رواية أعمدة السماء ديس

اسفل الارض....حيث نصبت المساكن* والبيوت....حيث يعلوا فوقها طبقة صخرية كبيرة تدلت منها الحشائش والاشواك....علتها بمسافة كبيرة....انها مستعمرة بشرية اسفل الارض... تحديداً اسفل ذلك الكهف...

كانت الارضية صفراء ترابية نقية...

بدا الجو و كأنه صباحي رغم كونها اسفل الارض....الل ان بإحدى زواياها...

تناثرت بقع الدماء الكبيرة و القطرات الصغيرة..بدا وكأنه حدث معركة ما هناك...

عند هذا المكان وقفت ايڤي على بعد ليس بكبير عنه تنظر له بحيرة كبيرة تحرك شفاهها بطرق ملتوية و غريبة ثم فتحت عيناها بتعجب وقالت:

_ اتسائل لما لا اشعر بالاستياء الكبير...

اتاها صوت من الخلف يقول لها بلهفة كبيرة:

_انتي هناا...انتي خفيفة الحركة لم نلحظ مغادرتك....

تلفتت ايڤي نحو ذلك الصوت فإذا هي فتاة بشعر طويل ذو لون بني داكن و عيونها بنية اقتربت منها وقالت لها؛

_اعلم انكِ بصدمة من امرك مما حدث لك...وجودكِ مع شيطان هو أمر يصعب تخطيه....

قالها وامسكت بيدها واكملت لها:

_تعالي معي...سنخفف عنكِ.....

كادت ايڤي تنفجر من الضحك عندما سمعت ذلك وقالت بنفسها:

_ما هي طريقة تفكيرهم؟....هل يظنون انني كنت مع ايڤيرات قصرا ؟؟؟

بعد ما فعله امامهم سيظنون ذلك بالطبع...

ثم اكملت بنفسها و هي تنظر للناس الذين بادلوها نظرات غريبة من حولها:

_لكن ...هل هكذا يظنون؟... ان انهم يتظاهرون بذلك؟....

ما حدث سابقا؛

بينما كانت ايڤي ايڤيرات ينزلقان قال لها الاخير بينما يوجه عيناه لها:

_ايڤي...سأنتظرك بالاعلى اتفقنا ؟....

لكن بعد الان اظهري لي ثقتك التي وضعتها بي....

كادت ايڤي تأكله الا انها سمعت الحزىية الاخيرة من كلامه وصمتت....هزت له رأسها وقالت له:

_حسنا...سأفعل ذلك...

بدا و ان ايڤيرات لم يسمعها ثم قال لها وهو ؤغير من وضعيته :

_تجهزي الان...

في مكان لطيف و هادئ اسفل الكهف حيث وجدت* مساكن لطيفة و تربة صفراء...بدى وكانها قرية اسفل الارض...

سار الناس بين بعضهم بشكل عادي...كانت اجواء عادية... عادية و هادئة فقط❤️🌚

سمع صوت صراخ ايڤي القادم من الاعلى فتوقف بعض الناس الذين سمعوه...ثم اصبح ذلك الصوت اقوى

ليقفز ايڤيرات بقوة وسط اولئك الناس مسببا تبعثر الغبار حوله بقوة... مما لفت انتباه الجميع حينها وقال احدهم:

_ما هذا ؟

بقي الناس صامتين لوهلة...ينظرون لذلك الشخص الذي قفز بينهم....

و تدريجيا بدأ يتلاشي الغبار لينكشف ايڤيرات ببطئ وهو يمسك ايڤي من يدها و يضعها امامه....

بشكل اولي ظن الناس ان ايڤيرات مجرد شخص عادي...الا ان امرأة لمحت عيناه المحمرتان....و ذلك السواد الذي بدى كأنه مسحوق تجميلي ما اسفل عيناه...وذلك التقش على جانب عنقه ذو الجناحان الواسعان....واخيرا شكل ملابسه السوداء ذات النقوش الفضية التي زينت جوانبها ...و العلامات التي حوتها كفاه ثم همست قائلة بذعر:

_انه..انه شيطان...!!

سمعها احد الرجال الواقفين بقربها ثم تمعن النظر به....فتح عيناه بدهشة زصرخ قائلا:

_انه ذو تصنيف حاكم!!!! تراجعواا جميعاا !!!

لم تمضي لحظات حتى بدأ الناس بالتراجع للخلف...لقد دب بقلوبهم الخوف...اما ايڤي نظرت لذلك المشهد أمامها ووجهت نظرها نحو ايڤيرات وقالت له:

_ممم....هل انت مرعب لهذا الحد؟...

همس ايڤيرات لها :

_انا كذلك لكنك هناك خطب ما بعقلكِ تحديدا....

تلفتت ايڤي نحو شخص اشار لها وقال بصوت مرتفع:

_هناك فتاة معه!!! سيقتها ان لم ننقذها !!!

استدعوا صائدي الشياطين بسرعة !!!

استمع ايڤيرات جيدا الى كلماته ولم يقل اي شيء....

كان لربما هذا ما يريده من البداية....

لم يمضي الكثير من الوقت حتى ظهر شخص وفتاة امامه....

فتاة بشعر قصير من الخلف و طويل من الامام...وفتى عادي...🌚❤️

قال الأخير موجها كلامه لايڤيرات قائلا:

_اترك الفتاة !!! و سأجعل موتك سهلا...

