46bad43a1f2d7ec6شمس الرواياتb59950ad665657184e40e3b50aa04ac8

القوانين؟كان غارفيت وشيرا متشابهان في أشياء كثيرة.كلاهما يبدوان مخيفين.كلاهما ضخم الجثة.يحبان بعضهما البعض.ويعلمان متى يستعرضان، ومتى يتراجعان.كانا رقيقين من الداخل.وكلاهما يعرف كيف يميز "الفخذ السمين"، أي الشخص الذي يمكنهما الاعتماد عليه.فمنذ اللحظة التي رأى فيها شيرا أليكس، عرف النمر ذلك.عرف أن أليكس هو أكبر سمكة يمكن أن يراهن عليها.كانت حواس شيرا أفضل من غارفيت، ولهذا تمكن من تقدير قوة أليكس الحقيقية حتى قبل أن يدركها غارفيت.أما الآن؟ فالآن عرف غارفيت نفس الشيء.صحيح أنه لم يرَ أليكس يقاتل، لكن ثقته العمياء بشيرا كانت في عنان السماء، وبما أن شيرا استسلم لأليكس حتى قبل القتال، فهذا يكفي غارفيت ليحكم عليه بأنه قوي للغاية.وبالنسبة لغارفيت، كان أليكس الآن أشبه بأولئك الأثرياء الذين اعتادوا رعاية عروض السيرك التي كان يشارك فيها."شيرا، تدحرج!"همس غارفيت بالأمر لشيرا، ففعلها الأخير بلا تردد.كان شيرا ممددًا على الأرض، على جانبه البطني، وهو الجانب الأضعف، مظهرًا بطنه للسماء."هيا، ألن تربت على هذه القطة الظريفة؟ إنها تطلب القليل من الحب."قال غارفيت بصوت ملؤه الأمل والمودة والإغراء، فتسللت كلماته إلى أذني أليكس."التعبير!!"صرخ غارفيت هامسًا بنبرة عاجلة.عليك أن تبدو لطيفًا على الأقل!حث شيرا في نفسه بينما نظر بسرعة نحو أليكس.لكنه تنهد حين لاحظ أن أليكس لم يرَ التعبير "غير الظريف" الذي كان شيرا يصطنعه.أما شيرا، فقد هرع لتغيير ملامحه محاولًا صنع تعبير الجرو البريء بعينيه الواسعتين.لكن… هل بدا لطيفًا فعلًا؟"نعم! هذا هو! تبدو رائعًا جدًا الآن!"كاد غارفيت يقفز من شدة الفرح عندما رأى تعبير شيرا وقد أتقنه، أما شيرا، الذي سمع المديح، فقد بدأ يهز ذيله بفخر.أم… ربما كان تعريفهما للجاذبية مشوهًا بعض الشيء، لأن تعبير شيرا لم يجعله يبدو ظريفًا، بل زاد من رعبه…"إنه ينهض!"قال غارفيت بصوت خافت، لينبّه شيرا، فاستدار النمر بسرعة نحو أليكس مكررًا تعبير الجرو البريء في عينيه.لكن ما إن رأيا البريق الذي مرّ في عيني أليكس، حتى ارتعدا وبدأت قشعريرة تتسلل إلى قلبيهما..."ش-شيرا، أعتقد أنه غاضب…"همس غارفيت على عجل، وعيناه تلاحقان أليكس بإعجاب وشيء من الحرج."غرر…"أصدر شيرا زمجرة تنم عن ضيق، وكأنما يقول: "لا حاجة لإخباري!""هل… لا تبدو ظريفًا في نظره؟"قال غارفيت بنبرة مرتبكة، وكأن الفكرة لم تخطر بباله أصلًا."آآررر…"تنهّد شيرا بانكسار.لكن في اللحظة التالية، اشتدت القشعريرة التي شعرا بها، مع مرور بريق غريب في عيني أليكس.تحولت عيناه الذهبيتان الباردتان إلى نظرة حادة، وما إن تجمدت أجسادهما في مكانها، حتى أدركا…اللعنة! إنه على وشك استخدام مهارته!فالرعب الذي شعرا به، لم يكن ممكنًا دون استخدام مهارة."اللعنة!"صرخ غارفيت وهو يدرك أنه كان مندفعًا أكثر من اللازم.لكن ما أرعبهما أكثر، هو أن أليكس لم يستخدم مهارته بعد، بل كان على وشك استخدامها.فما شعرا به لم يكن سوى آثار تمهيدية للمهارة.