24542b1c5981af5dشمس الرواياتc1049e577d80b9eb5225e954023322e5
نظام اللعبةخرج أليكس من الغابة وفي يده اليسرى رأس النمر، بينما كانت يده اليمنى تمسك بالسكين التي استخدمها لقطع رأسه.وبالنسبة له، الذي يملك مسدسًا ودقة تصويب تمكّنه من قتل أحدهم على بعد 200 متر بسلاح صغير، لم يكن قتل النمر بالأمر الصعب.وإن لم يكن هذا كافيًا، فقد شعر بأن جسده أصبح أقوى قليلًا.لم تكن الزيادة كبيرة، لكنها كانت كافية ليلاحظها، خصوصًا وهو الذي يتحكم في قوته بشكل مثالي.«هل هذا بسبب ذلك الشيء الذي حدث بالأمس…؟»تساءل أليكس في نفسه.لم يكن متأكدًا، لكن إحساسه أخبره أن لذلك الشيء علاقة بالأمر، أيًا كان.أليكس كان واثقًا من أن ما حدث لم يكن محض خيال، فالصوت الذي سمعه في رأسه، والارتباط الذي شعر به، كانا واقعيين جدًا.«سيتم تعليق العمليات حتى يعود المضيف إلى حالته المثالية.»لا يزال يتذكّر تلك الكلمات، ومن خلالها فهم أن كل ما عليه فعله هو التعافي بسرعة.وحينها، سيحصل على كل الأجوبة.وعندما اقترب من القرية، سمع صوت أحدهم يصرخ، كان يصرخ عن شيء أو شخص ما، لكن أليكس تجاهله ببساطة.خرج من الغابة، وأحسّ بأنظار الجميع تتبعه، لكنه كالعادة لم يعرهم اهتمامًا.ركز فقط على الشخصين الوحيدين الذين يعرفهما في هذه القرية."أخي!"رأى أليكس ميستي تركض نحوه، ثم غولشان يفعل المثل.«أخي؟»هزّ رأسه متجاهلًا الأمر، ثم أشار لهما بالتوقف.استطاع أن يرى دموع السعادة في عيونهما، لكنه لم يهتم لذلك.كان يعلم أنهما أصبحا متعلقين به أكثر من اللازم، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليجعله يثق بهما.توقف كل من غولشان وميستي عندما رأيا كف أليكس الملطخة بالدماء ترتفع أمامهما.نظروا إليه بحيرة."تفضل." قال أليكس وهو يرمي برأس النمر عند قدمي غولشان."بهذا، أكون قد سددت دَيني عن الطعام والرعاية التي تلقيتها."قال أليكس ذلك بصوت خالٍ من المشاعر، لكن غولشان وميستي اتسعت أعينهما من الصدمة."لم نفعل ذلك لكي تـ—"حاول غولشان الرد، لكن كلماته توقفت فجأة، فقد ظهرت أمامه شاشة زرقاء."ما هذا؟!"قالها بذهول، ثم شعر بميستي تحتضنه من الجانب وهي تنظر أمامها.لم يكن يرى ما تراه، لكنه علم أنها بالتأكيد ترى الشيء ذاته.وصيحات القرويين، وتعابير الذهول، والخوف من المجهول، كلها أشارت إلى أن الجميع كان يرون ما يراه هو.أما أليكس، فكان هادئًا، تمتم في نفسه:«ما هذا الآن؟»لقد رأى شيئًا شبيهًا بهذا من قبل، لذا لم يُصَب بالصدمة — تفاجأ قليلًا، لكنه لم يُصَب بالذعر.ولكن...«هذا مختلف...»و...«أنا لست الوحيد الذي يراه.»وكما حدث مع غولشان، أدرك أليكس أن الجميع قادرون على رؤية هذا الشيء.لكن لم يكن هناك وقت للتفكير قبل أن يُسمع الصوت الآلي في رؤوسهم جميعًا:[أيها البشر من كوكب الأرض، لقد حان الوقت لتجربة شيء جديد!]"من أنت؟!""ما هذا الشيء؟!""هل أنا الوحيد الذي يسمع هذا؟!!"تعددت التساؤلات، وتزايد الذعر، وهو أمر طبيعي، فمن لا يذعر عند سماع صوت مجهول في رأسه؟لكن الصوت استمر:[أنا نظام اللعبة، خُلِقت بواسطة الآلهة، فقط لأصنع الألعاب، وسأفعل ذلك الآن.]