رواية أعمدة السماء للخارج

علقت امرأة جميلة بشعر بني وعيون رمادية على عمود معدني.....قيدت بالسلاسل المعدنية التي لفت على عنقها بقوة كبيرة و قيدت يداها للخلف بقوة وكذلك قدماها....

تلطخت ثيابها بالدماء وجسمها بالجروح...اجتمع الناس حولها وكان بعضهم يلقي عليها الحجارة لترتطم بوجهها و صدرها وكانوا يكررون عبارة ( خائنة!!!!! اقتلوها...احرقوها)!!!!

عندما سمعت المرأة هذه الكلمات قالت بألم وبصوت منخفض:

_ق..قلت لكم لم افعل ذ....

لم تنهي جملتها حتى ضربها رجل وقف بجانبها بقطعة معدنية على معدتها بقوة لتتوقف عن الكلام حينها و تتوه ببحر الالم ثم اعاد ضربها بقوة على معدتها مجددا...

وانتقل لاحقا نحو صدرها

ركلها بعدها بقوة ب

واعاد ذلك مرة و مرة و مرة....واستمر بذلك حتى انه لم يبقى احد الا سمع مناجاتها وهي تكرر عبارة

(ل_لست خائنة).....!!.....

استمر تعذيبها لوقت طويل حتى كادت تفقد وعيها....الا ان ذلك الرجل لم يتوقف حتى عندما رأها هكذا ولا الناس حتى ثم صرخ قائلا:

_هيااا احضروا الاخشاب!!!!. لنتخلص من هذه الساحرة الخائنة !!!!....

اجتمعت الاخشاب تحت اقدام تلك المرأة

ثم امسكها الرجل ذاك مش شعرها...وضغط على وجهها بيده وقال لها هامسا:

_تستحقين هذا ايتها الخائنة....

ثم ابتعد عنها.....وامسك مشعلا ناريا....والقاه على الاخشاب اسفل اقدامها....لتهب النار بها بشكل فوري....

ثم تعالت صرخات الناس الفرحين بإحراقها....اما هي اكتفت بالصراخ الما... قبل ان يختفي صوتها....

من بين تلك الحشود...سالت دمعة على خد طفلة همست قائلة:

امي....!!!

قالتها ايڤي بصوت هادئ ثم اوقفت تلك الدموع التي حاوت الخروج من عيناها وقالت بنفسها:

_رغم انني ارى هذا الحلم بشكل دائم الا انني ابكي بكل مرة....سحقا متى سأنسى هذا الالم!!!

قالتها وهي تمد يدها للاعلى بإهمال ثم ارخت نفسها وقالت:

_يبدو انني غفوت...اظن انني محظوظة لاغفو قليلا

ثم وجهت نظرها نحو مكان ذلك الشخص بجانبها فلم تجده مما رسم على وجهها ملامح البسمة التي لا تعني اي شيء🙂......

كان ذلك الشخص يقف عند حافة الهوة يتمعن النظر بها....ثم اتى صوت ايڤي من الخلف الذي قال له،:

_انت هنا اذا....

استدار ذلك الشخص نحوها ببطئ وقالت له:

_كيف تشعر؟....اظن انك تشعر بتحسن لتذهب للسير الست محقة؟....

نظر ذلك الشخص لها ثم اشاح بنظره بهدوء وقال لها:

_لا بد انك تتكلمين كثيرا ...

لمعت عيون ايڤي حينها وابتسمت بفرح وقالت بنفسها:

_انه مسالم فعلا....

ثم امالت رأسها له ليراها وقالت له:

_انا ادعى ايڤي.... وانت؟

هز ذلك الشخص رأسه لها وقال:

_ايڤيرات...هذا هو اسمي...

ضربته ايڤي برفق على كتفه وقالت بمرح:

_يااه...نتشارك نفس الاحرف تقريبا...

ثم اشاحت بنظرها عنه وتلفتت ناحية الهوة وقالت:

_انها هوة كبيرة اليس كذلك يا ايڤيرات....

كنت اتمنى عبورها....

صمت رفيقنا قليلا...ثم وجه نظره ناحيتها وقال لها:

_تعبرينها؟...هل تعلمين ما يوجد خلفها؟...

اجابته ايڤي بهدوء وهي ترمي بعض الحصى برجلها اسفل الهوة:

_ما اعلمه فعلا وما انا متأكدة منه هو ان ذلك المكان...هو النعيم الذي وصفته والدتي لي...لقد قالت ان اتجاه الشرق هو اتجاه الخلاص....وانا أؤمن بكلماتها ...

تنهد ايفيرات عندما سمعها وقال لها:

_ خلاص ماذا ايتها الفتاة؟....

ثم سار مبتعدا عنها واكمل:

_ ان عبر اي شخص لتلك الناحية سيموت قبل ان يدرك ذلك....

ركضت ايڤي قليلا لتصله ثم تباطئت مع خطواته وقالت له:.

_تقول ذلك وكأنك متأكد منه....هل ذهبت الى هناك؟؟؟...

لم يتوقف ايفيرات عن السير وقال لها:

_كنت !! سأذهب الى هناك لكن سأنتظر بعض الوقت حتى اتحسن...

عندها امسكته ايڤي من يده و اوقفته وقالت له:

_اذااا...ما رأيك بأن تأتي معي؟....

ازال ايڤيرات يده منها بعنف وقال لها:

_هل تمازحينني؟...

اطلقت ايڤي ضحكة كبيرة ذات صوت عالي....كانت اشبه بالقهقهة....ثم اقتربت منه واسندت يدها اليسرى على كتفه وقالت له بعدما رفعت رأسها له:

_هل ابدو كشخص يجيد الممازحة....استمع لي...انت مصاب وبالكاد يمكنك السير....

ثم اكملت بعدما ابتعدت عنه قليلا:

_ لعلمك فقط ....عندما عرضت عليك ذلك كان لمصلحتك انت....انا لست بخرقاء....

