رواية تطور الوريث المدمر 2 الكابوس

الفصل 2: الكابوس

في 24 فبراير 2025، نهاية العالم.

لا تحذير، ولا فرصة للقتال.

في لحظة، سيطرت البشرية على الأرض. وفي اللحظة التالية، أصبحت ملكًا للظلام.

حدث كل شيء فجأة. في لحظة، كان الجميع يمارسون أعمالهم، وفي اللحظة التالية، نزلت مخلوقات الظلام.

لقد اندلعت الفوضى.

انطلقت جيوش مختلفة في القتال، لكن دون جدوى. تمزقت الدبابات، ولم تُؤثر الرصاصات والصواريخ على المخلوقات.

انتشر الظلام بسرعة في جميع أنحاء العالم، مُبيدًا كل مقاومة في دقائق. لم يكن الناس يعرفون ماهية هذه المخلوقات وكيفية التعامل مع قدراتها الخارقة.

سقطت حكومات، وأُسكت قادة، وتهاوت حصون كأنها من رمال.

بالنسبة للبشرية، كانت هذه هي النهاية.

لكن كل هذا تغير عندما قاوم رجل واحد. ناجٍ وحيد تمكن من قتل أحد مخلوقات الظلام.

وبينما كان جسدها يتساقط ويتبدد، أطلق طاقة غريبة في الهواء. انتشرت هذه الطاقة، فيتا، كالضباب، واختلطت بالجو. في البداية، لم يبدُ أي شيء مختلفًا.

ولكن سرعان ما بدأ الناجون من البشر يشعرون بهذه الظاهرة تسري في عروقهم، وتعيد تشكيل كياناتهم.

بدأت البشرية بالتحور والتطور بطرق لم يتخيلوا أبدًا أنها ممكنة.

اكتسبوا بأعجوبة قدراتٍ مكّنتهم من القتال. وكانت الحرب التي تلت ذلك وحشية، صراعًا داميًا، حيث كانت البشرية تخسر أرضها تدريجيًا.

تحولت المدن إلى ساحات معارك، ومرة أخرى، كاد الأمل أن يتلاشى. ومع تقبّل الناس للمحتوم، حدثت معجزة.

الرجل الذي قتل أول مخلوق ضحى بنفسه. وباستخدام بعض القوة، صنع قبةً ضخمةً أحاطت بثلث الكوكب، حاميةً الناجين من المخلوقات.

في الداخل، لم يستطع جيش الظلام الوصول. ووجد الناجون مأوىً، مكانًا لإعادة البناء واستعادة النظام الطبيعي. لكن لم يكن أي دفاع مثاليًا أبدًا.

مرّ ٣٩٥ عامًا بالضبط على ذلك اليوم. ومن بين الرماد، تشكّل مجتمع جديد.

والآن، يرقد مالاكاي فون سانجوين، المولود التاسع من الجيل الجديد من أحفاد عائلة سانجوين المباشرين، ساكنًا على سرير كبير الحجم، دون أن يتحرك.

ظاهريًا، بدا هادئًا ومسالمًا، لكن في الداخل، كانت المعركة الدائرة هناك عكس ذلك تمامًا.

كان لدى مالاكاي كابوس.

كانت ليلة مظلمة، باردة. كان القمر عاليًا في السماء، ومع ذلك، بدا أن ضوئه لم يصل إلى الغابة.

كان الصمت خانقًا، ولم يكسره سوى صوت طقطقة الأوراق والرياح الباردة التي تشق الأشجار.

شعر مالاكاي بقشعريرة شديدة، وارتجف جسده الصغير وهو متشبث بإحكام بشخصية تتحرك بشكل أسرع مما كان يعتقد على الإطلاق.

في عقله، وهو طفل في السابعة من عمره، كان العالم ضبابيًا. شعر الشخص الذي يحمله يمر بسرعة أمامه، وبياضه كأنه منارة في هذه الليلة المظلمة.

كان يشعر بقبضتها القوية حوله، وكان يشعر بنبضات قلبها السريعة ضد قلبه.

لقد كانت خائفة، وهذا جعله خائفًا.

انتقلت نظرة مالاكاي فوق كتفها، وقفز قلبه.

