رواية نهضة البشرية 9

9 اتساع العقل والنفس

“لا تقلق، وأنا بجانبك، لا سلاح نفس واحد يمكن أن يؤذيك”

في محيط تشونغ يوي النفسي، قال شين هو فجأة، “لكن يمكنني أن أتصرف فقط باستخدام جسدك كوعاء، مما سيكشف عن وجودي بلا شك، وسيأتي العالم بعد ذلك للصيد بالنسبة لي. عند هذه النقطة، يمكننا فقط أن نركض في طريق يائس إلى المنفى … إيه. هنالك من يساعدك!”

كانت المسافة قصيرة قبل أن يخترق سلاح النفس جبهته. فجأة، خرجت راحة يد من العدم، قرص الإبهام والسبابة بلطف سلاح النفس، أمسكه بين الأصابع.

العرق البارد خرج من جبهة تشونغ يوي، ارتعدت نفسه حيث كان يشعر بشكل مبهم بتشي السيف من سلاح النفس.

ما حدث كان خطيرا جدا، مما جعل عقله يترنح على حافة الحياة والموت!

“إنه لأمر مؤسف!”

في المحيط النفسي لـ تشونغ يوي، كان شين هو يحلق في جميع الأنحاء، تنهد، “كنت أفكر فقط أنه بعد أن يتم كشفي، سأنقل وأفجر أَنْفُس الشيطان التي تم قمعها وخُتمت تحت هذه الأرض، وإطلاق سراح أنفس الشيطان والسماح لهم بالذبح والهيجان على الناس من بوابة السيوف، ثم يمكنك وأنا أن نتجول في جميع أنحاء العالم بحثا عن جنس فوشي السماوي نقي الدم….”

تم إرسال رعشة باردة أسفل العمود الفقري لتشونغ يوي كما سقطت الكلمات من فم شين هو، مما يجلب الرعب أكثر من سلاح النفس.

‏

كان سلاح النفس يهتز بقوة، يكافح للهروب من الأصابع التي قيدته.

‏

“العم الثاني، أرجوك توقف”

‏

كان صاحب الكف شاباً يرتدي ملابس أرجوانية — شخص وسيم بعيون مثل النجوم الساطعة. ابتسم لشيخ عشيرة تيان فينغ وقال “لا يمكنك إخفاء أفعالك البشعة عن ممارسي تشي الآخرين، حتى لو كنت قد قتلته، سيضحك الآخرون فقط على تفاهة عشيرة تيان فينغ”

قلب الشيخ تخطي نبضة، خرج بسرعة من جناح تعليم المعرفة وسأل، “لماذا أنت هنا في البيت العلوي؟”

“هزم زو شيانغ شينغ عمي الثاني العزيز، وجرّد قاعة السماء الصافية من عشيرة تيان فينغ وداس على اسم عشيرة تيان فينغ، كيف يمكن لعشيرة تيان فينغ أن تتسامح مع كل ذلك؟”

ابتسم الشاب بلطف وقال “انا هنا لزيارته ولأرى ما لديه!”

أضيئت أعين شيخ عشيرة تيان فينغ، “معك هنا، قاعة السماء الصافية سنسترجعها بالتأكيد!”

ومع ذلك، الشاب هز رأسه وابتسم وقال “لم يكن زو شيانغ شينغ على خطأ، هناك بالفعل حاجة لإعطاء طريق لأطفال الفقراء، سيتم تسليم قاعة السماء الصافية له. أنا هنا فقط للمطالبة بشرف عشيرة تيان فينغ، لهزيمته ولأعلمه بأننا، عشيرة تيان فينغ، لسنا عاجزين جدا بحيث يتم التقاطهم في معركة!”

ثم التفت إلى تشونغ يوي، انحنى وقال، “عمي الثاني يتصرف بفظاظة، أعتذر لك نيابة عنه”

أعاد تشونغ يوي القوس بسرعة، لم يستطع إلا أن يكون لديه انطباع إيجابي تجاه الشاب. سأل، “الأخ القتالي الأكبر هو …؟”

“ممارس تشي لبوابة السيوف، تيان يانزونغ من عشيرة تيان فينغ”

‏

ارتفع تيان يانزونغ وطار بعيدا، قال، “العم الثاني، لا تسبب له المزيد من المتاعب. أنا هنا اليوم لتحدي زو شيانغ شينغ واسترداد شرف عشيرة تيان فينغ، العم الثاني لا يحتاج إلى إحراجنا بعد الآن!”

‏

تغير وجه الشيخ بشكل جذري ؛ فجأة، قذف بأكمامه وغادر في استياء مرة أخرى إلى جناح تعليم المعرفة.