تلك الاجنحة التي كانت لديك وهذه العينان التي تملكها...انت شيطان ويبدو ان....

اقترب ايفيرات منها بسرعة واغلق فمها بالضغط عليه وقال لها بهمس:

_اغلقي فمك قليلا.....!!!!

تفاجئت ايڤي من ذلك بشدة ثم رفعت نظرها للسماء قليلا فرأت ما اشبه بقناديل مضيئة تطوف بالاعلى و قالت بنفسها:

_ك..كشافة؟....

ثم شعرت بنفسها وكأن احد قد حملها لتنظر للارض اسفل قدميها اكملت بدهشة:

_كم...كم هو سريع !!!!؟

قالتها و هي تزيح بنظرها نحو ايفيرات الذي اتجه مسرعا نحو المكان الذي كانت تجلس به ايڤي....و فور ما وصل القاها ارضا بإهمال وقال لها:

_انهم كشافة...كشافة الشياطين ان شاهدوا اي بشري او شخص مثلي لتمت مهاجمته وقتله...

من قصدهم ايڤيرات بكلامه هم ما اشبه ببشر لكن قصار القامة اجسامهم عظمية سودا اللون ..

لديهم اجنحة قصيرة نسبيا مخالبهم حادة...وافواههم متصلة ببعضها....

قالت ايڤي له وهي تقف بهدوء:

_اعلم ذلك...لكن الست شخصا من....

ثم صمتت عندما رأت نقشا صغيرا على جانب عنقه بلون اسود قاتم...كان يشبه الاجنحة...ثم قالت بنفسها :

_شيطان....من تصنيف حاكم !!!!!

قالتها و قد اخفت صدمتها....فقد عرفت القليل الان واتضحت لها الصورة....

لماذا؟....

في هذا العالم يوجد 3 اصناف للشياطين

الاول: تصنيف سيد

والثاني صنف خادم

والثالث والاخير صنف على انه حاكم...

وقد دارت الحرب بين هذه الأصناف الثلاث...

حيث شكل التصنيف الأخير تهديدا للصنفين الأول و الثاني...لما يمتلكه من قوة و جبروت...

هذا ما قالته ايڤي بنفسها صمتت قليلا واكملت:

_انت على عكس صنفك تبدو مسالما فعلا....

فهم ايڤيرات المقصد من كلامها فقال لها:

_يا فتاة !!...ليس لدي اي سبب لاهاجمك...ما هي الفكرة التي لديك تماما؟...

لم تعلق ايڤي على كلامه هذا...فقد كان محقا...

تخيل ان تجد شخصا وتهاجمه دون سبب....!!!

وجهت ايڤي نظرها نحو بوصلتها ثم قفزت من مكانها وقالت بانفعال :

_علي العودة !!!! سحقا !!!

تلفت ايڤيرات لها وعلى وجهه علامات التساؤل...لينظر لها و هي تلملم اغراضها بصعوبة بيدها الواحدة ثم قالت له:

_انت !!! الن تأتي معي؟؟...

وقبل ان يكمل اي شيء وقفت بسرعة وقالت له:

_اكرر...انت مصاب وما زالت بعض جراحك مكشوفة...و تلك الجراح الغائرة بظهرك لم اضمدها بعد....لديك بعض المشاكل مع اولئك الشياطين

تنازل عن كبريائك ورافقني...

مستعمرتي فظيعة لكن لن تبقى طويلا صدقني....

تاه ايڤيرات حائرا بكلامها... الفتاة لم تكذب بأي شيء...ترى هل سيوافق على الذهاب معها؟.....

_يا فتاة !!!! ظننت انك متي!!!!!

قالها شخص غليظ بوجه حوى على ندوب بسيطة... يرتدي قميصا ضيقا شعره يميل للابيض قليلا ربت على كتف ايڤي بعنف واكمل:

_كدت اقتل كين لانه سمح لكي بالخروج....

كانت ايڤي تقف امام ذلك الرجل ثم امالت رأسها لتنظر لكين الذي لم يبالي ابدا بما قاله الرجل ولا حتى بإيڤي ...

فقالت الاخيرة و هي تبتعد عنه:

_انا هنا الان....واريد الذهاب للنوم...اسفة على جعلك قلقا...

قهقه ذاك الرجل ضاحكا بصوت عالي ثم قال:

_قلق؟؟؟.!!!! الشيء الوحيد الذي انا قلق بشأنه هو ان تتم خيانتا فقط...انت تعلمين مستعمرتنا هي الأفضل وهناك الكثير من الذين يحاولون السيطرة عليها....

قال ذلك الرجل هذه الكلمات و قصد بها معنى اخر....مما جعل ايڤي تشعر بالانزعاج لكنها اخفت ذلك ابتسامتها فقط🙂.....

مضت مدة بعد ذلك....

ثم قالت وهي تسير برفقة ايڤيرات:

_لا اعلم كيف دخلت دون ان يراك احد ...

كان ايڤيرات يراقب بعيناه تلك المستعمرة

التي بدت كقرية صغيرة اسفل الارض ثم اكملت له:

_لا تقلق...اظن ان الناس نائمة الان ..

اجابها ايفيرات بهدوء:

_لست قلقا... لكن...من ذلك الشخص الذي كلمك؟....

همست ايڨي له قائلة:

_انه زعيم المستعمرة هذه....سأقول لك ما تريد بشرط ان تفعل ذلك ايضا...ما رأيك؟

قالتها بعدما تلفتت له لينظر لها و يزيح وجهه عنها دون ان يجيبها....

دخلت الى منزلها الصغير...اغلقت الباب خلفها ثم تنهدت بارتياح شديد وهي تقول:

_واخيييراااا !!!! يمكنني الراحة الان....

كان منزلا عاديا...عاديااا جداااا.....

انتزعت سترتها و تلفتت لايڤيرات خلفها وقالت له:

_الان....دعني اتفقدك...!!!!

