رواية ثلاثة أيام من السعادة 10

الفصل العاشر:

لصديق طفولتي الوحيد

بالكاد أستطيع أن أتذكر أي شيء قلته أنا وهيمينو لبعضنا البعض بعد أن تقابلنا. في الواقع لا أستطيع حتى أن أتذكر كيف تصرفت هيمينو. كنت متحمسًا جدًا لدرجة أنني تحدثت دون تفكير. لكن لا يهم ما محوى المحادثة. بالنسبة لي فإن قول أي شيء لـ هيمينو هو كل ما أريده.

لا يبدو أنها جاءت لمشاهدة المهرجان. جاءت إلى هنا لأسباب تتعلق بالعمل ، وصادف أن سيارتها متوقفة بالقرب من الضريح ، لذلك انتهى بها الأمر بالمرور.

تهربت من السؤال عن نوع العمل الذي تعمل به. كل ما أخبرتني به هيمينو هو أنه عمل تحت شخص آخر.

قالت وهي متحمسة للمغادرة “أود التحدث لفترة أطول قليلاً ، لكن يجب أن أستيقظ مبكرًا” لذلك دعوتها لتناول وجبة في وقت لاحق.

قالت هيمينو أن الكحول ليس مفيدًا ، ولكن يمكننا تناول وجبة. وعدنا بعضنا باللقاء لتناول العشاء بعد يومين ثم افترقنا.

كنت سعيداً لدرجة أنني نسيت أمر وجود مياجي لفترة من الوقت. قالت مياجي: “حسنًا ، كان هذا رائعًا، لم أتوقع أن يحدث ذلك ”

“وأنا كذلك. يبدو الأمر جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها “.

“نعم. … أعتقد أن هذا صحيح في بعض الأحيان “.

سألتقي بـ هيمينو مرة أخرى بعد يومين. هذا هو أهم حدث في حياتي.

كنت بحاجة إلى إجراء بعض الاستعدادات قبل ذلك.

عند عودتي إلى الشقة خربشت على سطر مقابلة هيمينو في “أشياء يجب أن أفعلها قبل أن أموت ” وبمجرد أن أصبحت مستعدًا للذهاب إلى الفراش ، تحدثت إلى مياجي “لدي طلب غريب نوعًا ما أحتاجه منكِ ”

“أنا لا أشرب”.

“هذا ليس ما أريد قوله. إنه عن الغد. أريد أن أكون أكثر ثقة عند مقابلة هيمينو. لحسن الحظ لدي يومان ، لذا يمكنني استخدام الغد للتحضير. وأريدكِ أن تساعديني في تجهيزي “.

“أُجهزك لماذا؟”

“أعلم أنه سيكون من غير المجدي إخفاء أي شيء عنكِ ، لذلك سأكون صادقًا. خلال العشرين عامًا السابقة لم أتفاعل أبدًا مع فتاة أبدًا. لذا إذا ذهبت إلى هكذا لمقابلة هيمينو ، فأنا أعلم أنني ربما سأفسد مظهري وتخيلاتها عني كثيراً. أريد أن أذهب إلى المدينة غدًا وأتمرن “.

صمتت مياجي لبضع ثوان.

“إذا لم أكن مخطئة … تريدني أن ألعب دور هيمينو-سان؟ ”

“هذا صحيح. هلا تفعلين ذلك؟”

“… حسنًا ، لا أهتم كثيرًا ، لكني أتخيل أنه سيكون هناك العديد من المشكل …”

“أوه ، تقصدين أمر أنه أنا الوحيد الذي يمكنه رؤيتكِ؟”

“نعم ، هذا ” أكدت مياجي.

“هذه ليست مشكلة. لماذا يجب أن أهتم بما يعتقده الناس؟ الشيء المهم الذي يجب التركيز عليه هو جعل هيمينو تراني بشكل جيد. حتى لو سخر مني الجميع ، طالما أن هيمينو تحبني ولو قليلاً ، فأنا راضٍ عن ذلك “.

