3ec83d4c77b132c5شمس الروايات934dd5530518a5e282e15b97a4898bd3
خيانةكلمةٌ من ثمانية أحرف، ليست بالكثيرة.يستخدمها الناس في حياتهم اليومية."لقد خنتني!"تصرخ فتاة في وجه حبيبها لأنه فقط تأخر عنها خمس دقائق."لقد خنتني!"يبكي طفل ويهرب لأن صديقه سبقه إلى الأرجوحة.لقد تكررت الكلمة كثيرًا حتى أن الناس لم يعودوا يعرفون معناها الحقيقي، لم يعودوا يشعرون بما تعنيه الخيانة حقًا.كحّ**كحّبينما أراقب الدماء تخرج من فمي مع كل نوبة سعال…وبينما الألم يجتاح جسدي المنهك…أشعر بوخز كل رصاصة لا تزال مغروسة في جسدي.يمكنني الآن أن أُعرّف معنى الخيانة الحقيقية."آهغ!"حتى التنفس بات مرهقًا الآن…مجرد ارتفاع صدري مع كل شهيق يزيد من نزف الثقوب الدموية في صدري، وتتسع بركة الدم من تحتي."لماذا… لماذا فعلتها؟"رفعت رأسي نحو السماء، متجاهلًا الألم الذي تسبب فيه هذا التحرك البسيط، والذي زاد من حجم بركة الدم تحتي.كان الألم حقيقيًا، أشعر به في كل خلية من كياني.كانت الرصاصات تمزق أعضائي الداخلية مع كل محاولة حركة.لكنّ الألم الحقيقي لم يكن جسديًا… كان في قلبي.من الخارج، قلبي سليم، لم يُصب بأذى.أنا قاتل محترف، أعرف كيف أحمي أعضائي الحيوية.لكن قلبي ينزف من الداخل.جرح عميق فيه يجعله ينهار، رغم أنه لا يزال ينبض.إنه ينبض، لكنه ميت.قلبي ينزف وأنا أحدّق في جثث أولئك الذين كنت أُسميهم رفاقي."لقد كنت أنا من درّبكم..."كانوا طلابي، لكني عاملتهم كأنداد.كنت بحاجة إلى ثقتهم؛ لأن الثقة هي مفتاح عملنا."لا تثق بأحد، واتبع الأوامر دائمًا!"آه…أفهم الآن…تعليمي انقلب ضدي.لقد علمتهم أن يكونوا دمى، وهذا ما كانوا عليه.كان خطأي أني غرست فيهم ألا يعارضوا أي أمر.ومع ذلك، فحتى يصلوا إلى هذه الدرجة التي جعلوني فيها في هذا الحال… أنا فخور بهم.لكن لماذا قلبي يتلوى من الألم؟لماذا وصلنا إلى هذه النهاية؟أين أخطأت؟طيف معلمي، الرجل الوحيد الذي وثقت به بعد مذبحة عائلتي، عاد إلى ذهني.أتذكر يديه الحانيتين وهو يضع الدواء على جراحي التي سبّبها لي أثناء تدريبه القاسي.أتذكر لعبه معي، كمكافأة لي بعد كل عملية قتل أنفذها.كنت صغيرًا، في الثالثة عشرة، ولم أكن أطلب شيئًا سوى تلك اللحظات…كانت هي عزائي الوحيد في هذا العالم القاسي."هل كان كل شيء مجرد تمثيل؟"سألت نفسي، وذكرياتي معه تتكرر في ذهني كأنها شريط لا ينتهي.ملامحه بدأت تبهت، لم أعد أذكر وجهه…كل ما أراه الآن هو قناع…قناع أظهر لي ما أردت أن أراه."لماذا أفكر في كل هذا الآن…؟"ربما لأن الموت يغير الناس.ضحكة خافتةكحّكحّكحّآه… حتى الضحك بات مستحيلًا الآن…...(بعد عشر دقائق)"لقد مر وقت..."فكرت، فقد مرت عشر دقائق بدت كأنها ساعات، دون أي تغيير في وضعي.لا زلت أتكئ على جذع الشجرة، والدماء لا تزال تتجمع من حولي."أنا مغطّى بالدم..."نظرتُ إلى البركة تحتي، ورأيت انعكاس عينيّ الذهبيتين.كان شعري ملوثًا بالدم، لكنه أحمر أساسًا، فلم أعد أفرق.