وضعت ايڤي كرات قطنية وقد امتلأت بالدماء داخل سلة نفايات صغيرة بقربها....

ثم قالت بحماس؛

_هل انت جاهز ذلك سيؤلم قليلا !!

كانت تقصد انها ستبدأ بغرس القطب بظهره...حيث جلست خلفه لتعتني بتلك التقطعات على ظهره

توتر ايڤيرات من ذلك وقال لها:

_اذا يا ايڤي...

ارى انك تجيدين ذلك ....

قالت ايڨي بسرور قليل:

_هيي هيي...تعلمت ذلك بنفسي عندما فقدت ذراعي

ثم بدأت بذلك الوخز فسألها ايفيرات مجددا :

_كيف فقدتها اذا ؟...

فكرت ايڤي بالاجابة قليلا ثم قالت:

_لقد اقتلعها رجل ما...

تجهم ايڤيرات عندما سمع ذلك وقال:

_هل تقصدين انه تم انتزاعها لا قطعها؟؟...

همهمت ايڤي بالموافقة وقالت له:

_لقد اقتلعها بعدما قتل والدي...وقال انها الثمن لكوني ابنه قاتل...لقد كنت مصابة بها بجرح عميق...ثم اتى هو و اقتلعها...

زاد تجهم ايڤيرات على ذلك....

ثم قالت هي:

_لهذا اريد الرحيل من هنا...لقد احرقوا والدتي...و قتلوا والدي...متجاهلين ما فعلوه من اجلهم.....

قبل ان تقتل امي...اعطتني بوصلة صغيرة وقالت لي بأن أذهب للشرق....قالت ان هناك سأجد سكان الاعمدة...وانني سأنسى كل هذا...

لا اطيق العيش هنا او الحياة مع هؤلاء البشر...لذا سأذهب الى ذلك المكان...سأغير من قدري ولن اقبل بالموت هنا !!!....

قالتها وقد انهت الاعتناء بذلك الجرح...ثم مررت يدها على ظهر ايڤيرات الذي قال لها:

_فهمت هدفك....هل كان الاعتناء بالجراح صعبا بيد واحدة؟....

ابتعد ايڤي لخلفه قليلا ثم قالت بهدوء:

_انت جاهل....اقول لك انني اعتدت على ذلك... لكن اخبرني عنك...ما هذه الجروح التي حصلت عليها....؟...

تنهد ايڤيرات بتعب قليلا وقال:

_انها موضع اجنحة كنت املكها...لكنها تقطعت...لا اظن انها ستنمو بعد الآن....

هزت ايڤي رأسها قليلا وسألته:

_ايڤيرات....هل ستأتي معي...للاعمدة؟...

هل ستأتي معي للاعمدة؟......

قالتها و قد لمعت عيناها الرماديتان ببريق جميل....

ثم اكملت بهدوء:

_اريد منك ان تكون شريكي في ذلك....

لم يجب ايڨيرات عليها...و بقي صامتا... الى ان قال لها:

_يا فتاة ما هذا السؤال؟...انتي تعلمين انني سأذهب لهناك فعلا...

تلفتت له ايڤي من الخلف وقالت له:

_اذا...هل ستقبل ان اتي معك؟...لدينا نفس الوجهة!!!

لن يؤثر ذلك عليك كثيرا !!!

ثم نزلت عن الاريكة لتجلس بجانبه ارضا وقالت له:

_صحيح !!!....اخبرني لما ستذهب الى هناك..قلت لك سببي ولكنك لم تفعل ..يمكن الاطمئنان لن اقول لاي احد !!!

اعاد ايفيرات نفسه للخلف بهدوء وقال لها:

_ليس و كانه امر سري....او انك اذا عرفته ستحل الكارثة...

عندها وضعت ايفي يدها على رأسه وحركته ناحيتها وقالت بحماس:

_اخبرني اذااا !!!

ازال ايڤيرات يد ايڤي عنه وقال لها:

_انه يتعلق بمهمة اوكلت لي...

قال ذلك ثم لمح لمعان غريبا بأعين ايڤي واكمل و هو ينظر لها بغرابة:

_باختصار شديد...على الذهاب لاسياد الاعمدة لانهاء المقايضة التي تمت بينهم و بين سيدتي....

تجاهلت ايڤي كل ذلك وقالت بلهفة:

_سيدتك ؟؟!!...هووو مثير...اين هي؟؟

تنهد ايڤيرات بيأس وقال لها:

_يا فتاة...لو كانت سيدتي هنا لذهبت هي...وليس انا...

تلبدت ملامح ايڤي قليلا😗....ثم قالت له بصوت منخفض متقطع:

_اذاااا.....اي مقايضة تلك؟....

عندما كانت الحرب مندلعة بين الشياطين اراد اسياد الاعمدة انهاء ذلك بأي وسيلة....فاختاروا تدمير ساحة معركتهم التي هي ارض البشر...وكعقاب للشياطين تقرر حبسهم تحت الارض...الا ان سيدة ما تدخلت لمنع ذلك...واقترحت عليهم وضع حد للحرب بطريقة اقل تدميرا.... فاقترحت ان تغطى الارض بالاعمدة التي ستنهي اثار الحرب...وستكون تلك الاعمدة ايضا مانعة لقوة الشياطين ذات تأثيرات جانبية عليهم....

لم نكن نعلم مدى قوة اسياد الاعمدة...ولا حتى انهم سيستطيعون ان يضعوا حدا لذلك....(ايڤيرات يتكلم)

لذلك عندما القوا لعنتهم

اجبرنا على انهاء الحرب بشكل عام...لكن تلك السيدة اعتبرت كخائنة...لتعاونها ضد الشياطين..لذلك تم قتلها....وما لم تنجزه هي اوكلته لي.....

تلبدت ملامح ايڤي مجددا وقالت بنفسها:

_ذلك يذكرني بأمي نوعا ما....

ثم قالت له:

_اذا...ما هي المهمة الان؟

اجابها ايڤيرات قائلا:

_لاكمال الاتفاق ايتها اللبيدة....

