رواية ضد الالهة 36

36 – إســمـــي هــو يــــــــون شــــــي

الفصل – 36 إســمـــي هــو يــــــــون شــــــي

يون ؟؟ وقد تفاجأ شياو شي ، ففي قارة الغيمة الزرقاء ، كان اللقب الذي أعطاه له سیده ” يون ” ايضة ، انها مصادفة غريبة حقاً ….

” بصرف النظر عن لقب والدك الحقيقي ، فليس لدي أي معلومات أخرى ، فعلی سبيل المثال ليس لد فكرة عن اسمه أو من أين أتي “

” التقى شیاو بينغ والدك خلال رحلة سفر حول امبراطورية الرياح الزرقاء ، وفي تلك السنة انقذ والدك حياة شياو بينغ بينما كانت تتم مهاجمته من قبل وحش عمیق ، بعد ذلك أكمل الاثنان السفر معا، وبعد فترة من الزمن أصبحا اخوة بالقسم قبل أن يفترقا ويذهب كل منهما في سبيله “.

رفع شیاو لي رأسه كما لو كان يشعر بحنين الى الماضي وقال باعتزاز: ” بعد عودة شیاو بينغ وصف لي والدك وأثنى عليه كثيرا ، وقال انه كانت لديه موهبة مذهلة ولا تضاهي ، ورغم أن شياو بينغ كان معترفاً به كالشاب الأكثر موهبة في مدينة الغيمة العائمة الا انه اعترف صراحة أنه لم يكن جديراً أن يقارن بوالدك … ، بالطبع لم أصدق ذلك فسألته عن المستوى العميق الذي وصل له ، لكن شياو بينغ ابتسم وبقي صامتاً لبرهة قبل أن يقول أني لن أصدق حتى لو قال لي ..”

“لا أحد يعرف شخصية ابني أفضل مني ، وهو لم يكن بالشخص الذي يكذب على الاطلاق ، في ذلك الوقت كان أباك ذو موهبةً استثنائية بالفعل ، وفي سن مبكرة ، وصلت قوته الى حد مذهل ، ومع ذلك كان بإمكانك أن ترى لطفه وشهامته من رغبته بأن يصبح اخا بالقسم لشياو بينغ الذي كان اقل قوة منه بكثير ، ولهذه الأسباب فلم أكن أستغرب اشادة شياو بينغ المستمرة بوالدك وتشرفه بكونه اخا له “.

” بعد ذلك تزوج شياو بينغ وحصل على طفل … بعد شهرين قابل أباك مرة أخرى وهذه المرة …….. مع أمك “.

ملامح شياو لي تغيرت كثيرة في هذا اللحظة فعقد شياو شي أنفاسه وواصل الاستماع في صمت …

” .. ولكن في ذلك الوقت ، كان كل من ابيك وامك منقوعان تماماً بالدم ، وكنت أنت بين أيديهم وكنت غارقاً بالدماء ايضاً ، كان عمرك شهرين تقريباً وكنت فاقداً للوعي بين أحضان أمك ، ساعدهم شياو بينغ ونقلهم لمكان آمن وسري ، كانت أجسادهم مغطاة بالجروح وقد استنفذوا كل ما لديهم من قوة عميقة .. بقيا لبرهة من الزمن قبل أن يصروا على الرحيل لأن الأشخاص الذين كانوا يطاردوهم أقوياء جدا لدرجة أن كامل مدينة الغيمة العائمة كانوا لا شيء أمامهم ، اذا بقوا فربما يتسببون بتوريط شیاو بينغ فقط بعبء ثقيل “

” لم يستطع شياو بينغ منعهم من المغادرة لأنه يعلم أنه ليست لديه القوة على محاربة أعداء لم يستطع حتى والدك التعامل معهم ، في ذلك الوقت رأي شياو بينغ ارادة قوية في عيني والديك رغم أنهم استنفذوا جميع طاقتهم في محاولة الفرار ، وأنه لا يوجد لديهم أمل في الهرب ، لذلك قرر شياو بينغ أن يبادلك سراً مع حفيدي الحقيقي …”

” … في ذلك الوقت ، كان والداك في عجلة من أمرهم للمغادرة ، وكان يخططان للعودة لاحق لاستعادة طفلهم …. بعد مغادرتهما ، جاء شياو بينغ وركع أمامي طالباً الصفح والمغفرة … كان لا يزال شاباً ، وحتى لو فقد ابنه فكان لا يزال يستطيع انجاب الكثير غيره ، ولكن اذا توفي والدك فكان سيتسبب ذلك في انقطاع سلالته تماماً ، واذا حدث ذلك فلم يكن أحداً سيقدر على الثأر له! “