خلفهم مباشرة، تدفقت سحابة مظلمة ضخمة عبر الغابة، تلتهم كل شيء في طريقها، متجهة نحوهم بسرعة شديدة.

كان قلب مالاكاي ينبض بقوة، وكان خوفه ينمو مع كل ثانية تمر.

بدت المرأة التي تحمله وكأنها تشعر بذلك عندما شعرت بيديه الصغيرتين تشبثان بجسدها بقوة أكبر، وفي لحظة، زادت سرعتها، وظهر خط أبيض يشق الغابة المظلمة.

أخيرًا، وصلا إلى مكان مفتوح. تجولت عينا مالاكاي، متوسعتين في المشهد أمامه.

كانت بقع الدم والدماء متناثرة في كل مكان على الأرض، وكان منظرها يجعل أحشائه تلتوي.

ازدادت ارتجافته شدة، وقامت المرأة بسرعة بوضع يدها على رأسه، محاولة تهدئته.

انطلقت عينا المرأة حولها، واقتربت بسرعة وركعت بجانب عربة محطمة.

رفعت حجرة صغيرة من الحطام، وفتحتها. ويداها ترتجفان قليلاً، وضعت مالاكاي داخلها.

التقت عيونهم.

كان وجهها جميلاً، وشعرها أنصع بياضاً من الثلج. وعيناها شاحبتان، ورغم الوضع المرير آنذاك، كان الدفء فيهما ملموساً وهي تنظر إلى مالاكاي.

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تتكلم. "مالاكاي..."

ارتجفت شفتا مالاكاي. لم يُعجبه مظهرها. "أمي؟"

ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها.

"سأفعل شيئًا الآن، وهذا سيجعل عيش بقية حياتك... أمرًا صعبًا."

"لن أطلب منك أن تفهم يا مالاكاي. ولن أطلب منك أن تسامحني." مدت يدها، قابضةً على خده. "يمكنك أن تكرهني على هذا."

"أمي؟"

أصبحت نظرة المرأة أكثر ليونة، وأزالت شعرة ضالة من على وجهه.

لكن لا أم... لا أم تستطيع أن ترى ابنها يموت. صوتها مكسور. "يجب أن تعيش يا ملكاي. هل تفهم؟ يجب أن تعيش."

"أمي؟ ماذا يحدث؟ أين أبي؟" كرر مالاكاي، ودموعه تنهمر على خديه. شعر بخوف أمه، فخفق قلبه بشدة. أدرك غريزيًا ما يحدث.

حاول أن يقول المزيد. حاول أن يُخبرها أنه لا يفهم، وأنه لا يريدها أن تذهب، لكن الخوف الذي اجتاح جسده منعه من الكلام.

وفجأة، لمست يد أمه جبهته بلطف، وأضاءت عيناها بضوء خافت.

شعر مالاكاي بدفء غريب يتسلل إليه، ثم... انكسر شيء ما بداخله. في لحظة، أصبح ضعيفًا ومنهكًا تمامًا.

"أحبك يا كاي"، همست والدموع تنهمر على وجهها. "دائمًا."

انحنت وطبعت قبلة رقيقة على جبينه. لم يكد مالاكاي يستوعب ما حدث حتى أغلقت الحجرة، حابسةً إياه بداخلها.

حاول مالاكاي أن يناديها. حاول التحرك، لكن جسده شعر بثقلٍ وشلل.

في الثانية التالية، سمع صوتها خافتًا عبر المقصورة، ثم سمع صوت تشقق الأرض، وهدير الأرض المتحركة وهو يُلقى في الأرض. دُفن.

عدّ مالاكاي عشر ثوانٍ. بعد ذلك، دوّى فجأةً صوت معركةٍ فوقه. انفجاراتٌ هزّت الأرض، وارتعاشاتٌ هزّت عظامه.

سمعها تقاتل. سمع هدير شيء شيطاني. شعر بهزة الأرض مع كل ضربة. هذه المرة، عدّ تسعة وثلاثين ثانية.

وبعد ذلك... الصمت.

كان مُستلقيًا هناك في الظلام. ضعيفًا. عديم الفائدة. لا يستطيع الحركة. لا يستطيع المساعدة.

كل ما استطاع فعله هو الاختباء.

وكان يكره ذلك.

Evolution of the Ruined Heir

الفصل 2 الكابوس