كان من المقرر انه عندما تنتهي الحرب سيتم ازالة الاعمدة...وبما انها قد انتهت على الاتفاق ان تتم....

رفعت ايڤي حاجبها بتعجب وقالت له:

_ماذا يضمن لك ان الحرب لن تعود اذا....؟؟؟

اغمض ايڤيرات عيناه بهدوء واسند رأسه على الاريكة وقال لها:

_سيتم النظر بهذا عندما نجتمع ما زلت لا اعرف كل التفاصيل الصغيرة عن الامر....والامر سيكون صعبا بعد ان فقدت اجنحتي.....وايجاد المكان سيكون صعبا ايضا.....

عندما قال ايڤيرات هذه الكلمات قفزت ايڤي من مكانها لتعبر للغرفة المقابلة بمنزلها....ومن شدة سرعتها لم تلحظ انها داست على ايڤيرات تماما ليقفز الاخير من مكانه ويتلفت ناحيتها ليجدها قد ذهبت ثم اتى صوت فوضوي من الداخل

وبقي للحظات....فتنهد ايڤيرات مجددا واعاد نفسه للخلف.. ثم القيت عليه حقيبة بنية اللون لتجعله يقفز من مكانه ثم تبعتها ايڤي التي قالت له:

_ سأساعدك بإيجاد المكان على شرط ان اذهب معك !!!

تعجب ايفيرات قليلا من كلامها فأكملت هي،:

_لقد تركت والدتي لي معدات قالت انها ستساعدني بالذهاب للاعمدة....ومنها هذه البوصلة...

قالتها واخرجت له بوصلتها فتناولها من يدها....

تأملها قليلا وقال بتعجب:

_كيف هذا؟؟... هذه البوصلة !!

مدت ايڤي يدها للاعلى بتعب وقالت:

_سأعطيك مهلة للغد حتى تفكر...انا جاهزة و يبقى قرارك...انا متعبة الان مع كل ذلك الاعتناء بك سأذهب للنوم اراك صباحا.....

قالتها و وقفت مبتعدة عنه وذهبت لتسير من امامه و لوحت له بيدها وقالت ممازحة:

_سأنام بغرفتي....اتمنى الا تكون منحرفا...

تجهم ايڤيرات عندما سمع ذلك وقال لها😑:

_ما الذي خطر ببالك يا فتاة!!؟؟

اتاه صوت ايڤي من الداخل وقد قالت له:

_ايڤي يا احمق...!!

لم يجب ايڤيرات ذلك ثم وجه نظره للبوصلة وقال:

_فتاة غريبة فعلا...ما بال عقلها؟....

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

ارتفعت الشمس راسمه خيوطها الذهبية بالسماء...

مضيفةً للجو المزيد من اللون البرتقالي الذي تخبط بالغبار ليرسم صورة ضبابية للمكان....

ثم مرت اشعة الشمس من بين الاعمدة الشاهقة لتكشف ما حوت اسفلها من جثث لبشر و خراب...واثناء هذا كله...

وقف ذلك الشخص ذو العيون الصفراء ينظر للمكان بتمعن بعيناه و ملامحه الميتة تلك لم تتغير

واتى صوت رقيق من خلفه قال له:

_لقد قلت انك تخلصت من جناحيه...لذا لا تقلق سيكون الباقي سهلا...

قالتها فتاة بشعر ابيض طويل ذو لون اسود من نهاياته انسدل على اكتافها و غرة مستقيمة الشكل....

مع وشاح احمر على عنقها ....

كانت عيناها هادئة و عابسة ذات لون احمر جذاب و نقوش صغيرة على وجهها

ارتدت ملابس سوداء مكشوفة الاكتاف والرقبة كشفت جمالها و مفاتنها...

وتنورة قصيرة سوداء كذلك مفتوحة من عند رجلها حافية القدمين و حوت ارجلها على اساور اشبه بالسلاسل...لها بيدها سوار فضي لامع

ثم اكملت له:

_ عليك الاسترخاء قليلا...ڤورن

تلفت ڤورن نحوها وقال لها:

_سأنهي مهمتي بعدها استرخي....

سارت تلك الفتاة نحوه قليلا وقالت له:

_لو انك قبلت مساعدتي لانهينا امره...انت تستهين به..

لم يجبها ڨورن على ذلك فأكملت:

_اوكلت هذه المهمة لنا نحن الحراس الثلاث...الا انك رفضت تدخلي و ليا...

علينا قتله...ذاك اللعين ذو تصنيف الحاكم...

كانت تقول هذه الكلمات بكل هدوء...بنبره تكاد تكون ميته فقال لها ڤورن:

_اشعر به قريبا من هنا...لكنني لا اعلم اين تماما...سيتطلب الامر بعض الوقت لايجاده....

سارت تلك الفتاة امامه...بدى كانها تسير على الماء من خفتها وقالت له :

_سأكون قريبة هذه المرة...سأتدخل ان وجدته وكان الوضع صعبا عليك

راقبها ڤورن بعيناه الحادتين وهي تسير مبتعدة قبل ان يختفي اثرها تماما ولم يقل اي شيء او يعلق حتى...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في منزل ايڤي....

فتحت ايڤي باب غرفتها وخرجت منها كانت تضع يدها على بطنها بإهمال ثم التقت عيناها بإيڤيرات الذي لم يغير مكان جلوسه ابدا ولا حتى الوضعية...سارت نحوها وضربته برجلها وقالت :

_هي انت!.....

رفع ايڤيرات رأسه قليلا ووجه نظره نحوها فأكملت :

_ما هو قرارك؟...هل ستأخذني معك؟...

اعاد ايڤيرات رأسه للامام ببطئ وقال :

_اج....

لم ينهي كلمته حتى قفزت ايڤي من امامه فرحا... مما جمد الدماء بجسده😨 واخذت تتقافز بجميع انحاء المنزل وهي تقول :

_يواهاهاهاعاهاهاهاااا اخيراااا سأذهب من هنا دون عودة !!!