ما برز في انعكاسي هو حدة ملامح وجهي.يقول الناس إنني وسيم… لكني لم أعبأ بهذا يومًا.الوسامة لن تنقذني في معركة حياة أو موت.هززت رأسي، طاردًا تلك الأفكار السخيفة.هل أنا أتكلم مع انعكاسي الآن؟لا بد أنني أقترب من النهاية.ربما… لو حاولت النهوض، أجد أحدًا…لا زال الأمل في البقاء حيًا يتردد في رأسي."ربما لا زلت أستطيع النجاة..."كأنها شريط مكسور يعيد نفسه."آآه!"اللعنة! هذا الألم!محاولتي للحركة كانت خطأً كبيرًا.الدم تضاعف، والألم أصبح أضعافًا.الوقوف لم يعد خيارًا."هل أستسلم؟""هل أقبل الموت؟"أريد النجاة… لكن بماذا؟كانت هذه مهمتي الأخيرة، وبعدها كان المع… ذلك الرجل، سيسمح لي بالتقاعد.لكن يبدو أنه لم يكن ينوي السماح لي بالرحيل أصلًا.أنا أعرف قيمتي…أنا القاتل رقم واحد في العالم… ربما الأقوى.أنا ثمين للغاية لدرجة أن التخلي عني كان خطرًا."ماذا لو انضممت لقوة أخرى؟""ماذا لو أسست منظمة جديدة؟""ماذا لو…؟ ماذا لو…؟"أسئلة كثيرة…والآن فقط فهمت سبب تخلصه مني.ذلك الرجل… كان دائم الحذر.كان يجب أن أدرك الأمر من قبل.أشعر أنني أُبصِر الآن، لكن… ما فائدة ذلك؟سأموت على أية حال.كل الجهد، والتدريب، والدماء… من أجل لا شيء.نعم، أنا الأقوى… لكنني إنسان.الرصاصة لا تفرق بين قوي وضعيف.لست رجلًا من فولاذ."يالها من سخرية…"نظرت إلى جثث رفاقي—طلابي—وضحكت ساخرًا."علمتهم ألا يثقوا بأحد، وأنا أموت لأني وثقت بشخص واحد."أردت أن أضحك على نفسي… لكن الضحك يزيد الأمر سوءًا.حتى وإن كنت عاجزًا عن الحركة، لم أرد أن أستسلم.لم يكن في داخلي نار انتقام، لم يكن الغضب يدفعني للبقاء.بل شعور بالخواء…كل ما يجعلني إنسانًا بدأ يتلاشى.الانتقام من شيم الضعفاء، وأنا لست ضعيفًا.لست غاضبًا منه… لقد فعل ما يضمن نجاته.مثل أي كائن حي.نعم، خيانته مزقت قلبي، لكنها علمتني درسًا.هو ضعيف، والضعفاء يلجؤون إلى الخداع للبقاء.لكنني أنا أيضًا كائن حي… ولدي إرادة للنجاة.وهي ما تبقيني على قيد الحياة."كان يجب أن يسمع أحدٌ صوت الرصاص…"المعركة التي حصلت هنا لا بد أنها جذبت انتباهًا…"من أُخدع؟"تنهدت…من المستحيل أن يعيش أحد في هذا البرّ البعيد.لقد جاؤوا بي إلى هنا عن قصد، على ما يبدو.ذلك الرجل كان يعلم أنهم لن يتمكنوا من قتلي وجهًا لوجه…فأنا من دربهم.لكنه كان يعلم أيضًا أنني لن أنجو في هذا المكان وحدي.تنهدت…كم مرة تنهدت حتى الآن؟لا يهم… حتى بصري بدأ يتلاشى.لكن الغريب… أنني لا أشعر بالخوف من الموت.هل هناك جنة؟ جحيم؟هل سأُعاقب على كل ما فعلته؟مع دخول تلك الأفكار، بدأ الظلام يكتنف رؤيتي،لكن فجأة، ومضة من نور سطعت أمامي…وظلّ امرأة ظهر في الأفق."آرا، تبدو مثيرًا للشفقة حقًا الآن..."ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(رؤيت البطل)لهاثنهجٌ… نهجٌ…فتحتُ عينيّ فجأة وأنا أعتدل جالسًا—"آه!"ما هذا…؟لماذا أنا مغطى بالضمادات؟