كان الصوت آليًا بلا مشاعر، لكن أليكس شعر، رغم ذلك، بأن هذا النظام يملك نوعًا من الوعي.ربما كان مجرد إحساس، لكنه شعر بأن هذا "النظام" يستمع إليهم جميعًا، حتى وإن بدا وكأنه يتجاهلهم.[جميعكم ستدخلون لعبة، لعبة ستضطرون فيها للقتل، والقتال، والكفاح، والمكر، والقيام بأشياء لم تتخيلوا يومًا أنكم ستفعلونها، فقط من أجل البقاء.]استمر النظام في الحديث، كأن صرخاتهم لا تعنيه.[إذا نجوتم في اللعبة، فستُكافَؤون. أما إن لم تنجوا، فستموتون. ببساطة.]تجمد القرويون في أماكنهم عند سماع هذه الكلمات.كلهم تبادلوا نفس النظرة.الخوف.الخوف كان الشعور الطاغي، وكان واضحًا في وجوههم.كانت هناك مشاعر أخرى — كالشك، والحيرة — لكن...«الموت.»كل إنسان يخافه.وخاصةً إن صدر عن كائن مجهول لا يعرفونه.كان "نظام اللعبة" بحد ذاته لغزًا، ومع ذلك، كان يتحدث عن موتهم بخفة وكأن الأمر لا شيء، وهذا ما أرعبهم.لكن لم يكونوا كلهم عقلانيين، فبينهم من لم يتحمل.لم يعد قادرًا على السكوت."من تظن نفسك؟!أتعتقد أنك قادر على إخافتنا بهذه الحيل السخيفة؟!"صرخ السيد باندي وهو ينظر للسماء.خُططه دُمّرت بسبب شاب صغير ومرعب العينين، والآن يأتي هذا الغريب ليعبث بحياته؟«من تظنني؟!»صمت النظام للحظة، ولم يرد."هاه!"ضحك السيد باندي بازدراء ورفع رأسه في فخر."هكذا تُخيف مثل هذا الكائن!"قالها بفخر.وانتظر القرويون، وحين لم يسمعوا أي رد، بدأوا بالاحتفال."ياااااه!""السيد باندي!"لكن حينها سُمعت تنهيدة ناعمة.[هففف....]كان الصوت خافتًا، لكنهم جميعًا سمعوه بوضوح.وساد الصمت.لم تكن تنهيدة خضوع أو استسلام، بل كانت تنهيدة راحة...وكانت أكثر رعبًا من النمر الذي سكن الغابة.[الحمد لله أنك قلت ذلك!]صوت النظام، الذي كان آليًا، أصبح فرحًا.لم يعد بلا مشاعر؛ بل بدا كطفل عمره 12 سنة حصل لتوه على مصاصة."هاه؟"قطب السيد باندي جبينه."عن ماذا تهذي— آرغغغغغغ!!"تابع حديثه بنبرة غرور، لكنه ارتكب أكبر خطأ في حياته... وآخره.[شكرتُ السماء لأنك قلت تلك الكلمات، أيها الأحمق!لكن مع ذلك، واصلت الحديث، ولهذا أسميكم أنتم البشر بالأغبياء! هاهاهاها!]صرخ النظام فرحًا.أما السيد باندي، فكان يتلوى على الأرض من الألم.لم يفهم أحد ما كان يحدث، لكن النظام لم يتركهم في حيرتهم طويلًا:[أعلم أنكم أيها البشر لن تفهموا ما يحدث، فأنتم في أسفل سُلّم الوجود.لكنني، أنا النظام العظيم، سأشرح لكم.أنا متساهل، لكن إن ظننتم أن تساهلي ضعف، فستنالون نفس العقوبة.ولأكون صادقًا، أحب معاقبة البشر الأشقياء... هيهيهي...]بدأ النظام بصوت متغطرس، لكنه ما لبث أن تحول إلى ضحكة مرحة.ضحكة أرسلت قشعريرة في أبدانهم."... آرغ..."كانت هذه آخر أنين يصدر عن السيد باندي، قبل أن يسكن جسده.[تشه، بشر ضعفاء... لا أستطيع حتى تعذيبكم كما يجب.]سمعوا صوت النظام مجددًا، ولكن هذه المرة، كان فيه نبرة من الإحباط، وكأنه طفل حُرم من لعبته.
36cf810dc81c896aشمس الروايات1b249f815c3414595651696289355447
3e9f36083102e678شمس الرواياتc59486472432da38ef62153f6c4c7d7e