بدت مياجي مذهولة “أنت تتغير في غمضة عين عندما يتعلق الأمر بـ هيمينو-سان ، هاه؟ … لكن هناك مشكلة أخرى. أنا لا أعرف سوى القليل جدًا عن كيفية تفكير النساء في جيلي. وهكذا لا أعتقد أنه يمكنك الاعتماد علي لأكون بديلة لائقة. ما قد يرضي هيمينو-سان يمكن أن يكون مزعجًا بالنسبة لي ، ما هو ممل لـ هيمينو-سان يمكن أن يكون رائعاً بالنسبة لي ، ما هو وقح لـ هيمينو-سان يمكن أن يكون عادياً بالنسبة لي، يمكن أن يكون هناك العديد من هذه التناقضات. وبالتالي بالنظر إلى تفكير النساء في سن 20 … ”

قاطعتها: “تتواضعين في غمضة عين عندما يتعلق الأمر بكِ ، هاه؟ إنها ليست مشكلة. أنتِ لستِ مختلفة عن أي فتاة أخرى. باستثناء الوقت الذي تكونين فيه لطيفة قليلاً “.

أجاب مياجي بعصبية: “… حسنًا ، إذا لم تكن هناك مشكلة بالنسبة لك ، فلا بأس بفعل ذلك”.

–

في صباح اليوم التالي قمت بالحجز في صالون وذهبت إلى المدينة لشراء الملابس والأحذية. لم أستطع الذهاب لمقابلة هيمينو مرتديًا بنطال الجينز الأزرق البالي وحذاء رياضي ملون.

وجدت متجرًا يناسب ذوقي واتباعًا لاقتراحات مياجي ، اشتريت قميص وسروال وحزامًا يناسب ذوقي ، ثم في متجر للأحذية ، اشتريت أحذية بلون الشوكولاتة.

” أعتقد أنه لا يجب عليك ارتداء أي شيء فاخر للغاية. طالما أنها ملابس نظيفة ، يجب أن يكون ذلك كافيًا “.

سألتها “هل يمكنني تفسير ذلك على أنه ستبدو جيدًا في أي شيء؟”

“أنت حر في تفسيرها كيفما تشاء.”

“فهمتكِ. سأفعل ذلك. يبدو لي أنها مجاملة “.

“لا داعي للبوح عن كل أفكارك.”

بمجرد أن أنهيت التسوق ، ذهبنا إلى صالون الحلاقة قبل موعدي بقليل.

كما نصحت مياجي ، شرحت للمرأة في صالون الحلاقة “سألتقي بشخص مهم غدًا ” ابتسمت المرأة ابتسامة راضية وقصت شعري بحماس ، وأعطتني عددًا من النصائح العملية ليومي الكبير.

عندما ارتديت ملابس جديدة وشعري مرتب بدقة ، بدوت بلا مبالغة شخص آخر. يبدو أن الشعر والقميص المتهالك لهما تأثير أكبر على مظهري مما كنت أعتقد. الآن بعد أن اختفوا ، كنت مثل شاب جديد من فيديو موسيقى البوب.

قالت مياجي “لماذا تبدو كأنك شخص مختلف تمامًا عن الأمس السابق؟”.

“نعم ، أنا لا أبدو حقًا كرجل لا تساوي قيمة حياته سوى 10000 ين سنويًا ، أليس كذلك؟”

“في الواقع تبدو كما لو لديك مستقبل سعيد ”

“شكراً، تبدين مثل جنية المكتبة عندما تبتسمين “.

“… أنت مغرور اليوم سيد كوسونوكي.”

“يبدو كذلك.”

“إذن ماذا كان ذلك، جنية المكتبة؟”

“أعني امرأة رشيقة وذكية”

“يرجى حفظ هذا الكلام الجميل لـ هيمينو-سان ”

“لكن وضعها مختلف. أنا أتحدث عنكِ مياجي. ”

لم يتغير تعبيرها ، لكن أحنت رأسها “حسناً، شكراً لك. أنت وأنا لا نساوي شيئًا كبشر على أي حال “.

كنا في مطعم إيطالي بالقرب من الشارع ، وبطبيعة الحال بدا حديثنا وكأنني أتحدث مع نفسي.

جلس زوجان في منتصف العمر بجواري ينظران إلي ويتهامسان مع بعضهما البعض.

بعد وجبتنا ، خرجنا من الشارع الرئيسي ، ونزلنا السلالم على جانب الجسر ، وسرنا بجانب النهر.

الآن كنت ثملاً من الكحول، لذا أمسكت بيد مياجي طوال الوقت أثناء سيرنا. بدت مياجي قلقة وشدت يدها.

رآني الآخرون أمشي بشكل غريب ، ولكن لم أهتم. لا يمكن أن أكون أبدًا طبيعياً مثلهم، لذلك قررت أن أجعل نفسي رجلًا غريبًا. ذلك أسهل بكثير لي .