” على الرغم من أن قلبي كان يؤلمني وكأنه اخترق من آلاف السهام ، الا انه في مواجهة هذا الابن الصالح والحنون فكيف يمكن لي أن الومه ؟؟؟ “

” عداي أنا وشیاو بينغ لم يكن أحد يعرف أنه تم مبادلتك حفيدي بك ، في ذلك الوقت كنت تبلغ عدة اشهر من العمر وكنت قد أصبت بالفعل لضرر جسدي وتعافيت أخيراً بعد شهر ونصف .. لكن وريدك كان محطماً ولم تكن هناك فرصة لإصلاحه، في الواقع كان من حسن حظك أن الضرر اقتصر على اورتك وليس حياتك بالنظر لحجم الإصابات “

ضعف صوت شياولي ، وحاول قصارى جهده لإخفاء علامات الألم وتابع : ” بعد أقل من نصف شهر تم اغتيال شياو بينغ وحطمت كامل الاوردة في جسده …. عندما سمعت عن ذلك هرعت الى هناك ، ومع أنفاسه الأخيرة ، قال لي أن الشخص الذي أصابه كان ممن يطاردون والديك في ذلك الوقت ، كانوا هنا لمحاولة اجباره على الكشف عن مكان هروب والديك … قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة كان شياو بينغ مبتسماً لأن كلمات الشخص الذي قتله كانت دليلاً على أنهم لم ينجحوا بعد في إيجاد والديك ، مما يعني أن هناك احتمالية انهم مازالوا على قيد الحياة …”

” ……… ” بدأ قلب شياو شي يفيض بالمشاعر مثل موجة ضخمة وجامحة … وعند النظر الى شعر شياو لي الأبيض ، شعر شياو شي بحموضة لا حد لها في قلبه ، لا أحد كان يعلم مدى حزنه العميق لفقدان ابنه وابنته في القانون ، حتى أنه خسر حفيده الوحيد منذ فترة طويلة .. فلا عجب أن الشيب ظهر على شعره بينما كان لا يزال شاباً … لو كان شخص عادي مكانه في ظل تلك الموجات من النكسات العاطفية ، فربما سبق وانهار منذ فترة طويلة …

شیاو شي لم يكتشف هذه الحقائق المحزنة الا اليوم ، وكان هو السبب في هذه المشاكل بشكل غير متوقع …!!

اذا لم يبدل حياة شياو شي بحياة ابنه فلماذا يتم اغتيال شياو بينغ ؟؟ كيف لحقت زوجته به ؟؟ كيف توفيت زوجة شياو لي من الاكتئاب ؟؟ مع موهبة شياو بينغ التي الا مثيل لها في مدينة الغيمة العائمة فربما كان سيكون منصبه عالية جداً في عشيرة شیاو ، بل ربما كان سيدها الآن، ولم يكن ليعاني شياو لي من اذلال الشيوخ الأربعة ونظراتهم ، بل كان ليكون في مرتبة أعلى واكثر احتراماً …

لقد استخدم شياو بينغ حياة ابنه لإنقاذه … في حين أنه سمح لنفسه وجميع أفراد عائلته من معاناة هذا المصير القاسي …

ولكن بالرغم من ذلك فلم يصدر شیاو لي أي غضب أو حقد عليه هو ( المجرم الرئيسي ) في هذه الستة عشر سنة ، بل أنه حماه وأبقاه آمن وأعطاه الحب الغير مشروط ، حتى بعد معرفة أن أورته العميقة كانت محطمة فكان لا يزال يحبه مثل المعتاد ، ربما كان من الطبيعي أن يعامل الجد حفيده بهذه الطريقة ، لكن أن يعامل طفلا لا تربطه به علاقة والذي تسبب بخراب اسرته بهذا النبل ، فهذا يثبت أنه شخص ذو قلب واسع وكبير ..

ارتعش قلب شياو شي من الداخل واصابة التوتر … هذا الشبل من ذاك الأسد ، لا عجب أن يكون لهذا الجد العظيم مثل ذاك الابن البار شياو بينغ ، لن يستطيع شیاو شي سداد هذا الدين لأسرة شياولي في حياته كلها ….

