Ethereon - Planet Ascension

الفصل الأول: صدى النبضة الأولى

daa87cec4dc02abeشمس الروايات92cede0b1fa292e453866b07ff394497

الفصل الأول: صدى النبضة الأولىكان الهدوء أشبه بنَفَسٍ لم يخرج بعد.إيرين استيقظت، لا من نومٍ، بل من شعورٍ غامض بأن جسدها يتذكّر شيئًا لم يحدث.الهواء من حولها أثقل من أن يُستنشق، كأنه سائلٌ بارد يلتفّ حول رئتيها.عندما فتحت عينيها، رأت الغابة كما لو كانت مغمورة في ضوءٍ رماديّ لا يعرف النهار.الأشجار هنا لا تنبت إلى الأعلى، بل إلى الداخل.جذورها تتشابك فوق الأرض، وسيقانها تختفي في الطين كأنها تبحث عن شيءٍ مفقود.مدّت يدها لتلمس إحدى الجذور، فارتجفت الأرض لحظةً قصيرة.سمعت حينها النبضة — نبضة واحدة فقط، عميقة، منتظمة، كأن الكوكب نفسه يتنفس من تحتها.تراجعت خطوة. كانت متأكدة أن ذلك الصوت خرج من داخلها، لا من الأرض.وحين وضعت يدها على صدرها، شعرت بالنبضة الثانية، ثم الثالثة…لكنها كانت تعود إلى الوراء.كل نبضة أضعف من التي قبلها، حتى خافت أن تصل إلى الصفر.في تلك اللحظة، سمع أحدهم في مكانٍ آخر الصدى ذاته.في قصرٍ بعيدٍ من زجاجٍ صافٍ،رفع آرون رأسه عن مرآةٍ يتأملها منذ ساعات.الصوت ارتدّ داخل الزجاج مثل ارتجافة ضوء.نظر إلى المرآة، فرأى — للحظةٍ خاطفة — غابةً لم يرها من قبل، وامرأةً تقف فيها بعينين تشبهان الظلال.أما في عمق الرماد، بين أنقاض مدينةٍ طُمست ملامحها،رفعت ميرا رأسها عن الركام وقالت همسًا:“سمعت الأرض تنبض.”لم يردّ عليها أحد، سوى رمادٍ ساخنٍ تحرّك كأن فيه نفسًا.وفي الأعلى، فوق سحب مملكة الأعمدة الطائرة،كان فايل جالسًا على أطراف الريح.ابتسم حين شعر بالارتعاشة نفسها في الهواء.قال في نفسه: “كأن الكوكب يستيقظ من نومٍ طويل.”لكن إيرين لم تعرف شيئًا من ذلك.كل ما كانت تراه هو دائرة صغيرة من الطين الرطب،وفيها — بين نبضةٍ وأخرى — وجهٌ غريب يظهر ويختفي،وجهها هي… لكنها أصغر، كما لو كانت تنظر إلى طفلةٍ لم تولد بعد.مدّت يدها نحو الطين،وهمست:“من أنتِ؟”فجاءها الصوت من داخلها، صدى بعيد يشبه الفكرة أكثر من الكلمة:“أنا أنتِ قبل أن تُخلقي.”ارتجّ الضوء حولها، وتفكّك الظلّ كغبارٍ فضي.ولوهلةٍ قصيرة، أحسّت أن كل شيء في الغابة — الجذور، الهواء، الأوراق —يراقبها كما تراقب هي نفسها.كانت النبضة لا تزال تتكرر… أبطأ، أعمق، أقرب.ثم توقفت.وساد الصمت.صمتٌ كثيف جعلها تسمع ما خلف العالم — صوتًا خفيفًا، كأن أحدهم ينادي اسمها من مكانٍ بعيد جدًا.لكنها لم تكن تعرف بعد أن ذلك الصوت لم يكن من هذا العالم،بل من إيثيريون نفسه،الذي بدأ الآن يفتح عينيه على السالكين الأربعة… دون أن يخبر أحدًا بعد.

42444564d6140d3eشمس الرواياتd6a6455f1124103b972207e0628b45eb

9759d1dc9b736088شمس الروايات0bfc8bbe831540398906ec117d0caa5a