وانهت تقلبها وقفزت عنده وركلته برجله بقوة وقالت بحماس:

_اعتبر هذه الركلة عناق مني لك !!!

ثم انطلقت نحو غرفتها لتتجهز بسرعة كبيرة...ففتحت الباب بعدها بقوة وذهبت نحو غرفة اخرى....

تلبدت ملامح ايڤيرات وهو يستمع لكل هذه الاحداث المتلاحقة ثم وقف وقال بهدوء:

_ انها لطيفة على كل حال ستكون شريكة جيدة....

ثم تلفت جانبا ليفاجئ بشطيرة كبيرة الجحم تحشر داخل فمه تبعها كوب شاي ساخن ثم اتى صوت ايڤي المتحمسة الذي يقول:

_هيا بسرعة تناول هذاا....علينا الذهااب...

قالتها وابتعدت عنه...ثم توجهت لتنهي شطيرتها بسرعة كبيرة و تشرب كوبها بسرعة غير مبالية بسخونته...

ارتدت حقيبته ظهرها اخيرا ولملمت اشياءها المهمة و وقفت امام ايڤرات بسرعة وقالت له:

_انا جاهزة الان فالنذهب....

لم تفسر ايڤي ملامح ايفيرات حينها...

كان ينظر لها بطريقة غريبة وقال لها:

_كل هذه السرعة بذراع واحدة !!!

تبسمت ايڤي بشدة وقالت له:

_هيي هييي.....انت مسالم فعلا ....

سار ايڤيرات ليتجاهلها وقال لها:

_سأخرج اولا...اسرعي بالخروج...

هزت ايڤي رأسها موافقة واخرجته خارج المنزل بنفسها...اغلقت الباب واحتفظت بالمفتاح ثم ادارت وجهها له وقالت :

_لنن...

لم تنهي جملتها لانها لم تجده مكانه فأكملت بنفسها بسرور:

_من يهتم...ان شيطان بتصنيف حاكم لديه كل الاساليب الخاصة....

ثم وجهت بصرها نحو الطريق وقالت متحمسة بعدما بدأت بالركض بسرعة:

_سأغادر هذا الجحيم اخيرا !!!!

سأذهب للاعمدة...سأذهب للمكان الذي اخبرتني امي عنه...!!!!

لحسن حظها انها لم تجد احدا بطريقها مما زادها فرحا....ثم وصلت الى مكان تواجد المخرج وكالعادة وجدت كين جالسا هناك...اما الاخير تلفت نحوها وقبل ان يقول اي شيء اندفعت نحوه وعانقته بشدة...وقالت بفرح:

_سأشتاق لك انت فقط ...!!!

ابعدها كين عنه جانبا وقال بلهجمة غير متحمسة:

_ما معنى ذلك؟...

اجابته ايڤي بحماس:

_سأذهب للخارج لكن هذه المرة مختلفة!!!!

هز كين رأسه موافقا وقال لها:

_حسنا افعلي ذلك فقط ...اعتني بنفسك ايضا....

تقدمت ايڤي نحوه و لكمته بهدوء وقالت له:

_هييي اشعر بحماسك فعلا.....

ثم سارت مبتعدة نحو المخرج لتبدأ بفتح الباب وقالت له:

_اراك لاحقا يا كين...سأشتاق لك...

قالتها و فتحت ذلك المخرج بسرعة و خرجت منه....كانت متحمسة لدرجة انها لم تودعه جيدا...عندما اتيحت لها هذه الفرصة تخلت عن جميع مستعمرتها دون ان تفكر بهم ....هل هي فظيعة برأيكم؟...

فتحت الباب واخرجت رأسها لينفض الهواء شعرها الرمادي القصير رفعت رأسها لتجد ايڤيرات يقف عن المدخل ينتظرها...

فرفعت نفسها بشكل كامل بصعوبه واغلقت المدخل...وقفت عنده وقالت له:

_هل نذهب الان؟....

هز ايڤيرات رأسه بالموافقة لها وسارا معا...

الان ان الاخير قال لها:

_ايڤي....الان بعدما خرجنا هناك الكثير من الخطر يحوم حولنا لذا اريد منكي فقط ان تتخذي الخيار الاكثر عقلانية عندما نواجه خطرا كبيرا....

اقول هذا لانني اظن انني لن اتمكن من قوله لاحقا...

تلفتت ايڤي له وابتسمت اقتربت منه وقالت له:

_لا تقلق....بعد الان سأضع كل ثقتي بك...افعل انت ذلك ايضا...اظن ان القدر جمعنا لسبب ما....ولاول مرة سأثق بذلك القدر الذي لطالما خيب ظني....

قالتها و ابتسمت له...لتظهر بعيناها حزن ما اختلط بسعادة لطيفة....

اما هو قال لها بعدما ازاح وجهه:

_لنرى اذا ما الذي سيخبأه القدر لكي

••••

هبت رياح خفيفة لتبعثر التراب ذا اللون الاصفر المحمر لتجعل الرؤية اكثر صعوبة قليلا وتقطع معها انفاس ايڤي التي كانت تتثاؤب خلال ذلك....فقد استنشقت ذلك الغبار وبدأت بالسعال...وكادت عيناها تخرجان من رأسها خلال ذلك...ثم تمالكت انفاسها ونظرت لايفيرات الذي سار امامها دون ان يتوقف حتى فقالت بأسىً و قد دمعت عيناها من كل ذلك السعال:

_اتمنى ان يحصل لك ذلك!!!! وان تفقد حنجرتك!!!

قالتها ثم وقفت بتباطئ وسارت عدة خطوات حتى اصبحت بجانبه تقريبا فقالت له بانزعاج:

_الم تسمع شيئا ما بالخلف؟....

اجابها ايڤيرات بكل هدوء :

_لم يقل لك احد ان تتركي فمكِ مفتوحا....

