رواية أعمدة السماء ضباب

Yakuza's Novels

_ انها تمطر.....

قالت ديس هذه الكلمات بنفسها بينما توجه نظرها خارج نافذة زجاجية...

كانت تجلس على طاولةٍ زجاجية تسند يداها على حافتها لترفع اكتافها قليلاً....

كان شعرها الابيض الحريري الطويل قد انسدل من اعلى اكتافها ومن على الطاولة للاسفل، وقد انعكس شكل زجاج النافذة على عيناها الرماديتان، وبالطبع، لم تفارق شفتاها ابتسامتها الرقيقة التي خبأت خلفها مكرها....

وجهت عيناها للناحية المعاكسة للنافذة لتتبعها برأسها لتميله درجة واحدة متأملة بعيناها شخصاً اخذ يقوم بالكتابة على أداة طباعةٍ ذات الازرار العديدة...

كان يرتدي قفازين اسودين على يداه بينما يقوم بذلك وقد اصدرت آلته اصوات طرقات تلائمت مع صوت الرياح و قطرات المطر التي طرقت نوافذ منزله ذو الجدران الخشبية الداكنة، وخلال هذا قالت له ديس بعدما وقفت من مكانها متجهة نحوه:

_ ما الذي تقوم بكتابته؟...

قالت ديس هذا بينما تسير نحوه لتقف خلفه، اما ذلك الشخص فقد اجابها قائلاً :

_ انهاء الوعد لاديلا....

وضعت ديس يداها على اكتاف ذلك الشخص لتقول له :

_ من هذه ؟

اجابها ذلك الشخص قائلاً لها :

_ فتاة من البشر....ارادت عودة عائلتها من الموت....

مررت ديس يداها على اكتاف ذلك الشخص لتقول له بينما تتجه لتقف امامه :

_ هل اصبح البشر اغبياء لدرجة انهم لا يفهمون عدم القدرة على العودة من الموت ؟

اجابها ذلك الشخص قاىلا لها :

_ لا...بعض الخسارات اصعب من ان تُصدق... منحتها رؤيتهم لاخرة مرة قبل ان تهديني حياتها كمقابل على ذلك....

قال هذه الشخص كلماته بينما يغلق عيناه لنصفها باسترخاء بينما ارتسمت على شفاهه شبح ابتسامة هادئة...

كانت عيناه رماديتان لامعتان، و شعره الاسود الممشط بترتيب قد انسدل على جبهته التي حوت وشماً من جهتها اليمنى وقد امتد على طول جانبه حتى وصل اسفل عينه بشكل جانبي....كان ذلك الوشم نقشٌ لتنين يدل على مرتبة ذلك الشخص، بشرته فاتحة و صوته هادىء يدل على مدى حضور المتكلم،

يرتدي قميصاً ابيضاً فوقه سترة سوداء داكنه على اكتافها بعض الاكاليل الذهبية،

اما ديس فقد قالت له :

_ ما الذي تريده من حياتها؟...

ثم وضعت يدها على وجنتها وقالت له :

_ يمكنك الحصول على حياتي بدلاً عنها...

اغلق ذلك الشخص عيناه بهدوء بينما وقف من مكانه ليقول لها :

_ لا حاجة لي بك....لكن من الجيد انكِ زرتني اليوم....

لم تغادر ابتسامة ديس وجهها بينما يقول ذلك الشخص كلامه ليكمل لها قائلا :

_ افترض ان احد افراد مجلس الاسياد يريد مني شيئاً ما...اليس كذلك.؟

اجابته ديس قاىلةً له :

_ انت محق.....ارسلني هازارد الى هنا طالباً شيئاً منك....هل لكَ بأن تحضر له رأس الشيطان ذو تصنيف حاكم؟....

يا كامورا !

كان هذا الشخص هو كامورا، احد الشياطين الاقلاء ذو تصنيف حاكم، والذي لم يجبها على ما قالته واكتفى فقط بالنظر لها قبل ان يوجه عيناه نحو النافذة الزجاجية متأملاً الخارج...

✧• ━━━━━━━━━

_انها تمطر بغزارة هنا...

