fd01cd87f96ae6fbشمس الروايات724f254642d12d102c1626d31d7d5d45
الدرس الأول 1كان أليكس صامتًا بينما كانت الأحداث تتوالى.لم يكن بارعًا في الكلام، بل كان يفضل الصمت. لا يتحدث إلا عندما يعتقد أن الكلام ضروري.والآن، كان يعلم أن كل ما عليه فعله هو أن يظل ساكنًا.منذ البداية، شعر أليكس أن نظام اللعبة يخفي شيئًا.كانت غرائزه، المصقولة على مدار سنوات، تخبره أن يصمت في هذه اللحظة.وكما هو حال بقية القرويين، لم يكن يعرف شيئًا عن هذا النظام، لكن مما رآه، كان يدرك أن الرحمة ليست من صفاته.هذا النظام ماكر، ويجيد التلاعب بالبشر.«سيموت.»كان هذا ما خطر في بال أليكس لحظة حاول السيد باندي التحدث مجددًا.فالحيلة التي استخدمها النظام لم تكن جديدة على أليكس، لقد اعتاد استخدامها بنفسه.أن توهم العدو أنك على وشك الهزيمة، فترفع ثقته بنفسه، ثم تقلب الطاولة عليه وهو في قمة الغرور.لكن على عكس المواقف الحياتية التي يمكن لهذه الحيلة أن تنقذ فيها المرء من موت محقق، فإن النظام استخدمها هنا لمجرد المتعة."أبي!"كان القرويون لا يزالون مصدومين من مشهد موت السيد باندي.لكن أول من خرج من هذه الصدمة كان ابنه، براتيك باندي.كان واضحًا للجميع أن السيد باندي قد مات.عيناهم شاحبتان، صدره ساكن، جسده متيبس، وأصابعه تتلون بالبياض.ومع ذلك، اندفع الفتى نحو جسد والده.كان والده كل ما تبقى له في هذه الدنيا، لا عائلة ولا سند سواه."أبي! قل شيئًا!"الفتى، الذي بدا في عمر أليكس تقريبًا، أي نحو الثامنة عشرة، بدأ يهز جسد والده بعنف."كنت تريدني أن أصبح الزعيم، أليس كذلك؟!سأفعل! فقط استيقظ الآن!"كان يصرخ ويتوسل، يحاول إقناع والده أن يستيقظ.كان يعلم أن والده قد مات، لكن قلبه لم يستطع تقبل ذلك.فوووشفي تلك اللحظة، أضاءت نافذة النظام أمام الجميع بلون أزرق ساطع، ثم خفت الضوء.فرك الجميع أعينهم محاولين التكيف مع الضوء مجددًا، أما أليكس، الذي أغلق عينيه حين بدأ الضوء يسطع، فظل ثابتًا.وعلى عكس الآخرين الذين كانوا يحدقون في الشاشة، كان أليكس يحدق إلى الأعلى، إلى نقطةٍ فوق رأس براتيك مباشرة.وبراتيك، الذي صمت تحت تأثير الضوء، لم يكن واعيًا لنظرة أليكس، كما لم يكن أي من القرويين.لكن كأن الشيء الذي كان أليكس يراقبه لا يستطيع التزام الهدوء دون جذب الانتباه، إذ انطلق صوت:[ذلك الخنزير مات، أتعلمون؟مشوي من الداخل. أفضل طريقة لطهي الخنازير.]كان الصوت متعجرفًا حادًا، ينتمي للنظام، لكن هذه المرة، لم يكن في رؤوسهم.التفتت رؤوسهم جميعًا نحو مصدر الصوت بطريقة عجيبة، أشبه بآلة قديمة تتحرك لأول مرة بعد طول ركود.وعندما رأوا مصدر الصوت، اتسعت أعينهم، لا خوفًا، بل اندهاشًا، ودهشة، وإعجابًا، وحتى عبادة.جمالها أزال عنهم كل مشاعر الرهبة.كانت فتاة في الثالثة عشرة، ترتدي فستانًا أبيض مرصعًا بجواهر متعددة الألوان. شعرها الذهبي، الممتد إلى ما تحت الكتفين، كان أشبه بمجرة من النجوم.كان يلمع بألوان مختلفة، تتناثر فيه الأضواء كما تتناثر النجوم في السماء.وجهها كدمية صنعت بأقصى درجات العناية، بريءٌ وملائكي.