ولماذا يعتصرني هذا الألم الممزق في جسدي؟"آهغ!"أنينٌ مكتوم انفلت من بين شفتيّ بينما حاولت تحريك كتفيّ المتيبستين.نظرتُ حول الغرفة."أوه…"شعرتُ ببعض الدهشة، لكنها كانت مشوبة بالراحة حين رأيت مسدسي وسكيني موضوعين على طاولة خشبية مؤقتة بجوار السرير الذي أستريح عليه."أين أنا، على أي حال؟"لا أستطيع تذكر أي شيء عمّا حدث…ألم أكن في مهمتي الأخيرة—"آآآه!!"ضربة ألمٍ مروعة داهمت رأسي، وفي اللحظة التالية اندفعت إلى ذهني كل التفاصيل عمّا حدث."أفهم الآن…"عدتُ للجلوس على السرير."إذًا، لقد نجوتُ…"لكن ماذا حدث في النهاية؟حاولت أن أركّز أكثر على ما جرى وكيف انتهى بي المطاف هنا.آخر ما أتذكره قبل أن تتشوش رؤيتي كان ظهور امرأة بشكلٍ معجزي أمامي مباشرة.كانت تقول شيئًا، ويبدو أنها تعرفني..."لكن، ماذا كانت تقول…؟"لم أتمكن من تمييز ٨٠٪ من كلماتها، كان من الصعب عليّ حتى إدراك ما يحدث، فبصري كان يزداد غشاوة، وأنفاسي تتهدج بثقل.لم أكن في حالٍ تسمح لي بسماع شيء."دعني أركّز على الكلمات التي سمعتها…"............(رؤيت الراوي)(بينما كان البطل على وشك فقدان وعيه بسبب فقدان الدم)شاب ذو شعر أحمر، غطّاه الدم حتى أصبح أغمق ظلًا، كان جالسًا وظهره مستند إلى جذع شجرة.حالته كانت أبعد ما تكون عن الجيدة، والحقيقة أن انطفاء النور في عينيه الذهبيتين لم يُطمئن أحدًا على نجاته.لكن، وفي اللحظة التي اعتقد فيها أنه سيموت وحيدًا في هذا البرّ، انفتح أمامه بوابة.كانت البوابة مشرقة، لدرجة جعلت رؤيته المشوشة غير قادرة على تمييز أي شيء."آرا، تبدو بائسًا حقًا الآن…"ثم سمع صوتًا، ورأى هيئة امرأة.لم يكن بإمكانه تمييز ملامحها، فقد كان ذلك مستحيلًا في تلك اللحظة.رؤيته كانت ضبابية بالفعل، ولتزداد الأمور سوءًا، أضاءت البوابة ضوءًا ساطعًا من خلفها، مما جعله غير قادر على رؤية شيء.كل ما استطاع إدراكه كان منحنيات جسدها، والتي لم تُثر اهتمامه، إذ ما لفت انتباهه حقًا كان عيناها الذهبيتان الحادتان، تحدقان إليه بمرحٍ خفي."كنت أتمنى لو أُسجّل لك هذه اللحظة لترى نفسك لاحقًا، لكن لا وقت لديّ، كما ترى…"تحدثت السيدة مرة أخرى.كان صوتها عذبًا، حتى أن الصوت وحده قد يكفي لجعل أي رجل يقع في حبها.لكن للأسف، لم يكن الرجل قادرًا على تمييز أي شيء من كلماتها.الشيء الوحيد الذي التقطه حتى الآن كان "بائس"، وما عدا ذلك بدا كأنّه طلاسم."حسنًا، لننهِ هذا بسرعة، كلما طالت إقامتي هنا، زادت احتمالية اكتشاف وجودي."قالت وهي تنحني نحوه."أنت حقًا في حالة يُرثى لها، لدرجة تدفعني لمعالجتك في الحال، لكن ذلك سيسبب تعقيدات مزعجة…"قالت وهي تميل برأسها، وكأنها تفكّر.لكن، بعد لحظة، اكتفت بهز كتفيها."لا بأس، ستنجو على أي حال، لذا لا داعي للقلق."حاول الرجل التركيز على كلماتها، لم يعرف من تكون ولا ما تريد، لكنه شعر أنها لا تضمر شرًا، وغرائزه كقاتل كانت تؤكد له ذلك.