سمعت ايڤي كلامات ذلك الشخص وهمست لايفيرات:

_لدي شعور سيء قليلا.....شد ايڤيرات ايڤي بقوة و دفعها جانبا...لنبتعد عنه و تتلفت له بقلق....ثم شدتها ايدي الناس الذين بدؤوا بالقول انها ستكون بخير...

ولا داعي للذعر...لم تعلق عليهم و بقيت تراقب ايڨيرات بصمت....

اما صائد الشياطين ذاك فقد قال لايڤيرات بغطرسة:

_ انت تقدر حياتك قليلا....كلب مطيع !!!

....اما الفتاة فقد اخذت تدور حوله....كانت تمسك بيدها سيفا واحدا فقط وكذلك ذاك الشخص امامه...

اخرج الاخير سيفه ولفه مرتين بعبثية وقال و هو يتقدم و يزيد سرعته تدريجيا:

_ستندم على قدومك لهنا ايها الشيطان البائس !!!!....

قالها وقد وصل لعنده ليلوح نحو ايڤيرات بالسيف محاولا طعنه الا ان الأخير تجنبها ببساطه ثم وجه له ضربة قوية على وجهه اعاده للخلف....ثم من خلفه ظهرت تلك الفتاة التي حاولت طعنه برقيته من الخلف...لم يتحرك ايڤيرات من مكانه و سمح لها بذلك الا ان تلك الشفرة لم تخدشه حتى مما ترك تلك الفتاة بحيرة قليلا من امرها...

اما ايڤيرات فقد امسك بيده نصل ذلك السيف الذي ما زال يلامس عنقه من الخلف ثم سحبه من يد تلك الفتاة و التف بقوة ليضربها على وجهها بمقبض السيف بقوة لا تساوي قدرة تحملها...

*ليس الامر كأن ايڤيرات مضاد للسيوف...لكن ذلك يعتمد على قوة الضربة الموجه له..وذلك ظهر من قتاله مع الشخص ذو السيفان....فقوة تحمل الشياطين تختلف عن البشر...هو هكذا فقط لا اكثر*....

تراجعت تلم الفتاة للخلف بقوة و قد سالت بعض الدماء من فمها نتيجة لتحطم جانب وجهها...لم تسمح لها بالبقاء كثيرا فقد مسحتها مباشرة ونظرت لايڤيرات بغضب ولم تعلق بأي شيء....

اما ايڤيرات فقد امسك بالسيف من قبضته و دار بنظره نحو اولىك الناس الذين ينظرون له وقال:

_لا وقت لاضيعه هذا بلا فائدة...

قال جملته هذه ثم اتاه هجوم من ذلك الشخص بقوة...كان غاصبا بشكل كبير وهو يصرخ به:

_سأقتلك ايها الوحش القبيح، !!! ستندم!!

سمعت ايڤي جملته هذه وقالت بنفسها:

_قبيح ؟!!... ايفيرات لديه وجه جميل نوعا ما🌚❤️....

واخذ ذلك الشخص يكمل له:

_ستدفعون الثمن على ما فعلتموه !!!!

ستندمون اشد ندم...

ثم ضرب سيف ايفيرات الذي هو سيف الفتاة فكسره...ثم ضرب ايڤيرات بالسيف بقوة ليجرح كتفه بشكل طولي....لم يكن جرحا فظيعا فعليا الا ان ايڤيرات قال بنفسه:

_جيد الان....سأتخلص من لسان ايڤي لاحقا....

رفع ذلك الشخص سيفه بقوة مجددا وهم بضرب ايڤيرات الا ان الاخير اندفع نحوه بقوة ليضربه بمرفق يده على اعلى صدره ثم مرة اخرى على وجهه ليعيده للخلف بعدم توازن...لمس ذلك الشخص صدره بألم وقال وهو يضغط بيده على فمه :

_م...ما هذا !!!!!!...

ثم بدأت قطرات الدماء تنسال من بين اصابعه واكمل بنفسه بالم وقد كان يبدو انه تهالك:

_ا..اشعر...اشعر ان...هناك شيئا تحطم بالداخل....

ثم رفع عيناه بإيفيرات مجددا الذي قال له:

_لا تحرج نفسك و توقف هنا ....قدر حياتك قليلا ...

اغضبت كلامات ايڤيرات تلك ذلك الشخص كثيرا ثم ازال يده عن فمه وصرخ به:

_ايها الذبابة!!!....

كرر ايڤيرات كلمة ( ذبابة ) بتعجب....ثم امسك ذلك الشخص مقبض سيفه بقوة واندفع نحوه و صرخ قائلا:

_سأقتلك هناا !!!

قالها بحماس زائد فعلا لا يتماشى مع وضعه...ثم تلاشى كل ذلك عندما شعر بيد تمسك من عنقه من الخلف والاخرى تلتف على مقدمتها...

بالطبع كان ذلك ايڤيرات و كانت هذه حركته الاخيرة...تسارعت دقات قلب ذلك الشخص و رفع السيف محاولا ان يفعل شيئا به...

تهامس التاس بينهم بقلق كبير و من بينهم الأشخاص الذين تقف بينهم ايڤي...تراقب ما يفعله ايڤيرات...

اما ذلك الشخص فقد افلت السيف من يداه و مدها نحو ايدي ايڤيرات ليحاول ايقافه...لكن....