بمجرد أن اعتادت مياجي على إمساك يدي ، قالت “الآن سيد كوسونوكي الثمل ، حاول أن تفكر بي على أني هيمينو-سان وحاول إغرائي ”

توقفت ونظرت إلى عين مياجي ” ظهورك أمامي كان أفضل شيء حدث في حياتي. وأسوأ شيء حدث لي عندما ابتعدتِ عني. … وعلى حسب ردك الآن، قد يحدث لي شيء أفضل أو أسوأ ”

“… كان ذلك رائعاً وجيد للغاية ”

“إذن ماذا سيكون رد هيمينو؟”

“آه حسنًا ، لو كنت هيمينو-سان ” فكرت مياجي وهي تضع يدها على فمها “… ربما ستقول” ما هذا الهراء فجأة؟ ” وتضحك عليك “.

“هاه. إذًا ماذا لو كانت مياجي؟ ”

“… أنا لا أفهم ما تعنيه.”

” أمزح. لا تهتمي بذلك “ضحكت ولوحت بيدي.

“هل أنت حقًا هذا النوع من الأشخاص ، سيد كوسونوكي؟ من النوع الذي يمزح “.

“لست متأكداً. لا أثق كثيرًا في كلمات مثل “الشخصية” أو “الميول” كل هذه الأشياء تتغير حسب الموقف. بالنظر إلى الأمر على المدى الطويل ، ما يختلف من شخص لآخر هو المواقف التي ينتهي بهم الأمر فيها. يضع الناس الكثير من الثقة في الاتساق ، ولكن قد يكون الأمر أكثر سطحية مما يعتقده معظم الناس “.

“لم أتوقع أن تقول شيئًا كهذا.”

“يحب الجميع الاعتقاد بأنهم الاستثناء عندما يكون الواقع محبط”

تنهد مياجي ووافقت: “أعتقد أن هذا صحيح”.

عندما تعبنا من المشي ، ركبنا حافلة عشوائية. كان هناك عدد غير قليل من الركاب ، لكنني ظللت أتحدث إلى مياجي حول ذكرياتي عن هيمينو .

قمنا بتغيير الحافلات ووصلنا إلى مكان مشهور للتاريخ في المدينة. كان هناك حوالي عشرة أزواج يمسكون ببعضهم البعض ويقبلون بعضهم ، لكنني ظللت أتحدث إلى مياجي.

الغريب ، لم أشعر بعيون كثيرة نحوي. الجميع مشغولين بما يفعلونه.

” قابلت هيمينو هنا في المرة الأولى التي جئت فيها إلى هنا. السور بالقرب من الجزء العلوي من هذا الدرج الحلزوني هو الارتفاع المناسب للطفل الذي يرغب في الصعود لأعلى. لذا حاولت هيمينو التسلق ، لكنني لاحظت وجود فجوة هائلة وأوشكت هيمينو على السقوط . إذا لم أكن هناك لإيقافها ، فربما ماتت حينها. إنها تتصرف بذكاء ، لكن يمكن أن تكون حمقاء معظم الوقت. لا يمكنك تركها بمفردها. أُصبت حينها ولكن منذ ذلك اليوم أصبحت لطيفة بشكل غير عادي معي… ”

ظلت مياجي تنظر لي بقلق لأنني أثرثر لمدة طويلة ، كما لو كنت أتجاهل عدم ارتياحها.

لكن في ذلك الوقت عرفت أكثر مما كنت أعرف. كان عليها أن تخبرني بشيء ما.

كانت منصة العرض مكانًا مناسبًا لشرح ذلك ، لكنها لم تتحدث.

ربما اعتقدت أنها ستسمح لي بالاستمرار في الحلم لأطول فترة ممكنة.

–

جاء اليوم أخيرًا.

كما لو أن السماء شعرت بنا، أمطرت اليوم بغزارة وامتلأت المحطة بأشخاص يحملون المظلات. بإلقاء نظرة على الساحة من الطابق الثاني ، بدت المظلات من جميع الألوان رائعة.

انتظرت أمام المكتبة حتى الخامسة مساءً ، لكن بعد مرور عشر دقائق لم تحضر هيمينو.

قلت لنفسي ‘لا تتسرع. الطريق مزدحم بسبب المطر ، وعلى عكسي، ربما هيمينو مشغولة‘

ومع ذلك فحصت ساعتي ثلاث مرات كل دقيقة.

مرت عشرون دقيقة وكأنها ساعة أو ساعتان. هل كنت أنتظر في المكان الخطأ؟ هل العنوان خطأ؟ قالت أمام المكتبة ، وهذه هي المكتبة الوحيدة هنا ، لذلك لم أفهم كيف.

