رواية نهضة البشرية 42

42 الهروب

إثنين من ممارسي التشي لعشيرة شوي تو عادوا إلي مرة أخرى!

نظر تشونغ يوي نحوهم ولم يستطع إلا ان يصرّ أسنانه بينما اندفع إلى الأمام أسرع. في هذه الأيام، كان قد عاش حياته متورط في مشقة حيث كان عليه ترويض واستيعاب الفائض من جوهر إله الوحش أثناء التخلص من سعي اثنين من ممارسي التشي لعشيرة شوي تو.

بالرغم من أنه أصبح تنين شيانغ مع سرعة الحركة السريعة بشكل لا يصدق وأنه كان يستطيع حتى السيطرة على عنصر البرق لتعزيز سرعته، إلا أنه كان من المستحيل الاستمرار في الركض لفترة طويلة. عندما توقف للراحة، كان من الواضح أنه لن يستغرق وقتًا طويلاً حتى يتمكن ممارسا عشيرة شوي تو من اللحاق به.

علاوة على ذلك، الجزء الأكثر تهديدًا ليس ممارسا عشيرة شوي تو ولكن جوهر إله الوحش الذي أطلقته النواة الداخلية لإله الوحش. أجبره هذا على الاستمرار في تصور السيادي سوي دون توقف أو سيتحول في نهاية المطاف إلى تنين شيانغ الحقيقي بسبب جوهر إله الوحش المتراكم الكبير.

هذا حتى لا يطاق أكثر من الوقت الذي قفز وتسلق فيه المنحدرات. كان عليه ان يستمر في التدريب، يتجنب المطاردة، حتى ان يستمر في التصور أثناء نومه. كل هذه الأمور فرضت عبئا كبيرا على جسده ومثابرته!

كان لا يزال بإمكانه الاستمرار في اليومين الأولين لكنه كان على وشك الانهيار في اليوم الثالث. نتيجة لذلك، لم يتمكن من السيطرة على نفسه ونام في كهف متجاهلاً أفكار التصور ومطارديه الاثنين من عشيرة شوي تو.

‏

لحسن الحظ، كان لديه توجيه شين هو. شين هو أيقظه من نومه واستمر بإزعاجه بألا ينسى التصور. بتوجيهه، تمكن تشونغ يوي من منع نفسه من التحول حقا إلى تنين شيانغ ومواصلة التحايل على مطارديه.

‏

بعد هذه الأيام العشرة الإضافية من المعاناة، تمكن تشونغ يوي من دخول حالة “التصور اللاشعوري”.

‏

هذه الحالة المسماة “التصور اللاشعوري” هي حيث يمكن للمرء أن يتصور لا شعوري دون نية القيام بذلك، وهو أيضا المستوى الذي حققته لي شيونيانغ.

‏

ومع ذلك، لي شيونيانغ لم تحقق هذه الحالة إلا بعد سنوات وسنوات من الممارسة ولكن تشونغ يوي قد حقق بقوة هذا المستوى من هذه المعاناة على مدى عشرة أيام.

‏

ومع ذلك، من أجل الحفاظ على التصور حتى أثناء النوم، يجب على المرء أن يكون قد حقق حالة “التصور اللاواعي”، والتي لا يمكن المبالغة في ذكر صعوبتها.

‏

كانت حالة “التصور اللاواعي” أكثر تعقيدًا بكثير من حالة “التصور اللاشعوري”. حتى بعد أن ذكّره شين هو باستمرار، تمكن تشونغ يوي فقط من دخول حالة “التصور اللاواعي” بشكل متقطع، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على الحالة إلا لفترة عابرة من الزمن حيث سيتوقف بشكل طبيعي عن التصور عند دخول مستوى عميق من النوم.

كانت هذه الأيام على مدى عشرة أيام كابوسًا بالنسبة له ولكنه تمكن من مجابهتها بإرادة كبيرة. إلى جانب ذلك، براعته النفسية قد زادت بسرعة تحت الضغط والإجهاد!

الآن، محيطه النفسي توسع إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف موس وقد طهّر نفسيته بشكل لا يمكن قياسه!

‏

ممارسا التشي لعشيرة شوي تو مزعجين حقا!

‏

صرّ تشونغ يوي أسنانه كما كان يعتقد. حاليا، مع تحسنه، معدل امتصاصه للجوهر الذي تم تسريبه من النواة الداخلية لإله الوحش في محيط نفسيته اقترب من معدل التصريف!

‏

على هذا المعدل، بعد بضعة أيام، سيكون أخيرا قادرا على استيعاب الجوهر المتبقي ويصبح إنسانا مرة أخرى!

‏

ممارسا التشي إنفصلوا؟

‏

استشعر تشونغ يوي أن ممارسي التشي قد انفصلا، واصل أحدهما ملاحقته بينما ابتعد الآخر أكثر فأكثر باتجاه آخر.