‏

“هاهاهاها، هل الأخ القتالي الكبير زو شيانغ شينغ من عشيرة زو تشيو هنا؟”

‏

كان تيان يانزونغ في الهواء عندما ضحك بصوت عال وصدت ضحكته في جميع أنحاء الجبال، “أنا، تيان يانزونغ من تيان فينغ، أنا هنا لتحديك!”

‏

شاهد تشونغ يوي تيان يانزونغ يطير بعيدا، قال في نفسه، تيان يانزونغ هذا… اتساع عقله وروحه يشبه زو شيانغ شينغ، لديه مثل هذا الاتساع من العقل والروح، هو أيضا بطل….

سواء كان تيان يانزونغ أو زو شيانغ شينغ، كلاهما شابان في حوالي العشرين من العمر، خمس أو ست سنوات أكبر مني، ومع ذلك لديهم مثل هذه الطريقة المهيبة. مثل هذا المزاج الاستثنائي، سيكون بالتأكيد شخص عظيم في البرية العظيمة في المستقبل!

ممارسو التشي … هم ممارسو التشي في عقلي! ممارسو التشي الحقيقيون!

أفكار تشونغ يوي كانت متموجة مثل البحر العاصف، رؤية ما فعله شيخ عشيرة تيان فينغ، لم يكن مفتونًا حقًا بممارسي التشي، لكن مشاهدة تيان يانزونغ وزو شيانغ شينغ جعلته يدرك وأعطته انطباعًا واضحًا عن تصرف ممارسي التشي الحقيقيين!

“هذه التجربة وسّعت وكثّفت حالتك العقلية، هالتك الآن تحمل لمحة عن ممارسي التشي”

أشاد شين هو به من محيط نفسيته “ربما ستكون ممارس تشي عظيما في المستقبل، بالطبع، لا يزال ممارسو تشي مثل الحشرات الصغيرة بالمقارنة مع ورثة الدم النقي من شين هو”

تشونغ يوي كان معتادا على كلماته البغيضة، تجاهله وفكّر في نفسه، بالرغم من أن عشيرة تيان فينغ لن تزعجني بعد الآن، لا يزال لا يوجد من يرغب في قبولي وتعليمي تقنياتهم. بدون أي مهارات قتالية ما زلت لا أستطيع إطلاق العنان لقوتي الحقيقية.

كما هو الحال من قبل، استخدم تلميذ البيت العلوي سلاح نفسه وألقى بمهارته في السيف، لم يستطع تشونغ يوي المقاومة ولا يمكنه سوى مواصلة محاولة الدفاع عن نفسه باستخدام أساليب مختلفة، إذا كان فقط بارعًا في المهارة القتالية، فلن يحتاج إلى المراوغة والإصرار والتهرب من الهجمات.

لكن الآن، حتى لو لم تبحث عشيرة تيان فينغ عن المشاكل مرة أخرى، لم يكن هناك أي ممارسي تشي يأخذونه ويعلمونه أي شيء ؛ لم يستطع تشونغ يوي تعلم أي مهارات قتالية والتأكد من قوته الحقيقية.

‏

الذين يعيشون في هذا العالم، بدون طموحات عالية لن يكون عالياً حتى لو كان موهوباً! إذا لم يستوعبوني، سأذهب وأستمع لنفسي، طالما أستطيع تعلم أي شيء، لا داعي للإنتباه للسمعة.

‏

عيناه مشرقتان، دخل إلى جناح تعليم المعرفة. كان ممارسو تشي لبوابة السيوف يأتون من وقت لآخر إلى جناح تعليم المعرفة ويمررون تقنياتهم إلى تلاميذ البيت العلوي. اليوم، كان هناك أكثر من عشرة من ممارسي تشي في الجناح، يدرس كل منهم عشرات إلى مئات من تلاميذ البيت العلوي طرقهم في الزراعة.

تشونغ يوي دخل إلى غرفة التدريب ووقف في الزاوية. في الغرفة، كان هناك مائة من تلاميذ البيت العلوي يجلسون متقاطعي الأرجل، يستمعون بهدوء إلى تعاليم أحد ممارسي تشي العجائز الذي كان على المسرح.

لاحظه ممارس التشي العجوز وهو يأتي، فوجئ قليلا وأومأ برفق إلى تشونغ يوي.

