رواية إله الذبح 58

الفصل 58: كيف تظفر بالفتاة تسوه شي الجميلة والعبقرية

عاش شي يان في منزل من الحجارة مكون من ثلاثة طوابق.

كان الطابق الأول يحتوي على العديد من الأشياء المتنوعة، والطابق الثاني مخصص للراحة، والطابق الثالث مليء برفوف الكتب الضخمة حيث احتفظ شي يان بجميع أنواع الكتب القديمة.

بعد أن قاد تسوه شي إلى المنزل، رأى شي يان أن الحشد قد تبعهم أيضًا. عندها صاح بهم من الباب: أحتاج إلى الهدوء. لا تدخلوا منزلي. ”

ثم أغلق الباب وقال لتسووه شي، “لنصعد إلى الطابق العلوي. ”

أومأت تسوه شي برأسها وتبعته إلى الطابق الثاني.

” حسنا، أنت اصعدي وانتظري في الطابق الثالث لبعض الوقت. أحتاج إلى الاستحمام وتغيير ملابسي. سألحق بك بعد قليل. ” أعاد صدفة السلحفاة إلى تسوه شي وأشار إلى السلم المؤدي إلى الطابق الثالث، “السلم من هنا. ”

أدارت تسوه شي عينيها تجاهه، وسألته:

” لماذا الاستحمام الآن؟ “.

” هذا أمر لا يعنيك أريد أن أشعر بالراحة. لا تعطي نفسك أكثر من حقها ايتها الفتاة الصغيرة، أنت تفكري بنفسك كثيرا! لا تضيّعُي وقتَي. اذهبي إلى الطابق الثالث! فسأخلع ملابسي الآن. ”

لم يهتم بكونها فتاة، وخلع شي يان رداء المحاربين وألقاه على الشماعة. ووقف امامها فقط بملابسه الداخلية ويكاد يكون عارياً. نظر إلى تسوه شي بلا مبالاة، “لماذا ما زلت هنا؟ ”

بعد أن أمضى فترة طويلة من التدريب المكثف، أصبح شي يان أقوى بكثير. حتى بدت كل عضلة من عضلاته لامعة وقاسية، كما لو كانت صبت من الحديد، تنبعث منها إحساس قوي بالقوة والذكورة معا.

عندما رأته تسوه شي يخلع ملابسه دون أي خجل، أصيبت بالذعر. ولم تتمالك نفسها وشتمت “فاسق! وسرعان ما أخذت صدفة السلحفاة واندفعت إلى الطابق الثالث مسرعة ووجهها يحمر خجلاً.

بالرغم من ذلك بينما كانت تمشي إلى الطابق العلوي قالت تسوه شي في نفسها. هذا الرجل … لديه بنية قوية.

كانت مساحة الطابق الثالث مائتي متر مربع.

بالإضافة إلى أرفف الكتب، كان هناك العديد من الجرار والزجاجات والأواني وأكواب النبيذ الغريبة في الطابق الثالث الواسع.

التقطت تسوه شي كتابًا قديمًا، وفتحته وقلبت صفحاته لتدرك أنها لا تستطيع قراءته.

هزت تسوه شي رأسها وفكرت في نفسها، ” حقا غريب الاطوار! ”

كان لدى تسوه شي أيضًا هوايات مختلفة ومتنوعة لكن ليس إلى هذا الحد.

لقد درست النباتات وحفلات الشاي وعلم التنجيم والطب والأسلحة، وكل منها لفترة قصيرة. ولكنها كانت كسولة للغاية لذا لم تستطع التركيز على شيء واحد لفترة طويلة. كانت تتحول إلى شيء جديد بعد فترة وجيزة.

ولكن كانت هذه الكتب القديمة الموجودة في الطابق الثالث تدور في الغالب حول التاريخ القديم والقدماء.

لم تكن تسوه شي مهتمة بهم على الإطلاق وكذلك لا أحد يهتم بها في اتحاد التجار، وقد وجدتها مملة ويصعب فهمها. الآن هي متأكدة من أن شي يان هذا كان حقا غريب الأطوار.