بعد سبع وعشرين دقيقة ، وبينما كنت على وشك المغادرة والبحث عن هيمينو ، رأيتها تلوح وتسير نحوي. أعقدت أن وعدها بالأمس مجرد عذر مهذب لها للمغادرة ، لذلك شعرت بالارتياح لرؤيتها.

حتى لو لم تكن هيمينو فتاة كنت أنتظر رؤيتها منذ عقد من الزمان ، مازلت سأقول إنها بدت رائعة للغاية في ذلك اليوم.

يبدو أن كل جزء في جسدها قد تم خلقه بعناية. لا شيء مبالغ فيه. بدا الأمر كما لو أن كل جزء منها له هدف.

إذا كنت شخصًا ليس لديه أي صلة بها ، فمن المحتمل أن أشعر بالضيق في صدري من نظرة واحدة فقط. ربما كانت لتترك حفرة في صدري كنت لأموت لملئها.

‘لن تكون لي أبدًا ، أليس كذلك. … إذن ألن تكون حياتي بلا معنى؟ ‘ فكرت.

لذلك كان من حسن الحظ أنني كنت الشخص القريب إليها من بين كل هؤلاء الأشخاص في المحطة. كنت سعيداً جداً بسبب ذلك .

أوضحت هيمينو “الحافلة ستتأخر بسبب المطر، آسفة، لتناول شيء ما ”

“لا ، اسمحي لي بذلك. لقد دعوتكِ اليوم، ربما أترك المرة القادمة عليكِ ” أدركت أنه ليس فقط مظهري ، ولكن صوتي تغير. بدا الصوت أعلى عن السابق كما لو كان هذا صوتي الحقيقي.

“همم ” سألت بنظرة غير مهتمة ” إذن أنت تتوقع مرة قادمة؟”

“نعم. وفي المرة القادمة من المحتمل أن أتوقع مرة قادمة ”

“مسرورة لأنك صادق ” ضحكت هيمينو.

‘هذا بالتأكيد شيء ستقوله هيمينو ‘ همست لنفسي.

لم تتغير منذ عشر سنوات. لا تزال تسخر مني لكنها تتحدث بدفء.

مررنا عبر النفق ، وعندما وصلنا إلى نهايته وفتحت مظلتي ، انتزعتها هيمينو مني بسرعة وفتحت مظلمتها.

“كنت دائمًا الشخص الذي نسي مظلته ، لذلك اضطررت إلى السماح لك على مضض بمشاركة مظلتي”

قلت: “هذا صحيح ” وأنا أعيد المظلة إلى الوراء وأمسكها في يدي.

هيمينو. “إذن أليس من الجيد عكس ذلك من الآن فصاعدًا؟”

مشينا معًا تحت مظلة واحدة.

سألت هيمينو ” بالمناسبة ، ماذا كنت تفعل هناك في ذلك اليوم؟”

أجبته ” كنت أبحث عنكِ هيمينو ”

قالت هيمينو “كاذب ” ودفعت كتفي.

ضحكت ” هذا صحيح ”

اعتقدت أن الأمور تسير جيداً.

أخبرت هيمينو بحبي لها ، وأظهرت حبها لي.

هذا ما كنت أؤمن به ، ولم أشك في ذلك.

لم أرغب حقًا في معرفة ما تفكر فيه هيمينو في ذلك الوقت.

–

بينما جلست على الجانب الآخر من هيمينو في المطعم وتحدثت معها ، ارتكبت خطأً لا يُصدق.

لكي أكون دقيقًا ، ربما لم يكن ذلك خطأً حقًا. إذا أتيحت لي فرص لإعادة الموقف ، كنت سأختار نفس الخيار في كل مرة. لم يكن هناك أي خيار آخر.

علاوة على ذلك فإن السبب الذي جعل خياري “خطأ” لم يكن شيئًا نشأ في ذلك الاجتماع ، ولكنه شيء اتخذ شكلًا تدريجيًا قبل ذلك بكثير.

لكن لا يزال، ارتكبت خطأ.

على أية حال توضحت نتائج هذا “الخطأ” لإنقاذي.

وفي الوقت نفسه علمت سبب محاولة مياجي منعي من مقابلة هيمينو.

بعد الطلب ابتسمت لهيمينو لأظهر لها مودة وردت بنفس الشيء.

شربت هيمينو رشفة من الماء المثلج من كأسها وقالت “أود أن أعرف ما كنت تفعله طوال هذه السنوات ، كوسونوكي.”