ضغط ايڤيرات على عنقه قليلا ثم بكل بساطه كسر عنق ذلك الشخص عندما لفه بسرعة....فتعالت صرخات الناس حينها نتيجة لقتل ذلك الشخص...اما ايڤي فلم تعلق او تحدث اي حركة...ثم راقبت عيناها جثة ذلك الشخص الذي افلته ايڤيرات ليسقط امامه ارضا...ثم وجه نظره محو ايڤي لوهلة و وابعده عنها....

أما تلك الفتاة فقد تعالى وجهها الغضب بشكل تدريجي وصرخت به :

_س..ستندم على ذلك!!!!!

ثم اخرجت من جيبها الخلفي سيفا قصيرا لكنه حدا فعلا وركضت ناحية ايڤيرات لتوجه له عدة ضربات تجنبها الاخير بسهولة ثم انهى قتاله بركلة قوية وجهها ناحية وجهها اوقعتها عدة مرات بعنف قبل ان تستقر ارضا...

ثم استقام ايڤيرات وقال بنفسه:

_انهما فاشلان...لا يقارنان حتى بذلك الشخص بالكهف...ان كان معظم صاىدي الشياطين هكذا فلا يحب علي القلق منهم جميعا...

في الوقت الحالي:

قالت ايڤي و هي تتبع بعيناها شعر تلك الفتاة الذي اخترق عيناها:

_هذا ما حصل قبل ان يختفي مجددا....تظاهر انني رهينة حتى لا اعاني مع هؤلاء الناس هنا ..... ثم انتظر حتى يصاب ليهاجم وبثبت لي انهم من يريدون القتل لا هو...لا افهم مبدأه فعليا....انا الان بين العديد من الأشخاص المذعورين منه....انه لطيف معي...وانقذني مرة وفعل ذلك هذه المرة كذلك...

توقفت الفتاة ذات الشعر البني عن السير وتلفتت لايڨي وقالت لها:

_لنحظى ببعض الوقت مع الفتيات ما رأيك؟...سنأخذك لمكاننا المفضل...

لم تثق ايڤي بكلامها تماما الا انها هزت رأسها بالموافقة لها....

لم تمضي لحظات حتى وجدتا امام ينبوع مائي حوله العديد من الأشجار...كان كانه واحة صغيرة وجميلة....لم تكد ايڤي تصدق وقالت لها الفتاة:

_اعلم...من الصعب تصديق ان هناك مكان كهذا تحت الارض....

هزت ايڤي رأسها بالموافقة وتقدمتا قليلا....رحبت الفتيات بإيڤي بشكل غريب مما اثار ريبتها فقالت لها فتاة لاحظت ذلك:

_لا تقلقي....تقدمي فقط.....

كانت اولئك الفتيات دائمات الابتسام...يمازحن ايڤي كثيرا...و يخاولن جعلها تبتسم....لم يمضي وقت طويل حتى ارتاحت لهن كثيرا الا ان قالت احداهن:

_هييه اتمنى لو اصبح صائدة شياطين....

ثم تلفتت نحوها فتاة وقالت لها:

_و انا كذلك..... لكن ذلك يخص الاقوياء فقط....فقد رأيتن ما حصل اليوم مع قتال ذلك الشيطان فقد قتل احد صائدينا بكل بساطة و جعل رينا بحالة صعبة نوعا ما ..

لم تكمل تلك الفتاة حتى قفزت اخرى وقالت لها:

_لا ذلك لا ينطبق على ريدن انه الافضل ...

قالتها بانفعال واقد احمر وجهها فقالت لها فتاة اخرى:

_انني تحاولين جاهدة لفت انتباهه لكنكِ تفشلين....انه الافضل حقا 🥰🥰

شعرت ايڤي بالفضول قليلا فقالت لها الفتاة ذو الشعر البني:

_انه احد افضل صائدي الشياطين بالمستعمرة... شعره اسود و عيونه سوداء...

خطر ببال ايڤي ذلك الشخص الذي التقت به وايڤيرات بالكهف وقالت بنفسها:

_اتفق ان لطييف....

ثم تلفتت فتاة نحو ناحية ما وقالت بحماس:

_اووه انها رينااا....

كانت رينا تلك الفتاة التي تقاتلت مع ايڤيرات....فتقدمن الفتيات نحوها ليسألنها عن حالها والا ما ذلك....كانت مثالهن الاعلى كونها احد صائدي الشياطين الا انها تجاهلتهن تماما و تقدمت نحو ايڤي مباشرة وامسكتها من ياقتها بقوة وقالت لها بانفعال:

_انتِ!!!!! هل تظنين بأننا حمقى!!!!

شعرت ايڤي بالتوتر قليلا..ولم تجب عليها فقالت الفتاة ذات الشعر البني لرينا:

_رينا...هل من خطب ما؟...وصلت هذه الفتاة توا...

صرخت رينا بتلك الفتاة وقالت لها:

_اطبقي فمك !!!!

ثم نفضت ايڤي من ياقتها وقالت لها بغضب:

_هل تظنين اننا حمقى كي لا ننتبه امك كنت برفقة ذلك الشيطان؟؟...

تقدمت فتاة اخرى نحو رينا و وضعت يدها على قبضتها وقالت لها:

_اجل...لقد كاد ان يقتها لك....

نظرت رينا نحو تلك الفتاة بغضب وصرخت بها:

_لاا...الامر ليس كذلك...لقد كنت ارقبهما منذ ان دخلا للكهف...كانا يسيران معا !!!

