e73f8d7f04332173شمس الروايات4f041c4276e01136ff00815a219e184f
الخداع الابديوسط الضباب الخفيف الذي يلف العوالم التسعة، تشرق شمس يوم جديد فوق أسغارد. تلمع القصور الذهبية، ويعكس قصر فالسجالف بريقه في السماء، حيث يجلس أودن على عرشه العالي، يتأمل العوالم من خلال عينه الواحدة. بجانبه، تقف الغربان هوجين ومونين، تحملان إليه أخبار الأرض والسماء.في هذا الصباح، كان الجو مختلفًا. تسرب إحساس بالقلق من جدران القصر، على الرغم من الهدوء الظاهر. كان الجميع يشعرون بذلك، لكن لم يجرؤ أحد على النطق به. إلا أن الجميع، صغيرهم وكبيرهم، اتفقوا على شيء واحد: هذا اليوم سيكون خاصًا.في ساحة التدريب، وقف بالدر، الإله الأجمل بين الآلهة. شعره الذهبي يتلألأ كأشعة الشمس، وعيناه الزرقاوان تعكسان صفاء السماء. كان يتدرب بالسيف مع أخيه ثور، الذي كان يُعرف بقوته وشجاعته. كان المشهد بينهما لوحة فنية: بالدر بخفته وسرعته، وثور بقوته وضرباته القاسية.— “أنت تتحسن يا بالدر، لكنك لا تزال بحاجة إلى تحسين دفاعك،” قال ثور بابتسامة وهو يرفع المطرقة ميولنير.رد بالدر بابتسامة عريضة: “وأنت بحاجة إلى تحسين سرعتك يا أخي، فالسرعة تهزم القوة دائمًا.”ضحك كلاهما، لكن تلك الضحكة كانت تخفي شيئًا أعمق. ربما كانا يشعران بأن هذا اليوم يحمل معه تغييرًا لم يكن في الحسبان.---في زاوية أخرى من أسغارد، جلس لوكي تحت شجرة تفاح ذهبية، يراقب المشهد من بعيد. كان الابتسامة التي ترتسم على شفتيه تحمل معاني متعددة، مزيجًا من الحسد، والفضول، وربما الألم. رغم كونه أحد الآيسير، كان لوكي دائمًا يشعر بأنه دخيل، غريب بين الآلهة.“بالدر... الإله الذي لا يُقهر، المحبوب من الجميع... إلى متى سيستمر هذا الوهم؟” قال لنفسه، وهو يقلب تفاحة ذهبية بين يديه. كان يعرف جيدًا أن قدر الآلهة ليس بالكمال الذي يتظاهرون به. كان يعلم أن الظلال تختبئ خلف النور.---مع اقتراب منتصف النهار، اجتمعت الآلهة في قاعة فالسجالف لحضور وليمة ضخمة. جلس بالدر بجانب أودن وفريج، والدته التي كانت تنظر إليه بحب يفوق الوصف. في كل مرة ينظر فيها أحد إلى بالدر، كان يشعر بأنه يمثل النقاء ذاته.بينما كانوا يتناولون الطعام، صمت الجميع فجأة عندما نهض بالدر ليُعلن: “أيها الآلهة، أريد أن أشارككم حلمًا غريبًا راودني الليلة الماضية. حلمت بظلام كثيف يلتف حولي، وصوت غريب يهمس باسمي. شعرت بأن النهاية تقترب، لكنني لا أعرف كيف.”ساد الصمت في القاعة. حتى أودن، الحكيم، لم يستطع تفسير هذا الحلم. لكن فريج، التي كانت تعرف معنى الأحلام، لم تستطع إخفاء خوفها. نهضت وقالت: “لن يحدث لك شيء يا بني. سأجعل العوالم كلها تقسم بعدم إيذائك.”---بعد أيام من هذا الحلم، بدأت فريج رحلتها عبر العوالم التسعة. تحدثت إلى كل المخلوقات والأشياء، من النار إلى الجبال، ومن البشر إلى الحيوانات، وجعلتهم جميعًا يقسمون بعدم إيذاء بالدر. كان كل شيء يبدو آمنًا، إلا أنها لم تسأل عن نبتة صغيرة وبسيطة: الدبق.عاد بالدر إلى أسغارد بعد رحلة أمه، وقرر الآلهة أن يحتفلوا بمناعته. اجتمعوا في الساحة الكبرى، وبدأوا برمي كل أنواع الأسلحة والأشياء نحوه. السهام ترتد عن جسده، والسيوف تنحني أمامه، والضربات القوية لا تترك أثرًا.لكن لوكي، الذي كان يراقب من الظلال، كان قد بدأ بالفعل في خطته.في زاوية مهجورة من أسغارد، وجد طفلاً صغيرًا يُدعى هيد، الذي كان أعمى. اقترب منه، ووضع يده على كتفه برفق، وقال: “ألا تريد أن تكون جزءًا من الاحتفال؟ سأساعدك.”وضع في يده سهمًا صغيرًا، مصنوعًا من الدبق. وجهه نحو بالدر، وهمس: “لا تخف، فقط أطلق.”أطلق الطفل السهم. وفي لحظة توقف الزمن، شعر الجميع بشيء غريب، لكن السهم ارتد عن جسد بالدر كما كل ما سبقه.ضحك الآلهة بصوت عالٍ، لكن نظرة لوكي لم تفارق وجه بالدر. خلف هذا الاحتفال، كان لوكي يعلم أن لحظة الانكسار ستأتي لاحقًا. ليس الآن، ولكن قريبًا.كانت هذه مجرد البداية.
9c314f77cb938ae8شمس الروايات8bc754f6965dce17fecde6f10d4447c6
315d06af8e4e3fa5شمس الروايات1220163eb79b06a03134141e2b1bc411