أجبتها: “أود أن أسمع عنكِ أولاً ”

لكنها أصرت “لنبدأ بك كوسونوكي.”

“حسنًا ، لكن حياتي ليست مثيرة للاهتمام ” ثم تحدثت عن وقتي في المدرسة الإعدادية والثانوية.

كيف بدأت بالتراخي تدريجياً في دراستي في السنة الثانية من المدرسة الإعدادية. كيف ساءت ذاكرتي المثالية عندما كنت في العاشرة من عُمري بسرعة مع كل عام.

كيف ذهبت إلى أفضل مدرسة ثانوية في المنطقة ، لكنني توقفت عن الدراسة من نصف السنة، لذلك ذهبت الآن إلى كلية متوسطة.

كيف اضطررت لإقناع والديّ – الذين اعتقدوا أنه لا جدوى من الذهاب إلى الكلية إذا لم تكن مشهورة – للدفع مقابل الالتحاق بالكلية ، ثم اضطررت لدفع تكاليف الفصول والنفقات بنفسي.

وكيف لم ألمس فرشاة الرسم منذ الشتاء عندما كان عُمري 17 عامًا.

لقد انتهيت في أقل من خمس دقائق. لم يكن هناك أي شيء يستحق الحديث عنه في حياتي.

“هاه ، لقد تخليت عن الرسم؟ هذا سيء للغاية. أعجبني رسمكِ ” قالت هيمينو.

فكرت في ردها وبالتأكيد هناك فرق كبير عن رجل أعرفه.

“كنت ترسم طوال الوقت. وقمت برسم رسومات جميلة ورائعة وكأنها لا شيء. شعرت دائماً بالغيرة من عدم تمكني من فعل ذلك “

“لم تخبريني أبدًا عن هذا سابقاً ”

“لأنني كنت معادية لك حقًا في ذلك الوقت. كانت كل مواهبي في الدراسة ، لذلك لم أرغب في الاعتراف بمواهب أخرى لديك ” قالت هيمينو وهي تنظر للجانب.

“نعم ، كنتِ عدوتي أيضًا. كنا متشابهين تقريبًا، لكن المديح من الكبار دائمًا ما يذهب إلى هيمينو الجميلة. اعتقدت أن هذا غير منصف، ولكن ماذا أقول، كنت الطالبة الذكية والجميلة “.

“لم يتوقع أحد من فتاة مثلها أن تترك المدرسة الثانوية ” قالت هيمينو بشكل عرضي.

قلت بمفاجأة مصطنعة: “هل تركتي المدرسة؟”.

“إذن أنت لا تعرف ” خفضت حاجبيها وابتسمت “اعتقدت أن الشائعات ربما انتشرت في لقاء لم الشمل أو شيء من هذا القبيل.”

“لم أحضر أبدًا إلى أي لقاءات لم شمل الصف. ظننت أنكِ لن تفعلي ذلك أيضًا هيمينو “.

“همم. … لن أقول أن هذا حياتي مثيرة للاهتمام أيضًا ، ولكن … ”

ثم شرحت هيمينو كل شيء منذ تركتها. ومع ذلك فقد حذفت الجزء المتعلق بالحمل الذي قدمته مياجي في ملخصها.

كل ما قالته هيمينو هو :تزوجت من أحد الكبار وتركت الدراسة ، لكن نشبت خلافات وتطلقا.

قالت لي هيمينو بابتسامة: ” كنت طفلة حينها، لم أستطع الاستمرار في قبول الأشياء كما هي. أعتقد أنني لم أستطع تحمل أدنى عيب وأفسدت كل شيء منذ البداية. لم يتغير شيء في رأسي منذ ذلك الصيف قبل عشر سنوات ، عندما غيرت المدرسة وانفصلت عنك. … كنت فتاة ذكية في ذلك الوقت. لكن هذا جعلني أعتقد أنني لست بحاجة إلى مزيد من النضج. ولذا مازلت لا أختلف كثيرًا عن فتاة العشر سنوات ، في حين أن الجميع يتغيرون مع الوقت “.

حدقت هيمينو في يديها على الطاولة بعيون فتاة صغيرة مجروحة.

“إذن ماذا عنك يا كوسونوكي؟ أنا متأكد من أنك تغيرت في غضون عشر سنوات أيضًا؟ ”

عند هذه النقطة ، بدأت أفقد هدوءي.

