رواية نهضة البشرية 14

14 عنف مفاجئ

لم يكن بإمكان تلاميذ بوابة السيوف في البيت العلوي ان يدخلوا اطلال الشياطين سوى مرة في الشهر، لذلك كان هنالك حوالي ألف شخص محاصرين في هذه الأرض الموبوءة بالشياطين. كانت بالتأكيد كارثة يستحقها تلاميذ البيت العلوي. طوال هذه السنوات، عوملت أطلال الشيطان باستخفاف على أنها أرض تدريب، على الرغم من أنه كانت هناك حالات وفاة في كثير من الأحيان خلال الدورات التدريبية، لم تكن هناك أي عيوب رئيسية في طريقة التدريب هذه ؛ لذلك، لم تلق أطلال الشيطان سوى القليل من الاهتمام من كبار قادة بوابة السيوف.

كان من الطبيعي ان يدخل تلاميذ البيت العلوي أطلال الشيطان ليتدربوا، لم يكن أحد يستطيع ان يتنبأ بأن الامور ستتحول الى كارثة كهذه. قلبت الشياطين دور الصياد ودور الفريسة، فوجد تلاميذ البيت العلوي أنفسهم فريسة تحت رحمة صائدي الشياطين!

‏

ضمن دائرة نصف قطرها مائة ميل، ركض الآلاف من تلاميذ البيت العلوي ذهابا وإيابا، واجتمع بعضهم في مجموعات لمقاومة ومحاربة الشياطين في حين ركض البعض محاولة للعثور على الأمان عن طريق الاختباء. فكانت موجة من الشياطين تجرف الارض بحثا عن تلاميذ البيت العلوي.

‏

عدد لا يحصى من التلاميذ تم اسرهم من قبل الشياطين، أطرافهم الأربعة مربوطة على أعمدة الحمل، أشبه بالخنازير التي يتم إعدادها للذبح. كانت تحركاتهم مقيدة وأصبحوا عاجزين. كان يحمل كل عمود من قبل اثنين من الشياطين على أكتافهم بينما كانوا يحضرون سجنائهم إلى أعماق أطلال الشيطان … لا أحد يعرف بالضبط أين هم ذاهبون.

المزيد من تلاميذ البيت العلوي قتلوا خلال المقاومة!

هرع عشرات الآلاف من الشياطين في أطلال الشيطان من أعشاشها، كان يمكن رؤيتها في كل مكان داخل أرض نصف قطرها مائة ميل، مما ضيق مساحة البقاء على قيد الحياة لتلاميذ البيت العلوي المتبقين، مثل حبل مشنقة حريص على خنق آملهم في البقاء على قيد الحياة.

“في الأزمنة القديمة، كان البشر تافهين ومنخفضين، كانوا مثل مجرد خراف ذات قدمين للشياطين العظيمة – كانوا يعيشون فقط كماشية ذبيحة! القرابين التي استخدمناها خلال مراسم التضحية الشيطانية … كانوا جميعا بشرا!”

ضحكت الشياطين وسخروا من البشر خلال الغارات، وضربوا ضربة تلو الأخرى على ثقة وتصميم تلاميذ البيت العلوي المقاومين.

“صف بعد صف، بشر على أعمدة، مشويات مشتعلة بالنيران. اشووهم بدهونهم الخاصة … سيكونون لذيذين!”

“اطعنهم مرة واحدة ودع دمهم يملأ القدور، القرابين لأرواح العالم، أرواح أسلافنا. ليأكل أسلافنا دماء البشر اللذيذة!”

“هذه الماشية الصغيرة تجرؤ على خيانتنا، بل إنها قمعتنا، حان الوقت لاخبارهم من هم أسياد هذا العالم الحقيقيون!”

……

بقي تشونغ يوي، تينغ لانيوي، هي تشنغتشوان والآخرون في مجموعة، تم مداهمتهم مرارا وتكرارا من قبل الشياطين، كان هناك في الأصل مائة منهم ولكن الآن لم يبق سوى أقل من 20 منهم، أما الآخرون إما لقوا حتفهم مقاومين أو تم القبض عليهم من قبل الشياطين خلال الفوضى.

كما أصيب العشرات من الذين تركوا، تناثرت جروح كبيرة وصغيرة في أجسادهم – كانوا في حالة من الدمار. حتى الثلاثة الأقوى: تشونغ يوي، وتينغ لانيوي، وهي تشنغتشوان، كانوا أيضاً يبدون متذبذبين بين الحياة والموت. كادوا أن يموتوا عدة مرات أثناء القتال مع الشياطين المتحوّرة.

كما تخلص تشونغ يوي من الهيكل العظمي للشيطان السرعوف بعيدا بسبب بطئه الذي من شأنه أن يؤثر على براعته القتالية، لم يتبق سوى ذراعي الهيكل العظميين الشبيهين بالمنجل كأسلحة.

