لتغادر و تقابل بوجهها ذلك السيف الذي التصق بها...

لم تتفاجئ بذلك ابدا و نظرت نحو من يمسكه فإذا بها رينا التي كانت غاضبة بشكل مرعب فقالت لها ايڤي:

_هل أساعدكِ بشيء؟...

لم تجبها رينا وبقيت غاضبة تنظر لها....وبعد تلك النظرات الخارقة قالت لها:

_ناوليني حقيبتك....

تبسمت ايڤي بسخرية لها وقالت:

_سأعطيكِ المال لتبتاعي واحدة لاجلك...حقيبتي مهترئة لا تستحق السرقة...

تمالك رينا اعصابها الا انها انفجرت وهي تحاول ذلك و صرخت بها لتوقف قلبها:

_اخرسي و افعلي ذلك ايتها الساقطة !!!!!

اتسعت عينا ايڤي بدهشة وترددت بذهنا الكلمة الاخيرة....فنزعت حقيبتها ببطئ

ونظرت لتلك الغبية أمامها وقالت :

_تحتاجينها؟...

ثم مدت يدها لتناولها الحقيبة الا انها امسكتها بقوةو اعادتها للخلف وضربتها برأس رينا بقوة كبيرة لتدفعها على الحائط جانبا ثم امسك بحقبتها بقوة اكبر ونظرت لها وقالت:

_ لا تصفي الناس بما انتِ عليه يا عزيزتي...

في هذه اللحظة انسعرت رينا تماما واشتاطت غضبا...استندت على سيفها لتهاجم ايڤي التي انخفضت واندفعت للخارج بقوة زهي تقول بنفسها:

_هذا ممتع نوعا ما....

ثم خرجت من الكوخ مسرعة وهي تكمل:

_لقط خل الليل تماما الان... اتمنى ان اجد المخرج من هذه المستعمرة حتى التقي بايڤ....

توقفت ايڤي عن الركض تدريجيا....فقد لمحت تلك الفتاة ملقاة ارضا بجانب احدى الشجيرات....تأملتها قليلا و سارت بضع خطوات نحوها....

فإذا هي تقول بنفسها بدهشة قليلة:

_م...ميا؟!!!!.....

اجل.... كانت تلك هي ميا...مليئة بالكدمات و الجروح..وقد اتسخت ملابسها بالتراب و بعض بقع الدماء...كانت ملقاة على وجهها مما اضطر ايڤي للنزول والجلوس عندها ادارتها بصعوبة ثم همست لها:

_ميا؟؟؟؟!!!...

قالت بنفسها بعدما رأت وجهها الذي سال عليه دماءها:

_لا بد انه تلك المهرجة ذات السيف....ويلي سحقااا لييي !!!!

اخرجت منديلا من جيبها و حاولت مسح وجه ميا وهمست لها قائلة:

_اعتذر منكِ....اسفة فعلا!!

اثناء لفعلها ذلك...سمعت صوت ركض ياتي من خلفها فتلفتت للخلف بسرعة ولم تكد تفعل حتى تلقت ركلة على اسفل ذقنها اعادتها للخلف بقوة....كانت تلك هي (نسيت اسمها😂😂).....رينا التي الصقت رأس ايڤي بجذع الشجرة بقوة باستخدام قدمها.... لتشعر الاخيرة بالغضب وبعض الالم ...ثم قالت تلك الرينا لها:

_ستندمين.... عندما قلت انك كنتِ مع ذلك الشيطان لم يصدقني احد....سأجعلهم يصدقون ذلك بنفسي!!!! ساجعلكِ تموتين كما مات رفيقي!!....

ثم رفعت سيفها عاليا واكملت:

_ليس قبل ان تدفعي الثمن!!!!

واكملت وقد اعتلى وجهها ملامح مرعبة:

_ستدفعين الثمن بذراعك هذه..والباقي بحياتك....

قفزت عينا ايڤي من رأسها عندما سمعت ذلك ووجهت نظرها نحو يدها....

ثم رأت ذلك النصل اللامع و هو يخترق اعلى منطقة مفصلها ليسبب لها الما فظيعا...

فقد كانت رينا قد غرسته لتثبته بالجذع كذلك....

لم تحرك ايفي من يدها وقالت بنفسها بقلق:

_من اين اتت لي هذه الفتاة الان!!!!....

ان استمرت بذلك سأ...

ثم كادت الدموع تقفز من عيناها عندما حركت رينا سيفها بيدها لتكمل ذلك الجرح وقالت لها:

_ما بي لا اسمع صراخكِ؟؟؟!!

ثم اخذت تحرك ذلك السيف اكثر حتى شعرت به ايڤي يكاد يخترق عظامها...واستحضرت ذاكرتها ذلك المشهد...

حيث اصيبت بجرح بالغ بيدها اليمنى الا انه لم يشفع لها ليمسك رجل غاضب يدها و يقتلعها...

تردد هذا المشهد بعقلها فأصيبت بالذعر من ان تفقد يدها الاخرى... فرفعت رجلها بقوة و ركلت رينا لتبعدها عنها...وامسكت نصل السيف بأسنانها واخرجته بكل قوة من جذع الشجرة و يدها معا....

فاغاظ ذلك المدعوة رينا. هي تنظر لها....

اما ايڤي فقد وقفت بسرعة والدماء قد بدأت تسيل من نهايات يدها....

وقفت رينا لها وقالت بغيظ واحتقار:

_انتي افضل مما تبدين عليه!....

لم تجبها ايڤي و اكتفت بنظرات الغضب لها فأكملت رينا:

_لكنك اغفلتي شيئا واحدا....