رؤية عيون شياولي الحزينة جلعت من قلب شیاو لي ينقبض ، فهو لم يعرف أي كلمات ليقولها : ” جدي ، أنا …. أنا …. لمودتك و عاطفتك التي منحتني إياها طوال حياتي ، أنا دائما ….. أنا دائما سوف…”

” هيه هيه ” شياو لي أجاب بلطف ومودة: ” شيأير ، لقد ربيتك منذ كنت طفلاً ، حتى لو لم تكن من صلبي ، الا انه ومنذ فترة طويلة لم تكن تختلف عن حفيدي الحقيقي داخل قلبي ، بما أننا عائلة فكل ما حدث كان يجب أن يحدث لأننا عائلة واحدة ، لا حاجة لامتنانك أو سداد أي دين ، فطالما كنت سليماً وآمناً ، فسأكون خالياً من القلق حتى و تم حبسي هنا طوال حياتي ”

شیاو شي أغلق فمه وبعد لحظات أومأ بشدة وقال في نفسه : ” هذا صحيح ، أنه جدي الآن وسيكون كذلك للأبد! “..

تابع شیاو لي حديثه:” يجب أن تكون تريد معرفة المزيد مما حدث في ذلك الوقت ، لكن شياو بينغ لم يقل الكثير عن والديك ، أما عن سبب مطاردتهما ، فقد قال لي أنهما كان يملكان واحدة من ” الكنوز السماوية العميقة ” ، وقد أبلغني أن هذه الثلاث كلمات تعد من المحرمات ويجب ألا تقال أبداً في وجود الغرباء “.

كنز سماوي عميق ؟؟ تفاجأ شياو شي عند سماعه هذه العبارة …

” منذ الوقت الذي غادر فيه والديك لم أحصل على أخبار عنهم في هذه الستة عشر عاما ، فلو كانوا على قيد الحياة لكانوا عادوا ليبادلوا ويسترجعوا طفلهم الخاص … فرغم أني انتظرت كثيراً لكنهم لم يرجعوا … لكن هذا لا يثبت أنهم غادروا هذا العالم … منذ أن كنت طفلا ، أخبرتك ألا تزيل هذه القلادة أبداً من عنقك ، وكان ذلك لأنه الشيء الوحيد الذي قد يساعدك على العثور على والديك ان كانا لا زالا على قيد الحياة ، وربما تكون الدليل الذي يساعدكم على التعرف على بعضكم البعض …”

في الواقع ان كانا لا يزال على قيد الحياة ، فانهما قد عادا الى مدينة الغيمة العائمة وتبادلا الطفلان مرة أخرى ، الا أنهما لم يعودا لستة عشرة سنة كاملة ، وبالتالي فان احتمالية كونهم على قيد الحياة … كانت ضعيفة جدا …

لكن لو كانوا على قيد الحياة فهل هذا يعني أن طفل شیاو بينغ لا يزال حية هو أيضا ؟؟؟ …

كما غطت الغيوم السماء كان وقت انتهاء فعالية حبة الاخفاء قد اقترب تدريجية والوقت حان لشياو شي لمغادرة المكان ..

” جدي ، عمتي الصغيرة … يجب أن أذهب الآن، “، على الرغم من أنه كان متردداً الا انه لم يكن لديه خيار سوى قول هذه الجملة الصعبة التي لم يرد نطقها …

أومأ شياو لي برأسه وأخذ نظرة حوله قبل أن يقول: ” يجب أن تسرع بمغادرة المكان ، اذا تم اكتشافك فسيصبح الأمر أكثر ازعاجاً ” ..

” آه؟ أنت… بالفعل سترحل ؟؟؟ ” رفعت شیاو لينغ شي رأسها بسرعة وأمسكت بشياو شي بقوة بكلتا ذراعيها …

مشاهدته لنظرة شياو لينغ شي المثيرة للشفقة جعلت قلب شياو شي يشعر بالمر ….

كان يتمنى من أخذ جدته وعمته الصغيرة معه بعيداً عن هذا المكان…. ولكن مع حالته الراهنة ، فبأي حق يفعل ذلك ؟؟ ما القوة التي يملكها لحمايتهم في العالم الخارجي ؟؟ بدلا من ذلك فسيكون عبئا عليهم لا أكثر …

وقف شياو شي وأمسك بيد شياو لينغ شي ، وقال وهو ينظر في عينيها : ” عمتي الصغيرة، يجب أن أذهب … ولكن لا داعي للقلق ، في غضون ثلاث سنوات ، أنا سوف أعود !! وفي ذلك الوقت ، سوف أرفع عنكما الظلم والألم وأعيده لهم ألاف الأضعاف … سوف أجعل من كامل عشيرة شياو تركع وتتوسل اليكم لترك هذا المكان !! “

بواسطة :

Malek198

Against the Gods

36 الفصل