غريب، لماذا انفصلا؟

‏

تشونغ يوي حدّق وشعر بالفضول الشديد، هذان الاثنان كانا يطارداني منذ فترة طويلة، سيكون من الصعب الامساك بي مع شخص واحد فقط … ليس جيدا، هناك بخار ماء في الجبهة… فهمت!

‏

بينما استمر في الركض، ظهر نهر ضخم مع تيارات هادمة.

كان النهر واسعا والمياه تتدفق بسرعة كبيرة!

تدفق النهر من مكان واحد وعلى طول التل الذي كان تشونغ يوي يقف فيه الآن إلى الجانب الآخر. هذا يعني أن ممارس عشيرة شوي تو الآخر لم يرحل بل خطط لاعتراض تشونغ يوي على الجانب الآخر من النهر!

في حين ان الآخر استمر في مطاردته من الخلف ليحاصره عند النهر!

أمعن تشونغ يوي نظره في اتجاه مجرى النهر ورأى قبائل بعد قبائل ترسو على جانبه العديد من القوارب.

ليس جيداً، هذا نهر وي وقبائل عشيرة شوي تو! يجب أن يكون هناك المزيد من ممارسي تشي هنا، إذا حوصرت هنا اليوم، قد لا يكون هناك فرصة أخرى للهرب بعد الآن!

قال تشونغ يوي متأسفاً، اتجاه المنبع هو اتجاه قبيلة عشيرة شوي تو في حين أن اتجاه المنبع وظهري يطاردني اثنان من ممارسي التشي لعشيرة شوي تو. الطريقة الوحيدة للهروب هي أن أشق طريقي عبر الجهة المعاكسة قبل أن يحاصرني ممارسا التشي!

على قمة الأمواج القوية لنهر وي، اندفع أحد ممارسي التشي نحو تشونغ يوي أثناء ركوب أمواج نهر وي!

في نفس اللحظة، زاد ممارس التشي وراء تشونغ يوي من سرعته واقترب بسرعة.

تشونغ يوي لم يتردد واندفع عبر النهر نحو الجهة المقابلة. سرعة التنين شيانغ كانت سريعة بطبيعتها وسار على الماء وهو يجري بسرعة!

“نهر وي هو القاعدة الرئيسية لعشيرة شوي تو، أما زلت تفكر في الهروب بعد دخولك إلى هذا المكان؟”

ضحك يمكن سماعه وممارس التشي على النهر يسرع بسرعة نحو تشونغ يوي بينما يقسم الأمواج القوية بعيدا! ثم قال “نحن عشيرة شوي تو ملك هذا النهر”

تشونغ يوي صرّ أسنانه وأطلق كل قوته للركض أسرع. في تلك اللحظة، كانت سرعته قد اخترقت حاجز الصوت مرة أخرى لكن الموجات أصبحت أكثر اضطراباً. بينما وصل تشونغ يوي إلى وسط النهر، كان ممارس التشي بالفعل أمامه!

‏

“【سيف جبل بلورة الجليد!】”

‏

وقف ممارس التشي على الأمواج وداس عليها، في اللحظة التالية، انطلقت خيوط لا تحصى من تشي سيف بلورة الجليد من الأمواج وطارت نحو تشونغ يوي بسرعة عالية.

‏

تهرّب تشونغ يوي من الهجمات بقفزة وضحك ممارس التشي وقال، “أيها الوحش! أتجرؤ على القتال معي على نهر وي؟”

‏

بينما كان يتحدث، هبط ممارس التشي الآخر على نهر وي وزاد من سرعته أثناء الجري نحو تشونغ يوي.

‏

في الوقت نفسه، لاحظ ممارسو التشي في قبائل نهر وي أيضًا الوضع في المنبع ونظروا نحو اتجاه الاضطرابات.

“إنهما الأخ جيانشو والأخ جيانبينغ!”

‏

قال عدد قليل من ممارسي تشي لعشيرة شوي تو بشكل صادم، “إنهم يحاولون القبض على وحش، لنذهب لمساعدتهم!”

ثم هرعوا بسرعة الى المنبع بينما تشونغ يوي الذي كان في الجو تصور التنين جياو وأطلقه في شوي جيانبينغ دون تردد. نتيجة لذلك، أجبر على الهبوط على الأرض مرة أخرى بسبب زخم التنين جياو.

قال شين هو بلا مبالاة “الشقي يوي، لماذا لا تتصور نفسك بدلا من التنين جياو؟”

‏

“أتصور نفسي؟”

‏

شعر تشونغ يوي بالحيرة من كلمات شين هو ولكن تنين الماء الذي صنعته تقنية شوي جيانبينغ دفع إلى السماء من النهر فجأة. لوّح تنين الماء بمخالبه وفتح فكه مستعدا لإلتهام تشونغ يوي.

‏

تشونغ يوي كان عديم الخبرة عندما يتعلق الأمر بالقتال مع ممارس التشي. على الرغم من أن شوي جيانبينغ كان مجرد ممارس تشي عادي، إلا أن قوته كانت على مستوى آخر من تلاميذ البيت العلوي.