والان قد دخلت بيننا بكل بساطة!!

لا تعاملنها فقط كون وجهها لطيف؟؟؟

لا استطيع ان ادع ذلك يمر دون ادنى محاس....

نظرت ايڤي لها نظرة غضب و قالت لها:

_انزلي يدك عني!!!

لمعت عيون رينا بغضب وقالت لها :

_ما الذي قلتهِ؟؟..

مدت ايڤي يدها و بعدت رينا عنها ثم قالت فتاة اخرى:

_اهدأي... اعلم انكِ فقدتي رفيقك توا... لكن افراغ غضبك على هذه المسكينة لا يجوز....

كانت تلك المدعوة رينا قد فقدت رفيقها...رفيقها الذي قتله ايڤيرات امامها وليس بوسعها سوى افراغ غضبها على ايڤي التي كانت معه....

ابعدت رينا الفتاة بقوة ثم قالت لايڤي:

_لا تجعليني اصدق انكِ كنتِ مع شيطان دون ان تتأذي او تصابي بخدش حتى !!!!

والان قولي لي اين ذهب

لم تجبها ايڤي وبقيت هادئة فحركتها رينا بقوة واكملت:

_اجيبي !!! اجيبي ايتها الدخيلة !!!

حركت ايڨي رأسها ناحية رينا وقالت لها بصوت منخفض و ماكر لا يسمعه سواها:

_لو كنت اعلم لاخبرتك لتذهبي له حتى يبرحكِ ضربا مثل المرة السابقة!!!!

شعرت رينا الان بغضب مستفحل ثم اعادت ايڤي للخلف بقوة و رفعت يدها لتصفعها الا ان الفتاة ذات الشعر البني امسكت بيدها. قالت لها بغضب:

_رينا...يكفي هذا !!!

ثم ابعدتها عن ايڤي وامسكت بيد ايڤي وقالت وهي تبتعد عن رينا:

_سنذهب من هنا....هذا افضل....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان ذلك الشخص ذو السيفان و قد كان اسمه ريدن يسير مع فتاة ذات ظفيرتان طويلتان غير مرتبتان بلون اشقر غامق....

وقال لها:

_هل تستطيعين ايجاد اي اثر له؟

نظرت تلك الفتاة نحو ريدن وقالت له:

_ذلك صعب نوعا ما...لكنني سأفعل....

رفع ريدن ابهامه لها بالموافقة فقالت له:

_هل كان ذلك عن عمد؟...

تلفت ريدن لها بغير مبالاة فأكملت:

_لقد جعلت ذلك الشيطان يدخل للمستعمرة...انا اعرفك جيدا لما فعلت ذلك؟..

تجاهل ريدن كلامها و مد يده لها ليسكتها وهمس قائلا:

_اهدأي هناك احد بقترب منا....

اخرج سيفاه بهدوء و تقدم امام الفتاة بخفة....بقيا واقفين للحظات حتى اتى صوت قال لهما:

_يااه...تبدوان ظريفيان...!!؟؟؟؟

تبدوان ظريفاان !!!

قالتها فتاة بصوت رقيق مائع....ثم بدت تدريجيا تظهر لهم من بين كل ذلك الضباب....

لم يبدو على ريدن انه قد قلق كثيرا بل بقيت ملامحه عادية باستثاء انه بدأ تدريجيا بإخراج سيفيه من غمدهما...اما الفتاة فقد توترت قليلا عندما اخرج ريدن سيفاه وقالت له:

_ما بك؟....

لم يجب ريدن عليها وبقي ينظر للامام...فقد اتضحت اخيرا بعض من معالم تلك الفتاة...كانت بشعر ارجواني داكن وعيونها ارجوانية فاتحة تملك وشما يمتد من ذراعها الايمن حتى اعلى جهة وجهها اليمنى كذاك....ابتسامتها حادة كما انيابها....تكاد اظافر يداها تصبح مخالب حادة....وقد التف على معصمها سوار فضي لامع...

تمعنها ريدن قليلا وتلك الفتاة التي همست له قائلة:

_انها شيطانة ان لم اكن مخطئة!!!.....

تقدم ريدن امامها قليلا وقال لها:

_تراجعي قليلا انها خطرة....

هزت الفتاة رأسها له تراجعت خطوتان للخلف...

اما تلك الشيطانة امامهم قالت لهم بمكر شديد:

_لحظة....ما بالك ايها السياف؟...لا اريد القتال لدي سؤال فقط....

استرخى حينها ريدن و وضع سيفه على كتفه والاخر بالارض وقال لها:

_طبعا لا مانع لدي...

تنهدت الفتاة الشقراء خلفه وقالت بنفسها بيأس و هي تنظر له:

_انه يتشتت بسرعة....

ابتسمت تلك الشيطانة له وقالت وهي تعبث بشعرها:

_هل قابلت شخصا بشعر اسود؟....استشعر بعضا من هالته عنك....

ضيق ريدن عيناه بحيرة وكرر بصوت منخفض:

_شعر اسود؟...انا؟...

ثم رفع صوته لها وقال:

_انتِ تعرفين اشياء عني لا اعرفها انا !!

تبسمت تلك الفتاة له بريبة وقالت له:

_اييه....انا اعرف ذلك فقط من هالته القريبة منك...

