رواية نهضة البشرية 31

31 جنس الوحش

“سلسلة تلال إله الوحش هو مكان خاص في البرية العظيمة، تقول الشائعات أنه ضمن دائرة نصف قطرها 800 ميل من الأرض، كان هناك إله الوحش الذي سقط هنا، تحولت جثته إلى سلسلة تلال إله الوحش. سلسلة تلال إله الوحش هي الجنة لأنواع مختلفة من الوحوش الأسطورية التي عاشت هناك، تعرف هذه الوحوش باسم الوحوش المتوحشة من قبل ممارسي التشي في بوابة السيوف”

على سلاح نفس سحب قوس قزح الناقلة، قالت تينغ لانيوي لتشونغ يوي، “الأخ القتالي الصغير، الوحوش المتوحشة هي وحوش تزرع، لكنها منخفضة في الذكاء. بعض الوحوش يمكن أن تتحول إلى شكل بشري، ثم يتم تصنيفها على أنها جنس الوحش. من المثير للاهتمام أننا نحن البشر والشياطين ندخل هذا العالم بهوياتنا المرصوفة على الحجر، لكن الوحوش لا يمكن تصنيفها على هذا النحو إلا عندما تبدأ في الزراعة. أولئك الذين يمكن تصنيفهم على أنهم وحوش جميعهم من ممارسي التشي، فهم أقوياء ومرعبون بشكل لا يصدق!”

ضحكت تاو داير وتابعت، “لكن لا يوجد ممارسون تشي في سلسلة تلال إله الوحش. سمعت أن هناك أرض قدسية مقدسة لجنس الوحوش خارج البرية العظيمة، لكن البرية العظيمة هي مجال البشرية. بوجود بوابة السيوف تحرس البرية العظيمة، الوحوش لا تجرؤ على غزونا. المهمة التي أعطتها بوابة السيوف هذه المرة مسألة صغيرة بالنسبة لنا”

“تاو تاو، قلتي أنكِ شممتي رائحة الأخ القتالي تشونغ من قبل، كيف شممته؟” نظرت تينغ لانيوي إلى تاو داير وتشونغ يوي وفجأة تدخلت بمزاح.

‏

“نعم نعم!”

‏

تحمست السيدات الشابات الأخريات، ضحكن وسألن، “بسرعة، أخبرينا كيف شممتِ رائحته؟”

‏

“تاو تاو، أين شممتِ رائحة الأخ القتالي الأكبر تشونغ، الوجه أم الفم؟ أم كانت بعض الأماكن الأخرى …؟”

‏

قفزت تاو داير وتصلب وجهها، وقفت مع وضع اليدين على الوركين والمرفقين للخارج. “اصنعوا المزيد من الضوضاء وسأرميكم جميعاً من السحب!”

‏

“تاو تاو غاضبة لأننا أمسكنا بذيلها الصغير”

‏

انتقلت إحدى الشابات إلى مكان قريب من تاو داير وفمها مبوز وضحكت، “هل شممتِ رائحته هكذا من الفم إلى الفم؟”

‏

كادت شفاه الشابتين تلامس بعضهما البعض، أخيرا، لم يستطع وجه تاو داير إلا أن يحمر خجلا، دارت رأسها إلى الجانب الآخر بينما كانت السيدات الشابات الأخريات يضحكن بصوت عال، الضحك الصدوي وأصوات الضحك ترددت عبر السحب.

‏

كان وجه تشونغ يوي أيضا أحمر اللون بسبب التحرش، تصرف كما لو أنه لم يسمع شيئا وسأل، “الأخوات القتاليات الكبار، كيف يبدو الأمر خارج البرية العظيمة؟”

نظرت السيدات الشابات إلى بعضهن البعض وهززن رؤوسهن، هزتّ إحدى الشابات رأسها وقالت، “نحن أيضا لا نعرف، لم يغادر أحد منا البرية العظيمة من قبل. لكنني سمعت أن الأمر خطير للغاية، كان هناك أشخاص يخرجون من البرية العظيمة في الماضي، لكن لم يعد أي منهم”

“بل أكثر! سمعت أن القرويين الذين يعيشون على أطراف البرية العظيمة سيفقدون في أغلب الأحيان. خطفهم الاشرار وأكلوهم خارج البرية العظيمة!”

