رواية وكالة التحريات الغريبة 1

بداية المجلد الأول ، بعنوان: فترة الإصابة [م/م: أو "فترة العدوى" Infection Period]

الفصل الأول

تم إمساك الريشة الملطخة بالحبر بيد واحدة وتوقفت مؤقتًا فوق الورقة.

"السيد لو لي ، يمكنك التحدث."

نظر الطبيب النفسي إلى أعلى وأشار إلى الرجل ذو الشعر الأسود الجالس في الجهة المقابلة.

ميناء خارج النافذة ، الطقس الرمادي والقاتم لم يترك شيء للرؤية سوى المخطط العام لميناء رودستر.

تم إيقاف المصانع المدخنة في المنطقة الصناعية منذ عدة أيام ، لكن الضباب لا يزال يلف مدينة بلفاست بشكل غريب.

قال الرجل ذو الشعر الأسود المسمى لو لي: "إنها قصة طويلة".

قال الطبيب النفسي أنه لا يهتم على الإطلاق: "أرجوك لا تتردد في الحديث ، ما زال هناك وقت طويل قبل حلول الظلام".

أومأ الرجل برأسه وتحدث ببطء بعد صمت قصير.

"أنا طارد أشباح".

...

في شارع بلوستون في الصباح ، قال لو لي لزوجين مسنين عند الباب:

"سمعت أن الأشباح ظهرت في منزلكما؟"

نظر المسنّان إلى لو لي بعناية من رأسه إلى أخمص قدميه ، وانطلقت مشاعر تسمى اليقظة في عيونهما التي عفا عليها الزمن.

الرجل في الطرف المقابل لهما يرتدي ملابس رسمية للغاية. كان معظم المدنيين يرتدون الملابس الرسمية فقط في المهرجانات أو الحفلات المسائية ، لكن هذا الرجل كان يرتدي قميصًا أبيض مع ربطة عنق سوداء ومعطف أسود من الخارج ، دون وضع قبعة وحمل عصا معه.

اللون الأسود للشعر والعينين نادر في ميناء رودستر وحتى في مدينة بلفاست ككل. العيون السوداء الهادئة تشبه الهاوية ، ولا يسع المرء إلا أن يسقط فيها.

"من أنت؟"

تلاشت يقظة المسنين قليلاً ، لم يعتقدا أن هذا الرجل الوسيم ذو الملابس الرسمية سيكون رجل عصابات.

"وكالة التحريات الغريبة [] ، طارد الأشباح: لو لي."

أخرج لو لي بطاقة عمل وسلمها إلى المسنين.

أخذ الكف المليء بالتجاعيد والأخاديد بطاقة العمل وحدق فيها المسنّ بعناية. ربما المسنّان لم يفهما الغرض من البطاقة حتى رأيا كلمة "وكالة التحريات" والعنوان الموجود على بطاقة العمل.

"هل أنت هنا لمساعدتنا في تبديد الأشباح؟ أسرع ... من فضلك أدخل ..."

لقد تنحيا جانبا بسرعة.

صعد لو لي إلى الباب ، وشكله غرق في ظلام الغرفة.

كانت السماء قاتمة وكانت الغرفة مظلمة.

كانت رائحة الرطوبة المتعفنة تتخلل الهواء.

بمسح الغرفة البسيطة ، تراجع لو لي عن نظرته ، والتقى بزوجين من العيون المتفائلة: "هل يمكن أن تخبرني بالتفاصيل؟ على سبيل المثال ، ماذا حدث."

قال الرجل العجوز في شك: "هل رأيته..."

هز لو لي رأسه قليلاً: "لم أشعر بأي شيء ، لذلك انا اسألك".

كانت خيبة أمل الزوجين المسنين تفوق الكلمات ، لكنهما ما زالا يخبران لو لي بتجربتهما.

مثل صوت ضرب كرة على الرخام ليلاً ، بكاء طفل في منتصف الليل ، ظل أبيض وامض خارج النافذة ، ضوضاء غير طبيعية في المطبخ.

استمع لو لي بهدوء: "هذه ليست بالضرورة من صنع الأشباح ، يمكن تفسيرها بالأدلة العلمية... هل تعرف العلم؟"

نظر الزوجان المسنان إلى بعضهما البعض: "أعرف ، لقد سمعت أن السيارات البخارية والسفن الحديدية مصنوعة من العلم".