تجاهل ريدن كلامها له...انا تلك الشقراء خلفه فقد تقدمت نحوه ببطئ وقالت له:

_دعك من التكلم معها...اقتلها فقط !!

(تذكير فقط: هم صائدو شياطين هذا واجبهم❤️🌚)

اعاد ريدن استلال سيفاه و قال لتلك الشيطانة امامه:

_لن استطيع الاجابة على سؤالك...لكن ما رأيك بقتال معي الان؟...

طالعته تلك الفتاة بنظرة ماكرة وقالت له وهي تتراجع للخلف:

_ليس لي اي اهتمام بالقتال...ظننت انك ستساعدتي لكن كنت مخطئة...

تقدم ريدن نحوها قليلا وقال لها وهو يلف سيفه الذي امسكه بيده اليمنى:

_لستِ مخطئة...فسأساعدك بالتخلص من حياتك هذه....ايتها العضو من السوار الفضي!

رفعت تلك الفتاة نظرها به وابتسمت لتظهر انيابها الحادة قليلا وقالت له:

_انت تعرف الكثير عني اكثر مني حتى...

تجاهل ريدن ذلك لوهلة ثم اندفع نحو تلك الفتاة ليهاجمها بسيفيه فتراجعت للخلف خطوة واحدة لتتجنبها ثم اعادت يدها اليمنى للخلف بقوة وقد بدت تتخذ يداها لونها ارجوانيا يكاد يصبح اسودا ..وقد اصبحت اظافر يدها اكثر حدة

ثم قالت بنفسها قبل ان تهاجمه:

_بشري بائس!!!

ثم رفعت يدها بقوة لتهاجمه بوجهه فأعاد ريدن رأسه للخلف قبل ان تمر مخالبها من منتصف وجهه الا انه لم ينجح بذلك كليا فقد انتزعت مخالبها جزءا من وجهه حيث جرحت اربع من مخالبها خده الايسر بشكل مواز ...فرسم ذلك ملامح الانزعاج على وجهه و قد تناثرت دماءه على معظم ذلك المكان....اما هي فقد ابتعدت عنه و بدأت بالتقافز حوله بسرعة...كانت سرعتها كبيرة جدا لا تكاد ترى...

لمس ريدن وجهه الممزق وبدأ وقال بنفسه و هو يحاول تتبع حركاتها:

_انها تحاول تضييق المساحة علي بحركاتها هذه...ستجعلني انتبه على كل مكان حكت عليه وعندما تلحظ نقطة عمياء بدفاعي تهاجمني منها...

كانت تلك الفتاة بكل حركاتها السريعة تلك قد ازالت معظم الضباب الذي غطى المنطقة...لتنكشف تلك البيئة الصخرية ذات اللون الرمادي والحجارة الصلبة والاشجار الميتة التي غطاها الضباب....

اما ريدن فقط اخذ يتتبع فقط الصوت الهواء الطفيف الناجم عن حركاتها السريعة وقد كان مسترخيا نسبيا...لكن اخيرا استقرت ارضا و اكملت طريقها بلمح البص نحو ريدن الذي رفع سيفه بسرعة وعاد للخلف و و مرر سيفه امام وجهه بشكل دائري لتسقط اصابع تلك الفتاة امامها نتيجة لقطعها بسيف ريدن..

تناثرت دمائها على الارض امامها بشدة ورسمت ملامح الالم على وجهها الا انها اكملت هجومها بيدها الاخرى....

ثم لمعت عيناها ببداهة و اتسعتا بدهاء فقفزت مبتعدة للخلف عنه سريعا...فأثار ذلك حذر ريدن تقريبا....

سارت تلك الفتاة للخلف عدة خطوات وهي تمسك بيدها مفقودة الاصابع و قالت بنفسها:

_وجدته...لا حاجة لي بإضاعة باقي اصابعي هنا...

ثم بكل بساطة تراجعت للخلف مبتعدة عن المكان...لكن فعليا لم تهرب من قتالها فهي فقط انتقلت لاخر اكثر اهمية بالنسبة لها....

اما ريدن فقد ادرك انها ذهبت فسار حتى وصل لاخر مكان وقفت عليه ونظر له بتمعن...ولم يمضي الكثير حتى اتت تلك الشقراء عنده واخرجت منديلا من جيبها وحاولت وضعه على جرح وجهه الذي بلل بنزيفه اجزاءً من ملابسه الا انه ابعد يدها رافضا ذلك وقالت له:

_لقد ذهبت هذا جيد....

قالتها ثم حاولت بعدها وضع المنديل على جرحه مجددا الا انه امسك كفها وانزله وقال لها:

_سأذهب خلفها عودي انتِ للمستعمرة...

صمتت تلك الفتاة قليلا وهي تنظر له بعيناها الواسعتان ثم جدت كلماته مكانها لها برأسها فقالت له بانفعال؛

_ماذا ؟...لما ستفعل ذلك لقد ذهبت ستكون بخطر وحدك!...

تجاهلها ريدن تماما ووجه نظره للناحية التي ذهبت منها وبعد قليل من التأمل أنطلق مسرعا خلفها تاركا تلك الفتاة واقفة مكانها وقد بدى على ملامحها بعض الانزعاج ثم قالت :

_سحقا لك....!!!

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

جلست الفتاة ذات الشعر البني على سريرها ذو الغطاء الابيض الناصع بغرفتها حيث انتشرت الورود لتزين بعض زوايا الغرفة...و توسط جدار غرفتها نافذة كبيرة تطل على القرية من اسفلها ....كانت غرفة جميلة قليلا....