‏

نظر تشونغ يوي إلى يو فاييان وسأل “الأخت القتالية الكبرى أنتِ على علم، هل كنتِ هناك من قبل؟”

‏

هزّت يو فاييان رأسها، “ولا مرة واحدة، لكن هناك ممارسو تشي من عشيرة يوو يو يمشون خارج البرية العظيمة. هناك في الخارج… ليس مكاناً ليعيش فيه البشر”

‏

ليس مكاناً ليعيش فيه البشر، أي نوع من التعليقات هذا؟

‏

جعد تشونغ يوي حاجبيه، سأل شين هو، تثاءب شين هو وأجاب، “كيف أعرف؟ قبل أن أقع في السبات لم يكن هناك شيء يدعى البرية العظيمة أو نحو ذلك، حاكم العالم من نوعك، جنس فوشي السماوي. من كان يعلم بعد أن استيقظت أن جنس فوشي السماوي قد إنتقل الآن إلى الجنس البشري. حتى أنا أتوق لمعرفة ما حدث خلال هذه الفترة من الزمن…. ”

في سلسلة تلال إله الوحش، كانت الجبال شديدة الانحدار ومتوعرة تقف عاليا كالسيوف التي تخترق السماء. الوحوش المتوحشة أخذت سلسلة تلال إله الوحش كأرض تكاثر وجنتهم. لا يوجد أثر واحد للقبائل البشرية يمكن العثور عليه، البشر يعيشون فقط خارج سلسلة تلال إله الوحش. في كثير من الأحيان سيكون هناك رجال قبائل البشر لأنشطة الصيد ولكن فقط في الحلقات الخارجية من سلسلة تلال إله الوحش.

كان هناك الكثير من الوحوش في سلسلة تلال إله الوحش، فقط حفنة من الرجال الشجعان كانوا شجعانا بما يكفي لدخولها.

الآن، كان هناك ما يزيد عن عشرين من تلاميذ البيت العولي لبوابة السيوف يسيرون في أعمق جزء من سلسلة تلال إله الوحش، بأسلحة نفْسهم، ذبحوا كل وحش يمكن أن يروه.

“الأخ القتالي الكبير هان، هذا لا يبدو صحيحا، الوحوش المتوحشة تزداد عددا، لكن أقوى!”

فقد عمل التلاميذ الذين يزيد عددهم عن عشرين تلميذا معا وأسقطوا اخيرا وحشا بقريا.

الوحش البقري كان قوياً، جلد البقر كان قاسياً بما فيه الكفاية ليصمد في وجه أسلحة النفس، تلاميذ البيت العلوي استنفدوا قدراً كبيراً من الجهد لقتله.

كانت جثة الوحش البقري مثل جبل صغير، وقفوا عليه وتغاضوا عن المناطق المحيطة، يمكنهم أن يروا أن سلسلة تلال إله الوحش كانت محاطة بالفلوفيا الوردية التي تذكرنا بالفطر المزهر.

ألقى أحد التلاميذ الصغار نظره حول المكان، قال لقائدهم الأخ القتالي الأكبر هان، “الأخ القتالي الأكبر، هناك شيء خاطئ، هذه البقرة المتوحشة قوية جدا، لم يكن هناك أبدا وحوش متوحشة بهذه القوة تظهر في أماكن مثل سلسلة تلال إله الوحش!”

‏

ابتسم تلميذ آخر وأجاب “الأخ القتالي الصغير أنت تبالغ في رد الفعل، الأخ القتالي الأكبر هان هو أقوى تلميذ في منزل الذكور، ما نوع الوضع الذي لم يقابله من قبل؟ حتى أن عضو عشيرة تشونغ شان وعشيرة شوي تو مهرجون في عيون الأخ القتالي الأكبر هان، إنهم صغار وتافهون!”

‏

الأخ القتالي الأكبر هان الذي تحدثوا عنه كان أقوى تلميذ ذكر في البيت العلوي، على غرار أقوى تلميذة في البيت العلوي للإناث، يو فاييان. ابتسم بحرارة وقال “الأخ القتالي الاكبر شوي تشينغهي قوي، قد يكون أقوى مني. أما عضو عشيرة تشونغ شان، فلا يزال لديه بعض الجوانب التي يحتاج إلى تحسينها”

فجأة، انشق الغاز في المقدمة قليلا، ظهرت ببطء عذراء شابة في وجوههم بينما كانت تسرع الى أمام التلاميذ. كان من الغريب أنها كانت ترتدي ملابس وردية وتمسك بيديها بضباب متآلف يتخذ شكل عصا كما لو كانت تحمل مظلة أو فطر يغطي مظهرها.