قلت: “أنتِ لستِ الوحيدة التي لم تتغير هيمينو، أنا أيضاً منذ اليوم الذي انفصلنا فيه. سنوات بلا شيء تعيش من أجلها ، تمر أيام منعزلة لا طائل من ورائها. شعرت أن العالم موجود فقط ليخيّب ظني. ربما كنت ميتًا، لهذا السبب قبل أيام قليلة فقط – ”

علمت ما أقوله. لقد توقعت كيف سيبدو رد فعل هيمينو. وفهمت كم كان من الحماقة القيام بذلك. لكن هذا لن يمنعني.

“… لقد بعت عُمري. مقابل 10000 ين فقط لكل عام “.

أصبح وجه هيمينو شاحبًا وبدت مرتبكة، لكن كان من المستحيل إيقاف تدفق الكلمات. تركت الكلمات التي تراكمت بداخلي تخرج.

انتقلت من شيء إلى آخر. المتجر الذي اشترى عُمري واعتقادي أني سأحصل على عدة ملايين مقابل السنة، حتى علمت بالحد الأدنى لبيع العُمر هو عشرة آلاف.

قلت لها عن بيع مستقبلي باستثناء ثلاثة أشهر، وكيف تتابعني مراقبة غير مرئية منذ ذلك الحين.

كنت أثرثر بطريقة تدعو إلى التعاطف.

قلت مشيراً إلى مياجي: “لا يمكنكِ رؤيتها يا هيمينو ، لكن مراقبتي هنا الآن”.

“هنا، إنها فتاة تدعى مياجي. إنها تتحدث بغشومية قليلاً ، لكن إذا تحدثت معها لبعض الوقت فهي في الواقع … ”

” كوسونوكي؟ لا أقصد أي إهانة ، ولكن … هل لديك أي فكرة عن مدى كون ما تتحدث عنه غير واقعي تمامًا؟ ” سألت هيمينو.

“نعم ، أنا أعرف مدى سخافة الأمر”

“نعم هذا سخيف. … لكن تعلم كوسونوكي ، لا أعتقد أنها كذبة. ليس الجزء المتعلق بعدم وجود الكثير من العُمر المتبقي ، ولا أن هناك فتاة بجانبك تراقبك. لقد عرفنا بعضنا البعض لفترة كافية لدرجة أنه إذا حاولت الكذب علي ، فسأكون قادرة على معرفة ذلك على الفور. لذا في حين أن الأمر مستحيل ، يمكنني أن أصدق أنك لا تكذب بشأن بيع عُمرك “.

سيكون من الصعب أن أشرح لأي شخص مدى سعادتي في تلك اللحظة.

“… أنا آسفة ، لكنني في الواقع أخفي شيئًا أيضًا …” سعلت هيمينو ومسحت فمها بمنديل ثم وقفت.

“اعذرني ” قالت هيمينو ثم غادرت.

كانت متجهة إلى الحمام ، لذا تركتها تغادر.

وصل طعامنا ، وكنت آمل أن تعود هيمينو قريبًا لأن علي أن أسمع ما ستقوله.

لكن هيمينو لم تعد.

لأنها استغرقت وقتًا طويلاً ، أصبحت قلقًا من أن هيمينو قد أُغمي عليها بسبب فقر الدم أو شيء من هذا القبيل وطلبت من مياجي. “آسف ، ولكن هل يمكنكِ التحقق من حمام السيدات؟ ربما حدث شيء لهيمينو “.

أومأت مياجي برأسها بصمت.

عادت مياجي بعد بضع دقائق وأخبرتني أن هيمينو رحلت.

تجولت في أرجاء المطعم ، لكن لم أعثر عليها في أي مكان.

عدت إلى مقعدي وجلست أمام الوجبة الباردة. فقدت كل طاقتي وشعرت بشيء ثقيل يضغط على قلبي.

جف حلقي وحاولت الإمساك بكوب الماء ، لكن ذهني مشتت وسكبت الماء على الطاولة.

أكلت المعكرونة الباردة ببطء.

بعد فترة جلست مياجي أمامي وبدأت في تناول معكرونة هيمينو.

قالت “لذيذة جداً حتى لو أصبحت باردة”.

لم أقل شيئًا.

بمجرد أن انتهيت من الوجبة التي مازلت غير متأكد من مذاقها سألت مياجي ” مياجي، كوني صادقة معي. لماذا تعتقدين أن هيمينو غادرت؟ ”

ردت مياجي “ربما لأنها اعتقدت أنك مجنون”.

ردها صحيح إلى حد ما، لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا بعض الشيء ومياجي عرفت ذلك .

وقد أخفت ذلك من أجلي.