قالت ايڤي هذا بينما تسير واضعةً يدها فوق جبهتها لتمنع الامطار من النزول على عيناها بمحاولة فاشلةٍ منها، كانت تسير برفقة ريدن خلال طريق طيني مؤدٍ لقرية ما، ليقول لها الاخير :

_ لا تمطر كثيراً هنا لذا عليكِ ان تكوني سعيدة....

تجهمت ايڤي قليلاً تجاه ذلك وقالت له :

_ سأكون سعيدة عندما لا تبتل ملابسي بالكامل...

لم يجبها ريدن على ذلك لتكمل ايڤي له :

_ و ايضاً....ما كان علينا ترك ايڤيرات خلفنا...

تلفت ريدن نحو ايڤي ليقول لها :

_ لا حاجة للحزن...لم نتركه خلفنا،

سكان هذه المناطق يصابون بالهلع الشديد فور رؤيتهم لشيطان ما، و ايفيرات لديه ذلك المظهر المميز الذي يكشفه بسهولة

اشاحت ايڤي بنظرها جانباً وقالت بهمس :

_ كنت اود البقاء معه لكنه سيرفض

ساد الصمت لحظاتٍ هنا، حتى بدأت أصوات ضحكٍ تتعالى شيئاً فشيئاً وقد لاح قريباً بعص البيوت التي بدأت تظهر كلما زادت خطوات رفاقنا، ليقول ريدن عندها ؛

_وصلنا تقريباً...

اجابته ايڤي قائلة له :

_ارى ذلك.....

كانت اصوات الضحك تتعالى من بعض الاطفال الفرحين بمياه الامطار التي رطبت الأرض و آبارهم و مناطقهم الزراعية الجافة....حتى ان بعض الاهالي قد خرج بالفعل ليكمل علمهم خلال الامطار هذه،

لقد افتقر كل شيء للمياه هنا...بدى وان هذه القرية عانت من جفافٍ قاحل...

هذا ما فكرت به ايڤي وهي تنظر لسعادة تلك القرية و اطفالها الذين فور ما رأوها صرخ احدهم قائلاً:

_ هيي!!...انها طفلة اكبر منا حجماً...

ثم قال احدهم مكملاً عن سابقه :

_لديها ذراعٌ واحدة لنحصل على ذراعها الاخرى !!!

سمعت ايڤي كلمات الاطفال هذه لتقول لهم بينما تسير نحوهم :

_ هيي هيي...حاولوا ذلك ان استطعتم !!

قالت هذا بينما التقت بالاطفال الذين اخذوا باللعب معها بشكل فوري....

كانت سعادتهم تكفي لان ينسجموا مع فتاة غريبة قابلوها للتو....

اما ريدن فقد وقف مكانه فقط يتأمل الاطفال الذين نالوا بالفعل منها غامرين رأسها وملابسها بالطين بشكل كامل، ثم تبسم بسخرية وقال بينما ينظر لضحكاتهم المشبوهة:

_ لقد كان ذلك سريعاً....

ثم اخذ يمرر عيناه على القرية التي بدت كأنها عادت للحياة مجدداً ثم نادى على ايڤي ليقول لها :

_ سأكون بذلك المكان اتبعيني ريثما تنتهين....

قال هذا مشيراً نحو كوخٍ تصاعدت من مدخنته دخان اسود كان بين منازل القرية

✧• ━━━━━━━━━

سارت مياه الامطار خلال طريقها نحو الحافة وقد اصبح اصبحت نقيةً اخيراً بعدما حملت معها التراب الذي خول لونها الى البني....كان الجو ضبابياً لدرجة انهُ بدى كأن الغيوم نزلت الى الارض...

وقد اضافت الرياح لمستها الخاصة بصوت هبوبها، و خلال هذا .... جلست اديلا عند الحافة....

اديلا تلك الفتاة ذات الشعر الاسود القصير التي راقبت الجثث التي علقت لاسفل الوادي، وقد وضعت يداها على اقدامها بينما تجلس دون حراك، وسط ذلك الهواء و الامطار الشديدة...وكأنها فقدت القدرة على الحياة او بالاحرى

فقدت حياتها !!