اما ايڤي فقد وقفت عند باب الغرفة تنظر لها ثم تقدمت قليلا نحو الفتاة لتجلس بقربها على السرير فبادرتها الاخيرة قائلة لها:

_انتِ خجولة جدا...تصرفي وكانه بيتك..

نظرت لها ايڤي وقالت لها:

_لست كذلك...لكن تصرفاتكن تثير ريبتي قليلا...

تعجبت الفتاة من كلامها قليلا وقالت لها:

_اسمي هو ميا...وانتِ؟

اجابتها ايڤي بملل:

_ايڤي...

تبسمت لها ميا وقالت لها:

_اسم جميل...اظن انني فهمت قصدك...هل تعنين ان الجميع لطيف هنا؟...

لم تجبها ايڤي على ذلك فأكملت ميا:

_لاكون صادقة ذلك مريب قليلا لكن هذه طبيعة الجميع فقط اتمنى ان تعتادي على الامر....

كررت ايڤي لها :

_اعتاد على الامر؟....

ثم غيرت من طريقة كلامها واكملت لها:

_لن اعتاد على شيء هنا علي المغادرة...

تأملتها ميا قليلا وقالت لها بحيرة:

_الي اين تغادرين؟؟...

التزمت ايڤي الصمت قليلا ثم قالت لها:

_من هو زعيم مستعمرتكم هذه؟...لم يظهر رغم توتر الاحداث هنا...

اجابتها ميا قائلة لها:

_انه يبقى مشغولا هذه الفترة نظرا لما يحدث بالاجواء...

تمعنتها ايڤي قليلا ثم قالت لها:

_عما تتحدثين؟...

ادارت ميا وجهها للامام وقالت :

_لست متأكدة لكنني سمعت من احدهم ان الطريق المؤدي للشرق قد اخذ بالامتلاء بالاعمدة كذلك...مما سبب التوتر لبعض سكان المستعمرات...

قلق ايڤي قليلا عندما سمعت ذلك بدورها...لكنها اخفت ذاك و سألتها:

_لما سبب لهم التوتر؟...

نظرت ميا نحو ايفي بتعجب وقالت لها:

_سؤال غريب!...ذلك من اجل التوجه هناك...يقال انه لازالة الاعمدة عن الارض واعادة اصلاحها....يحب قتل من تسبب بذلك... لذلك اصبح سكان المستعمرات الاخرى يشقون طريقهم ناحية الشرق من اجل القضاء على سكان الاعمدة و قتلهم...

شعرت ايڤي بالصدمة حيال ما سمعته فهي كما علمت من ايفيرات و والدتها انهم ساعدوا البشر من خلال ذلك...ولكن كما توضح الان فالجميع يظن العكس تماما....

فأكملت ميا قائلة:

_ يظن زعيمنا ان الاعمدة بدت تظهر بالشرق نتيجة لمعرفة سكان الاعمدة بذلك...وهم الان يخططون لطريقة لردع ذلك...

لم تعلق ايڤي على ما سمعته والتزمت الصمت حيال ذلك...فتنبهت ميا لها و تقدمت نحوها وقالت لها:

_لا داعي للحزن....سيجدون حلا لذلك....

ظنت ميا ان سبب حزن ايڤي هو ما سمعته منها الا انها كانت مخطئة تماما...

فتنبهت ايفي لشيء قالته ميا وسألتها بانفعال:

_لحظة!..كيف عرفوا الطريق المؤدية لتلك الناحية؟؟...اعني لم اتخيل قط ان هناك من يعرف تلك الطريق ...

اجابتها ميا قائلة لها:

_لست متأكدة لكن سمعت ان هناك خريطة للمكان بغرفة الزعيم...انهم يعتمدون عليها كثيرا فقد سمعت انهم استخدموا اساليب اخرى للايجاد المكان لكنها فقدت فعاليتها تدريجيا خلال الطريق....

لمعت برأس ايفي فكرة ما وقالت بنفسها:

_هل ذلك يعني ان البوصلة قد تتعطل كذلك....

قالتها ثم ارتسمت محياها ابتسامة غريبة تدريجيا ثم قالت لميا:

_لا بد ان غرفة الزعيم عليها حراسة لوجود شيء بتلك الاهمية هناك... عليه فعل ذلك حرفيا...

تبسمت ميا لها واجابتها قائلة:

_لا اعلم حقا فانا لم ازرها من قبل...كما انها موجودة بمكان لا يصله الا الزعيم نفسه....

نظرت ايڤي خلال النافذة خلفها وقالت :

_ذلك يذكرني بزعيم مستعمرتنا...فقد كانت غرفته الخاصة موجودة بأفضل مكان بالمستعمرة اسفل الارض بطبقات...كان يخشى على نفسه كثيرا وبالكاد يظهر نفسه...

تقدمت ميا و جلست بجانبها قالت لها:

_هذا مختلف عن زعيمنا صحيح انه مكان لا يعرفه الا هو لكنه ليس اكثر امانا عن باقي المنازل هنا...

ثم اشارت بيدها خلال النافذة مشيرة الى اشجار كثيفة بدت و كانها شكلت غابة صغيرة وقالت:

_انه يقع تلك الناحية...مكشوف و ذو امان مساوٍ لباقي المنازل...