لماذا أنت مهتم بالحياة القديمة؟ ما علاقة ذلك بك؟ ماذا ستستفيد منها؟

لوت تسوه شي شفتيها، واعتقدت أن شي يان كان أكثر جهلًا وأقل كفاءة منها.

أعجاب من طرف واحد

تجولت تسوه شي في الطابق الثالث، وشعرت بالملل الشديد، فذهبت ووقفت بجوار صدفة السلحفاة الجاثمة على الأرض، في انتظار عودة شي يان.

بعد نصف ساعة، صعد شي يان السلم ببطء. كان يرتدي ثوبًا أخضر فاتحًا طويلًا، وقد بدا وسيمًا إلى حد ما.

لكن تسوه شي لم تنظر إليه إلا مرة واحدة، بعد ذلك استمرت في التحديق في صدفة السلحفاة. قبل أن تسأله

” انتهيت ؟، دعنا نلقي نظرة سريعة، لقد انتظرت طويلاً. ”

رأت تسوه شي الكثير من الرجال الجذابين، وكان رجال عائلة تسوه جميعًا حسنوا المظهر. لذلك كان تسوه شي محصنة تقريبًا من الرجال الوسيمين.

” فتاة، لقد اعتدت ان يتطلع الناس اليك، اليس كذلك؟ إذا لم تتعلمي الم الانتظار والصبر، كيف ستعرف مدى صعوبة ذلك على الآخرين؟ ”

سخر شى يان، ولم يستمع إليها، ولكن أولا ذهب إلى أرفف الكتب، واطلع على الذكريات المتجذرة في رأسه، وأخرج كتابا قديما ثقيل غطاه التراب، ثم انتقل إلى تسوه شي الواقفة بجانب الصدفة

وقفت تسوه شي مذهولة، فقد أذهلتها كلماته.، لكنها أومأت موافقة، “أنت على حق، لقد كان الآخرون دائمًا ينتظرونني ويخطبون ودي. لم أحتج إلى أحد أبدا. إذن هذا هو الشعور بأن أحدهم أفضل منك … لماذا يتطلع هؤلاء الرفاق الي كثيرا؟ الامر مؤلم جدا كيف تمكنوا من التحمل طوال هذه الفترة، ولم يتذمر أحدهم ابدا، بل بقوا يتحدثون معي بوجه تملؤه الابتسامات؟ ”

” هذا لأنهم منحطين وأنذال! ” علق شي يان بصراحة.

” ها ه! ”

ضحكت تسوه شي، وعيناها اللامعتان تنظران إلى شي يان، وتحدثت وهي تبتسم، “أنت قاس للغاية. كيف تصفهم انهم منحطون؟ ”

” أعتقد أن أسمك لا ينبغي أن يكون تسوه شي، يجب عليك بدلا من ذلك أن يسموك تسوه شين شين. ”

” لماذا؟ ”

” في بلادي، يسمون الأطفال على أساس ما ينقصهم. (واضح ان شين شين تعني الذكاء)

“بل أنت من تفتقر إلى الذكاء! أحمق! ”

” إذا انت لست بهذا الغباء؟ ” قال شي يان بلا مبالاة،

“ان لم تكوني بلهاء، فكيف لا تعرفي ما الذي يفكرون فيه؟ لقد أرادوا أن يخطبوا ودك لذلك بالطبع لن يظهروا أي استياء. كل الرجال، قبل أن يحصلوا على مبتغاهم، يتصرفون بانحطاط ودونية. وبعد حصولهم عليه، سيكونون أكثر نذاله! ”

” أنت تتحدث عن نفسك أيضا؟ ”

أشرقت عينا تسوه شي، وابتسمت وهي تنظر إليه.

” احمم ….. احمم، قلت الرجل العادي هكذا، ولكن أنا استثناء. ”

صرح شي يان بلا خجل، ثم انحني، واقترب من صدفة السلحفاة على الأرض. بيد واحدة، قلب بسرعة بين صفحات الكتاب القديم السميك. كلما وصل إلى صفحة معينة، كان يتوقف مؤقتًا، مشيرًا بإصبعه إلى رمز قديم معين.