كانت عيناها فارغتين تماماً كما لو انه تم اقتلاعهما من مكانهما لتصبحا فجوتان مظلمتان وقد سالت الدماء منهما بشدة، وكانت كفيها ممزقتان تماماً....

الا انه رغم ذلك، ارتسمت على شفاهها بسمة جميلة!..ابتسامة خلاص ما،

كما لو انها التقت من فقدتهم واجتمعت بهم للابد!!

وخلال وقف ايڤيرات على مقربة منها ينظر لها،ليقول بنفسه بعدما القى نظرة على وجهها :

_ انها ميتة...هذه العلامات، و هذه الاعين الفارغة و كفيها الممزقتين.....لقد تعاملت مع بعض الشياطين بالتأكيد....

قال ايڤيرات هذا ليتذكر كلام ريدن عما قاله بوجود احد الشياطين الاقوياء هنا،

ليكمل ايڤيرات قائلاً بنفسه بينما يأخذ نظرة على اسفل الحافة :

_ هل يعقل ان هناك احدٌ هنا؟.... ان كان كذلك من يكون؟...

قال ايڤيرات هذا ليرى تلك الجثث المعلقة بالحافة....وقد تجاهلها فقط....

فبالنهاية، ايڨيرات ليس بشرياً ليهتم لموت احدٍ منهم، ولا يملك تلك المشاعر الجياشة ليتأثر عليهم....كان ذلك عادياً بالنسبة له، فهذه هي مشاعر الشياطين فقط !!!

وبينما هو يتأمل الحافة....مر على اذنه صوت عزفٍ ما.....

لقد كان لحناً معروفاً....لحن اصوات الكمان التي اخذت تملأ المكان لتتناسق مع صوت الامطار و الرياح والتي جعلت المكان يبدو كمسرحية ما...

كان ذلك اللحن معروفاً كفاية ليجعل ايڤيرات يتلفت للخلف نحو مصدرها و قد ملأت وجهه بعض ملامح الصدمة....

ثم رآه.... بدى مستمتعاً بمظهر جثة اديلا التي جلست امام الحافة وقد مرر عصاه على اوتار الكمان لينهي بذلك عزفه ثم قال بعدما انهى ذلك :

_ هل تستمتع بمشهدك هنا ؟....

كان هذا هو....

كامورا !!

قال ايڤيرات اسمه بتعجب قليل بينما يتلفت له ليكمل كامورا له :

_ تبدو متعجباً من رؤيتي هنا....هذا محزن

مرت وهلة قبل ان يجيب ايفيرات كامورا على كلامه ليقول له بعد عدة لحظات صمت :

_ لما انت هنا؟...

اغلق كامورا عيناه بهدوء قبل ان يفتحهما مجدداً بينما يسير نحو جثة اديلا ثم قال بينما يضع يده على رأسها :

_ اتيت لاستعادة هذه.... لقد كانت هناك صلقة لطيفة بيننا...

وجه ايڨيرات نظره نحو اديلا ليقول عندها :

_ ما الذي عرضته عليكَ لتقبل بذلك...؟

مما يبدو، فإن كامورا و ايڤيرات يعرفان بعضهما منذ زمن....فالحديث بهذه الطريقة مبنيٌ على علاقة معرفة قديمة بينهما...

اما كامورا فقد اجاب ايڤيرات قائلا :

_ فتاة من البشر.... لقد تم قتل عائلتها واحداً تلو الاخر، انهم هؤلاء المعلقين هنا..

"يقصد الجثث"....لقد اتهموا بالخيانة و محاولة الهرب لسكان الاعمدة لذا تم قتلهم....الا انها هربت منهم

لقد اتت لي ٱملة انها تستطيع رؤية عائلتها للمرة الاخيرة قبل موتها قائلة انها فقدت الامل بالحياة هنا....

لقد كانت يائسة لذا منحتها رؤية اشباحهم فقط...وكان الثمن هو حياتها....

قال كامورا هذا بينما يداعب شعر اديلا، ثم اكمل قائلا لايفيرات :

_ اليس هذا قاسياً...؟.. اشعر بأنني اقل سوءاً من البشر عندها طلبت مني دفن جثتها....فهي لا تريد ان تتواجد بنفس مقابر من قتلوا عائلتها....