وليس أنه كان قادرًا على مقاومة شيء، فحالته الجسدية كانت عاجزة تمامًا، حتى طفلٌ في العاشرة كان يمكنه الإجهاز عليه بسهولة."هنا، دعني أعطيك ما جئت لأعطيه، بسرعة!"انحنت السيدة ولمست بإصبعها السبابة قبضته اليمنى، ثم تمتمت بكلمات."!$#@%!&%%@"كلماتها كانت مشوشة، حتى وإن أراد المرء فهمها لما استطاع، ولكن ما إن انتهت حتى بدأ إصبعها يتوهج.الرجل، الذي كانت عيناه بالكاد مفتوحتين، رأى الإصبع يشع نورًا."آغغ!"وبدافع غريزي، حاول سحب يده، مما زاد حالته سوءًا."أنا لا أؤذيك، أيها الأحمق، بل أساعدك، فاهدأ."قالت وهي تصفع يده بلطف حين حاول سحبها، مما أفقده السيطرة على جسده.كانت عيناه قد أُغلقتا، ورؤيته أصبحت ظلامًا تامًا."ها قد انتهيت."قالت بابتسامة، أو هكذا بدا من نبرة صوتها المليئة بالبهجة."والآن بعد أن انتهيت، عليّ العودة."وقفت السيدة مستقيمة، ثم تجمدت فجأة."آه! كيف نسيت؟!"استدارت على عجل نحو الرجل مجددًا، ثم انحنت ولمست الموضع الذي يُفترض أن يكون فيه قلبه.جسده ارتجف جراء اللمسة المفاجئة، لكنه لم يكن قادرًا على الحركة، فذلك كل ما استطاع فعله.لا يزال يسمع، رغم صعوبة التمييز، لكنه لم يفقد سمعه كليًا."هذه هدية مني."همست السيدة بصوت رخيم بينما بدأ إصبعها يضيء مجددًا، ثم اختفى الوهج في لمح البصر."سأرحل الآن، تأكد من نجاتك.وتأكد من أن تُبرم عقدًا معي هذه المرة."قالت وهي تُلقي عليه نظرة أخيرة قبل أن تستدير نحو البوابة وتعبرها.وششاختفت البوابة بصمت، تلاها صوت خافت مع عبورها.خشخشة خشخشةلكن، ما إن اختفت البوابة، حتى ظهرت عينان زرقاوان تطلان من بين شجيرة قريبة.كانت مليئة بالفضول، ترمق المشهد الدموي من خلف الأوراق.لكن سرعان ما اتسعتا رعبًا حين رأتا ما حدث."كييييييااااااااا!!"صرخةٌ عالية، مرعوبة، دوت في الأرجاء، وكانت آخر ما سمعه الشاب ذو الشعر الأحمر والعينين الذهبيتين قبل أن تخبو حواسه تمامًا...............(رؤيت البطل)"بائس، اكتشاف، مزعج، بسرعة، النجاة، وهدية…"هذه الكلمات فقط تمكنت من تمييزها من حديثها.وما كان ذلك الوميض في إصبعها؟من تكون؟وماذا أرادت؟طَقسمعت صوت نقرة، فوثبتُ من السرير وأدرت رأسي نحو الباب.كان المسدس في يدي بالفعل."من هناك؟"لا أعرف إن كان صديقًا أم عدوًا، لذا من الأفضل أن أكون حذرًا.كنت مستعدًا للهجوم فورًا.قلبي يخفق بعنف، كأنّه يُنذرني بحالة جسدي.لكني أعلم ذلك جيدًا. لقد شعرت بالجروح تفتح من جديد بمجرد تلك الحركة المفاجئة.ومع ذلك، ما رأيته يدخل من الباب لم يكن سوى فتاة ذات عينين زرقاوين فضوليتين، وفي يدها جرّة ماء، توقفت فجأة حين رأتني."آه…"عندما اتسعت عيناها، شعرتُ بشيء من الدهشة المألوفة؛ وكأنني عشتُ هذا المشهد من قبل، و..."كييييييااااااااا!!"ها هي مجددًا—صرخة مثل تلك التي سمعتها قبل أن أفقد وعيي.
01c5661cc4b55043شمس الرواياتb2994a400d181fb03e80e88a2d143079
0d8352c9202ac78cشمس الروايات15bf8a02ddb0f40e564badc12386f3a5