على الجزء الخلفي من صدفة السلحفاة والتي بحجم الحوض، وبصرف النظر عن نمط تموج على السطح، كانت جميعها تتكون من ثمانية رموز قديمة كل رمز في حجم إصبع الخنصر. هذه الحروف الثمانية القديمة لم تبدو وكأنها منحوتة بأزاميل، وبدلاً من ذلك بدت وكأنها تشكلت بشكل طبيعي وشكلت مع بعضها أنماط تموج على صدفة السلحفاة؛ لقد كان منظرها ساحرا.

رصت الحروف الثمانية القديمة في سطرين وكان كل حرف بنفس الحجم تقريبًا، وأعطى كل منها إحساسًا بالقسوة والخطر عند لمسها.

تحسس شي يان سطح كل رمز بيده اليسرى، ويده اليمنى تقلب باستمرار الكتاب القديم في يده. في بعض الأحيان كان يقطب حاجبيه في التفكير، وفي أحيان أخرى، تشرق عيناه وتظهر ابتسامة في زاوية شفتيه، كما لو أنه توصل إلى شيء ما. اندمج في فك رموز اللغة القديمة على صدفة السلحفاة.

ومن فرط التركيز، نسى تماما وجود فتاة صغيرة جميلة واقفة بجانبه.

انحنت تسوه شي اللطيفة على ركبتيها، ونظر وجهها الرقيق اليه، تراقب باستمرار إلى التغييرات في تعبير وجه شي يان.

يمكنك ان تقول، عندما ركز شي يان بشدة، أظهر السحر الفريد للرجل نوعا من السحر لم تراه من قبل.

لقد أعجبت تسوه شي إلى حد ما بهذا النوع من التفاني الذي صاحبه تجاهل لم تجربه من قبل، وأومأت برأسها بصمت في ذهنها، مفكرة، “على الرغم من غروره البعيد، وتذمره المستمر، ولكن عندما يعمل، فهو جاد جدًا في عمله. ”

“فوووو! فوووو! ”

في الغرفة الصامتة، لم يكن هناك سوى صوت شي يان وهو يقلب بسرعة في كتابه. جلست تسوه شي على ركبتيها بهدوء بجانبه دون مقاطعة.

بعد فترة طويلة، أغلق شي يان الكتاب فجأة في يده وقال بوجه جاد، “انتهيت. ”

أشرقت عينا تسوه شي، وسألت بسعادة.

” ماذا تعني هذه الأحرف الثمانية؟ ”

صاح شي يان بصوت عميق وباللغة القديمة:

” درع السلحفاة التنين! الكتابات البازلتية (من العصر البازلتي! ” .

” ها …. انظر! ”

همست تسوه شي، مشيرًا إلى صدفة السلحفاة، وتحدث بدهشة، “صدفة السلحفاة تتوهج بسبب صوتك! ”

فوجئ شي يان، ونظر بسرعة إلى حيث تشير. كانت الأنماط على صدفة السلحفاة تتوهج بضوء أخضر خافت.

كان الأمر كما لو أن الحروف الثمانية القديمة قد بعثت من الموت، وتنقلت ببطء على صدفة السلحفاة، وكونت نمطا جديدا.

مدهوشين، وقف كلا من تسوه شي وشي يان يراقبان المنظر المذهل.

شكلت الحروف الثمانية القديمة، بعد التحول لفترة من الوقت، حفرة على شكل يد.

على صدفة السلحفاة، كان هناك وهج أخضر فاتح، ونبضات مستمرة غريبة تتسرب من صدفة السلحفاة. وبدا أن الهواء والطاقة في الغرفة ينجذبان إلى صدفة السلحفاة، تدفقت الطاقة بسرعة داخل القشرة، مما جعل التنفس صعبًا على شي يان و تسوه شي.

بعد التحديق في صدفة السلحفاة لبعض الوقت، فزع شي يان، وفجأة أدرك الامور الغريبة التي تحدث لصدفة السلحفاة التي كما لو كانت تريد شخصًا أن يضع يده فيها.

ذهل شي يان للحظة، ثم صاح ” تسوه شي، أنا سأبقى هنا، انت أذهبي إلى غرفة المعيشة فورا، وأخبري الجدين ليأتوا هنا! أسرعي! “.