لم يصحح لو لي بعض أخطاء الفطرة السليمة للرجل العجوز. معظم الناس هنا لديهم القليل من المعرفة بالعلوم: "تقريبًا. صوت الرخام الذي تسمعه هو صوت مواد البناء التي تتمدد وتتقلص بسبب الدهر ، و البكاء قد يكون صوت التيار الهوائي ، كما أني رأيت قطة برية عندما أتيت إلى هنا ، كان مواء القطة مشابهًا جدًا لبكاء طفل. ربما كانت الظلال البيضاء خارج النافذة من المشاة في الشارع."

"بالنسبة للضوضاء غير الطبيعية في المطبخ ..." لم ينظر لو لي إلى المطبخ ، ولم يكن بحاجة إلى ذلك: "يجب أن تكون الفئران أو مصيدة الفئران التي تضعها".

"أنا ... لم نكذب عليك! لقد رأيت شبح حقًا! اسأل زوجتي إذا كنت لا تصدقني!"

"نعم ، صحيح ، تلك الليلة..."

دافع المسنان عن روايتهما على عجل ، محاولان إقناع لو لي أنهما رأياه بأم أعينهما.

"حسنًا ، لقد فهمت".

أوقف لو لي بهدوء رواية الرجل العجوز. لقد رأى الكثير من هذه الكلمات غير المعقولة في الأيام القليلة الماضية.

"لا يمكنني العثور على الشبح في الوقت الحالي ، لذا سأقيم طقوسًا لطرد الأشباح في الغرفة بعد ذلك. هل يمكنني أن أطلب من كلاكما الانتظار خارج الباب؟"

"هذا ..." نظر المسنّان إلى بعضهم البعض بحرج.

الشبح مخيف لكن تسليم المنزل لشخص غريب...

قال لو لي ، وهو يعرف ما الذي كانا قلقين بشأنه: "فلتبقيا عند الباب ، ليس هناك مكان أهرب منه."

خرج المسنّان المترددان من المنزل ، واقفين في الشارع ، وأغلق لو لي الباب خلفهما.

دانغ لانغ

اخفض المزلاج الذي يستعمل كقفل.

شددت تعابير المسنين عندما سمعا مزلاج الباب ، ثم سمعا تعويذة خافتة غامضة قادمة من خلف الباب ، كانت لغة لا يستطيعان فهمها ، وكان النطق غريبًا ومرهقًا.

بعد الهمس ، ساد الصمت خلف الباب.

كان هناك صوت مكتوم مفاجئ ، ثم ارتجف الباب ، وتناثرت عدة جدران مرقطة على الحائط.

ارتعد الزوجان المسنان من الخوف وكادا يتراجعان إلى منتصف الشارع.

كان هناك قتال عنيف مفاجئ وهدير في الغرفة ، مما يجعل الناس يتخيلون طارد أشباح يقاتل مع شبح.

في هذا الوقت ، في المنزل داخل الباب.

على عكس خيال المسنّان بالخارج ، جلس لو لي بهدوء على طاولة الطعام ، باستثناء الركل أحيانًا على الكرسي الخشبي ، والضرب على الطاولة ، والقيام ببعض الأصوات الغامضة.

بعد مرور عشرات الثواني ، قام لو لي ، الذي شعر أن الوقت قد مضى ، بركل الكرسي وضرب الحائط بكتفه.

كان هناك صوت مكتوم ، واهتزت الجدار.

ثم ساد الهدوء لمدة عشر ثوان.

حبس المسنّان أنفاسهما ، يمر الوقت كل دقيقة...

فُتح الباب وظهر شخص خلف الباب.

كانت عيون لو لي السوداء هادئة ، وجبهته مبللة بالماء الذي يشبه العرق ، قال: "لقد تم طرده ، حان الوقت الآن للحديث عن العمولة."

...

"انتظر لحظة ، لقد قلت للتو أنك "ʼطارد أشباح`" ، قاطع الطبيب رواية لو لي. قام بشد اللكنة على كلمتيّ "طارد أشباح".

سأل لو لي مرة أخرى: "هل تعتقد أنني طارد الأشباح الشريرة الذي يمسك الشبح من رقبته ثم يصرخ ،"باسم الهي العظيم ، آمرك بالزوال"؟"

سكت الطبيب ولوح له ليواصل.

...

"الشبح..." مشى الزوجان المسنان الى الباب ، في محاولة للعثور على آثار الشبح.

وقف لو لي جانبًا ، مشيرًا لهما بالدخول.