تجهمت ايڤي و ادرات وجهها للجهة المقابلة ثم قالت له:

_ما رأيك بأن تحمل حقيبتي انها ثقيلة؟

تلفت لها ايفيرات وقال لها:

_انها حقيبتكِ لما اقوم بذلك؟...ان كانت مزعجة اتركيها فقط....

فتحت ايڤي فمها باندهاش و لوحت بيدها امامها وقالت باستهزاء :

_واااااااو.....انت مذهل بإيجاد الحلول ....

نظر ايفيرات لها وقال:

_اغلقي فمكِ فقط قد تدخل به حشرة كالمرة السابقة

انزلت ايڤي اكتافها بيأس و همست قائلة:

_لم تكن حشرة....

تم وجهت وجهها للامام وقالت له:

_لم يبقى الكثير حتى نصل للهوة...هل تعلم كيف سنعبرها؟....

توقف ايڤيرات مكانه ثم تلفت للخلف بينما توقفت ايڤي لاحقا وقالت له بعدما نظرت الى المكان الذي ينظر له:

_هل هناك خطب ما؟....

تمعن ايڤيرات قليلا بالمكان خلفهم....كان الاثنان يسيران بطريق واسع تقريبا بين الاعمدة...كانت هذه هي الجهة التي تؤدي للشرق...

استدار لها ايفيرات وقال لها:

_ اسرعي خطاكي قليلا...

ثم اكمل طريقه فأكملته معه واجابها على سؤالها قائلا:

_لدي طريقة لذلك لا تقلقي.....

ثم اكمل اجابته ليسألها:

_اخبريني الان...كيف حصلت والدتكي على تلك البوصلة؟...

تلفتت ايڤي نحوه بحماس نوعا ما وقالت له:

_لا اعلم....لكنها قالت لي انها ستقودنا للشرقو هو مكان تواجد سكان الاعمدة....

تعجب ايڤيرات من ذلك نوعا ما وقال لها:

_هكذا اذا....دعيني اعلم لما تم قتلها ايضا....

تلفتت ايڤي للامام ....تردت قليلا وقالت له:

_مم...اتهمت بالخيانة...

لم يقل ايڤيرات اي شيء لها ليدعها تكمل فأكملت بدورها:.

_لقد كان ذلك خلال فقترة الحرب ربما....لا اذكر كل التفاصيل كنت صغيرة....المهم ان امي كانت ممرضة كانت ايضا لها مكانة مهمة نظرا لانها اعتبرت من صفوف الاغاثة العليا التي وبالاستناد على ذلك كان عليهم معرفة الامور المهمة التي تساعدهم بالميدان...كانت تساعد الاشخاص المتضررين اثناء الحرب...كما تعلم طبعا فالحرب كانت مندلعة بأراضينا....

قاطعها ايفيرات حينها قال لها:

_ما هو سبب تهمتها يا فتاة تكلمي بسرعة.....

تجهمت ايڤي عندما سمعت ذلك وقالت له:

_اتهمت انها كانت تسرب معلومات للجهات المعادية لنا...حيث ان بعض فئات الشياطين الضعيفة كانت تهدف للاستيلاء على مواردهم و اراضهم اشياءهم التي لم اكن لاتذكرها...

ثم رفعت نظرها بإيفيرات وقالت له:

_هذا هو السبب....

صمت ايفيرات قليلا عندها و قال لها:

_وانتِ ما هو رأيك؟...

اجابته ايڤي بانفعال شديد :

_بالطبع لن اصدق ذلك!!!....كانت امي تقول و تكرر انها ليست بخائنة...

تجهم ايڤيرات قليلا قال لها:

_ما فعلته والدتك هو تعريف الخيانة...هل تنحازين لجانب بمجرد انه عزيز عليكِ؟...

تقدمت ايڤي امامه قليلا وقالت له وقد زاد انفعالها قليلا،:

_,انت لا تعرفها لكنني كذلك !!!!.....وهي لم تفعل ذلك

تنهد ايفيرات باستهزاء وقال لها:

_يا فتاة...انظري مع من تسيرين الان....الا يذكركِ ذاك بشيء؟؟؟...

شعرت ايڤي حينها بغضب قليل ولم تجبه أما ايڤيرات نظر لها من جانب عينه و عض شفاهه وقال بنفسه:

_هذا ممتع نوعا ما....

شاهدت ايڤي نظراته تلك وقالت له :

_انت تصبح مزعجا بشكل تدريجي.....

ثم تناست ما قاله و سارا بهدوء دون ان تلتفت له وبعد مضي لحظة نظرت امامها قالت له :

_هه....وصلنا تقريبا كان طريقا سهلا.....

قالتها و تلفتت له.....نظرت الي جانبها الايمن فلم تجده....فألقت نظرت حولها بالمكان فلم تجد له اي اثر....ثم قالت:

_بحقك؟؟!!!! اين تذهب هكذا فجأة !!!!!.......

ثم قالت بنفسها بعدما وجهت نظرها للهوة عند قدميها :

_قال انه يعلم كيف يعبرها....هل....

عبثت بشعرها بشدة ادارت نفسها ناحية الاعمدة وقالت :

_لا اظن انه فعلها....قلت له انني سأثق به عليه اللعنة للابد !!!!!....

تنهدت بيأس عميق واغمضت عيناها ثم قالت:

_سيأتي الان سأنتظره.....

ثم فتحت عيناها ببطئ.... وكادت تقفز من مكانها من الدهشة....كان ذلك الشخص ڤورن ذو العيون الصفراء قد طفى امامها...مرتفعا عن الارض باستخدام اجنحته....كان ينظر لها بتمعن ثم قال لها:

_,تنتظرين من؟....

توقفت ايڨي عن الحركة حينها رفعت يدها نحو صدرها تراجعت للخلف خطوة واحدة وقالت بتعجب بنفسها:

_من...هذا؟؟!!!