كان طول الذراعين الشبيهين بالمنجل ثمانية أقدام، أطول قليلاً من ارتفاع الرجل العادي، على الرغم من أنهما لم يكونا أسلحة نفس، إلا أن حدتهما كانت أفضل. تشونغ يوي سيطر عليها، تأرجحت المناجل الفولاذية المظلمة وتلوّحت مثل الرياح – شق واحد ويمكنها أن تقطع أجساد الشياطين العادية مثل الزبدة!

‏

لكن، الشياطين كانت كثيرة جدا، كان من الصعب اكتشاف آثار شيطان متحور في السابق، لكن الآن الشياطين المتحورة غمرت الأرض، كان هناك تقريبا شيطان متحور واحد بين مجموعة من مئات الشياطين!

‏

حتى تشونغ يوي كاد أن يموت بضع مرات في مواجهة الشياطين المتحورة، على الرغم من أنه قتل شيطان السرعوف المتحور من قبل، احتلت شياطين السرعوف الادنى مستوى من الشياطين التابعة داخل التسلسل الهرمي لأطلال الشيطان ؛ حتى ان وضعها لم يكن شبيها بالشياطين العنكبوتية، فقوة الشياطين الاخرى المتحورة كانت اقوى بكثير من شيطان السرعوف المتحور!

المتحورين من الأجناس الشيطانية الأخرى كانوا أقوياء، بعض ريشهم كان مصنوع من الجوهر الذهبي، حاد وقوي ؛ بعض شبكات العنكبوت كانت قاسية جدا، وكسرها يتطلب عشرات الشقوق من منجل الفولاذ المظلم. بعضها يغطي عظامها أجسادها كهيكل خارجي وقائي، وتتكون العظام من المعادن، مما يشكل طبقة من الدروع المعدنية. كانوا جميعا أقوياء في احترامهم الخاص.

بعد كل المعارك، رأى هي تشنغتشوان والآخرون أيضا قوة وشجاعة تشونغ يوي. كانت【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】 أقوى في يديه من أي شخص آخر، قتل بلا رحمة أي شخص أو أي شيطان يجرؤ على اعتراض طريقه!

بالإضافة إلى ذلك، استطاع تشونغ يوي إجراء شق بـ【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】أثناء التحكم في مناجله الفولاذية المظلمة. أينما مرت المناجل، كانت جثث الشياطين ستُترك متناثرة على الأرض في أعقابها. كانوا أقوى من تينغ لانيوي التي كانت تسيطر أيضا على أسلحتها – كان ذلك ببساطة مدهشا للآخرين.

ومع ذلك، الوضع يزداد خطورة، مع استمرار ازدياد عدد الشياطين المتحورة ؛ حتى مع قوته الهائلة، تشونغ يوي كان عاجزا ضد مثل هذا الحشد من الشياطين المتحورة. وهكذا، فوجئ الآخرون في الغالب بقوته الحقيقية ولكن اهتمامهم كان أكثر تركيزًا على حياتهم.

“إذا لم نغادر أطلال الشيطان بعد، فسيلاحظ مسؤولو بوابة السيوف بالتأكيد هذا الشذوذ، ثم تدخل أطلال الشيطان وتحقق في الأمر”

بدأت تينغ لانيوي تشجيع الآخرين، “نحن بحاجة فقط للبقاء على قيد الحياة لمدة يومين أو ثلاثة أيام أخرى ثم سيكون هناك ممارسي تشي يأتون لتهدئة هذا الوضع الفوضوي”

“يومان أو ثلاثة؟ أخشى أننا لا نستطيع”

رفع هي تشنغتشوان رأسه كاشفا عن وجه من الابتسامات الساخرة، كانت هناك مجموعات ومجموعات من شياطين الصقور تحلق في السماء، صقور الشياطين الحادة تمسح الأرض بحثا عن تلاميذ البيت العلوي. قال “الأخت القتالية الكبيرة تينغ، الشياطين أصبحت ساحقة في العدد، حتى الشياطين المتحورة تزداد عددا، سنعتبر محظوظين إذا تمكنا حتى من الصمود لمدة ساعة أخرى!”