بقية تلاميذ البيت العلوي نظروا إليه أيضا، ثم تابع ممارس تشي العجوز تعاليمه، كان صوته عاليا وصديقا، “الجبال لها أرواح جبلية، الأنهار لها أرواح نهرية، الأشجار لها أرواح شجرية، الأعشاب لها أرواح عشبية، السحب لها أرواح سحابية، الرياح لها أرواح رياح، الذهب له أرواح ذهبية، الأرض لها أرواح أرضية، القمر له أرواح قمر، والشمس لها أرواح شمس!”

“الإحساس وإظهار أحد الأرواح من الطبيعة ويمكنك بعد ذلك إظهار الروح ذات الصلة في محيط نفسيتك!”

“هذه الأرواح، أرواح الطوطم، أرواح العبادة!”

“مضى وقت طويل منذ أن عبد سكان البرية العظيمة الجبال المهيبة، المياه العظيمة، الأشجار الالهية، الاعشاب الروحية، الغيوم والرياح، الشمس والقمر. بمرور الوقت، ظهرت الروحانية في الطبيعة التي نعبدها، والأشخاص الذين يمتلكون روحا قوية يمكنهم الإحساس بروحانية الطبيعة في أجسادهم وإظهارها!”

“فقط مع الروح، يمكن للمرء أن يصبح ممارس تشي! النفس والروح تتحدان معا لتشكيل أتمان الإنسان، يوان شين!” (1)

“انظروا، هذه هي روحي!”

‏

بوابة السيوف ظهرت فوق رأسه، عندما انفتحت، خرج منها رجل حجارة يبلغ طوله قدما، كان له جسد بأربع أذرع وعين في وسط كل راحة، تتلألأ بأشعة غريبة!

‏

“روحي هي روح الجبل، روح الجبل اندمجت مع روحي وأصبحت أتمان خاصتي، يدعى أيضا يوان شين! آلهة الجبل لديها أربع عيون، تراقب عن كثب جميع الاتجاهات الأربعة، ومن ثم، أتمان خاصتي لديه أيضا أربع عيون!”

اندفعت روحه وتحالفت مع روح الجبل، يمكن للمرء أن يقول أن روحه كانت تصبح أكبر وأطول، لتصبح في النهاية رجل حجري بأربعة اذرع بارتفاع ألف قدم، يقف خلف ممارس التشي العجوز. بدت مهيبة وعظيمة، الأذرع الأربع كانت تمتد، والعيون الأربع تحدق في كل الاتجاهات — التلاميذ في البيت العلوي كانوا ينظرون إليها بالذهول.

كما تأثر تشونغ يوي كثيرا في قلبه، حيث كان يسمع كلمات عن “الروح” ؛ البعض أطلق عليها “روح الطوطم”، لكنه لم يعرف أبدا ما كانت “الروح”. اليوم، كان لديه أخيرا فهم بدائي للـ “الروح”.

“لكي تُظهِروا الروح، يجب ان تكون لديكم نفس قوية ولا يمكن الحصول على النفس القوية إلا بالكد والتوبة والتدريب. لكي تتدربوا في البرية العظيمة يلزم ان تتحلوا بثبات عظيم”

شرح ممارس التشي العجوز كل شيء ببطء بتفاصيل، ابتسم وقال “في حين أن القوة الكبيرة لا يمكن إطلاقها إلا بالاعتماد على الفنون القتالية. جميعكم قادرون على الوصول إلى البيت العلوي — يجب أن تكون أساساتكم قوية، ويجب أن تكون نفسيتكم راسخة، ويجب أن تكون انفسكم قادرة على التحرر، ويجب ألا يكون وعيكم القتالي سيئا أيضا. جميعكم مؤهلون لتعلم فن القتال الذي سأعلمه اليوم،【فن مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】!”

كانت كلماته كما لو كانت مسحورة بالسحر، فقد جلبت تشونغ يوي، رجل الزراعة العادي، إلى حالة ذهنية مثيرة للاهتمام.

“【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】، تزرع عن طريق رؤية الرعد الربيعي. صاعقة الربيع هي أول صاعقة في الربيع … أول صاعقة في السنة. أريدكم جميعاً أن تتصوروا وتبنوا طوطماً لصاعقة في نفسيتكم. ثم تحويل طوطم الصاعقة إلى تشي السيف، في هذه النقطة،【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】الخاصة بك ستزرع بنجاح”

‏

“تشي السيف من【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】يتحرك مثل صفعة مفاجئة من الصاعقة الربيعية، من بعيد، يمكن أن يسافر مسافات شاسعة في غمضة عين، يقتل خصمك من على بعد ألف ميل! من قرب، عشر خطوات كل عملية قتل، تنفجر قوة برق الصاعقة المدوية وتنفجر، تدمر وتسحق كل شيء في ثوان!”