في هذه اللحظة شدت ميا ايفي من الخلف مما جعلها بصدمة من امرها فهمست لها:

_اسفة انا مجبرة على ذلك....

قالتها وقد امتلأت عيناها بالدموع...مما جعل ايڤي تستحقرها قليلا

اما رينا فقد تناولت السيف وقالت لها:

_رأيتي؟....انتي لا شيء...مصالحنا اهم منكِ انها من دافعت عنكي قبل ساعات قليلة...تمسككِ الان لتدفعي الثمن...

اجابتها ايفي قائلة بكره شديد:

_شكرا...اوضحتي لي الان انكن مجرد جرذان قذرة...

تبسمت رينا بمكر مرعب ثم رفعت السيف للاعلى وقالت :

_انعتينا كما تريدين....

وعندما همت بإنزال السيف استجمعت ايڤي كل قوتها بيدها وامسك ميا من كتفها وانحنت للامام بقوة لترفع ميا عاليا وتجعلها امامها محاولة جعلها تتلقى الضربة عندها توقفت رينا لوهلة لكن ليس لانها توقفت بل لان احدهم امسك بنصل سيفها....

اما ميا فقد سقطت ارضا بقوة على ظهرها ثم رفعت ايڤي نظرها هي و رينا بمن امسك بنصل السيف فقالت الاخيرة بدهشة:

_ر..ريدن؟.!!!

سحب ريدن السيف من يدها والقاه جانبا وقال لها:

_سمعت صوت صراخ فأتيت لالقاء نظرة...

نظرت رينا نحو سيفها الملقى جانبا. نظرت لريدن بغضب وقالت له:

_لما فعلت ذلك؟...

تلفت ريدن بعيناه لكل تلك الفوضى ثم لمح سيل الدماء التي تقطر من يد ايڤي فتقدم نحوها وقال لها:

_هناك خدش بيدك؟...الم تلاحظيه؟...

اغاظ كلام ريدن ذاك رينا فصرخت به:

_ما بالك!!!!! انها مخ...

اخرس رينا ركلة قوية من ريدن نحو وجهها تماما ابعدتها لتسقط عدة مرات ارضا فارتسمت على ملامح ايفي سعادة مخيفة

اما ريدن فقد قال ببساطة:

_قولي للجميع انني اضرب السيدات والفتيات....

ثم تلفت نحو ايڤي التي تلاشت ملامحها المرعبة ونظرت له ببراءة وقالت له:

_هل ستضربني؟....

اغمض ريدن عينه اليمنى ببطئ مرعب وقال لها:

_لا اضرب الارانب اللطيفة.....هل ستاتين معي؟...هناك من ينتظرك...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان ايڤيرات يجلس بالمكان الذي جرى به حديثه و ريدن يتأمل ذلك الناب بهدوء....

ثم اتى صوت من الخلف يقول له:

_هييي....انا هنااا...

خبأ ايفيرات ما معه ثم استقام وتلفت ناحيتها....ليشاهد ايڤي تركض نحوه بحماس....

ففتح يداه لها واشار لها بالاسراع....

فتوقفت لثانية وقالت بلهفة:

_اوه يا ويلي عناااق !!!

ثم زادت سرعتها و فور ما قفزت نحوه و الدموع تنهمر بمشهد درامي مبالغ به من عيناها ، الا انه وضع يدها على رأسها ليوقفها وقال لها بهدوء وقد تلاشت ملامحها السعيدة:

_ما هذا على وجهك هنا؟...

قالها ولمس وجهها مكان تلك الضربة فقالت له وقد مسحتها:

_لا شيء....تعثرت بالطريق...

نظر لملابسها المبللة بالدماء ومقاومتها الشديدة لذرف الدموع....ثم قال بنفسه:

_انها هشة...هشة اكثر مما تبدو عليه....

ثم ربت على رأسها بهدوء و وجه نظره نحو ريدن الذي قدم نحوهما وقال له:

_ادين لك بهذا....

حرك ريدن يده له بلا مبالاة ثم قال له:

_حظا موافقا برحلتكما....

عندها تلفتت ايڤي له وقالت:

_تعال معنا.....انت تنتمي لنا...و يبدو انكما على وفاق...سنكون جماعة جيدة...

ثم وجهت نظرها نحو ايفيرات وقالت له:

_ما رأيك....؟

اصوات الغربان....

نسيم الهواء الحارق....

وصوت الكمان الذي حرك تلك الهياكل العظمية لتعجلها حية....

سارت ديس نحو ذلك الصوت والبسمة على وجهها الجميل....

ثم توقفت وقالت:

_ صوت كمانك....إنه ساحر

ثم قال لها بعدما اخفضه قليلا:

_انتِ سعيدة الست محقا؟....

قالها ووجه عيناه الصفراوان ناحية ديس التي بادلته ابتسامة مميتة....ثم قالت له:

_اجل انا كذلك....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

اعمدة السماء الجزئية الاولى:

انتهت

السلام عليكم✨

بشكل خاص عن الرواية،

رواية اعمدة السماء، التي تتحدث عن فتاة تحلم بالخروج من مستعمرةٍ أرضية و الذهاب لمكانٍ ما وصف ب"الخلاص"

تمتاز الرواية بطابع خيالي بدايتها، لتأخذ طابع الواقعية بالفصول المقبلة،حيث تمثل الرواية ثورةٌ ما، تنضم لها البطلة مع شخصيات و أحداثٍ غير متوقعة...

للتواصل مع الكاتبة على التلجرام ، اسم القناة : Yakuza novels

أن اعجبتكم الرواية، ادعموني ولا بقتلكم و انشروها برضو👽💔