قال كامورا هذا، ليتبادر لذهنه مباشرة ايڤي....كانت تشبه اديلا الا انها تبحث عن الخلاص بعيداً عنهم ليقول ايڤيرات له :

_ هذا يذكرني بأحدهم.... ليدهن التفكير نفسه الا ان احد هاتين الفتاتين اكثر قوة...

تبسم كامورا قليلاً لايفيرات ثم قال له :

_ ارى انك فقدت جناحيك....لكنك بالفعل هنا...حظاً موافقاً بخطواتك القادمة....

Yakuza's Novels 🖤:

قال كامورا هذه بينما احتدت ملامحه نوعاً ما و قد سار بالفعل عدة خطوات نحو ايفيرات الحذر منه ليكمل كامورا له :

_ لكن.... لنأمل ان تتخطاني اولاً !

احتدت ملامح ايڤيرات عندها و لم يكد يتحرك حتى خرجت من الأرض ايادٍ عظمية امسكت بقدميه و فور ما فعلت ذلك تحولت تلك الايادي لشفرات حادة اخترقت اقدامه بقوة....

بالطبع كان ذلك مؤلماً و بغيضاً، الا انه تحرك من مكانه بسرعة ليحطم ثم اندفع للخلف ليخفض من نفسه قليلاً حتى لامست يداه جراحه ثم قال بنفسه بينما ينظر لكامورا امامه :

_ هذا الشخص....لا يجب التراخي معه !!

قال ايڤيرات هذا ثم مد يده لتلامس ارض الحافة وفور ما فعل ذلك تيبست الارض بشدة رغم مياه الامطار التي غمرتها...

كان تلك هي احد قدرات ايڤيرات و هي ابطال الحياة، حيث انه فعل ذلك لتجنب اي هجوم اخر قادم من الاسفل...

الا انه رغم ذلك شعر بالانزعاج من ملامح كامورا الهادئة والذي تصرف كأن الوضع تحت سيطرته فقط، ليقوم عندها برفع يداه ناحية ظهره من الخلف ثم قال لايڤيرات:

_ هل تجيد اللعب بالسيوف ؟...

تجهمت ملامح ايفيرات عندها فعو لا يملك واحداً ، اما كامورا فقد اغلق كفيه ليفتحهما لاحقا وقد ظهر نصل سيف بدأ بالخروج من العدم و الاستمرار بذلك حتى توقف كامورا عن ابعاد يداه عن بعضهما البعض، ثم اكمل قائلاً :

_ هلا تقدمت نحوي ؟؟!

قال كامورا هذا ليندفع بسرعة ناحية ايفيرات الذي استقام من مكانه بسرعة ومد يده امامه لينزلها بسرعة كما لو انه صنع نصلاً من الهواء امامه ثم اندفع بدوره نحو كامورا الذي هاجمه بسيفة ذاك و باللحظة التي التقى بها سيف الأخير مع نصل ايڤيرات الغريب، تلاشى سلاح ايڤيرات بلحظة الملامسة ليصبح عبارة عن شفرات حادة هاجمت كامورا الذي لف سيفه ببساطة بشكل دائري ليصدها ثم اكمل ذلك بالتلويح بقوة نحو عنق ايڤيرات الذي انخفض ليتجنب ذلك ثم مد يده ليمسك بعنق كامورا الذي غرس نصل سيفه بيده فورما فعل ايفيرات هذا الا ان الاخير تجاهله مجدداً ثم اعاد يده الاخرى للخلف ليشكل بها شفرة بيضاء شبه شفافة و وجهها بقوة ناحية عنق كامورا الذي سحب نصل سيفه من يد ايفيرات و اعترض طريق هجوم الاخير ليقطع بذلك جزءاً من كفه و موقفاً هجومه كذلك ،اما ايفيرات فقد قام بالضغط على عنق كامورا بقوة حتى غرس مخالبه بها لتسيل دماء الاخير مباشرة منها،كان ذلك نتيجة لقطع كامورا جزءاً من يده، الا انه رغم ذلك شعر بغضبِ شديد نوعاً ما و اكمل هجومه صانعاً بذلك شفرة اخرى و لهاجم بها عنق كامورا

وباللحظة التي كاد ان ينال به منها....