‏

طار الوقت دون أن يدرك أحد ذلك، ممارس التشي العجوز علّم التلاميذ بشكل كامل【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】. باستخدام نفسيته، أظهر كيف ينحت طوطم الصاعقة لتلاميذه، أُديرت تعاليمه دون ان يحجب أية معرفة.

انغمس تشونغ يوي تماما في【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】أثناء استماعه للتعاليم. بعد الانتهاء من التفسيرات، أغلق ممارس تشي العجوز عينيه وتوقف عن التدريس، ثم تمكن التلاميذ داخل الغرفة من سحب أنفسهم فقط إلى عقلهم الواعي.

جميعهم كانوا متحمسين للغاية، بدأوا في التدريب وزراعة【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】. حتى ان البعض كانوا يتمرنون في فرق، يراقبون احدهم الآخر عن كثب ثم يشرعون في اتقانها.

الصاعقة سريعة، خلال ثانية يمكنها أن ترتطم من السماء إلى الأرض. في العصور القديمة، كان الأحياء يعبدون الصواعق ثم يولدون طوطم الصاعقة، كانت تحتوي على قوة الصاعقة الكارثية.

تشونغ يوي لم يحاول نحت طوطم الصاعقة على الفور، بدلا من ذلك، واصل تصور وفكر في نفسه، مفتاح طوطم【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】يكمن في طوطم الرعد، نحت ممارس التشي العجوز طوطم الرعد المثالي والمفعم، لكن المفتاح لم يكن على شكل وبطانات الطوطم، بل كان ما إذا كان طوطم الرعد يمكن أن يطلق العنان لقوة الرعد الجبارة والرائعة بشكل كامل!

طوطم الصاعقة معقد في النقوش، لن يكون من السهل إتقان جميع تباديل نحت طوطم الرعد، فقط من خلال الإمساك بأساسيات الطوطم يمكنني تعلم【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】بسرعة وتطبيقها في القتال، عندئذ فقط، أتقن طوطم الرعد ببطء وأقوي قوة طوطم【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】!

غامر بأفكاره في عمق تصوره الشخصي، أعاد إلى الأذهان كيف كان يبدو عندما اعتاد أن يرى البرق يقسم السماء نفسها إلى نصفين، كان مثل سيف طويل يخترق السماء والأرض، ومض على مدى آلاف الملايين من الأميال في غمضة عين.

في حين أن صاعقة الربيع كانت الرعد الأول من السنة، فقد انكسرت وقصفت الشتاء البارد، وجعلت قلوب الناس ترتجف، كان مفهوم آخر، مختلفا عن الرعد العادي!

‏

مرت لحظات، فتح تشونغ يوي عينيه، ووقف وبدأ يمارس【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】.

‏

في هذه المرحلة من الوقت، كان هناك بالفعل عدد لا يستهان به من تلاميذ البيت العلوي الذين يمكن أن يلقوا【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】. عندما ألقوا مهاراتهم في استخدام السيف، كانوا تقريبًا نسخة طبق الأصل من مظهر【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】لـ ممارس التشي العجوز.

في الوقت نفسه، ألقى تشونغ يوي【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】مختلفة عن ممارس التشي العجوز. كانت【مهارة سيوف الصاعقة الربيعية】خاصته تبدو عنيدة وباهته للغاية، لم تكن مثل الصواعق العادية التي احتوت على قوة قوية وحيوية.

أغلق ممارس تشي العجوز عينيه وجلس بهدوء، خلف ظهره، فتح إله الجبل ذو الأربع عيون الأعين التي على الأذرع الأربع على نطاق واسع، راقب عن كثب كل حركة، كل تصرف من تلاميذ البيت العلوي.

بعد فترة طويلة، اعطى ممارس التشي العجوز تنهيدة عميقة، نهض وغادر، بصوت مقفر قال “أولئك الذين يمكنهم حقا فهم جوهر تعاليمي — هناك واحد فقط….”

__________

(1) اتمان: هي كلمة سنسكريتية تعني النفس أو الذات الداخلية. تشكل هذه الكلمة مصطلحاً في الفلسفة الهندوسية وخاصة في مدرسة فيدانتا الهندوسية، حيث تشكل عندها القاعدة الأساسية الأولى، وهي النفس أو الذات الحقيقية للفرد، والتي لا يمكن تحديدها بالظواهر، وهي أصل الفرد. للحصول على التحرر (موكشا)، فعلى الإنسان أن ينال المعارف (إنانا jnana)، والتي تمكّن من التحقق إن كانت النفس الحقيقية (أتمان) مطابقة للنفس الفائقة (البراهمان).