تضع على رأسها تاجًا ذهبيًا باهتًا، يطابق لون شعرها، يشع بألوان متعددة.في منتصف التاج، جوهرة زرقاء كالزمرد الأزرق، تتناغم مع عينيها الخاليتين من المشاعر.عينان زرقاوان باهرتان، إذا نظرت فيهما، رأيت كونًا كاملًا داخلهما.كان جمالها مزلزلًا، أسر القلوب.حتى أليكس اندهش للحظة، لكنه سرعان ما استعاد تركيزه.نظام اللعبة، وقد كشفت عن نفسها، كانت تطفو فوق رأس براتيك، تتبختر وكأنها تقول: "نعم، هكذا يجب أن يكون!"، "مجّدوني، أيها الفانون!"ثم نظرت إلى الأسفل نحو براتيك وبدأت تتحدث:[إذا كنت تفكر في الانتقام، فالأفضل أن تـ—]لكن كلماتها توقفت، تجمد وجهها، لا، بل تجمد جسدها بالكامل، ثم تجعد وجهها باشمئزاز.[أيها الخنزير القذر!]لوّحت بيدها، وفي اللحظة التالية، سقط صاعقة من السماء."آآآآآه!!"وبراتيك، تمامًا كوالده، كان الآن جثة هامدة.لكن على عكس أبيه، احترق جسده بالكامل، ومات في لحظة.لماذا قتلته؟[كيف تجرؤ أن تراودك أفكار قذرة نحوي….]نفخت بغضب وهي تنظر إلى جثة براتيك المتفحمة.فما إن تجسدت في الفضاء، بفستانها وهي تطفو فوقه، حتى نظر براتيك إلى الأعلى، فرأى شيئًا لم ولن ينساه.وعلى عكس الآخرين، لم يلتفت لجمالها السماوي، بل تركز بصره في مكان آخر.«جميلة.»كان هذا ما تمتم به في داخله، وبلا وعي، نهض "أخوه الصغير".وعندما رأت النظام هذا، لم تستطع كبح غضبها. قتلت المسكين في لحظة.ومات براتيك مبتسمًا.لكن عينا النظام اتسعتا فجأة.رأى أليكس هذا التغير الدقيق في تعابيرها، وحدّق بعينيه، لكن كلماتها التالية جعلته يهز رأسه بخيبة.[تبا! كان عليّ أن أعذّبه أكثر!]ظن أليكس أنها ربما ارتكبت خطأ ما، شيئًا لم يكن من المفترض أن تفعله، لكن...«... تنهد.»أطلق أليكس تنهيدة صامتة.أما القرويون، فلم يكونوا مثله.كانوا يرتجفون من الخوف، بعضهم بال في سرواله.جمالها أبهرهم، نعم، لكنه لم يطمئنهم.فمن يعرف من ستقتل بعده؟لم تعد تُرى كإلهة سماوية، بل كمخلوق شيطاني ارتدى شكل الملائكة.[آه! أنتم أيها الفانون مزعجون للغاية!]زمجرت النظام وهي تزم شفتيها، عيناها الباردتان تنظران لكل شخص على حدة.وكل من وقعت عليه نظراتها، ارتجف خوفًا.[أوه؟]لكنها رفعت حاجبها عندما وقعت نظراتها على أليكس.[فانٍ على وشك كسر حدود الجسد…]قالت ذلك باهتمام.تجهمت ملامح أليكس.كلماتها كانت مديحًا، وهو فهم معناها، لكنه لم يكن يريد لفت الأنظار إليه.لم يكن يريد أن يُعامَل كشيء مميز، على الأقل ليس منها.[لا بأس، فأنتم جميعًا تموتون بنفس الطريقة، وتصرخون بنفس الطريقة، لذا لا يهم.]وكأن الآلهة استجابت لرغبته، سرعان ما فقدت النظام اهتمامها، وخبت نظراتها قبل أن تلوح بيدها.[والآن…]ارتفعت أكثر في السماء، ملامحها أصبحت أكثر جدية.[بما أنكم علمتم عاقبة من يعارضني، أعتقد أنكم لن تقاطعوني مجددًا.]قالت النظام وهي تراقب وجوه القرويين واحدًا تلو الآخر.كانت تبحث عن أي لمحة مقاومة أو احتجاج، وحين لم تجد شيئًا، ابتسمت بابتسامة هادئة.[فلتبدأ المرحلة التعليمية الأولى!]
94ad08ee5904b87dشمس الرواياتdf8c98047313e4cd490d214d6c02ccc0
af5c424d3e8fece0شمس الروايات5c81992c02776e593b3e6fd8cfdf7191