” ! حسنا ”

صُدمت تسوه شي من التغيير الذي طرأ على صدفة السلحفاة، ولكن لم تتردد في ان تنفذ أمر شي يان.

كان تعبير شي يان جادًا، وعيناه مثبتتان على صدفة السلحفاة. انتفض جسدها الرقيق لثانية قبل ان تختفي اختفت من أمام ناظري شي يان بسرعة.

كانت الصدفة ترغب في التعرف على مالكها …… بمجرد ظهور الفكرة في ذهنه، لم يستطع شي يان المقاومة، وأراد وضع يده على صدفة السلحفاة.

ومع ذلك، بعد أن مد يده قليلا، أدرك ما كان يفعله.

” لا، صدفة السلحفاة هذه تنتمي إلى تسوه شي، ولا ينبغي أن أكون أنا من يحصل عليها. ”

عند التفكير في هذا، توقف شي يان، وأخذ نفسًا عميقًا، وأبتعد بضع خطوات عن صدفة السلحفاة، منتظرًا بصبر.

بعد لحظة قصيرة، جاء تسوه شي وتسوه شو ورئيس الأسرة إلى الغرفة مسرعين، وأحاط الثلاثة صدفة السلحفاة، وهم يشاهدون صدفة السلحفاة التي تتغير تتوهج باستمرار.

” وهذا هو ما حدث … ” أوضح شي يان الامر باختصار، ثم قال، “إن حفرة اليد التي تظهر على صدفة سلحفاة ينبغي أن تكون المفتاح لامتلاكها. فقط ضع يدك عليها وستتمكن من معرفة سر صدفة السلحفاة. بما أن ليتل شي هي من أحضرها، فلن أعبث أنا بها. ”

” هل هناك خطورة من الاقتراب منها؟ ” تساءل تسوه شو بصوت عالٍ. في هذه اللحظة، كان مترددا قليلا.

” أنا لا أعرف. ” هز شي يان رأسه، وسكت لثانية، ثم صرح بأفكاره، “السبب في أنني استدعيتكم هو أني لا أعلم إن كانت خطيرة أم لا. نظرًا لأنكم جميعًا هنا، حتى لو تبين أن صدفة السلحفاة خطيرة، فتكونوا قادرًين على إيقافها. ”

اشرقت عيون تسوه شو

” حسنا انت تخبرنا أن لا ضير من المحاولة؟ “.

من الواضح أنه هناك علاقة بين الكتابات البازلتية (من العصر البازلتي ودرع السلحفاة التنين وبين المهارات القتالية القديمة والكنوز القديمة المخبأة، لذلك لا عجب في أنها استحوذت على اهتمام تسوه شو.

ابتسم شي يان، وقال بسخرية:

” بالطبع يمكننا المحاولة، الجد تسوه، إذا كنت قلقًا على تسوه شي، يمكنني أن أخاطر من أجلها، ما رأيك؟ ”

“أنا سأفعلها. ”

سمعت تسوه شي ما قاله شي يان، وبدون أن تنتظر رأي جدها تسوه شو، مدت يدها التي تشبه البلور في صفائه وضعتها في الحفرة على صدفة السلحفاة.

” بووووم! ”

صدر صوت طرقعة مكتومة من داخل صدفة السلحفاة.

انطلقت منها خمس إبر رفيعة غرست نفسها في أصابع تسوه شي الخمسة.

دماء حمراء قانية سالت على الفور من أصابع تسوه شي. مثل الياقوت تدحرج الدم في الحفرة على شكل اليد كما لو كان حيا، وامتصته صدفة السلحفاة كاملا.

اندلع ضوء أخضر ساطع فجأة من صدفة السلحفاة، وكاد الضوء الأخضر المتوهج يعمي عيون الجميع.

طارت الرموز القديمة الغريبة التي شكلها الضوء الأخضر فجأة، وسارت على طول ذراع تسوه شي، وتوجهت مباشرة إلى رأسها.

موعدنا الخميس القادم مع فصول جديدة من رواية god of slaughter مترجمة