رواية أستطيع أن أرى من خلال كل شيء 36

الفصل 36

من الطبيعي أن تجذب جولة التسوق الضخمة التي قام بها لو تشينغ ووانغ دا آن في البازار الكبير قدرًا كبيرًا من الاهتمام.

وعندما غادروا، تجمع عدد قليل من الناس خارج البازار الكبير، وهم يتهامسون فيما بينهم.

"يا رئيس، هذان الطفلان اشتريا الكثير من الأشياء. يبدوان مثل الخراف السمينة. هل يجب أن نذهب ونحصل على بعض المال منهما؟" اقترح شاب ذو عيون متلألئة.

ومع ذلك، قوبل اقتراحه على الفور بالازدراء من جانب الآخرين.

وخاصة الرجل الذي يُدعى "بوس"، الذي كان ينظر إليه كما لو كان أحمق.

"هل جننت؟ ألم تلاحظ أن السيد ما كان مهذبًا مع هذا الطفل؟ وتريد مني أن أسرقهم؟"

شعر الشاب ذو العيون الماكرة بأنه تعرض للتوبيخ بشكل غير عادل، وشعر بالضيق قليلاً.

"لقد اعتقدت أنهم يبدون كأهداف سهلة. انظر إلى كل الأشياء التي يحملونها. لابد أنها كلفت مئات وين. حتى أخذ القليل منها سيجعلنا سعداء لأيام."

(ملاحظة المترجم: تشير كلمة "وين" (文) إلى وحدة العملة المستخدمة في الصين القديمة. كانت عبارة عن شكل من أشكال العملات النقدية وكانت تستخدم على نطاق واسع في المعاملات.)

عند سماع هذا، أصبح الرئيس صامتًا.

كيف لا يستسلم للإغراء؟ مجرد اللحم الذي يحمله الطفلان كان يجعل فمه يسيل.

في الآونة الأخيرة، كانوا يعانون من سوء الحظ ولم يتذوقوا اللحوم منذ أيام.

لكن التفكير في السيد ما في البازار الكبير جعله خائفًا بعض الشيء.

لم يكن هذا الرجل شخصًا يمكن العبث معه، فالإساءة إليه ستسبب لهم المتاعب جميعًا.

ومع ذلك، كان من الصعب مقاومة فكرة البضائع التي كان لو تشينغ ووانغ دا آن يحملانها.

وبينما كانوا مترددين، داخل البازار الكبير، كان السيد ما يستدعي أحد مرؤوسيه.

"شياو تيان، أتذكر أن الطبيب العجوز تشين يعيش في قرية جيولي، أليس كذلك؟"

"نعم، يعيش ذلك الطبيب العجوز في منتصف الطريق إلى أعلى تلة صغيرة بجوار قرية جيولي. يعرفه الجميع في القرى المجاورة."

أجاب شياو تيان باحترام.

"خصص بعض الوقت لزيارة قرية جيولي وشاهد ما إذا كان هذا الطبيب العجوز قد قام مؤخرًا بتعيين متدرب يدعى لو تشينغ."

"نعم،" أجاب شياو تيان، مدركًا أن السيد ما أراد التحقق من الشاب الذي اشترى أشياءً بالفضة للتو.

فجأة تذكر شياو تيان شيئًا ما، فأبلغ بسرعة، "السيد ما، رأيت تشين سان وعصابته يتصرفون بشكل مريب في الخارج. يبدو أن لديهم بعض الأفكار حول ذلك الصبي المسمى لو تشينغ".

"تشين سان؟ ماذا يفعل هؤلاء الأوغاد الصغار في منطقتي؟" حدق السيد ما بعينيه.

"سمعت أنهم سرقوا بعض الأشياء من قرية دامو مؤخرًا ومنعهم شيوخ القرية من الاقتراب منها. لذا، ظلوا يتسكعون هنا."

"هؤلاء الأوغاد الصغار لا يفعلون أي شيء جيد، فقط يفكرون في السرقة والنهب. اذهب وحذرهم. إذا تجرأوا على لمس عملائنا، سأكسر أرجلهم!"