لمعت عينا ايڤي حينها وقالت لها؛

_صدقا لا اكاد أصدق ان لديكم كل هذه الأشجار اسفل الارض....

تلفتت ميا نحوها وقالت لها:

_اجل...انها ليست بمستعمرة بل كموطن لنا... حيث اننا نسكن هنا قبل ان تحدث الكارثة....

هزت ايڤي رأسها لها بالموافقة فأكملت ميا:

_اذا حدثيني عن نفسك...كيف فقدتِ ذراعك و مستعمرتك ِ السابقة...وكيف التقيتي بذلك الشيطان ايضا....

تلفتت ايڤي لها وقالت:

_سأقول لك..لكنها اشياء تجعلني اشعر بالتوتر سأفضل ذكرها اثناء السير ان لم تمانعي...

هزت ميا رأسها لها وقالت:

_اذا... هل نذهب للسير الآن؟....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في مكان اشبه بالوادي ضيق المساحة تقريبا....انتشرت به الغربان السوداء و العقبان ذات المنقار الحاد...

لم يسمع بذلك المكان سوى صوت اجنحة تلك الطيور المرفرفة تاركة ريشها يهوى للأسفل....

وعلى بعد ليس بسيء لمحت عينا ايڤيرات شجرة ذات جذع صخم بالارض انتصبت امامه....شققت جذورها الارض اسفلها لتخرج من بين الصخور....يبدو ان الارض لم تتسع لمدى صخامتها ثم اكمل طريقه نحوها و هو يقول بنفسه:

_سأخرج الناب الذي تركته تلك السيدة هنا(يقصد سيدته)...بذلك عندما أذهب لانهاء الاتفاق سيكون خذا اثباتا حتى لا بفحوا افواههم بداعي الفلسفة....

مد يده تجاه فجوة..... تسمر بمكانه قليلا

اما من الاعلى فوق احد اغصان الشجرة

جلست تلك الاقدام الجميلة على غصن متوسط الحجم اخذت تلوح بيدها بما أشبه بخيط اسود علق بنهايته ناب ذو لون أزرق داكن.....

اما ايڤيرات بدت على ملامحه الانزعاج ثم رفع رأسه للاعلى تدريجيا وقال مخاطبا تلك الفتاة التي ظهرت للتو هناك:

_ديس...لم اتوقع رؤيتك هنا....

كانت تلك المدعوة ديس هي نفسها الفتاة ذات الشعر الابيض بالنهايات السوداء.....

جلست تنظر له من الاعلى ثم قالت له ببرود و هي تخرج حروفها بكل بطئ:

_يو...هل اشتقت لي؟...

تراجع ايڤيرت للخلف وهو ينظر لها ثم اجابها:

_اتمنى الموت ان شعرت بذلك ....

لديكِ شيء يخصني....

اغمضت ديس عيناها ببطئ لترسم اجفانها على انها امواج منسابة لطولها و جمالها وقالت له و هي تمد يدها له:

_قبل يدي حتى استمع لك اولا....

تجهم ايفيرات عندما سمعها ولم يعلق عليها...

فقفزت هي للارض بخفة كبيرة كما وان لها اجنحة وطفت على سطح ماء....

ثم قالت له وهي تحكم قبضتها على الناب بيدها:

_سأواجهك بيد واحدة....ان اجبرتني على القتال بيدي هذه...سأعطيك الناب و اعفو عن حياتك هنا...لكن ذلك سيكون لمدة دقيقتين فقط ...

ضيق ايڤيرات عيناه لها باحتقار وقال بنفسه:

_هذه المزعجة!!!

سارت ديس نحوه عدة خطوات ومدت يدها اليسرى أمامها وابعدت اصابعها عن بعضها و وجهتها للأسفل فتشكلت تدريجيا من الهواء خيوط حمراء التفت حول يدها التفت حولها بشكل كامل...

وبعدما غطت نصف يدها انبثق منها سلاح ذو لون اسود محمر بشبه المنجل لكنه ذو شفرتان معقوفتاه عند بدايته و نهايته.....ليس كبير الحجم او صغيرا جدا...بل يلائم حجمها اللطيف....

امسكته من منتصفه ووضعته أمامها حيث جعلت احدى الشفرات بالمقدمة والآخرى خلفها ثم زينت وجهها بابتسامة ظريفة له كادت تصبه غير موجودة وقالت لايفيرات:

_سأمنحك ايضا فرصة الهجوم الاول......

سار ايڤيرات نحوها بخطوات بطيئة وقد التحمت يداها وظهرت تلك الشعارات عليها....

ولم تمضي لحظات حتى التحم كلامها معا فقد هاجمها ايڤيرات مباشرة لكي يمتص كل ذلك الغرور الذي اظهرته له....

رفعت سلاحها امامها لتصد هجومه فمد يده و امسك سلاحها ليبعده ثم التف مرتين حيث شد يده اليسرى امامه وضربها بمرفق يده على جهها لي ليعيدها للخلف فقامت هي بالقفز من فوق ليترك يدها التي اصدرت صوت تحطم من عند اعلى الكتف ففعل ايڤيرات ذلك

و فور ما استقرت ديس ارضا جالسة باسترخاء اصدر كتفها مرة اخرى صوت اشبه بالفرقه ليعود لحالته الاصلية...