لمحت اجنحته السوداء و مظهره الغريب وقالت بنفسها:

_شي..طان؟ اجل انه كذلك...انه لا يبدو مثل ايڤيرات بتاتا...!!! هل اقول شيئا ما؟....

قالتها بتردد كبير وهي تنظر له....شعرت بقدمها و هي تلامس الا شيء خلفها...فقد كانت تقف عند حافة الهوة تماما....ثم قالت له بتردد:

_هلا...ابتعدت قليلا فقط.. اكاد اسقط!....

نظر ڤورن لها وتراجع للخلف قليلا الا ان ايڤي لم تتحرك من مكانها...

لا بد ان ذلك المدعو ڤورن شعر به معها

ثم قال لها:

_هل التقيتي بشخص ذو شعر اسود؟...

تلعثمت ايڤي بالاجابة قليلا ثم قالت له:

_لا....

لم يعلق ڤورن على كلامها....تقدم نحوها قليلا فزاد توترها....فرد جناحه و مده نحوها و اعادها للخلف قليلا نحوه الهوة...

فشهرت بقدماها و قد بدأتها تلامسا الهواء فتلاشى غضبها و امسكت بجناحه وصرخت به:

_, لحظة!!! ماذا تفعل!!!!!؟؟

اجابها ڤورن بهدوء الميت ذاك وقد بدأ بإزاحتها اكثر قليلا:

_أتأكد فقط.....

توترت ايڤي مجددا حينها وقالت له:

_هاا؟؟....

قالتها دفعها ڨورن مجددا لتسقط قدماها عن الحافة و تتدلى للاسفل...الا انها تشبثت بيدها اليسرى ببعض الصخور البارزة على الحافة تاركة نصف جسمها العلوي تقريبا بالاعلى وقدماها تترنحان مع الهواء بالاسفل ثم رفعت عيناها بڤورن و قالت له؛

_ايها الدنيء !!!....

قالت بنفسها بغضب:

_ذلك الحقير ايڤيرات...لا بد انه شعر به و تركني لوحدي....لكن لماذا فعل ذلك !!!!! سيعود...انا اثق به سيأتي الان!!!

انهت كلماتها وقد زاد تشبتها صعوبة حاولت الاتكاء على بعض الصخور لتشبث نفسها الا انها كانت هشة و تساقطت للاسفل فقط....

نظرت لڤورن الذي كان يرقبها بعيناه وقالت له:

_الى ما تنظر ؟؟؟!!!!

لم يعلق ڤورن عليها....ثم استدار بسرعة نحو جهة اليمين ليتصدى لهجوم خفيف من ايڤيرات بجناحه ثم قال بهدوء:

_ها هو ذا...

تلفتت ايڤي الي تلك الناحية

ثم اغلقت عيناها بسبب اندفاع شديد بالهواء نتيجة لصد ڤورن لهجوم اخر من من ايڤيرات الذي ظهر امامها بلمح البصر ثم قال لها:

_انتظري قليلا فقط...!!!!

تأملته ايڤي قليلا فقط ثم صرخت به:

_ما فائدة اختفائك المفاجئ !!!!!!

لم يجبها ايڤيرات حينها ووجه ضربة لڤورن ليجبره على التراجع للخلف

وتبعه ايڤيرات بسرعة

تاركا ايڤي معلقة تتشبث بقوة بواسطة ذراعها اليسرى بتلك الحافة ذات الارتفاع الشهيق...

ثم قالت بصعوبة امتزجت بغضبها:

_سحقا...!!!! التشبث صعب جدا بيد واحدة...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

تراجع ڤورن للخلف متجنبا هجوم ايفيرات ثم اعاد اجنحته للامام

بقوة لتتشكل حلقات سوداء حادة اتجهت نحو الأخير بسرعة تجنبها بالابتعاد جانبا ثم اخذ يتجه نحو ڤورن بسرعة ....بعدما توهجت يداه و ظهر عليها شعار دائري الشكل احتوى على دوائر و اسهم امتدت بشكل على طولي يداه....

لمح ڤورن ذاك الشعار ثم جعل اجنحته تختفي بسرعة لتترك خلفها ريشا اسود يتطاير بالمكان.....

ثم قفز ليتصدى لهجوم ايڤيرات بيداه بعدما دعمهما بطبقة سوداء من قوته...

اما ايڤيرات فقد اخذ يهاجمه بكل قوة يوجه له ضربات عديدة غير تارك له اي ثغرة في هجومه ...

فقال ڤورن بنفسه بدهشة قليلة:

_انه مختلف عن المرة السابقة....سيزداد هذا صعوبة على عكس ما توقعته....

قالها و قد تلقى ضربة قوية اخرى من ايڤيرات..اعادته للخلف بقوة و ادت لتحطيم ما على يداه من داعم... ثم ظهر امامه مجددا ليعيد هجومه بقوة ...

وبشكل سريع وضع ڤورن يده امامه ليصد الضربة التي فورما صدها...تمزقت ذراعه من اعلى منطقة الكف وبشكل طولي تماما حتى كادت عظام يده تظهر مما تركه بدهشة نوعا ما

ثم تراجع للخلف مجددا وارتكز على الاعمدة واظهر جناحاه مجددا بسرعة وانطلق مسرعا نحو ايڤيرات وفورما التقيا مجددا التحما معا بقتال كان متساوي القوى تماما.....

حتى قام ڤورن بتفجير شعاع بلون اسود قاتم بينهما ادى الى شقوق و جراح في جسد ايڤيرات الا انها لم تكن ذات تأثير عظيم....

ثم رد هذا الهجوم بركلة قوية وجهها نحو جانب عنق ڤورن ليعيده للخلف بقوة شديدة....

ثم وقف مكانه قائلا بنفسه:

_ايڤي !!!!!

ثم تراجع مجددا للخلف بسرعة تاركا ڤورن الذي برز من بين الغبار الذي احدثه ارتطامه الشديد....