"نعم سيد ما!"

خرج شياو تيان متحمسًا.

لقد كان منزعجًا منذ فترة طويلة من تشين سان وعصابته. لم يفعلوا أي شيء جيد أبدًا، بل كانوا يسرقون ويسببون المشاكل في القرى.

وكان ابن عمه، الذي تزوج في قرية دامو، قد اشتكى له من سرقة عصابة تشين سان للعديد من الدجاجات من منزلهم.

والآن، مع دعم السيد ما، أصبحت لديه أخيرا فرصة للتعامل معهم بشكل صحيح.

بعد خروج شياو تيان، سرعان ما اندلع ضجيج في الخارج، مصحوبًا بصرخات طلبًا للرحمة.

تجاهل السيد ما هذه القضايا البسيطة وجلس على كرسيه غارقًا في التفكير.

لقد كان ظهور لو تشينغ اليوم بمثابة مفاجأة سارة.

إذا كان هذا الشاب بالفعل تلميذًا للدكتور العجوز تشين، فسيكون ذلك بمثابة أخبار رائعة بالنسبة له.

لم يكن عامة الناس يعرفون إلا أن الطبيب العجوز كان يتمتع بمهارات طبية مذهلة وقلب طيب وطبيب تقي.

لكنهم لم يعرفوا أن هذا الطبيب العجوز كان له نفوذ كبير في المدينة أيضًا.

لقد عامله العديد من النبلاء والأثرياء كضيف شرف.

لأن الطبيب العجوز لم يكن لديه مهارات طبية رائعة فحسب، بل كان أيضًا أستاذًا في الفنون القتالية.

حتى أن قاضي المقاطعة أشاد به لمهاراته العميقة، التي كادت تصل إلى ذروة مرحلة ما بعد الولادة.

كان هذا الشخص هو الشخص الذي أراد السيد ما دائمًا أن يكون صديقًا له، لكنه لم يجد الفرصة المناسبة أبدًا.

والآن، مع ظهور لو تشينغ، رأى بصيصًا من الأمل.

إذا تمكن من الفوز بلو تشينغ والتواصل مع الطبيب العجوز تشين، فقد تكون لديه فرصة للعودة إلى المدينة.

لقد سئم من هذا المكان المهجور.

لو لم يكن بسبب المشاكل التي تسبب بها في وقت سابق، والتي دفعت والده إلى إصدار أمر له بالبقاء هنا لمدة خمس سنوات، لكان قد غادر منذ فترة طويلة!

خطط السيد ما بصمت لخطواته التالية.

وفي هذه الأثناء، لم يكن لو تشينغ ووانغ دا آن على علم بما حدث في البازار الكبير بعد مغادرتهما.

ومع ذلك، ظل لو تشينغ يقظًا، لأنه كان يعلم أن مشترياتهم في البازار كانت لافتة للنظر للغاية.

ولكن لم يكن أمامه خيار آخر. كان عليه أن يقوم بالكثير من الأعمال في الأيام المقبلة ولم يكن بوسعه أن يتحمل تكاليف رحلات متكررة إلى البازار الكبير، لذا كان عليه أن يخاطر.

ولحسن الحظ، لم يواجهوا أي حوادث غير متوقعة في طريق عودتهم إلى القرية.

ثم قاموا بإزالة الشريط الأحمر من الشجرة الكبيرة، ووضعوه مرة أخرى تحت البلاطة الحجرية، واستمروا في حمل بضائعهم إلى منزل لو تشينغ.

كانت الساعة تقترب من الظهر، وكان معظم القرويين يستريحون في منازلهم، وكان هناك عدد قليل من الناس يتجولون حول القرية.

لذا، عندما عاد لو تشينغ إلى المنزل، لم يصادفوا أحداً.

"أوه، عدت أخيراً"، قال وانغ دا آن وهو يلهث بينما يضع الأشياء جانباً.