تردد الى ذهن ايڤيرات أصوات عزف كامورا على كمانه و قد كان الاخير يقف عند اديلا مستمتعاً بصوت عزفه، اما ايڤيرات فقد وجه نظره نحو يده التي بدت سليمة و عنق كامورا الذي كان كذلك، و المكان الذي لم يتغير أبداً، ليقول عندها بدهشة نوعاً ما :

_ هل كان ذلك !!!.....

فتح كامورا عيناه تدريجياً و قال لايفيرات بينما اوقف عزفه :

_ لقد ادخلتك بمجال وهمي....من المؤسف انك حاولت قتلي فعلاً !!...

كان ذلك القتال قد افتعله كامورا بأحد قدراته فقط...حيث يدأ عزفه شكل نطاقاً خاصاً له و لايفيرات، ليكمل عندها قائلا له:

_ لم اكن انوي قتالك فعلاً...ولا الوقوف بطريقك...

اجابه ايڤيرات قاىلا له :

_ ما هدفك من ذاك اذا؟!.....

اجابه كامورا قائلا له :

_اردت اختبار....قدرات عدوي المستقبلي فقط...

احتارات ملامح ايفيرات عندها، ليكمل كامورا قائلا :

_ يحدث الكثير من الاشياء هنا....لكنك لا تعلم بها....عليك الاهتمام بخطواتك و بأعداءك، اشعر بالاسف لكوننا نتجه لطرق معاكسة !!

احتدت ملامح ايڤيرات عندها وقال له :

_ما الذي تقصده !!

اجابه كامورا قاىلا له :

_ ستعلم ما اقصده....عندما نلتقي بسكان الاعمدة بالاعلى !!....

سار ايڤيرات عدة خطوات نحو كامورا ليقول له خلال ذلك :

_ لا زلت مريباً...و تتكلم بجمل غير معروفة كما كنت دائماً

عند هذه اللحظة سار كامورا نحو ايڤيرات وقال له :

_ وانت كذلك....ما زلت رفيقاً غريباً بحق...

اجابه ايڤيرت قاىلا له بينما يمد يده لمصافحته :

_ هل انت حليفٌ لي...؟ ام انك مجرد عدو !

تبسم كامورا بهدوء عندها وقال له بينما يصافحه :

_ عليكَ ان تعلم انني سأكون حليفاً و عدواً بحسب رؤيتي للأمور....لكن تأكد فقط انني رفيق جيد !!

✧• ━━━━━━━━━

_ انتِ فتاة لطيفة !!

قالت سيدة هذا لايڤي التي اخذت تعصر يدها خجلاً لتكمل السيدة قائلة لها :

_ يمكنكِ البقاء هنا ان أردت لقد احبكِ الاطفال فعلاً...

قالت السيدة هذا ليأخذ الاطفال بشد يد ايڤي وقولهم انها يجب البقاء معهم الا ان الاخيرة قالت لهم :

_ لا بأس...سأعود للزيارة دائماً....

كانت ايڤي قد بدلت ملابسها تلك بسبب امتلائها بالوحل....

وقد قدم لها بعض سكان القرية المساعدة بصدر رحب بسبب تعاملها الطيب مع اطفالهم...كما ان ايڤي من ذلك النوع الذي يلفت انتباه الأشخاص....

" اختصار لان الاحداث هنا بس مهيئة لاحداث اكثر اهمية"

كانت ايڤي قد ارتدت ملابساً سوداء قصيرة كشفت اقدامها بحذاء بعنق طويل، و سترة رمادية اللون كشفت عنقها بالاضافة لقبعة قش ذات خيوط عديدة لكي لا تستمر بوضع يدها على جبهتها اثناء تساقط الامطار، كانت هذه الملابس تشعرها بالاحراج الا انها احبتها بشدة...

ثم قالت لها تلك السيدة :

_ لقد رأينا شخصاً أتى معكِ.... يبدو من ملابسه احد صائدي الشياطين،فهم يرتادون الى القرية أحيانا

تلفتت ايڤي نحو السيدة لتقول لها :

_ انه كذلك، كما اننا مشغولون كثيرا لا نستطيع البقاء هنا طويلاً.....