بعد الدفع في السجل والمغادرة ، سمعت شخصًا يناديني من الخلف. التفت لأجد نادلًا يركض نحوي ويمسك شيئاً في يده.

“المرأة التي أتت معك طلبت مني أن أعطيك هذا.”

لقد كانت رسالة يبدو أنها قد مُزقت من دفتر ملاحظات.

أخذت وقتي في قراءتها.

وعندما فعلت ذلك ، وجدت أن مياجي كانت تكذب علي طوال هذا الوقت.

“هل علمتِ بهذا وأردتِ أبعاده عني؟”

أجابت مياجي ورأسها لأسفل “أجل. أنا آسف.”

“لا داعي للإعتذار. لقد سمحتي لي بالحصول على حلم جيد “.

كنت أنا من يجب أن أعتذر. لكن لم يكن لدي طاقة للاعتراف بأخطائي.

“وفي حياتي الأصلية ، نجحت هيمينو في تحقيق هدفها. صحيح؟”

قالت مياجي: “هذا صحيح، هيمينو … فعل ذلك أمامك سيد كوسونوكي “.

لتظهر لي.

لتوضيح سنوات وسنوات من الاستياء.

قرأت الرسالة مرة أخرى.

هذا ما قالته:

إلى صديق طفولتي الوحيد.

كنت أنوي الموت أمامك مباشرة.

على منصة العرض ، كنت أقصد أن أجعلك تنتظر بالأسفل وأقع بجانبك مباشرة.

ربما لم تدرك أبدًا ، لكنني كنت احتقرك دائمًا.

لم تستجب أبدًا لصرخاتي طلبًا للمساعدة ، ثم تظهر أمامي الآن بشكل عرضي ، لا أستطيع أن أكرهك أكثر.

والآن بعد أن أصبحت عديمة الفائدة بالنسبة لك ، ظننت أنني يجب أن أغادر. لكن يبدو أنك أصبحت مجنونًا أكثر مني في هذه السنوات العشر.

لا يبدو أن الانتقام منك سيكون مفيدًا الآن.

لذا سأختفي بهدوء.

وداعاً.

–

كم أنا أحمق.

لقد عشت بمفردي طوال حياتي لتجنب الشعور بهذا. كان يجب أن أثق بنفسي حتى النهاية.

ذهبت إلى الجسر المجاور للمحطة ، وقمت بطي رسالة هيمينو بعناية لطائرة ورقية ، وألقيتها باتجاه النهر الذي يعكس الضوء من المباني. حلقت الورقة في الهواء لبعض الوقت ، لكنها في النهاية لامست الماء وغرقت.

ثم أخرجت المغلف المليء بالنقود الذي كنت سأعطيه لهيمينو ووزعت المال على المارة.

اختلفت ردود أفعال الناس. هناك من نظر إلي بشكل مريب ، كان هناك أيضًا من شكرني بابتسامة وابتعدوا.

هناك من رفضوا ذلك بشكل نهائي وأعادوا لي المال مرة أخرى ، وهناك من طلب المزيد.

قالت مياجي وهي تشد كمي: “يجب أن توقف هذا”

أجبتها وأنا أرفع يدها بعيدًا: “أنا لا أزعج أحدًا ، أليس كذلك؟”

ذهب المال. حتى أنني أخذت المال من محفظتي الخاصة. تخليت عن كل شيء حتى فئة 1000 ين.

بمجرد أن لم يتبق لي شيء لأعطيه ، وقفت في منتصف الشارع.

نظر الناس الذين يمشون بجانبي إليّ بانزعاج.

لم يكن لدي نقود لدفع حساب سيارة أجرة ، لذلك اضطررت إلى العودة إلى المنزل سيراً. أخرجت مياجي مظلة زرقاء من حقيبتها وفتحتها.

أدركت أنني نسيت مظلتي في المطعم ، لكنني لم أكترث إذا تبللت أو أصبت بنزلة برد بعد الآن.

قالت مياجي وهي تحمل المظلة عالياً: “سوف تتبلل” كانت تخبرني أن أنضم إليها.

قلت لها: ” أنا في مزاج سيء”

قالت وهي تغلق المظلة وتضعها في حقيبتها: “هل هذا صحيح؟”

مشت مياجي ورائي وأبتل كلانا.

“ليس عليكِ أن تفعلي ذلك ”

ابتسمت مياجي: ” أنا في مزاج سيء ”

وجدت موقفًا للحافلات حيث كان بإمكاني الابتعاد عن المطر واحتمي هناك. ومض ضوء شارع كما لو يتذكر كيف يعمل. في اللحظة التي جلست فيها ، شعرت بالنعاس الشديد. أراد عقلي الراحة أكثر من جسدي.

