رواية المنقذ الشيطاني الخيانة العظمى

في غرفةٍ مظلمة، وقف رجل في منتصف العمر، يمسك قلمًا بين أصابعه النحيلة، يسجّل في كتابٍ قديم كل مهارات سيده.كان أضعف رجلٍ في قصر الإمبراطور، لا يملك تشي ولا مانا. لكن عقله العظيم، كأعظم مفكّرٍ في المجال اللانهائي، منحه مكانةً لم ينلها غيره.كان كارين، اليد اليمنى للإمبراطور الأعظم رايزل، ومُؤتمن أسراره.مهمته كانت مزدوجة:الأولى: خدمة سيده كرئيس وزراء.والثانية، الأهم: حفظ وتسجيل كل مهارات رايزل، التي راكمها طيلة أكثر من 3000 عام.اختار رايزل كارين لهذه المهمة لا بسبب ثقته وحدها، بل لأنه... ضعيف.فحتى لو امتلك كل تلك المهارات مكتوبة أمامه، فلن يستطيع استخدامها. لا تشي، لا مانا، لا شيء.في عالمٍ مقسوم بين قوتين:إمبراطورية نيرفاليس، حيث تسري طاقة الطبيعة "المانا"،ومملكة الأطياف السبع، التي تعتمد على طاقة الحياة "التشي"،وُلد كارين بلا طاقة... مجرد قمامة في نظر الجميع. لولا عقله.وبعد سبع سنوات من العمل المتواصل، أتم الكتاب. وتوجه إلى سيده ليُسلّمه."سيدي... أخيرًا، وبعد طول انتظار دام سبع سنوات، ها قد أنهيت الكتاب الذي يُوثّق معرفتك التي امتدت لأكثر من ثلاثة آلاف عام."قالها كارين، بفخرٍ وامتنان.لكن يا للأسف...الرجل الذي كرس له حياته، ذاك الذي ساعده على اعتلاء عرش العشائر السبع، طعنه بسيفٍ في صدره.تجمّد الدم في وجه كارين. سقط على ركبتيه، مذهولًا، وقال:"سيدي... ما معنى هذا؟"ابتسم رايزل ابتسامةً خبيثة وقال:"للأسف... هذا هو القدر. لا يمكنني ترك شخصٍ يعرف كل أسراري حيًّا.آمل أن تجد أملًا في حياتك القادمة... هاهاهاها."وبينما كان كارين يلفظ أنفاسه الأخيرة، قال:"كنتَ من أدنى عشائر المملكة طيلة 25 قرنًا... وبمساعدتي، جعلتها الأقوى في خمس قرون فقط،بينما أنت تتلذّذ بالعزلة، وتنمّي مهاراتك...ولكن... كل هذا من أجل أن... أموت هنا؟"ثم تنهد كارين، وصرخ بصوتٍ ضعيف:"أقسم... أني سأنتقم منك! انتظرني فقط... لن..."مات كارين، وهو يتعهّد بمحاربة قاتله.وأمر الإمبراطور بإلقاء جثته في البحر... وغادر غاضبًا.لكن...هل يَخفى على أعظم عقلٍ في المملكة أن رايزل سيغدر به؟طبعًا لا.منذ 500 عام، تخلّى كارين عن بصره في مقايضةٍ سريّة، مقابل تعلّم مهارة واحدة فقط..."مهارة التناسخ الشيطانية" واحدة من أندر تقنيات إمبراطورية نيرفاليس.