عبست ملامح السيدة قليلاً عندها وقالت لها :

_ لما لا تبقون هنا عدة ايام...فهذه الامطار ستستمر لمدة....

في هذه اللحظة تلفتت ايڤي نحو ريدن الذي خرج من كوخ الحدادة وقالت للسيدة :

_لا نستطيع ذلك...انا اعتذر كما ان علي الذهاب الان

ثم انحنت قليلاً للسيدة لتقول لها :

_ شكرا لكم على المساعدة التي قدمتموها لي...سأعود للزيارة حتماً....

سارت اقدام ايڤي بخطوات مسرعة نحو ريدن الذي ذهب بالفعل مغادراً لتلك القرية، و بعدما وصلته ايڤي قالت له :

_ كيف سارت الامور معك؟

اجابها ريدن قائلا لها :

_ حصلتُ لكِ على هذا....

قال هذا بينما يمرر لها سيفاً بغمدٍ فضيٍ و مقبض اسود اللون، لتعض ايڤي على شفاهها بينما تمسكه منه و قالت له :

_ سأتزوجه !

وجه ريدن نظره نحو ايڨي بصدمة نوعاً ما وقال لها :

_ انه....لا يستخدم لهذه الامور !!

اجابته ايڤي قائلة بينما تبتسم له :

_ شكرا لك...انا سعيدة لكونك معنا....

رفع ريدن اكتافه قليلا وقال لها :

_ لا بأس....انه امرٌ عادي...

✧• ━━━━━━━━━

_لقد رفض ذلك .....

قالت ديس هذه الكلمات بينما تقف عاقدةً يداها خلف ظهرها ، حيث وقفت بغرفة واسعة ملأتها الشموع، و قد كانت نوافذها كبيرة بستائر حمراء...

قالت كلماتها موجهةً اياها نحو راشان التي اخذت تنير الشموع التي وجدت بداخل جماجم مرتبة على رفوف عديدة...

كانت تلك الرفوف تستعرض جماجم بلونٍ اسود و ابيض، و اسفل كل واحدةٍ منها كتب اسم ما...كان تلك الاسماء تعود لاصحاب تلك الجماجم....

اما راشان فقد قالت لديس بينما تكمل ترتيب تلك الجماجم :

_ هكذا إذا....لم نتوفع رفضه بحق !...

ثم تلفتت راشان نحو ديس لتكمل قائلة:

_ لكن، لا يمكن التنبؤ بتصرفات كامورا لطالما احب اللف و الدوران...

لم تجبها ديس على ما قالته وبقيت صامتة، ليأتي صوت ڤورن الذي قال لها :

_ اذاً....هل نكمل نحن هذه المهمة ؟

تلفتت راشان نحو ڤورن الجالس على مقربة منها لتقول له بينما تعبر من عند تلك الجماجم :

_ لا.... بعدما اصبح ايفيرات خلف الحافة فإن الأمر يتطلب اشخاصاً اقوى منكم...لذا...

ثم اكملت قائلة بعدما سارت لتملأ أصوات اقدامها المكان :

_ لذا...لنمنعه من الوصول لسكان الاعمدة، يتطلب الامر احداً من الاسياد فقط...

✧• ━━━━━━━━━

لم تمضي الكثير على خطوات رفاقنا حتى لمحت اعين ايڤي ايڤيرات الذي وقف اسفل شجرةٌ بانتظارهم لتسرع هي بخطواتها نحوه لتعانقه من الخلف قم قالت له :

_ هل انتظرت طويلاً ؟

اما ايڤيرات فقد استدار لها ليقول مبتعداً عنها :

_ ليس فعلا...

ثم وجه نظره نحو ريدن الذي قال له ؛

_ من الجيد انك هنا...

اجابه ايفيرات قاىلا له :

_ لمَ تقولها بهذه الطريقة؟

رفع ريدن اكتافه بملل وقال له :

_ لانه علي الذهاب لمكانٍ ما.... ستخبرك ايڤي به لاحقاً...

لم يعترض ايڤيرات على ذلك، لتقول ايڤي عندها :

_ سننتظرك بالاعلى اذاً ....

