رواية هل من الخطأ نسخ القدرات سيرك ميواري

سيرك ميواريكان فتى ذو شعر أحمر كالدم وعيون ذهبية يسير وسط غابة كثيفة النباتات، خطواته ثابتة، وجسده مسترخي لكنه متيقظ.كان يتحرك وخنجر مشدود على خصره، مدسوس بين الحزام والسروال كي لا يسقط.عيناه كانتا باردتين، ووجهه خالٍ من التعبير.كان يلتفت كلما سمع أي صوت، لكنه لم يتوقف عن السير.وجهته كانت واضحة، وكان يتبع السهم الأخضر الذي يشير إلى طريقه.كان ذلك هو أليكس، وكان يتبع السهم وهو يتحدث إلى "الصوت في رأسه"، أو الذكاء الاصطناعي.كان الـAI قد أخبره مسبقًا عن قدرته على النسخ، لكن أليكس ظل عابسًا في داخله. والذكاء الاصطناعي، الذي يستطيع قراءة أفكاره، فهم السبب وبدأ يشرح.<أنا ذكاء اصطناعي، يا أليكس. أتعلم مع الوقت، وأتعلم في كل ثانية.أنا مجرد جزء من جسدك، وحتى تقرر التخلص مني، سأستمر في التعلم.لذا، تغير طريقتي في الحديث هو نتيجة لهذا.أُمعن النظر في ذاكرتك وأحاول أن أُكيّف نفسي لأصبح شيئًا يمكنك الوثوق به، وبعد اختبار سيناريوهات عدة، توصلت إلى أن أسلوبي غير الرسمي في الحديث هو ما تفضله.>تحدث الذكاء الاصطناعي، وأخيرًا استرخى حاجبا أليكس.لم يقل شيئًا بعد ذلك، لكنه لم يطلب من الذكاء الاصطناعي التوقف أيضًا.نعم، كما خمنت، كان يريد أن يعرف سبب تغير نبرة وصوت الـAI بسرعة.بدأ بصوت آلي محترف وجاف.ثم تحول إلى صوت والدته، وإن كان لا يزال جافًا.ثم بدأ يُظهر بعض المشاعر، ولو مجرد شرارة.أما الآن، فقد أصبح قادرًا على التعبير عن المشاعر أفضل من ممثل محترف.<أنا ذكاء اصطناعي ينسخ.>هز أليكس رأسه قائلاً في داخله:"نعم، أعلم ذلك..."كيف يمكن أن تتوقع من ذكاء اصطناعي ينسخ أن يعجز عن تقليد أشياء أساسية كهذه، خاصةً حين يكون لديه وصول كامل إلى ذكريات أليكس؟"هاه…"تنهد أليكس بصوت مسموع، لكنه تدارك خطأه وسرّع من خطواته ليبدو وكأنه سئم من طول السير.اضطر لذلك لأنه لا يريد من النظام أن يفسر الأمر بشكل آخر.نعم، قد تظن أنه يفكر أكثر من اللازم، فالناس يتنهدون لأسباب كثيرة، والنظام لن يظن شيئًا غريبًا.لكن لا يمكنك لومه على الحذر من كيان قادر على قتله...............(بعد عشر دقائق)"سيرك ميواري..."نظر أليكس إلى اللافتة الكبيرة أمامه وتنهد داخليًا."كيف نسيت هذا المكان…؟"قبل أن يأتِ في هذه المهمة، أجرى بحثًا سريعًا وتتبع كل من شوهد بالقرب من هذا الموقع.ومن بين أولئك – أو بالأحرى الوحيدين – الذين عاشوا هنا كانوا أعضاء سيرك ميواري.هذا السيرك كان الأشهر في أوتاراخند، ومركزه، أو المكان الذي يقيم فيه قائده، كان هنا.ولهذا، كان أليكس يتنهد بسبب نسيانه لهذا المكان.في الهند، سيرك كهذا كان نادرًا جدًا.لم يستخدموا الخدع السحرية، بل كانوا يقدمون عروضًا للحيوانات، وجميع حيواناتهم كانت مروّضة ومهذبة للغاية، حتى أن الأسد لن يزأر إن مررت أمامه على المسرح.لكن ما جذب الجميع لهذا السيرك لم يكن مجرد الأسد، بل نمره."النمر الأحمر."هذا ما كان الناس يطلقون عليه، إذ كان يمتلك فراءً أحمر بدلًا من البرتقالي المعتاد، وبفضل ذلك المخلوق، أصبح السيرك أحد أشهر السيركات الحيوانية في الهند.لكن حين راقب أليكس المكان، لم يرَ سوى خيام متهدمة وجثث متناثرة.جثث للبشر، وجثث للموتى الأحياء.لكن لا أثر لأي بشري حي.كانت هناك خيمة كبيرة واحدة لا تزال قائمة، ويبدو أنها المكان الذي احتمى فيه الجميع.دخل أليكس إلى الساحة، وما إن فعل...[عدد المشاركين – 8 / 18]سويشقفز أليكس إلى الخلف واستل خنجره.لكنه سرعان ما تعرّف على صوت المتحدث.رغم أنه بدا آليًا وخاليًا من المشاعر، إلا أن أليكس كان متأكدًا من أنه صوت النظام."القاتل لا ينسى صوتًا سمعه."هذا ما تعلمه وعلّمه.فكيف له أن ينسى الصوت الأكثر إزعاجًا وإثارة للحنق حتى الآن؟فقط، تفاجأ قليلًا لأن الصوت هذه المرة لم ينبعث من رأسه، بل من محيطه.استرخى جسد أليكس قليلًا، بقي في حالة تأهب لكنه لم يتخذ وضعية هجومية."هممم..."رفع أليكس رأسه فرأى شاشة زرقاء تُظهر عدد الموجودين في هذا المكان.والمقصود بـ"هذا المكان" كان...<إنه حاجز – قوي جدًا، ليس لدي حتى القدرة على نسخ أساسياته.>علّق النظام بينما كان أليكس يحدّق في القبة الزرقاء التي كانت تغطي منطقة السيرك بأكملها.لم تكن مرئية قبل أن يدخل.تنغلامس أليكس الحاجز بطرف خنجره، فأصدر صوتًا واضحًا.أثار الحاجز فضول أليكس.نعم، قال الذكاء الاصطناعي إنه قوي للغاية، لدرجة أنه لا يستطيع حتى قياس قوته.أدار أليكس خنجره بين أصابعه.دورانوبينما كان الخنجر يدور في يده، حدّق أليكس في الحاجز بتركيز.وكأنه مبارز يستعد لثنائية إطلاق نار، ينتظر اللحظة المناسبة.وفي اللحظة التالية...قبضةشد أليكس قبضته، وتوقف الخنجر بين أصابعه المفتوحة، مستقيمًا نحو الحاجز.ثم...سوشلوّح أليكس بخنجره نحو الحاجز، لكن قبل أن يضربه..."لا فائدة، لقد جربتُ ذلك من قبل."صدر صوت كسول.