"شكرًا لك، دا'آن. بدون مساعدتك، لم أكن لأتمكن من إعادة كل هذه الأشياء"، قال لو تشينغ بامتنان.

كان وانغ دا آن يحمل المواد الثقيلة مثل الحبوب واللحوم، في حين كان لو تشينغ يحمل الضروريات اليومية الأخف وزناً.

"لا تذكر ذلك. هذا ما يجب أن أفعله. علاوة على ذلك، يجب أن أشكرك. كانت اليوم هي المرة الأولى التي أتحدث فيها عن قرب مع السيد ما، حتى أنه تذكر اسمي!"

"قال وانغ دا آن بحماس.

"هل السيد ما قوي جدًا؟" سأل لو تشينغ بفضول.

"بالطبع! يجب أن تعلم أن البازار الكبير بأكمله يُدار من قبله، ولديه مجموعة من المرؤوسين. في هذا المجال، هو الشخص الأكثر نفوذاً!"

وهذا جعل لو تشينغ أكثر حيرة.

بالنسبة له، كان ازدهار البازار الكبير أمراً غير متوقع بعض الشيء.

ولكن بعد كل شيء، كان مجرد سوق صغير، وليس أمرا كبيرا.

كانت السلع المباعة هناك في الغالب عبارة عن منتجات زراعية، وليس سلعًا فاخرة.

إن الأموال المكتسبة من مثل هذا السوق لن تكون كثيرة.

ولكن بالنظر إلى سلوك السيد ما، لا يبدو وكأنه شخص يهتم بمثل هذا القدر الضئيل من المال.

لماذا يبقى في البازار الكبير؟

هل يمكن أن يكون هناك سبب خفي؟

لم يتمكن لو تشينغ من معرفة ذلك.

"دان، هل كان السيد ما دائمًا يدير البازار الكبير؟"

"لا، كان يديرها رجل عجوز يُدعى العم لي. منذ عامين تقريبًا، تولى السيد ما المسؤولية."

"أرى..." فكر لو تشينغ بعمق.

"حسنًا، عليّ الذهاب الآن. لو تشينغ، يجب أن ترتاح. لا بد أن حمل كل هذه الأشياء قد أرهقك."

عندما رأى لو تشينغ أن وانغ دا آن على وشك المغادرة، صاح بسرعة، "انتظر لحظة، دا آن!"

ثم أخرج من السلة قطعة من لحم الخنزير نصفها سمينة ونصفها الآخر خالية من الدهون.

"خذ هذا اللحم إلى المنزل واطبخ شيئًا لذيذًا الليلة. دع الجد وانغ يتذوقه أيضًا."

"أوه، لا أستطيع تحمل هذا! هذا اللحم ليس رخيصًا. يجب أن تحتفظ به لنفسك ولشياو يان."

"لدي الكثير غير ذلك. لقد رأيت ذلك بنفسك. علاوة على ذلك، فقد أرشدتني وساعدتني في حمل الكثير من الأشياء. اعتبر هذا بمثابة دليل على امتناني."

"لكن هذا كثير جدًا. قطعة كبيرة من اللحم تساوي أكثر من عشرة ون."

"خذها فقط!" أصر لو تشينغ، وهو يدفع اللحم في يدي وانغ دا آن. "إذا لم تأخذه، فلن أشعر بالراحة عند طلب مساعدتك في المستقبل."

"حسنًا، إذن."

بعد رؤية إصرار لو تشينغ، لم يكن أمام وانغ دا آن خيار سوى قبول اللحم.

"حسنًا، لا تشعر بالسوء. عد سريعًا. لقد غبنا لفترة. قد يكون الجد وانغ قلقًا. اذهب إلى المنزل وأخبره أنك بخير."

عندما رأى لو تشينغ أن وانغ دا آن لا يزال يشعر بالحرج قليلاً بعد قبول اللحوم، حثه على المغادرة.

بعد أن غادر وانغ دا آن، قطع لو تشينغ قطعة صغيرة من اللحم.

ثم أخذ اللحم وذهب إلى منزل الجد تشانغ المجاور لإحضار شياو يان.