‏

تنهدت إحدى التلميذات تنهدا شديدا، “إذا تمكن شخص ما فقط من الفرار من أطلال الشيطان وإبلاغ الشيوخ بالوضع”

‏

أغلق تشونغ يوي عينيه ودخلت نفسه سرا إلى محيطه النفسي، سأل “شين هو، هل لديك فكرة عن كيف يمكننا الهروب؟”

“هناك الكثير من الشياطين التوابع هنا، بكل قوتك، هذا مستحيل”

‏

شين هو كان واضحا حقا، قال “علاوة على ذلك، يمكنني أن أشعر بهالة ممارسي تشي الشيطان، على الرغم من أنهم صغار وتافهين، بالنسبة لكم جميعا، فإنها لا تزال قوية جدا. أيضا، لا يزال بإمكاني الشعور بسر داخل هذا العالم من أطلال الشيطان، شيء يذكرنا بالعصر القديم – الظلام والشر…. ”

“ممارسو تشي شيطان؟”

تشونغ يوي ارتجف ببرود، ما مدى قوة ممارسي تشي بالنسبة لهم، تلاميذ البيت العلوي؟ كان الفرق في قوتهم أشبه بالفرق بين السماء والأرض. الآن، كان هناك ممارسي تشي شيطان في أطلال الشيطان، الظروف كانت تزداد قتامة من أي وقت مضى!

“بخلاف ممارسي تشي الشيطان، لا تزال هناك هالة قديمة مظلمة وشريرة … أيمكن أن تكون أقوى من ممارسي تشي الشيطان؟”

“طريق ما بعد مستوى ممارسي تشي الشيطان، لكن الهالة القديمة يبدو أنها مقموعة ومختومة، أو أنها قد تكون فقط في سبات عميق أو أنها ميتة بالفعل. بشكل عام، لم ينتج عن ذلك سوى القليل من الهالة”

شعر شين هو بدقة، قال “أستطيع أن أفهم، يستعد ممارسي تشي الشيطان لبدء مراسم التضحية على نطاق كبير، في محاولة لإيقاظ تلك الهالة القديمة، إذا نجحوا … ستصبح الأمور ممتعة حقاً، وستجعل البلد الريفية بوابة السيوف تجن! سليل جنس فوشي السماوي، إذا سلّمت لي السيطرة على جسدك الآن، يمكنني أن أوصلك إلى بر الأمان، لكن في هذه الحالة، سأكون مكشوفاً، ولا يمكنني سوى أن أحارب طريقنا للخروج من بوابة السيوف. سنكون من الآن فصاعدا على طريق المتجولين”

الشعلة الصغيرة كانت مليئة بالإثارة، قال “لم اعد قويا كما كنت من قبل ولم أجد وريثا مناسبا لشين هو، لا تزال هناك شخصيات قوية في بوابة السيوف يمكن أن توقفني ؛ لذا، أثناء هروبي أخطط لتفجير وتحرير أنفس الشيطان تحت بوابة السيوف! أنفس الشيطان هذه أقوى بمرات لا تحصى من الهواء القديم، يمكنهم بالتأكيد غسل بوابة السيوف بالدم. ثم يمكننا أن نجد طريقنا للخروج….”

السماح لـ شين هو بالسيطرة على جسدي، هذا بالتأكيد لن يحدث!

‏

مسح تشونغ يوي الفكرة الخطيرة من عقله ؛ شين هو هذا كان بالتأكيد أكثر خطورة من الشياطين!

‏

“الطفل يوي، إذا كنت حقا على وشك أن تقتل، مهما حدث، سأتدخل واعترض بغض النظر عن رأيك!” شين هو صرخ في محيط تشونغ يو النفسي.

‏

فكّر تشونغ يوي مليا وفكر بعناية ؛ فجأة، خطرت له فكرة وتجددت مع الروح. همس، “الأخت القتالية الكبيرة تينغ، الأخ القتالي الكبير هي، عندما نلتقي مع الموجة التالية من الشياطين، فقط نظهر لهم القليل من المقاومة وندعهم يمسكونا، لدي خطة قد تخرجنا من هنا!”

تينغ لانيوي والآخرون تحركوا بشكل واضح، كان بإمكانهم تخمين خطته بشكل غامض، حدّقوا في بعضهم البعض وأومأوا قليلاً.

فك تشونغ يوي على الفور المناجل الفولاذية المظلمة التي يبلغ طولها ثمانية أقدام ودفنها في الأرض.

كانت تينغ لانيوي قلقة قليلا، همست له، “الأخ القتالي الصغير تشونغ، إلى أي مدى يمكن لنفسيتك أن تصل؟ هل هي حقا قادرة على…. ”

هزّ تشونغ يوي رأسه وأجاب بصوت منخفض، “حافظي على الهدوء! الشياطين آتية!”

“هناك، بشر!”

كانت أصوات الشياطين مخيفة وغريبة، وجدتهم مجموعة من الشياطين العنكبوتية وصرخت عدد قليل من الشياطين العنكبوتية الإناث مبتهجين، “هناك عجول ثور صغيرة من البشر! إذا كنتم تجرؤون على المقاومة، سنذبح العجول الصغيرة ونمرح معكم أيها الثور الصغير!”