لكن بشكل مبهم من جزء من الشخصية الذي كشفته، بدت أنها بعمر 14-15 سنة فقط.

‏

“الأخت القتالية الصغيرة، كوني حذرة، الرائحة سامة!”

‏

صرخ أحد التلاميذ الذكور “بسرعة، اخرجي من هناك!”

“انتظر، هناك شيء غير صحيح!”

‏

استدار وجه الأخ القتالي الكبير هان، وهمس، “من الصعب حتى على الناس مثلنا لدخول سلسلة تلال إله الوحش، كيف فعلت فتاة صغيرة ذلك؟ من الأفضل أن نغادر الآن….”

‏

“نغادر؟ أين يمكنكم الذهاب؟”

‏

تحت ظلال الزهور الشبيهة بالمظلات، انطلقت ضحكة رشيقة من عذراء شابة، ضحكت وقالت، “البشر، الطعام الأكثر لذة في البرية العظيمة، لقد مر وقت طويل جدا منذ أن أكلت واحدا….”

‏

“تراجع!”

صرخ الاخ القتالي الكبير هان، التلاميذ كانوا يسيطرون على أسلحة نفسهم قفزوا وتركوا جثة الوحش البقري حيث قتلوه.

تبدد الضباب الذي يشبه المظلة، كاشفا عن جسد فتاة صغيرة رائعة الجمال، باستثناء عنقها الذي يبلغ طوله ثلاثة اقدام ورأسها أفعى ووجه إنسان، كانت أفعى ذات وجه انسان!

ضحكت الأفعى ذات وجه الإنسان، “قلت، ليس هناك مكان يمكنك أن تهرب منه، لكن لا أحد منكم صدقني!”

هوو——

نمت رقبتها أكبر مع هبوب الرياح، اندفع الجسم المتعرج خارج فتحة رقبة الملابس ونما أطول وأكثر سمكًا ونما رأسها أيضًا أكبر. فجأة أصبحت كبيرة كجبل صغير في جزء من الثانية، اندفعت إلى الأمام وابتلعت أربعة تلاميذ بوابة السيوف في آن واحد!

“هذه الأفعى الوحش هي على وشك أن تصبح ممارسة تشي، سلسلة تلال إله الوحش لن تلد مثل هذا الوحش الخطير للغاية، هي يجب أن تأتي من الخارج!”

أطلق الأخ القتالي الكبير هان صرخة، “استخدم أسلحة النفس وأبطأها، سنكون بأمان طالما غادرنا هذا المكان!”

بقية تلاميذ البيت العلوي كانوا يسيطرون على أسلحة نفسهم واحدا تلو الآخر، مقطعين إلى منطقة رأس وقلب الأفعى الضخمة، ظهرت شرارات من النار مع تصادم أسلحة النفس وحراشف الأفعى، لكن الأفعى تركت دون أذى.

“أيها البشر الأغبياء، أنتم تجرؤون على أن ترويني أسلحة نفسكم، خاصة تلك الأقل شأناً، ألا تعرفون أنكم فقط تطلبون الموت؟”

‏

ضحكت الأفعى العملاقة، فتحت فمها وأمطرت سوائلها السامة، دخان أخضر تصاعد من أسلحة النفس لحظة تلوثها بالسم وفي غمضة عين، تآكلت أسلحة النفس إلى خردة معدنية.

‏

صرخ التلاميذ صرخات تخثر الدماء لأن السموم أكلت أنفسُهم التي كانت تحلق بالسلاح ؛ أنفسهم تبددت في الهواء بينما ماتوا بجانب صرخاتهم العاجزة.

‏

بو-توم، بو-توم – جثث الأخ القتالي الكبير هان والتلاميذ الآخرين تأرجحت وسقطت فجأة على الأرض.

‏

“الكل موتى، البشر ضعفاء جدا، لا عجب أنهم دائما يؤخذون كطعام لنا وللأعراق الأخرى”

قلصت الافعى العملاقة عنقها المتعرج وعادت الى شكلها البشري، هزّت رأسها وهي تتمتم. فجأة ابتسمت وقالت “الاخوة القتاليون الكبار، هل تريدون ان تأكلوا انتم ايضا؟ يمكن لهذه الاخت الصغيرة ان توزِّع على كليكما بعضا منها”

“همف، من يحتاج إليها؟”

‏

سار رجل مفتول العضلات مثل البرج ساخراً “إذا أردت أن آكل البشر، فسوف أمسك بهم بنفسي. هناك الكثير من القبائل البشرية خارج سلسلة تلال إله الوحش، آخر مرة دخلت فيها قرية بشرية، حظيت بوليمة ممتعة!”