كان يمسك نهاية جرح يده التي ظهرت عظامها بالفعل ليوقف نزيفها بعدما ضغط عليها يشدة...وقد كانت تنزف بشكل غير طبيعي مسببة الم كبيرا له اخفاه بملامحه التي تحولت للغضب الشديد

ثم قال بنفسه:

_علينا انهاء هذا الامر !!!

كانت ايڤي لا تزال تتشبث بكل ما اوتيت من قوة... ثم قالت بنفسها بغضب:

_اصبري يا ايڤي....قليلا فقط!!!!

قالتها وقد انزلقت يدها نتيجة لتهالك الصخور التي كانت تمسكها....مما دفعها للسقوط اكثر...ثم بقيت رؤوس اصابعها فقط التي تمنع سقوطها الكامل.....

فتحت عيناها ونظرت للاسفل....نظرت لذلك الارتفاع الشهيق الذي ستسقط به....كان عاليا لدرجة ان الغيوم كانت بالاسفل ثم قالت بنفسها وهي ترفع ذراعها المقطوع بيأس محاولة الاستفادة منها(ذراعها مقطوعة حتى اعلى المفصل الاوسط)

وقالت بنفسها:

_اتمنى فقط ان....!!!!

قالتها و قد انزلقت يدها تماما...هنا لتسقط للاسفل بسرعة كبيرة!!!!....لم تكد تسمع سوى صوت الرياح الذي كان يمر من عند اذنيها....فتحت عيناها لتجد نفسها قد توسطت كل تلك الغيوم ثم قالت بنفسها:

_مشهد جميل قبل موتي🌚🌚....

قالتها و قد ارتطمت بأحد حواف الهوة البارزة بقوة...لتشعر بألم في جانب خاصرتها ثم اكملت طريقها بالسقوط...الا انها وجدت نفسها قد اصبحت قريبة من الحافة فمدت يدها اليسرى لتحاول فقط التشبث للمرة الاخيرة بالحافة....

لكن يا عزيزي القارئ اتعلم ما حدث لها؟

نتج عن اندفاعها الشديد للاسفل واحتكاك اصابعها السريع بكل تلك الصخور تمزق جلد كفها و تحطم اظافرها الا انها لم تتوقف عن محاولة تبطيء سقوطها

حتى نجحت بذلك....

فتحت عيناها بالم شديد...و رفعت رأسها لترى ان دمائها قد تركت اثرا طويلاا على جدار الهوة....فقالت بنفسها:

_هذا سيء...سيء جدا....لمحت خاصرتها التي بدأت بالنزيف الشديد فشعرت بالاحباط قليلا وصرخت بغضب:

_اتسمعني يا ايفيرات!!!! سحقااا لككك!!!!

اتمنى ان تهلك ايها الخ...

قالتها وشعرت بأحد ما يمسكها ثم اتى صوت ايفيرات الذي قال لها:

_هل القي بكِ الان من هنا؟؟؟...

قالها و قد شدها ناحيته ثم اكمل لها:

_تشبثي جيدا... لست متفرغا لكِ...

قالها وقد كان يتكأ على الحافة بشكل شبه عكسي بكل راحة وضعها على ظهره فلفت يدها على عنقعه من الخلف و همست له بصوت مرعب بعدما اسودت عيناها و ابيض و جهها:

_صدقني....ستندم لما فعلته....

تجاهل ايڤيرات ذلك ثم اعاد نفسه للخلف قليلا وانطلق مسرعا بإتجاه الاعلى.... أما ايڤي اغلقت عيناها كي تتجنب النظر للاسفل او لاي شيء سيعكر بالها ....

اما بالاعلى وقف ڤورن ينتظر اولئك الاثنان حتى شعر بايڤيرات يتجه نحوه مسرعا....

أستخدم ذلك الهجوم نفسه الذي فعله عند قتاله الاول به....وانطلقت تلك الاشعة المميته نحو الاسفل بكل قوة....

لمح ايڤيرات ذاك الهجوم قادم نحوه....

ثم التف بالهواء ليشكل ما اشبه بدرع من الهواء ارتكز عليه وزاد سرعته للاعلى

متجنبا بعضا من ذلك الهجوم وقال بنفسه بغضب قليل:

_اكره هجومه هذا !!!!....كما ان ايڤي معي الان هل انسحب للحفاظ على سلامتها؟ .....

قالها ثم اتاه صوت ايڤي التي صرخت به:

_انها قادمة نحونا مباااشرة !!!!

تلفت ايڤيرات نحوها ثم الى المكان الذي اشارت له فالتف مجددا و ارتكز على الهواء لينطلق جانبا ثم صرخت به ايڤي:

_اكاد اسقط!!! تشبث بي!!!!

صرخ بها ايڤيرات بغضب و هو يتجنب بقية الهجوم:

_تدبري امر نفسك!!!!!

بالفعل كادت ايڤي تقع فقد كانت يدها متعبة و كل تلك الحركة جعلت التشبث صعبا...فزاظت من احكام يدها على عنق ايڤيرات حتى كادت تخنقه ثم فتحت فمها بشكل كبير...واعطته عضة مبيرة بكتفه لتشبث نفسها به....

يا له من تفكير !!!!

كانت عضتها كفيلة بجعل سرعة ايڤيرات تزداد...

ولم يطل الامر حتى التقى بڤورن مجددا...

الذي اطلق صوت صفير عندما رأهما بهذه الحالة....

و مجددا بدأ ذلك القتال بينهم انهاه ايڤيرات بضربة قوية نحو وجه ڤورن اعاده للخلف بقوة شديدة...ثم تراجع ايڤيرات بدوره بقوة كبيرة نحو الخلف....

حط ايڤرات على الجهة المقابلة من الهوة...تنهد براحة كبيرة حينها و فتح عيناه ببطئ....

ثم وضع يده على رأسه ايڤي التي لا زالت تعض بكتفه وقال لها:

_يكفي هذا...ابتعدي!!!!

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••