أعتقد أنني نمت لبضع دقائق فقط. أيقظتني قشعريرة جسدي المبلل بسرعة مرة أخرى.

كانت مياجي نائمة بجانبي. تمسك ركبتيها وتحاول يائسة تدفئة نفسها.

أشفقت عليها لأنها اضطرت إلى أتباع أفعالي الأنانية لأحمق مثلي.

وقفت ببطء حتى لا أوقظ مياجي وتجولت في أرجاء المنطقة ، لأجد مركزًا مهجورًا.

لم أكن لأقول أنه نظيف للغاية ، لكنه لا يزال مزودًا بالكهرباء ، ولم يكن الباب الأمامي والغرف مقفلة.

عدت إلى المقعد ورفعت مياجي النائمة وحركتها إلى الداخل.

بالتأكيد يجب أن تستيقظ فتاة نومها أخف من نومي. لكن مياجي تظاهرت بالنوم طوال الوقت.

فاحت رائحة المطر في الغرفة ووجدت كومة من الوسائد في الزاوية. بعد التحقق من عدم وجود أي زجاج مسكور ، وضعت الوسائد على الأرض ووضعت مياجي عليها. فعلت نفس الشيء في مكان قريب من أجل تكوين فراش خاص بي.

كان هناك شبكة عنكبوت بالقرب من النافذة، لذلك أشعلتها بالولاعة.

بدأت أفعل ما كنت أفعله عادة قبل أن أنام.

تخيلت أفضل المناظر الطبيعية التي استطعت تخليها.

فكرت في كل التفاصيل الصغيرة للعالم الذي كنت أرغب في العيش فيه. شكلت بحرية “ذكريات” لم أحصل عليها من قبل ، “مكان ما” لم أزوره أبدًا من الممكن أن يكون في الماضي أو المستقبل.

كانت تلك هي عادتي كل ليلة منذ أن كنت في الخامسة من عُمري. ربما تلك العادة الطفولية هي السبب في أنني لم أتمكن من التعود على العالم.

لكنني كنت متأكدًا من أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها نسيانها.

–

استيقظت في منتصف الليل من حلم مبني على الأمل شائع في أوقات اليأس.

إذا كان حلماً ، فقد كان حلماً محرجًا إلى حد ما.

إذا كان حقيقة – لأكون صريحًا ، فلن يكون هناك شيء يجعلني أكثر سعادة من هذا الحلم.

سمعت شخصًا يمشي على الحصير. علمت أنها مياجي جالسة بجانب وسادتي بسبب رائحتها. حتى في الصيف ، ظلت رائحتها تشبه رائحة صباح الشتاء الصافي.

أبقيت عيني مغمضة. لست متأكدًا من السبب ، لكن كان من الأفضل القيام بذلك. لمست رأسي بلطف. لم تفعل ذلك لأكثر من دقيقة ثم بدا أن مياجي تهمس بشيء ما ، لكنني لم أستطع سماعه بسبب المطر.

في خضم النعاس ، فكرت ‘ إلى أي مدى ساعدتني مياجي؟ هل سأشعر بالضيق إذا لم تكن مياجي هنا؟‘

‘لكن لهذا السبب لا يجب أن أجعلها تقلق أكثر‘ قلت لنفسي.

‘بينما هي جادة في وظيفتها. إلا إنها لطيفة معي لأنني سأموت قريبًا‘

‘هذا لا يعني أن لديها أي مشاعر نحوي‘

‘لا ينبغي أن يكون لدي المزيد من الآمال التي لا أساس لها. هذا لا يجعلها غير سعيدة فحسب ، بل أثقلها بالذنب الإضافي ‘

‘سأموت بهدوء. سأعود إلى حياتي المعتادة والمتواضعة حيث لا أعول على أحد. مثل القطة تنتهي حياتها في صمت وهدوء‘

لذلك أقسمت سراً.

في صباح اليوم التالي أيقظتني الحرارة العالية. سمعت أطفال في المدرسة الابتدائية يقومون بالتمارين الرياضية بالخارج.

استيقظت مياجي قبلي وصفرت أغنية نينا سيمون “أتمنى أن أعرف”.

مازلت أشعر ببعض النعاس ، لكننا لم نتمكن من البقاء هنا لفترة طويلة.

قالت مياجي: دعنا نذهب إلى المنزل”

“نعم” أجبتها.

ترجمة : Sadegyptian