‏

كان الرجل مفتول العضلات أكثر من عشرين قدمًا، يرتدي معطفًا سميكًا مكسو بالفرو، نمت خصلات سميكة من الشعر على صدره في حين كان لديه رأس دب يتباهى بأسنانه الحادة.

“أنا فقط خطوة واحدة في الخلف والأخت القتالية الصغيرة قد اعتنت بكل شيء”

‏

رجل آخر قفز بسرعة كبيرة، بدوره، كان لديه رأس أيل، ابتسم وقال، “الأخ القتالي الأكبر شيونغ، الأخت القتالية الصغيرة هي مجرد لطيفة تقدم لنا الطعام. هؤلاء الناس مختلفون عن البشر العاديين الذين هم لطفاء وغير مستساغين. فهم مزارعون، عضلاتهم قوية وصلبة، مرضية للمضغ ولذيذة للأكل. إذا طُرحت في السوق، يمكن بيعها بسعر زهيد!”

الأخت القتالية الصغيرة أومأت بابتسامة، “خاصة ممارسي التشي البشر، إنهم أكثر من قيمة. آخر مرة كنت في مدينة شيان كونغ لحضور مسابقة المليون عرق، رأيت شخصا يبيع ممارسي تشي البشر، ذلك سعر البيع، لا يمكنك حتى تحمل ثمنه حتى لو بعت نفسك!”

كان الدب الأسود مفتونا بشكل واضح، قال، “أسمع أن هناك الكثير من ممارسي التشي عند بوابة السيوف….”

“لا تفكر أبدا في ذلك!”

الأخت القتالية الصغيرة ابتسمت ببرود، “بوابة السيوف قامت بحراسة البرية العظيمة لعشرات الآلاف من السنين، قوتها لا يمكن فهمها. ناهيك عن أنك ما زلت لست من ممارسي التشي حتى الآن، حتى لو كنت بالفعل من ممارسي التشي، إذا كنت تجرؤ على العبث ببوابة السيوف ستموت دون أن تترك وراءك شعرة واحدة! الأخ القتالي الأول غونغيانغ، هل أنا على حق أم لا؟”

أومأ غونغيانغ، ابتسم وقال “نحن هنا اليوم لمرافقة معلمتنا في البحث عن كنوز سلسلة تلال إله الوحش، لا بأس بأكلهم إذا جاء تلاميذ باب السيوف، لكن يجب ألا نستفز بوابة السيوف. سنغادر في الحال عندما تجد معلمتنا الكنز! بوابة السيوف أقوى مما يمكنك أن تتخيل، هناك قوى عامرة تحاول ضم البرية العظيمة في مخالبها ولكن لم ينجح أي منها. يمكن للمرء أن يقول مدى قوة ردع بوابة السيوف”

أومأ الاخ القتالي الكبير شيونغ برأسه وقال بصوت مدوّي “قبل ان نغادر سأنهب بعض البشر وأبيعهم!”

الأخت القتالية الصغيرة أدارت رأسها فجأة نحو السماء وكُتم صوتها، “شخص ما قادم! آي، هناك ثلاث مجموعات منهم، ليس علينا أن نتشاجر الآن، ثلاثة منا سيتولى مسؤولية مجموعة واحدة. الإخوة القتاليين الكبار، تذكروا، يجب أن يموتوا جميعا هنا والآن، يجب ألا يبقى أحد على قيد الحياة خشية أن يسربوا كلمة عن هذا، أو عندما يتم إبلاغ بوابة السيوف، فإنه سيحبط خطط معلمتنا!”

‏

غونغيانغ والاخ القتالي الأكبر شيونغ أومآ وذهبا في طريقهما.

‏

الأخت القتالية الصغيرة بصقت وحركت لسانها الطويل، انزلقت بسرعة نحو سحب قوس قزح الناقلة حيث كان تشونغ يوي، تاو داير والآخرين، تمتمت لنفسها، “آمل أن تتمكن المعلمة من الحصول بسرعة على الكنز، إذا سحبنا هذه المسألة أكثر من ذلك، أخشى أن القادم لن يكون هؤلاء التلاميذ الصغار العاجزين بعد الآن، لكن ممارسي التشي….”