لكن فجأة، تجمد جسد أليكس في مكانه."هاه؟""غروو؟"بدت عليهما الحيرة، خاصة حين رأوا تجاعيد الحيرة تتعمق في وجه أليكس.ما الذي يحدث؟تمتم أليكس داخليًا وهو يحاول أن يُحرّك جسده بالقوة.لكنه مهما حاول، شعر وكأنه يحاول زحزحة جبل.<أعتقد أن->بدأ الذكاء الاصطناعي في قول شيء، لكن صوتًا أنثويًا حادًا، عذبًا، وساخرًا قاطعه.[تسك، تسك، تسك.]"غرر…"وقف شيرا فورًا، جسده مائل للأمام، وشعره منتصب كتحذير.إنها هي.وضع غارفيت يده على ظهر شيرا، بينما كانت عيناه تراقبان نقطة معينة في الهواء بعبوس.النظام…أدرك أليكس الآن أن الشيء الوحيد الذي يمكنه تجميده بهذا الشكل، ليس إلا النظام نفسه.كان بإمكانها أن تقتله، فما بالك بتجميده.<نعم، هذا ما كنت سأقوله، لكن…>لم يكمل الذكاء الاصطناعي كلماته، لأن أليكس كان بالفعل يحدق بالكرة الضوئية التي ظهرت بجانب الشاشة الوهمية التي تعرض عدد المشاركين.بدأت الكرة الضوئية تتشكل، وسرعان ما اتخذت شكل النظام الذي رآه أليكس من قبل.وما إن ظهرت بشكلها الكامل، حتى وقفت وذراعاها معقودتان أمام صدرها بتعالٍ، وابتسامة خبيثة تعلو شفتيها، وعيناها مليئتان بالسخرية والاستهزاء وهي تحدق بأليكس.[انظر إلى نفسك.لست معصومًا من الأخطاء، أليس كذلك؟؟]علّقت النظام وهي تضحك بشماتة وانتصار.فقد نجحت أخيرًا في جعل أليكس يخرق أحد القوانين أو شيئًا من هذا القبيل!"لماذا؟"لكن أليكس حدق بها بنظرة خالية من المشاعر.لم يسأل سوى سؤال واحد – لماذا يتعرض لهذه العقوبة؟فالقانون واضح تمامًا: النظام لا يتدخل إلا إن خرق أحدهم القوانين.[هاه؟لقد خرقت أول قاعدة - لا يُسمح للبشر بأن تكون لديهم نية لإيذاء بشر آخر.ومع ذلك، تسألني - لماذا؟؟لماذا أنتم البشر أغبياء لهذا الحد؟!]لم تتورع النظام عن السخرية والازدراء في كلماتها وهي تخاطب أليكس.أما غارفيت وشيرا، اللذان كانا واقفين بحذر واستعداد للقتال، فقد تجاهلتهما النظام تمامًا.لكن النظرة في أعينهما لم تكن كما كانت من قبل.نظرة العداء والعدوانية في عيونهما كانت واضحة جدًا حتى إن طفلًا كان ليفهمها.عدو الأمس، عدوٌ دائم.كان هذا أحد المبادئ التي يعيشان بها، فمن يتجرأ على إيذائهما يصبح عدوًا لهما إلى الأبد.وكل إنسان، أيًّا كان، لديه جانب مظلم وقاسٍ، وإن لم يكن، فإن هذا العالم قادر على جعله كذلك.فكيف لا يعرف شيرا وغارفيت، وقد بلغا من القوة ما لم يبلغه كثيرون، مدى قسوة هذا العالم؟كانا يعلمان جيدًا، ويعلمان أن العالم سيزداد فوضى وقانون الغاب سيسود.لهذا أرادا شخصًا قويًا كأليكس ليحمي ظهريهما."غررر…"زمجر شيرا، لكن غارفيت ربت على ظهره."لا. ليس الآن."فهو، مثل أليكس، كان قد قرأ القوانين، ويعلم ما له وما عليه."سيحين وقتنا…"كان غارفيت ينتظر اللحظة المناسبة، اللحظة التي يخطئ فيها النظام.فكما أن هناك قوانين للبشر، فهناك قوانين لا يستطيع النظام نفسه كسرها."قوانين؟"لكن سؤال أليكس جعلهما يلتفتان إليه.

585c612cf8434e74شمس الرواياتc0c57e172aa64672d0f599017028a474

a2d4586e30a76657شمس الرواياتf1747971a3366863e61ea94d514fc1b5