‏

مع قوة تشونغ يوي الحالية، لم يستطع حتى مقاومته على الإطلاق.

‏

“بالطبع. تنين جياو لا شيء بالمقارنة مع تنين شيانغ”

‏

قال شين هو بسعادة، “أنت الآن تنين شيانغ ولا بد أنك تعودت على هيكل جسد تنين شيانغ حتى الآن. تصور تنين شيانغ وصنع طوطم تنين شيانغ لا ينبغي أن يكون صعبا عليك الآن. إذا تصوّرت تنين شيانغ ودمجته فيك، قوتك ستزداد إلى الضعف تقريبا! بهذه القوة، لماذا لا تزال قلقا بشأن الهروب؟”

أصيب تشونغ يوي بالذهول وسرعان ما تصور التنين شيانغ، الذي كان نفسه أيضا. عندما بدأ يتصور، شعر بالنفسية والقوة المدهشتين اللتين تدفعان في كل أنحاء جسده، ملأَين إياها بقوة تفوق الخيال!

رورر——

أطلق تشونغ يوي زئير تنين صاخب خلق تموجات في الهواء ونفسيته انفجرت بطاقة رعدية. ثم يلتف البرق حول جسده ويمكن أن يبدأ تشونغ يوي فجأة في الركض في الهواء. كرونغ – تنين الماء الذي اندفع مباشرة إليه تحطم إلى ضباب وصب الماء إلى أسفل في النهر.

بووم بووم بووم!

عندما بدأ تشونغ يوي بالركض، إصطدم بالتنانين المائية بقوة لا تصدق وقطعها إلى نصفين. في المنبع، استيقظ شوي جيانبينغ بشكل غير مهذب وقام بالسيطرة على جسده من هيبو للقبض على تشونغ يوي. إلا أنه فشل حيث انزلق تشونغ يوي عبر راحتيه بسرعة عالية!

سريع جدا!

صُعق شوي جيانبينغ وسيطر على أمواج المياه، حيث شكّل كميات كبيرة من تشي سيف بلورة الجليد وتوجه نحو تشونغ يوي. كما هبط تشي السيف على تشونغ يوي، كسروا جميعا وانفجروا على جسده لكنهم لم يتمكنوا حتى من اختراق حراشف تنينه!

【ضباب قفل الماء】!

صرخ شوي جيان بينغ غاضبا وبصراخه، الواحدة تلو الاخرى، رفعت ركائز المياه من الماء وشكلت قفصا. ثم بدأ الضباب الأبيض يتدفق من ركائز المياه وتغلق نهر وي بأكمله. لكن بعد ذلك، قبل أن يتمكن القفص من إغلاق النهر بالكامل، كان بوسعنا أن نسمع ضجيجاً هائلاً وأن نرى تنين شيانغ وهو يندفع إلى ركيزة مائية بينما يندفع من الضباب ويهرب بعيداً.

صُدم شوي جيانبينغ من قبل تشونغ يوي، كما ذهل ممارسو التشي من قبائل عشيرة شوي تو جنبا إلى جنب مع شوي جيانشو من المشهد.

“تنين شيانغ هذا ينمو بسرعة شديدة، لا يمكننا اللحاق به بعد الآن….” قلة من ممارسي التشي نظروا إلى بعضهم البعض وهزّوا رؤوسهم.

‏

قال شوي جيانشو “يا رفاق واصلوا المطاردة، سأخبر الشيوخ في بوابة السيوف وأطلب بعض المساعدة من ممارسي التشي الآخرين للقبض على تنين شيانغ. مع القليل منا فقط…. ”

‏

هزّ رأسه واستدار ليغادر.

‏

رغم كل المزايا التي تمتعوا بها، خاصة بسبب وجودهم حتى في منطقة قاعدتهم الأصلية، فإن فشلهم في الاستيلاء على تشونغ يوي كان بمثابة ضربة قوية لثقتهم.

في الوقت نفسه، أثناء ركضه في الهواء، شعر تشونغ يوي بالسعادة وأطلق زئيرا طويلا. ثم تحول جسده بسرعة إلى إنسان من تنين شيانغ، لكنه ظل يركض في الهواء بغض النظر عن ذلك.

“أخيراً، رجعت إلى إنسان. لا داعي للقلق حول أن أكون مخطئا كوحش ويمكنني في النهاية العودة إلى بوابة السيوف!”

‏

لا يمكن المساعدة وأطلق صراخًا مرة أخرى، تنين شيانغ الذي تصوره اندمج تماما في نفسيته واندمج في جميع أنحاء جسده. مع ذلك، ما زال يستطيع الوقوف في الهواء بدون جسد تنين شيانغ.

‏

“الشقي يوي….”

‏

شين هو لم يستطع أن يتراجع وقال “يجب أن أخبرك … أنت عاري الآن، ملابسك تمزقت إلى قطع عندما تحولت إلى التنين شيانغ….”

‏

في الهواء، ترددت أصداء صيحة شاب ذكر في جميع أنحاء سلسلة إله الوحش.