هز ايڨيرات رأسه موافقاً بينما يسيتدير ليأخذ طريقاً فرعياً وهو يقول لهما :

_ اراكما لاحقاً ....

بعد مضيه بلحظات تلفت ايڤيرات نحو ايڤي ليقول لها :

_ ما باله ؟

اجابته ايڤي قائلة له :

_ لقد طلب احد سكان القرية مساعدته ولم يرفض ذلك...قال لي انه لا يمانع ذلك و سيتبعنا فور ما ينجزه....

هز ايڨيرات رأسه لها وقال :

_ هكذا اذاً...حتى نلتقي به لنمضي بطريقنا بسرعة للاعلى....

هزت ايڤي رأسها وقالت :

_ لنفعل ذلك !!....لم يتبقى الكثير !!

لم يجبها ايڤيرات على ما قالته، و تذكر بعض كلمات كامورا التي قالها :

_ ستصلون للاعلى بسهولة...ولن تواجهوا اي مشاكل....لكن حتى بالنسبة لي فقد اختلف الاعلى عما ظننته...

انهم معادون لنا بشدة و للبشر كذلك ان لم تتخذ احتياطاتِ كاملة، فسيعلق جلد وجهك بجانب من سبقوك..... سيكون ثمن انجاز خدمتك لسيدتك....هو حياتك فقط !!

تاه ايڤيرات بكلمات كامورا هذه، فبالكلام على سكان الاعمدة، تبدو ان فكرة الخلاص و انجاز العهد مجرد خدعة ما !

الا انه قال بنفسه :

_ ربما هي كذلك.... لكن اي خدعة هذه التي تضمن عهداً ؟!...معاداتهم لنا ناتجة عن تلك الحرب فقط ...هذا ما اتمناه...

ثم تلفت نحو ايڤي بجانبه لكمل قائلا بنفسه:

_ ولما هم معادون للبشر؟....الم يقوموا بذلك لحمايتهم فقط !!!...

✧• ━━━━━━━━━

حيث تواجدت الاعمدة الكبيرة على الحافة الاخرى، اخذت مياه الامطار تسيل عنها لتعطيها لمعاناً شديدا مع بعض ضوء الشمس الذي تسلل من بين الغيوم الرمادية....

بدى الافق احمر اللون و قد بعث قطرات المياه المتناثرة على الارض الجافة بعض غبارها للأعلى...

وخلال هذا سارت راشان نحو الحافة برفقة هازارد الذي سبقها بذلك واضعاً يده على خاصرته لتقول راشان عندها بينما تنصب جناحها ذو الريش الاسود فوقها مانعة المطر من افساد شعرها :

_ اذاً....سنتوجه لهناك اخيراً ...

اجابها هازارد قائلا لها :

_ ستكون عبور أحد الاسياد لهناك خطوة كبيرة....فقبل القبض على ذو رتبة حاكم...لا يجب الصمت على قتل مبعوثنا...

اغلقت راشان عيناها بهدوء لتقول بينما تفرد جانحيها :

_ ستكون خطوة نحو حرب اخرى....الستُ محقة؟

اغلق هازارد عيناه بهدوء وقال لها :

_ جميع الاسياد يتوقعون هذا..... المهم ان نكون المنتصرين فقط !

اجابته راشان قائلة له :

_بالطبع....سأذهب الان اراكم لاحقاً....

قالت راشان هذا لتندفع بلمح البصر نحو الحافة الاخرى لتختفي من مكانها بغمضة عين فقط !!

اراكم ؟!....

قصدت راشان بكلامها هذا من وقف خلفها و خلف ايفيرات من اسياد اخرين سنعلم من هم بالفصل القادم....!!

✧• ━━━━━━━━━

هييي !....انها تمطر ستمتلأ حفر قبوركم بالمياه.....

قالت هذه الكلمات فتاة اخذت تنظر بعيناها نحو جثث اسودت و تعفنت نوعاً ما،و قد اخذت الحشرات تتطاير فوقها....

لتكمل تلك الفتاة قائلة بينما تخذت خصلات شعرها البيضاء و السوداء تنسدل من على اكتافها :

_ ستنتظرون لوقت أطول....اعتذر

▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭࣪▬ִ▭