لم يكن دخل المسنين مرتفعاً ، ولم يتقاضى لو لي سوى 10 شلن كرمز خيري ، ثم غادر.

"سوف آتي إليك".

في اللحظة التي مشى فيها إلى الشارع ، بدأ صوت هامس فجأة في أذنيه.

أدار لو لي رأسه بسرعة ورأى الزوجين المسنين يغلقان الباب بتعبير مرتاح.

هب النسيم وتمايلت أطراف الشعر ، وكان الجو باردًا بشكل واضح أثناء النهار.

...

"إذن أنت تتسائل... لقد واجهتَ شبحًا ، لذا تشك في أن هذه مشكلة نفسية؟"

"نعم."

أصبحت عيون الطبيب النفسي غريبة جدا ، ونظر إلى أعلى وأسفل لو لي: "هل أنت أجنبي؟ أم أنك نبيل نادرا ما يخرج؟"

"هل هناك مشكلة؟" لم ينكر لو لي ولم يعترف.

فتح الطبيب النفسي راحة يده: "كما نعلم جميعًا ، الأشباح موجودة. لذا بدلاً من القلق بشأن مرض نفسي ، يجب أن تقلق بشأن التورط مع الشبح ، ففي النهاية ، أنت لست طارد أشباح حقيقي."

"حقا؟" كان لو لي غير متأثر: "ماذا لو قلت أنني من عالم آخر؟"

"هل يمكنك التحدث أكثر عن ذلك؟" غيّر الطبيب النفسي وضعية جلوسه ، بدا مهتمًا.

وصف لو لي بإيجاز حالة الأرض.

"واو .. عشرات الأطنان من المعادن تطير في السماء؟ بضع مئات من الطوابق؟ يمكنك التحدث وجهًا لوجه مع شخص على بعد مئات الآلاف من الكيلومترات ؟" وقف الطبيب بسرعة ، مبتعدًا ، وقال بجدية: "السيد لو لي ، هذه هستيريا خطيرة للغاية. حالتك أكثر خطورة مما كنت أعتقد."

أجاب لو لي: "لقد تحدثت فقط ، لا أريد علاج".

أصبح الوجود الزائف حقيقيًا ، والوجود الحقيقي اصبح زائفًا. قولك "هناك أشباح في العالم" أكثر مصداقية من قولك أن مئات الأطنان من المعادن يمكن أن تطير في السماء.

"آه ... أيا كان ، لقد دفعت بالفعل رسوم الاستشارة على أي حال." هز الطبيب النفسي كتفيه ، ووضع الورقة والريشة على الطاولة ، ثم استدار لينظر خارج النافذة. "يحل الظلام قريبًا. إذا كان مكان إقامتك بعيدًا من هنا ، من فضلك أسرع."

كانت السماء الرمادية أكثر قتامة مما كانت عليه عندما بدأت المحادثة.

"شكرا للتذكير."

وقف لو لي وشكر الطبيب النفسي ثم استدار وغادر العيادة.

هناك جملة متداولة في بلفاست.

بعد حلول الظلام ، ابق حيث يوجد ضوء.

[م/م: "وكالة التحريات الغريبة" هي الترجمة الحرفية لإسم وكالة التحريات ، ولكن في الحقيقة الاسم الصيني يحتوي على كلمتيّ "لو لي" ، ولو لي هو اسم البطل ، لذا يمكن ترجمتها أيضًا بـ "وكالة تحريات لو لي الغريبة" ، فالمؤلف هنا لم يستخدم الكلمة الصينية المألوفة التي تعني "غريبة" ، ولكنه استخدم كلمة كانت تستخدم في الكلاسيكيات الصينية القديمة ، وبطبيعة الحال ، ترجمتها أيضًا "غريبة" ، ولكنها تحتوي على اسم البطل... اي ببساطة هنا المؤلف كان يقصد ادخال اسم البطل باسم وكالة التحريات عن طريق اللعب بالالفاظ ، ولكن للأسف نحن العرب لن نستفيد من هذا لأن الترجمة الحرفية لا تتضمن اسم "لو لي" ، إذ أن "لو لي" تشكل جزءًا من كلمة "غريبة" الصينية التي تم استعمالها. ملاحظة: إسم الرواية يُنسب الى اسم وكالة التحريات الخاصة بالبطل ، أي أن كل ما شرحته في الأعلى ينطبق على اسم الرواية ايضًا... إقتضى التوضيح.]

Strange Detective Agency

1 الفصل