واثناء جلوسها لوحت بمنجلها امامها بقوة لتنطلق منه شفرات حادة نحو ايڤيرات الذي قفز لتجنبها ثم تبعت تلك الشفرات ديس التي قفزت عاليا لتهاجمه بالمنجل بكل قوة من كل الجوانب المتوقعة فأخذ ايڤيرات يتجنبها بسرعة ثم حطت ديس امامه بخفة و رفعت قدمها لتركله اسفل ذقنه ثم انخفضت مجددا و حركت عصا منجلها بين اصابعها بخفة كانه عصا لهو ما...

ثم التف منجلها تبعا للحركة السابقة لتنطلق منه ايضا شفرات حادة نحو ايڤيرات الذي اضطر للتراجع للخلف لاحقت عيناه ديس التي قفزت على صخور الوادي و انطلقت نحوه رافعة منجلها للاعلى زانزلته للأسفل لتضربه فأمسك ايفيرات النصل بيده....ثم اوقف حركته تلك الكلمات التي همست بها ديس له قائلة:

_انتهت الدقيقتان....

ثم اخرجت يدها من خلف ظهرها وقد اخرجت سلاحا التف نصفه الاول حول يدها و الاخر تشكل على شكل شفرة حادة وهاجمت بها خاصرة ايفيرات لتمزقها اما الاخير....

فقد افلت منجلها ثم مد يده نحو عنقها بقوة وبدأ ما اشبه بالدخان الأسود بالخروج من يده....تجهمت ديس لذلك قليلا و عندما ارادت ابعاده عنها امسك جانب وجهها بيده الاخرى و قال لها:

_شكرا لاقترابكِ حتى هذا الحد...

انزعجت ديس عندما قال لها هذا...

وببطئ بدأت الدماء تسيل من جانب وجهها و عنقها تماما حيث يمسكها ايفيرات عندما شعرت بذلك رفعت قدماها و ضربته على صدره ليبتعد عنها...

كانت تلك الضربة كفيلة بإبعاده فعلا فتراجع للخلف بقوة و هي كذلك...تلاشت اسلحتها ولمست وجهها وقالت بنفسها:

_كم أكره هذا الهجوم الخاص به...

اما ايڤيرات فقد استقام وقال بدوره:

_كم اكره اسلوبها بالهجوم...!!!

القى نظرة على ذلك الناب بيدها وقال بنفسه:

_علي ان استعيده اخشى ان تحطمه!...

رفعت ديس ذلك الناب ليراه ايڤيرات وقال وهي تضغط على تدريجيا:

_هل تخشى ان احطمه؟....

اصيب ايفيرات بالدهشة قليلا وقال بنفسه:

_س...سمعتني؟؟؟؟...

بدأت ديس بالضغط عليه تدريجا و عندما كادت تحطمه....امسك تلك اليد يدها و نزل ذلك الشخص كما العادة على اكتافها

وقال لها:

_انه جميل....

تجهم ايڤيرات لدى رؤيته و رفعت ديس نظرها به بغضب زادها جمالا...اجل كان ذلك الشخص هو ريدن الذي انتزع الناب من يدها وقفز عاليا مبتعدا عنها ليحط بينها و بين ايفيرات أما الاخير فقد تلفت له وقال:

_هذا لي...

اعتلت ملامح ريدن الصدمة نوعا ما ونظر ناحية ديس وقال:

_لكنه كان معها...

قال مشيرا ناحيتها و قد اشتعلت غضبا....الا انها برعت بإخفاءه ببرودها...

اما ايڤيرات فقد تنهد بقلة حيلة عندما اجابه ريدن وقال بنفسه:

_الامور تصبح مزعجة هنا...!!

ثم اعاد التلفت نحو ريدن و قال له:

_انت يا مهزلة...كيف حال تلك الفتاة....

تلفت ريدن نحوه وقال له و هو يسير ناحيته:

_اي فتاة؟....

اكمل ريدن طريقه نحو ايڤيرات الذي قال له:

_ذات الشعر الرمادي...

مر ريدن من جانب ايفيرات الذي لم يتحرك من مكانه وقال له:

_تأكد من الشخص الصحيح قبل طرح الاسئلة....

و سار مكملا طريقه ليعبر من خلفه ثم توقف عن السير واخرج سيفاه وقال مخاطبا تلك الفتاة التي قاتلته بداية:

_دعينا نكمل قتالنا الان...

رفعت ديس الغاضبة نظرها بمن كلمها ريدن و ايڤيرات كذلك وقال كلاهما بنفسيهما:

_ليا...!!

اجل كانت تلك الفتاة هي ليا العضو الثالث بالسوار الفضي...

تبسمت المدعوة ليا لريدن وقالت له:

_كم انت سريع....

تراجع ايفيرات للخلف خطوة واحدة ليلقي نظرة عما يحدث امامه....

كان هناك قاتل شياطين

و فتاتان من جماعة السوار الفضي الخاصة بالشياطين....

تأمل ذلك قليلا ونظر لديس وقال بنفسه:

_انها اخطرهم ....ان لم اعتني بالامر هنا والان لن اتخلص من هذه المشكلة و ستبقى تلاحقني اينما ذهبت....

ارتسمت ابتسامة ماكرة على ثغر ديس تراجعت للخلف خطوة واحدة رسمت عيناها نظرة مرعبة.....ثم قالت بهدوءها المميت:

_سررت بنزالك يا ايڤيرات...في المرة القادمة اتمنى ان يكون نزالا للنهاية....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••