تحوّلت وجوه التلاميذ الذكور إلى اللون الأبيض الشاحب على الفور، تظاهروا بالمقاومة ثم سمحوا للشياطين بأسرهم. أخرجت الشياطين العنكبوتية خيوط شباك العنكبوت، مشدّدة بإحكام تلاميذ البيت العلوي.

“عجول ثور صغيرة من البشر……”

إحدى شياطين العنكبوت الإناث الجميلة داعبت خد هي تشنغتشوان، ابتسمت، “أكل عجول الثور الصغيرة أثناء ممارسة الجنس هو الشيء الذي أحب أن أفعله أكثر!”

‏

حذرّها الزعيم، شيطان عنكبوت متحور، “لا تثيري أي مشاكل، الشيوخ ما زالوا بحاجة إلى دمائهم كقرابين إلى الأسلاف!”

‏

عشرات من شياطين السرعوف جاءت إلى الأمام وحملت السجناء البشر على أكتافهم، حملتهم إلى أعماق أطلال الشيطان.

‏

“اصعدوا جميعا الى مذبح التضحية! عندما يصل الشيوخ سنذبح هذه الخراف ذات الساقين، ونقدمها لأسلافنا الشياطين ونوقظ أرواح السلف القديم!”

‏

أحد شياطين السرعوف الذي بدا وكأنه قائد المجموعة يتغاضى عن التقدم، قال بحماس، “سنوقظ السلف المشترك للشياطين، الأم تيان الوافرة!”

‏

“الأم تيان الوافرة؟”

‏

على العمود الحامل، تخطت قلوب التلاميذ نبضة، قالت تينغ لانيوي، “تبا، هذه المخلوقات البغيضة تريد أن توقظ الأم تيان الوافرة….”

‏

سأل تشونغ يوي بغرابة، “الأخت القتالية الكبيرة، ما هي هذه الأم تيان الوافرة؟”

قبل أن تتمكن من الإجابة على السؤال، قال زعيم مجموعة شيطان السرعوف بابتسامة مهينة، “الأم تيان الوافرة هي السلف المشترك لشياطين البرية العظمية، إله الشيطان لجنس الشياطين! المولود البكر للأم تيان الوافرة كان سلف شياطين الفيل تيان ؛ كان طفلها الثاني سلف شياطين الصقور ؛ الثالث كان سلف شياطين النار … بينما نحن، شياطين السرعوف، أحفاد طفلها الأصغر. مكانتنا أدنى من الآخرين لكن لا تزال أعلى منكم أيها البشر. أنتم أيها البشر مجرد ماشية، منذ سنوات عديدة كان أسلافنا يفترسون البشر. خاصة انتم أيها العجول البشرية الصغيرة، سنمسك بكم ثم نجرّدكم من ملابسكم….”

قام زعيم مجموعة شياطين السرعوف بقرص وجنة تينغ لانيوي، ضحك ساخرا، دون علمه، على بعد أميال خلفهم في البقعة التي قبض فيها على تشونغ يوي والآخرين، خرج منجلان كبيران من التربة وتبع خلفهم بالقرب من الأرض!

بدون علم، حملتهم شياطين السرعوف بعيدا عن تطويق الشياطين، تشونغ يوي، والآخرون ألقوا نظرة على المناطق المحيطة، كانت الشياطين تزداد عددا، بينما في وسط أطلال الشيطان، ارتفع دخان تشي الشيطان عاليا في السماء. ينبغي ان يكون هذا المكان هو المذبح القرباني الذي تحدثت عنه الشياطين.

“مت!”

فجأة، صرخ تشونغ يوي بصوت عال، ظهر من العدم المنجل البالغ طوله ثمانية اقدام، يحلق ويطير في الهواء، يقطع المنجلان عبر شياطين السرعوف من الطرف الخلفي للصف إلى الأمام!

‏

بو بو بو!!

‏

رؤوس شياطين السرعوف التي تحمل الاعمدة قفزت إلى السماء بينما الدم الشيطاني ينبعث من أعناقهم. لم يتبق رأس شيطان سرعوف واحدا مرتبطًا بجسده، في هذا الوقت، تحت سيطرة نفسية تشونغ يوي، كان المنجلان مرتدان إلى الخلف – شوا شوا شوا – الشرائط الساطعة من ضوء النصل يمكن أن ينظر إليها على أنها منجل تقطع من خلال رأس زعيم مجموعة شيطان السرعوف!

‏

تدفقت النفسية من بين حاجبيه – شوا شوا شوا – خطوط مشرقة من الشفرات وشبكات العناكب التي قيدته لم تعد موجودة. قفز واستخدم المناجل لمساعدة الآخرين على التحرر من شبكات العنكبوت، قال رسميا “يجب أن نذهب الآن، ربما لا نزال قادرين على الخروج من أطلال الشيطان أحياء!”